بجعـة

اليوم، يوم كتابة المقال، كان يوما عسيرا، إجتاحني شعور بالغربة والوحدة لم يمران علي بهذه القوة منذ زمن. في حديث لي صباح اليوم مع بعض الأصدقاء، دار حوار حول تاريخ القرآن: كتابته، اللغة المستخدمة، علامات التنقيط والترقيم المضافة لاحقا، شخوص المساهمين في عملية التجميع، خطوات التوثيق ومراحله. كنت أرى الغضبة وقد أخذت فقاعاتها تتناثر على وجه محدثي، الا أنني لم أتوقع الوصول لمرحلة الغليان. قلت له رأي مخالف وأشرت لأبحاث المستشرقين والعلماء الألمان الذين لربما لهم الباع الأطول في هذا المبحث، الا أن محدثي، الذي تفاجأ تماما من إشاراتي هذه مؤكدا أنه لم يسمع من قبل بأي بحوث تشير لإختلاف آراء حول مراحل كتابة وتجميع القرآن، لم يعط لرأيي متنفسا، لم يعط لنفسه الفرصة لبحث المعلومة التي أفضيت له بها والتي، وكما أقررت له أنا، قد تكون صحيحة وقد تكون خاطئة. إنتهينا الى فورة غليان تفاجأت أنا منها رغم كل مقدماتها.
دار بعدها حوار بيني وبين صديقة لي، قالت، لربما التساؤل والنقاش ليسا الإختيار الأمثل في مجتمعنا، ندع الناس لم يعتقدون وللمعلومات الرائجة التي يعرفون. فكرت كثيرا في رأيها، فتنازعني توجهان أولهما أن أكون رحيمة فلا أؤذي مشاعر الآخرين ولو بإطلاق رأي، فمعظم أصحاب العقيدة، أيا كانت، يجدون صعوبة بالغة في تخطي الخطوط الحمراء، في الإطلاع على الخفي المخفي، في البحث في التاريخ الذي قد يكشف جوانب ما كانوا ليرغبوا في التعامل معها. أليس من الرحمة وحسن التعامل مع الناس عدم إثارة الشكوك تجاه المسلمات وتركهم في راحة المعرف والسائد والمقبول؟ ما أن أنتهي من هذا التوجه حتى ينازعني نقيضه، أن أكون مقدامة لا متراجعة، فلا أختار طريق السكوت السهل الذي سيريحني من وجع غضبات المتحاورين ومن جهد الجدال الذي يبدو عقيما في الكثير من الأحيان والذي سيضمن لي الرضا والقبول، فالتغيير لا يحدث عندما نسلك الطريق السهل فنهرب من الحوار أو نترفع عنه أو نتكاسل تجاهه. وهكذا بقيت الفكرتان تتنازعاني: السكوت فالراحة أم الحوار فتحريك المياه الراكدة؟ السكوت فالقبول وعدم جرح مشاعر الآخرين أم الحوار فالنفور وإيجاع الآخرين ووضعهم في مواجهة أفكار وأخبار لا تتحملها النفوس بإيمانياتها التقليدية ومعتقداتها التامة التي لا مجال للتفكر بها؟
في طريق عودتي للبيت فتحت صفحة إنستغرام صديقة أخرى لي، فإذا هي في نزهة غداء مع ثلاث صديقات أخريات، كلهن ظهرن بحجابات رؤوسهن الجميلة «المودرن»، كلهن بدين سيدات عصريات مثقفات جميلات مستمتعات بالحياة دون نزاع أوعراك أوتصادم مع السائد. بدت هذه السيدات ممسكات بالعصا من منتصفها، الدين في ضفة، والحياة بمتعها في الضفة الأخرى، الاستمتاع بأسلوب الحياة الحديث الذي هو نتاج حضارة غربية بنيت على الشك والتساؤل والبحث في كل ثابت مقدس في ضفة، ورضا الناس وقبولهم وإحتوائهم لهن في ضفة أخرى، فلم لا أكون أنا كذلك؟ لم لا يكون لي نصيب من هذه الحياة؟ إنتابني لحظتها شعور حارق بالغربة، كأنني لا أعرف صديقة عمري هذه الظاهرة في الصورة، كأنني بعيدة ملايين السنوات الضوئية عن حياة صاحبات الصورة، عن ابتساماتهن، عن خروجاتهن الحميمة، الغداءات المرحة، الحوارات التي تتفقن كلهن عليها، دون تساؤلات أو اعتراضات أو آراء مخالفة ومباحث جديدة وشك وظن وتفكير، فقط إتفاق يجعلهن جميعا جزء من كيان واحد، يضعهن جميعا في حماية بعضهن البعض. كم هو جميل ومريح الشعور بالانتماء.
حين يوحش الطريق أتصل أمسي على والدي، فقط سماع صوته يعيدني الى شيء من نفسي، أعود للبيت مسرعة لأحكي لزوجي، أسرد الأحداث فيرد علي بصيغة الجمع: «هذا رأينا، نحن واثقون من موقفنا» فيعود لي شعور الطمأنينة ويهدي قلبي أمان الانتماء الى صفه. أقول له إنني أشتاق أن أتحدث مثل الصديقات، أن أنتمي لهن مثلهن، أن لا أكون مادة التندر بسبب اختلاف مواقفي وآرائي حين تأخذنا الحكايا، مرة أريد أن أن أنتمي لدائرتهن، أن أنظر الى الخارج من الداخل، أن أكون في حماية المجموعة، أن أتندر معهن على «المجانين» الذين يقولون ما لا يقال ويمشون عكس السير، لم أعد أطيق أن أكون «البجعة المختلفة»، أريد أن أكون بجعة تحبني وتشملني بقية البجعات. يخفف عني زوجي: يا ستي أنا أحبك رغم عنقك الملتوي وريشك المختلف، أضحك معه على الدعابة، أغلق عينيّ، أرى بجعة منتوفة الريش، يرق قلبي لها، عبيطة مسكينة.

بجعـة

د. ابتهال الخطيب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سيف كرار ،السودان:

    متابعة …عندما ينظر المسلم الي اختلاف الائمة وعلماء الدين في مسألة تخص القرآن واختلافهم والدخول في عالم سيكلوجية الشك ،هذا ينذر بولادة دنيا وحقل جديد لة تبعاتة قد تكون سلبية او ايجابية ،المهم نحن كمسلمين ان نقول ..اسلمنا امرنا للة..من اختلافات الصحابة والائمة كمثال لذلك ..مسألة ماهي آخر آية نزلت في القرآن ؟ قيل ان آية …اتقون يوماً ترجعون فية الي اللة..هي آخر ما نزل من الق آن علي الرسول وهي في سورة البقرة ،وقيل ان جبريل قال الي الرسول ..ضعها يامحمد بعد الاية ٢٨٠ من البقرة ..وبعضهم ذكر ان آخر آية نزلت في القرآن هي في سورة الرباء…. المهم نحن كمسلمين نؤمن بالقرآن الكريم وآياتة انها منزلة من اللة ومرتبة ،ولاندخل في صراع حول اشكالية الفرق بين القرآن والمصحف كما فعل احد المفكرين …..عندما ذكر ان المصحف كتبة انسان بيدة واخلط بين الانزال والتدوين والكتابة بالريشة والحبارة اوبالقلم!!.يتبع لاحقاً…

  2. يقول أحمد -لندن:

    الأخ سلام عادل (ألمانيا)

    إليك بعض يسير من مركز احصائيات بريطانيا

    اكثر من ١٠ مليون مواطن أي تقريبا١٨٪؜ من عدد السكان يشربون الكحول بشكل خطر على الصحة
    ٣٨٪؜ من طلاب المدارس شربوا الكحول في عمر ١١-١٥
    ٦٠ مرض مرتبط بشرب الكحول بشكل مباشر حسب احصائيات منظمة الصحة في بريطانيا أهمها السرطان و الاكتئاب
    ٧٪؜ من دخول المستشفيات مرتبطة بالكحول ٢٠٪؜ منها لها علاقة بالسرطان
    ٢.١٪؜ من الوفيات سببها أمراض مرتبطة بالكحول مباشرة من غير الحوادث
    ٣٣٪؜ من حالات الاعتداء على الأطفال سببها بالكحول

    اكتفي بهذا القليل من فيض كبير من الإحصائيات

    1. يقول منى-الجزائر:

      البارحة فقط وتأكيدا على ماتفضلت به استاذ أحمد -لندن..حدثني طبيب عن آخر دراسة اجراها الباحثون حول آثار الكحول المدمرة للخلية وكيف ان الخلية تتقسم وتتحول حتى يصاب جسم الانسان بامراض ليس اخرها السرطان..
      وهاهو الرابط لمن يريد التأكد…
      https://www.facebook.com/ScienceetVieMag/videos/1583395965108680/

  3. يقول غادة الشاويش- ادلب الشهيدة التي لن تنكسر:

    يتبع :
    د ابتهال اتذكر وهي تجربة شخصية نفس الشعور بالغربة ن كنت ارهب الى حد الفرق من الاطمئنان للبعد العاطفي والقيمي في اي فكرة يعتنقها الناس لان كل طلاب الخير في عالمنا سيعتنقون ما يتوافق مع ميولهم للعدل والرحمة السلام العالمي ولكنهم في معتقداتهم مشارب شتى كان المشهد الذي اثار رعبي هو صورة لامراة بوذية تغرق بالدعاء في معبد وتبكي وتكرر هذا امامي من زميلاتي المسلمات وهن يسمعن القرءان المجيد ومن رفيقاتي المسيحيات بل وحتى الشيوعيات ! اذن لا بد من بحث متجرد لا يكتفي بالزخم الاخلاقي الرفيع الذي تشابهت كثير من الاديان به بل لا بد من طرق باب المعتقدات حول الاله واللا اله ! حول هل هناك حياةاخرى وهل هي فعلا موجودة اوضرب من امالنا في الخلود وتعبير عن مقتنا للفناء وتعطش منا للعدل وكان لا بد من امتشاق الشجاعة والاطلاع على كل الكتب الدينية في مفهومها الابعد من الكتب السماوية اي حتى الشيوعيةلها تصور عن الوجود -اعتذر اراه موغلا في الغباء والبدائية – وطبيعة تشريعية واتذكر انني وانا اطلع على الكتب السماوية لمحت قصة ابراهيم في القرءان وتصدي المسيح عليه السلام للفريسيين في فلسطين واسست منهجي كلمة لموسى تخبر كل باحث عن الحق انه يجب ان يكون جاهزا للغربة ومخالفة المجموع على طريق معتقداته ما دام انه جزم بانها الاصوب قال موسى (ان تكفروا انتم ومن في الارض جميعا فان الله لغني حميد ) ! شخصية قوية تتحدى الكرة الارضية وتسقط ثقل العدد امام الحق الثابت ولو اعتنقه فرد !سخرية ابراهيم من منطق قومه (بل فعله كبيرهم هذا فاسالوهم ان كانوا ينطقون ) ! وكل قصص الانبياء الذين هم في منطق التاريخ افراد اسسوا لثورة ثقافية وعقائدية عانوا من غربة واضطهاد ..
    *القرءان الكريم حفظته امة امية لا تكتب ولا تقرا ونقله جمع عن جمع يستحال تواطؤهم على الكذب باتصال السند الى رسول الله ولا زلت اتذكر شهادة سند حفظي لكتاب الله الذي تلوته غيبا على استاذة تلته هي الاخرى غيبا وهكذا الى ابي بن كعب الى رسول الله وبيني وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم ٣٥حافظاولهذا مسائل التنقيط وحرق المصاحف واختلاف القراءات هي مباحث يدرسها ااباحث في علوم القرءان لكنه يضيع الوقت اذا تجاهل حقيقة ان ميثاقية القرءان نابعة من ان نقله ليس كتابيا بل بحفظ العرب تماما كالشعر الجاهلي وان الكتبة في جزيرة العرب قلة وطبقة خاصة وان من اموا بالصلاة اميون عرب !

  4. يقول أحمد - لندن:

    يتبع… الى الأخ سلام عادل (ألمانيا)

    رغم كل الإحصاءات اللتي من المفروض ان تدفع الحكومة لفعل شي لكن لم نرى صور لاطفال يعتدى عليهم او صور لكبد متشمع من الكحول او صورة سرطان بسبب الكحول على عبوات الكحول أسوة ب علب التبغ. اذا الامر ليس سيان بين التبغ و الكحول.

  5. يقول المغربي-المغرب:

    بالاضافة الى ماذكره المتميز الاخ احمد من لندن…والمتميزة الاخت غادة من سوريا…فانني اعتقد…اقول اعتقد وليس اجزم كما يقول بعض الانطباعيين….، بان هذه المواضيع ذات الطبيعة الفكرية والعلمية لاتقبل التسرع في الحكم او المعالجة التحليلية…لانها ترتبط بعمق زمني وتاريخي وفكري يستلزم تفكيك مالايعد ولايحصى من العناصر المتذاخلة..لتشكيل فقط منظور مفاهيمي جدير بالاعتبار كما وكيفا…، كما انها ايضا لاتسعف في ربطها باهداف غير علمية…والا لكان المستشرقون على دقتهم الاكاديمية والنظرية قد اكتسحونا من قبل….ولما وصل الامر بكثير منهم الى الاقرار في نهاية المطاف بعظمة هذا الدين وهذا الفكر وهذه الحضارة….واختم بمقولة لمثقف صديق من الجوار الاسباني…وهي…ان مشكلة الغرب مع الاسلام هي في قدرته على الانتشار في اوساط النخب…بعكس الديانات الاخرى التي لاتجد حظها الا مع البسطاء…والراغبين في الهجرة….، واضيف بان خير مثال على ذلك ولازال طريا طازجا هو اسلام السياسي الالماني الذي كان متعصبا للعنصرية الارية ومعاديا للاسلام…وشكرا.

    1. يقول غادة الشاويش ادلب الشهيدة التي لن تنكسر:

      اخي المغربي ليس من قبيل مبادلة الاعجاب بمجاملة اعجاب ولكني اثني فعلاوعلى تعليقك الرائع الذي له علاقةةحتى باسس التجديد الديني وتحديدا المقطع المهم التاليى(هذه المواضيع ذات الطبيعة العلمية والفكرية لا تقبل التسرع في الحكم او المعالجة التحليلية لانها ترتبط بعمق زمني وتاريخي وفكري يستلزم تفكيك ما لا يعد ولا يحصى من العناصر المتداخلة لتشكيل فقط منظور مفاهيمي جدير بالاعتبار كما وكيفا )
      اعجبت جدا بهذا الجزء من التعليق لانه عميق ويفهم ابعاد التناول العلمي لفرضية ما واسقاطها في مفاهيمها الزمانية والممانية وحقائق التاريخ هذا الجزء يعتبر ايضا اساسا لا يغفل عنه عالمزراسخ ولا يغيب عن ذهن باحث فارس يريد ان يفتح بوابة التجديد.الديني الذي هو فريضة غائبة على راس مئة جديدة نسأل الله تعالى ان يجعلنا وكل باحث مخلص للحق متجرد عن الخوف من الترهيب العلمي والتكفير الثقافي والاعدام الفكري على مقاصل الادعياء الجدد من محتكري بعض الفضائيات ومصدري الاستنساخ الثقافي واصحاب فكر الخفق والمولينكس ..سررت جدا لتعليقك وتعقيب الاخت موونة دزاير وازعم ولا زلت ان علم اصول الفقه والقواعد الفقهية هواخطر مفاتيح التجديد الديني الذي سيفتح بوابات العولمة الثقافية للاسلام في فتح جديد لا يحتاج الى جيش يقطع الاف الكيلومترات ليكسر سلطة تمنع الناس من حرية البحث والاعتناق بل ينتشر كشعاع الشمس عبر الانترنت وحركة الهجرة والاخاء الحضاري المتجرد عن الاستعلاء الثقافي بين شعوب المعمورة ان المؤمن الحق يحمل الرحمة وشعاع النور الى كل اخ له في الانسانية ويبكي من اعماق قلبه على الشرق الممزق المظلوم بالدكتاتوريات والتخلف العلمي والسياسي والغرب المذبوح روحيا على انصاب وازلام الهة الراسمال والمادية الجديدة الكقدنعة هلفةلبرلة رفضت الاعتراف انها في بعض سياقاتها فوضى انسانية وتيه جديد سيفرض بعد ان تجنى ثماره المرة عودة طوعية الى القيم الروحية فالسعادة ليست في امساك العصا من المنتصف وكان الدين جهة تعاسة وعدو للدنيا !! وليس سببا للسلام الروحي والسعادةواسكينة انسانية ممتدة الى افق ابعد من حدود الموت ورغبة خالدة في الخياة والنضال واعمار الارض التي هي محرابنا الكبير وصومعة لرهبان الاعمار والاصلاح العالمي المتجرد عن النعرات القومية والاحقاد التاريخية وما ارسلناك الا رحمة للعالمين .ربنا اتنا في الدنيا حسنة وفي الاخرة حسنة وقنا عذاب النار

    2. يقول غادة الشاويش ادلب الشهيدة التي لن تنكسر:

      *ايضا تصحيح صغير اخي العزيز مغاربي ..انا فلسطينية في الاراضي السورية التي هي وطننا الام يوم كنا سورية الكبرى او قل ان شءت بالمنطق الاسلامي فلسطين الكبرى (سبحان الذي اسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام الى المسجد الاقصى الذي باركنا حوله لنريه من اياتنا انه هو السميع البصير ) فمركز البركة هووالاقصى وحوله المبارك هووكل الشام وسيناء واسأل الله تعالى ان تحقن الدماء وان تنهار دكتاتوريات الظلم بعد ان نتعلم ولو بمناورةةالهية بالنار فن الصف ونظمه وادب الخلاف واولويات الواجبات الاسلامية نصر الله مستضعفينا واهلك فراعنتنا والزمنا طريق الفرائض الغائبة وغادر بنا مهاوي الفرائص المرتعدة الخائفة
      الا من جلال وجهه ودقة حسابه وعظيم سلطانه وووفقنا واياك الى ان نكون فرسان ميدان وقلم في التحديد الديني على بوابات انتهاء الملك الجبري وافتتاح خلافة عالمية رحيمة بالبشرية جمعاء على انقاض دولة الخرافة دولة الخوارج وعلى انقاض هبل الفكر ونائلة الدكتاتوريات العفنة ومناف الاستغراب الاعمى ومساء فاس ابراهيم وتامله وثورية موسى ويا رب اشهدنا انقاض عاد بوتين وثمود ترمب وفراعنة الشرق الاوسط من اول نتنياهو يتكلم العبرية الى اخر نتنياهو يتكلم العبرية في البيت الاسود كرمى رضا هرقل في البيت الابيض ونجانا الله من الاكاسرة والخوارج والهرقليات والقياصرة كل فراعنة الارض يبطشون هنا ولا نامت اعين الجبناء
      اختك المحبة غادة

    3. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      مثال سيء جداً يا أخي المغربي-المغرب!

  6. يقول عبد المجيد - المغرب:

    .
    لا أعرف لماذا نطمئن -نحن العرب والمسلمين- بكل براءة وحسن نية إلى كتابات وآراء المستشرقين والعلماء والكتاب الألمان وغيرهم حول القرآن الكريم والإسلام والتراث العربي والإسلامي، في الوقت الذين نعرف فيه أن كتابات الكثير من هؤلاء الألمان إلى جانب كتاب ومفكرين فرنسيين وغير فرنسيين، منذ نهاية القرن الثامن عشر وطوال القرن التاسع عشر كانت كتابات في أكثرها مغرضة ومؤدلجة نظرت ومهدت للغزو والإستعمار للدول العربية والإسلامية بما حملته من آراء وأفكار تصور العرب والمسلمين شعوبا بلا حضارة وبلا فكر وفي حاجة إلى من ينقل إليها هذه الفضائل والقيم. ويمكن الرجوع إلى كتاب (الإستشراق) لإدوارد سعيد وكتابات كثيرة عن الفكر الغربي المسوغ للغزو والإستعمار للدول العربية والإسلامية، لفهم الموضوع أكثر. تبدو الكاتبة أسيرة فكرة واحدة في سلسلة مقالاتها في الأشهر الأخيرة وتتمحور هذه الفكرة حول ما تعتبره جمودا بسبب عدم مراجعة كل شيء وعدم التشكيك في كل شيء تعلق بالدين وبالعقيدة. وفي سبيل الدعوة إلى ضرورة محاربة المقدس، والثابت، كما نظر له الآخرون وأخذناه نحن عنهم تلقينا، تأتي الكاتبة بمقدس جديد يسمى: (إعادة النظر في كل شيء) وتصر على أن ما تؤمن به هو الصواب. وفي تقديري أن سبب الضياع الذي ينتاب البعض منا وإحساسه بالغربة، هو عدم وعيه بضرورة وجود ثوابت ومعتقدات لا تتزحزح ولا تتغير ولا يمكن للمرء العيش بدونها وهي موجودة عند كل الأمم والشعوب. وقد رأينا كيف أن الكاتبة نفسها لم تستطع أن تستغني عن (الثابت) وعن (المقدس) عندما عادت- في لحظة ضعف، (ربما)- إلى الأب الذي هو- بمعنى من المعاني- مقدس.

    1. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

      بحسب معرفتي أخي عبد المجيد – المغرب, مفهوم الحداثة يعني إعادة النظر في كل ماهو تقليدي وربما في كل شيء, وحتى لو كان ما يسمى ثوابت! لأنه لا يوجد حقيقة مطلقة بل أن المعرفة تطور متتابع بلا نهاية, وبالتالي الحقيقة أو بالأحرى ادراك الحقيقة متغير بفعل الزمن والتطور. لكن هذا لايعني بالضرورة الغاء السابق تماما, ومن هنا أصبح هناك لبس في مفهوم الحداثة واصبح الشك وإعادة النظر يعني الإلغاء المسبق وهذا خطأ كبير.

  7. يقول محمد صلاح:

    ما قل ودل
    فى العصور الوسطى
    مرت اوربا بنفس المشاكل
    واستغرق ذالك بعض الوقت
    حتىً نجحت أوربا فى التخلص
    من تعصب رجال الدين وفتاويهم
    التى أدت الى ملايين القتلى سواء إعدامات
    او فى حروب صليبية
    ونتج عن ذالك النجاح النهضة الصناعية
    والحضارة الغربية التى نعيش فى ظلها
    العالم كله الان
    اما نحن العرب شعوب وحكام ورجال
    دين وجماعات إسلامية
    ناخذ بالمظهر الخارجي
    ونفعل ما نريد مادام المظهر
    الخارجي نستخدمه ستاره
    الكل يضحك على نفسه
    والكل يعرف ان الكل
    يضحك على نفسه
    وسوف ياتى اليوم
    الذى يعترف الكل
    ان الضحك على النفس
    ليس الحل
    ولكن الحل
    هو الاعتراف والبوح
    بما داخل النفوس
    غير ذالك سوف
    ندور فى حلقة ليس
    لها نهاية

  8. يقول أسامة كليّة سوريا/ألمانيا Ossama Kulliah:

    أختي ابتهال, سأختصر قيلاً اليوم حيث كان دائما يتهمني البعض من معارفي أنني “حامل السلم بالعرض”, أي أُفضل النقد والشك على التقيد بالجاهز, كما جاء في المقال. ومع هذا أرى (وكما يتضح من التعليقات أيضا) أن عدد الذين لهم تساؤلات وشك كما ورد في المقال هو أوسع بكثير مما نتصور أو تتصور الكاتبة بهذا التقسيم: أنا هكذا … والآخرون شكل مختلف تقليدي وغير ذاتي متعايش مع الواقع, فهو لايبدو لي أنه تقسيم دقيق. فبرأيي لست وحدك أختي ابتهال في هذا الموقع!. طبعاً مازلنا أيضاً بعيدين كل البعد في مجتمعنا عن مستوى الحريات الفردية والاجتماعية اللازمة, لأن هناك واقع مأساوي سياسي بالدررجة لأولى يقف عائقاً في طريقنا نحو التحرر. من ناحية الشك والبحث لايمكن الحديث بالفعل عن شك وبحث نتائجه واضحة مسبقاًً, وطبعاًًً من هنا أهمية النقاش والبحث المتواصلة عن الحقيقية االمتغيرة دائماً لاننا لانملك إمكانية الوصول إلى الحقيقة المطلقة.

  9. يقول عبد الله:

    اقتباس:
    أعود للبيت مسرعة لأحكي لزوجي، أسرد الأحداث فيرد علي بصيغة الجمع: «هذا رأينا، نحن واثقون من موقفنا»
    فالموضوع اذا ليس نقاشا علميا؟!! بل رأي، مجرد رأي يثق صاحبه به؟ ثم يطرح هذا الرأي وكأنه حقيقة لمجرد أن مستشرقين غربيين تحدثوا عنه!!!
    بعض المعلقين يريدون نقاشا عقليا محضا، وأنا أريد أن اطرح سؤالا عقليا محضا؟ لو افترضنا  جدلا أن القرآن كما يدعي العلمانيون العرب المتطرفون ليس كلام الله وأن سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ليس نبي الله، لماذا يتخلى هنا هؤلاء عن الإنصاف حتى في تتبع هذه الشخصية كشخصية عالمية فذة، استطاعت توحيد العرب ثم تحرير الشعوب المستعبدة ونشر العدل والعلم وبناء حضارة عالمية، وهذه اعترافات الغرب قبل الشرق. في اي كوكب يعيش بعض المتطرفين اللادينيين؟ أما بخصوص القرآن الكريم، فحتى كفار قريش علموا انه ليس بكلام بشر ولكن الكبر اعماهم. أي إنسان يبحث عن الله بحق وصدق، سيجده وسيجد  آياته  في نفسه  وفي الكون  والافق  والسماء. الحقيقة أن تعليقات القراء راااااائعة وهي سبب وجودي في هذا الركن.

  10. يقول خليل ابورزق:

    لقد اطلعت على جانب من الدراسات الالمانية التي اشارت اليها الكاتبة و ليس فيها ما يخيف و انما يعتمد الامر على كيفية قرائتها و ما بيتته نفس القارئة او القارئ.
    و عندي ملاحظتان: الاولى هي ان بعض الناس يبحثون دائما عما يوافق هواهم و يفرحون به و هذا قصور بالطبع. فالاولى هو الاطلاع على ما يخالف هواك لعلك تصحح نفسك او تقوي اعتقادك و تعيد تنظيم افكارك.
    الملاحطة الثانية هي اذا كنت حقا تريد ان توصل رأيك فليكن بالحكمة و الموعظة الحسنة. وبالتأكيد ليس بمهاجمة دينهم او اثارة الاحقاد.
    و اضرب مثلا ان الكثيرين ممن يتحدثون باسم حقوق المرأة يسيئون اليها عندما يختزلون هذه الحقوق بمعاداة الدين و الرجل مع ان القضية عالمية تتجاوز الدين و القضية اجتماعية تتجاوز الرجل.

1 2 3 4 5

إشترك في قائمتنا البريدية