بترايوس: تنظيم «الدولة» وإيران خطران على أمن أمريكا… وليس من مصلحة واشنطن التعامل مع الأسد

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: في مقابلة مع قائد الجيش الأمريكي السابق في العراق الجنرال المتقاعد ديفيد بترايوس قال فيه إن تنظيم «الدولة» الإسلامية أخطر على الأمن القومي الأمريكي من الولايات المتحدة. وتحدث بترايوس لجيفري غولدبيرغ من «ذا أتلانتك» على هامش مهرجان «الأفكار الكبيرة» في مدينة أسبين في ولاية كولورادو أنه طرح سؤالا على بن رودس نائب مستشارة الأمن القومي وليندزي غراهام النائب الجمهوري: أيهما أخطر إيران أم «داعش»؟ فأجاب رودس بدون تردد «داعش» وكذا غراهام بدون تردد «إيران/الحرس الثوري».
ويعلق بترايوس ان بن (رودس) محق في حديثه عن التهديد على الولايات المتحدة وتهديد تنظيم «الدولة» على المنطقة وتهديد المتطرفين السنة على حلفائنا في المنطقة وأوروبا وفي كل مكان في العالم، مشيرا إلى الهجمات الأخيرة التي نفذها التنظيم وتؤكد هذا الموقف.
وفي السياق نفسه يبدو غراهام محقا «من أن الميليشيات الشيعية الوكيلة عن إيران خطيرة جدا وتحس بهذه الإمكانية في الحرب الأهلية السنية- الشيعية الشاملة».
ويعتقد بترايوس أن نجاح تنظيم «الدولة» كمنظة يجعل منه تهديدا على الولايات المتحدة. وأن نجاح الجهاديين التابعين لداعش يبدو من خلال التجنيد عبر الإنترنت «وحجم التبشير الذي يمكن أن يقوموا به عبر الإنترنت مع أشخاص يحاولون تجنيد أنفسهم بأنفسهم» عبر الإنترنت.
ويستبعد بترايوس نجاحهم في الولايات المتحدة على نفس القدر الذي حققه منفذو هجمات إيلول/سبتمبر 2001، ولكن خطورة التنظيم بدت من الطريقة التي تصرف فيها نتيجة للتجنيد.

هل أخطأت أمريكا؟

وفي رد على سؤال إن كانت الولايات المتحدة مخطئة بعدم مساعدة وتدريب المعارضة للنظام عام 2011 «لو قمت بتقديم النصح لكانت نصيحتي عملية سرية وهو أمر لا يمكنني الحديث عنه.
ولدى «نيويورك تايمز» المذكرات لبقية المشاركين». في إشارة للنصيحة التي تقدم بها وزير الدفاع في ووزيرة الخارجية في حينه هيلاري كلينتون للرئيس باراك أوباما بضرورة تسليح المعارضة المعتدلة.
ويوافق بترايوس أنه لو كان من الناحية «النظرية» مديرا للوكالة لنصح بهذا الاتجاه. وقال بترايوس إن الولايات المتحدة بحاجة لقوة في سوريا يمكن دعمها وأنه ليس في صالح الولايات المتحدة دعم النظام السوري لبشار الأسد.
ويرجع البعض الفضل لبترايوس تشكيل استراتيجية مكافحة التمرد في العراق وزيادة عدد القوات الأمريكية التي أنهت تهديد تنظيم القاعدة أو الدولة الإسلامية في العراق.
ويرفض بترايوس الربط بين غزو الولايات المتحدة للعراق والربيع العربي «لم أفكر في حياتي أن هناك صلة بين العراق وبائع الفاكهة الذي حرق نفسه في تونس، والتصدع في البناء الذي بدا قويا وظهر أنه هش».
ويشير إلى مصر التي لم تكن مختلفة «عندما كنت ألتقي بمبارك (الرئيس المصري السابق حسني) بصفتي قائدا للقيادة المركزية كان يميل نحوي ويضع يده على ركبتي مثل أب ويقول «جنرال، لا تنس أبدا الشارع العربي، استمع للشارع العربي». وأود أن اعود إليه وأقول «سيدي الرئيس، ماذا عن الشارع العربي وكل ما كنت تقوله؟». ويرفض بترايوس فكرة تراجع أمريكا أمام صعود الصين.
ويشير إلى أن تنظيم «الدولة» الإسلامية أعاد للأذهان كل الحروب التي خاضتها أمريكا والنكسات التي حدثت، ومع ذلك فالولايات المتحدة قوية.
ويقول إنه سئل في لندن عن القرن الذي سيلي القرن الأمريكي وكان السائلون يتوقعون أن يجيب بالقرن الصيني لكنه أجاب «العقود الشمال أمريكية».

إيران

وفي الموضوع الإيراني لم يستبعد بترايوس استخدام القوة مع إيران لأن الإدارة كانت واضحة أن الملف النووي الإيراني مختلف جدا جدا عن أي موضوع.
وعن الدور الأمريكي بمنع إسرائيل ضرب إيران، أكد أن إسرائيل كانت تعرف حدودها وأنها لن تكون قادرة على ضرب مشروع مدفون تحت الأرض لأنها لا تملك الأسلحة اللازمة. ويرتبط الملف النووي الإيراني بموضوع الحرب في سوريا وهناك قلق عربي من إطلاق يد إيران في المنطقة بعد رفع العقوبات عنها.
ويواجه حلفاء إيران في المنطقة مصاعب خاصة النظام السوري الذي استثمرت فيه طهران الكثير وتحاول منع سقوطه. لكن الخسائر التي تعرض لها الجيش السوري في الأشهر الأخيرة جعلت من سيناريو سقوط الأسد أو تراجع قوته بحيث تتركز في مناطق لا تتعدى خمس البلاد بات واقعيا، فقد تراخت يد النظام في الجنوب والشمال.
وفي الوقت الذي يعتبر فيه تنظيم «الدولة» العدو الأول الآن بسبب تهديداته لدول المنطقة وخطط بريطانيا لتوسيع تدخلها في سوريا ترى أصوات أن الخطط البريطانية ليست واقعية لأسباب أنها جاءت متأخرة ولن تحقق أهدافها الحقيقية.

غير عملية

ويرى باتريك كوكبيرن في «إندبندنت أون صاندي» أن الخطط البريطانية «تفتقد الجدية»، في إشارة للرد الإنتقامي الذي تريد بريطانيا تنظيمه على مقتل سياحها في تونس.
ويرى أن تأخير إضافة سوريا إلى قائمة الغارات الجوية ضد تنظيم «الدولة» في العراق يعكس تناقضا في الإستراتيجية الأمريكية وبالضرورة البريطانية تجاه تنظيم «الدولة» الإسلامية.
ويلاحظ الكاتب ان النقاش الذي طرحته الحكومة يحاول تقديم انطباع حول استمرارية الجهود البريطانية في سوريا أي بين ضرب تنظيم «الدولة» عام 2015، إن صادق البرلمان عليه وبين الهجوم الكيميائي عام 2013. وما لم تذكره الحكومة هي انها كانت ترغب في عام 2013 المشاركة بضرب الجيش السوري واليوم تريد ضرب منافسه وهو تنظيم «الدولة».
ففي البيان الصحافي الصادر عن 10 دوانينغ ستريت أكد على وجود استمرارية بين المحاولتين «لقد اعتقد رئيس الوزراء منذ مدة أن تنظيم «الدولة» يمثل تهديدا على بريطاني ويجب تدميره في سوريا مثلما في العراق. وهذا ما قاله تماما في نقاش البرلمان بإيلول/سبتمبر الماضي. فقد قدم مبررات قوية لتدخل بريطانيا في سوريا ولا يزال هذا موقفه، ولكنه قال أيضا إنه يريد إجماعا في المجلس».
ويعتقد كوكبيرن أن الرجال الاشرار «داعش» في الرقة لن يلقوا بالا للنقاش في البرلمان. فالحقيقة المرة أنه وبعد أربعة أعوام من الحرب لا تعرف بريطانيا مع أي طرف تقف فيها. ويشير هنا إلى شكوك كريسبين بلانت مسؤول لجنة الشؤون الخارجية بمجلس العموم حيث عبر عن إحباطه من أن النقاش حول سوريا لن يكون له أثر على النتيجة.
ويرغب والحالة هذه بقرار تدخل «يحسم المعركة» وهو بعيد التحقيق لأن 5.000 غارة جوية فشلت في احتواء التنظيم الذي لا يزال يحقق مكاسب في العراق وسوريا.
ولاحظ عدد من النواب معضلة بلادهم فبحسب النائب جوليان لويس رئيس لجنة الدفاع في البرلمان أن الحكومة رغبت في الماضي باسقاط الأسد دون أن يساعد هذا القاعدة أوالجماعات الأخرى التي أصبحت «داعش». وعلى ما يبدو أننا الآن نريد التخلص من داعش دون مساعدة الأسد. وهما أمران متناقضان، وهو خيار بين أشرار».

لم يخسر بعد

ويشير الكاتب إلى لعبة التناسب بين النظام الذي لا يسيطر إلا على ثلث البلاد و»تنظيم الدولة» الذي يسيطر حسب المرصد السوري لحقوق الإنسان على نصف البلاد. لكن النظام بيده معظم المدن السورية ودمشق، ولكنه يخسر العديد منها لتحالف تقوده «جبهة النصرة». وفي الجنوب قد يخسر درعا لتحالف من فصائل تقدم نفسها على أنها أكثر اعتدالا من النصرة وتمول وتسلح من مركز العمليات العسكرية في عمان والذي يعمل فيه ضباط من الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ودول أخرى معادية للأسد.
صحيح يقول الكاتب إن دولا دعمت وعبر العصور عددا من الأطراف في الحروب الأهلية لكن الوضع في سوريا غير ممكن لأن تنظيم «الدولة» الإسلامية والجماعات المتطرفة هي التي ستستفيد من إضعاف الأسد.
ويشكك في نوايا الجبهة الجنوبية وينقل عن ما كتبه آون لوند في موقع «سيريا إن كرايسس» حيث قال إن تبني مركز العمليات العسكرية قدم لها نقطة اتصال ويبدو أنها انتهازية اكثر من كونها مخلصة. ويرى الكاتب أن قوات الأسد مجهدة لكنها ليست على حافة الهزيمة، وتراجع أمل الأسد بالسيطرة على كامل حلب والتقدم في مناطق المعارضة.
ومن الخطأ الإعتقاد أن ضرب بريطانيا ل»تنظيم الدولة» سيؤمن نظام الأسد «فعسكرة السياسة في سوريا منذ عام 2011 أفادت كل من الأسد و»تنظيم الدولة»، وتركت السوريين المعارضين لكل تنظيم «الدولة» و»النصرة» أكثر خوفا من قوات الأسد الذين لم يكن أمامهم إلا القتال والموت مع الجهاديين.
وفي المقابل فإن كنت علويا أو درزيا، مسيحيا أو سنيا عاديا يعمل مع الحكومة المركزية فأنت محق للخوف من سقوط الأسد»، «العلويون للقبر والمسيحيون إلى بيروت» ولا خيار إلا البقاء مع الأسد.
ومن المقترحات التي يقترحها الكاتب هنا عملية جوية مشتركة بين النظام والطائرات الأمريكية ضد تنظيم «الدولة» شرط أن يوقف النظام براميله المتفجرة.
وعندها سيشعر داعموا الأسد بأنهم لا يخوضون حربا وجودية والسكان في مناطق المعارضة أنهم آمنون وعندها يتم الحديث عن مبادرات ووقف إطلاق النار.
ويقول في حالة بدأت القوات السورية بالإنهيار فمن المحتمل أن نقوم بدعمها سرا لمنع تنظيم «الدولة» والنصرة من السيطرة على كامل سوريا. و«عوضا من هذا علينا دعم الجيش السوري علنا كي يكون لدينا نفوذ على الحكومة في دمشق».

لا صفقة مع النظام

يعارض جيمس روبن الذي عمل مساعدا لوزير الخارجية في إدارة بيل كلينتون أي تعامل مع الأسد. وكتب في «صنداي تايمز» «يجب أن نضرب في سوريا ولكن لا صفقة مع شيطان دمشق». ويرى أن فشل بريطانيا بضرب النظام السوري عام 2013 راجع لتدخل المعارضة العمالية التي أفشلت مشروع القرار، ووجد إد ميليباند زعيم العمال في حينه فرصة لتحسين موقفه في السياسة الدولية. وأجبر القرار البريطاني أوباما لتحويل الأمر على الكونغرس وكان واثقا بمعارضته للقرار.
ويرى روبن أن هذا التاريخ المؤسف يشرح وإن بشكل جزئي الكارثة السورية التي قد ستصل أثارها يوما ما إلى الغرب كما في الهجمات الإرهابية في تونس.
وفي تعليقه على الخطاب المتشدد الذي برز من ديفيد كاميرون، رئيس الوزراء البريطاني يتساءل عما تريد الحكومة فعله من أجل منع «التهديد الوجودي» من تهديد وجودنا. فمشاركة الطيارين البريطانيين في الغارات على سوريا ستكون «بداية جيدة». ولكن المسؤولين العسكريين يقولون إن مستوى الغارات لن يتغير.
فمساهمة بريطانيا في الغارات على العراق لم تتجاوز 5%. وهي ليست كافية لهزيمة تنظيم يتدفق إليه الآلاف من كل مكان ويسيطر على المناطق الواسعة. فحتى أسامة بن لادن لم يكن لديه الحرية هذه وكان عليه التفاوض مع طالبان لجلب المقاتلين وبناء معسكرات.

جيش متحرك

ويضيف إلى أن تنظيم «الدولة» منشغل بتوسيع قاعدته دوليا وفي كل يوم يحصل على مبايعة حركة.
ولكن مواجهته في مناطقه تحتاج لأكثر من غارات جوية. وذلك لأن تنظيم «الدولة» لديه جيش متركز في مناطق معينة بدون طائرات أو منشآت عسكرية.
ويحتاج التحالف لضربه لوجود عدد صغير من القوات الخاصة تقوم بتحديد الأهداف للطائرات. ويطرح في نهاية مقاله ما يتحدث عنه الواقعيون الذين يدعون لدعم نظام الأسد لأن العدو مشترك. وجوابي على هذا بلا مع أنني أتفهم لماذا يتوصل البعض لنتيجة مختلفة. فبالنسبة للقيادة الأمريكية والبريطانية هناك بديل عن الأسد: العمل مع الأردن وتركيا في شراكة طويلة الأمد. وأظهرت تركيا بالتحديد استعدادها أن تكون قوة على الأرض. وفي حالة قدم الناتو الدعم الجوي للقوات التركية وتوفرت القيادة لإقناع أنقرة بجديتنا ومواصلة القوة فعندها سنتجنب مقايضة الشيطان مع الديكتاتور السوري الذي يعول عليها منذ وقت طويل». ومن مصلحة تركيا التعاون فهي تواجه تحديا كردي في شمال سوريا وتحدي دخول الجهاديين عبر حدودها. فرغم الجهود التي قامت بها للحد من تدفقهم لا يزال المهربون قادرون على إدخال الراغبين بالوصول لـ»الخلافة».

قرقميس

وفي تقرير أعده يوسف سيمان لموقع «دايلي بيست» لاحظ فيه الأثر المدمر لعملية التهريب على بلدة قرقميس القريبة من الحدود مع سوريا والتي يتخذها المهربون مركزا لعملياتهم. ومع أن السلطات التركية أغلقت المعبر بين سوريا وتركيا إلا أن التهريب لم يتوقف «يمكننا المساعدة في عبورهم إلى الجانب الآخر».
ويقول التقرير إن سقوط تل أبيض بيد مقاتلي الحماية الشعبية الكردية حرم تنظيم «الدولة» من معبر سهل للبضائع والمسافرين. لكن الجهاديين لا يزالون يسيطرون على عدد من المناطق القريبة من تركيا وطولها 45 ميلا منها جرابلوس التي تواجه قرقميس التركية شهدت حركة نقل كثيفة.
ورغم وجود التهريب منذ وقت طويل وأزمنة تعود للحرب العالمية الأولى إلا أن سياسة الحدود المفتوحة التي انتهجتها تركيا خلال الحرب الأهلية السورية شجعت التهريب ولم تستطع السيطرة عليها نظرا للحدود الطويلة مع سوريا- 566 ميلا- ويقول سكان قرقميس أن البلدة خسرت نصف سكانها بعد سيطرة تنظيم «الدولة» على الجانب الآخر من الحدود في كانون الثاني/يناير 2014 «هذه البلدة تحولت إلى قرية صغيرة بعد تنظيم «الدولة» يقول متين دمر أحد سكانها.
فقد أدى إغلاق الحدود وعدم السماح للبضائع بالمرور منها لهجرة الكثير ن سكانها. ويملك دمر محلا للكباب قرب الحدود.
وتأثر عمله حيث كان يبيع 500 ساندويش في اليوم. وكذا تأثر عمل المهربين بعد بناء جدار على الحدود قبل 18 شهرا. ويقول «يعتمد الاقتصاد هنا على تجارة الحدود، المطاعم ومكاتب الوسطاء، وكلها أغلقت».
ويقول سكان إن مقاتلي تنظيم «الدولة» أحيانا يلوحون بأيديهم للجنود الأتراك المرابطين على الجانب الآخر وهناك من قال إنه شاهد مقاتلين في بلدتهم يحاولون العبور إلى سوريا. ويقوم السكان باستدعاء الشرطة عندما يشكون بوجود مقاتلين حيث يعتقلون. وزادت تركيا معدلات ملاحقتها للجهاديين ومتطوعين أجانب.
ومادام الحديث عن الراغبين بالهجرة لأرض «الخلافة» ذكرت صحيفة «ميل أون صنداي» أنها استطاعت الاتصال عبر التويتر مع أميرة عباسي إحدى الفيتات البريطانيات الثلاث اللاتي هربن من بيوتهن في لندن بشباط/فبراير هذا العام واختفين ليظهرن في عاصمة «الخلافة» بالرقة.

أميرة عباسي

وقالت عباسي وهي صغرى الثلاث أن أي فتاة تنجح في الوصول إلى غازي عينتاب جنوب تركيا تهرب عبر الحدود إلى سوريا ويتم ربطها مع الإخوة حيث «يضعونها في مقر مؤقت مع أخوات، ثم يأخذونك إلى المدينة الرئيسية ـ الرقة- بعد عدة أيام وبعدها تقررين إن رغبت بالزواج أم لا».
وتحدث مراسل الصحيفة أبول طاهر»مع الفتاة على مدى أسبوعين حيث أعطاها فكرة أنه «أخت» ترغب بالسفر إلى سوريا. وعرضت عباسي المساعدة. وأكدت أن لا حاجة «للتزكية» وما عليها إلا ان تحجز تذكرة سفر إلى اسطنبول أو أنطاليا والسفر عبر الحافلة إلى غازي عينتاب وعندها تساعدها بالوصول إلى سوريا.
وتكشف المحادثة عن عزلة عباسي حيث قالت إنها لم تشاهد صورة المسلح الذي قتل السياح البريطانيبن.
وبدت متشككة في نواياهم حيث علق الصحافي «لماذا تضحكين؟ إنهم سياح». أجابت عباسي متشككة «إبحثي واقرئي أكثر». وأكدت أنها واحدة «من ثلاث بنات سافرن إلى الرقة قبل أربعة أشهر «وكنت في عمر الـ15 عاما» حيث هربن من «تاور هاملت» في شرق لندن، ولكنها تقول إنها ليست بنغالية «أنا حبشية من أثيوبيا».
وتعبر عباسي عن ذكرياتها في شرق لندن وكيف أنها تفتقد العائلة «ومن لا يفتقد عائلته». و»لكنك تتغلبين على هذا الشعور لأنك تركت كل شيء وراءك في سبيل الله.
والله سيستبدل هذا بشيء أحسن». وقالت عباسي إن العيش في «الدولة» «أفضل بكثير من العيش في دار الكفر».
ونصحت عباسي بأهمية إختلاق قصة لخداع العائلة «فقط قولي أنك خارجة لمراجعة الدروس، ولن يوقفك أحد بالمطار».
ونصحت بعدم حجز التذكرة عبر الإنترنت «لا إدفعي نقدا واذهبي إلى مكتب السياحة، واختاري وكالة يديرها أسيوي، فهم لا يريدون إلا المال، ولم يسألوني، احجزي لاسطنبول. إذهبي إلى بريكلين ـ شرق لندن».
وعندما سأل مراسل الصحيفة عباسي إن كانت تزوجت أجابت «لا استطيع إخبارك». ومن النصائح التي نصحت فيها «أحضري معك حمالات صدر، فلديهم أسوأ حمالات صدر هنا، وأحضري خمارا، لونه أسود، وتأكدي من إحضار نقود معك. قدر ما تستطيعين».
يذكر أن عباسي كانت قد هربت مع شميما بيغوم 16 عاما وكديزة سلطانة 16 عاما. وكن يدرسن في «أكاديمية بيثنال غرين» في شرق لندن.

qal

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية