برشلونة وترامب… وقتل المسلمين بطلقات دم الخنازير

حجم الخط
25

لا يحتاج أي شخص عاقل، أيّاً كان انتماؤه الديني أو السياسي، للتفكير كثيراً ليعلن إدانته للعملية الإرهابية التي حصلت أول أمس في برشلونة الإسبانية، أو للتعاطف مع ضحايا أبرياء كانوا، بالصدفة المحضة، في تلك البقعة التي قرّر فيها الإرهابيّ تنفيذ عمليته.
ولعلّ العرب والمسلمين الذين يقيمون في إسبانيا خصوصاً وأوروبا عموماً سيكونون من أكثر الناس تأثراً بتلك العملية الإجرامية فهم سيشكلون الهدف السهل للمنظمات والأحزاب العنصرية وللهجمات التي تستهدف الفقراء واللاجئين والضعفاء من المسلمين وغير المسلمين، والأغلبية الساحقة منهم ستشعر بالأسى على القتلى والجرحى، من جهة، وبالخوف من آثار هذه العمليات على عائلاتهم وأرزاقهم ووجودهم ككل.
ليس هناك عربيّ (أو مسلم) لديه عقل أو قلب يستطيع تبرير القتل الأعمى بحقّه أو حق غيره، لكن الحياة لن تخلو من بعض الموتورين الذين سيرون في ما حصل في برشلونة، وقبلها في برلين ونيس ولندن وإسطنبول (وحتى في رفح قبل أيام)، عملاً مشروعاً، أو انتقاماً إلهيّاً، أو حلقة في صراع بين الحق والباطل.
غير أنه بين اتجاهي الإدانة أو التبرير سيصعب أن نجد من يساوي بين القاتل والقتيل كما فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في تعليقه الأخير على حادثة شارلوتسفيل التي قام خلالها إرهابيّ أمريكي أبيض من النازيين الجدد بعمليّة دهس مشابهة لعملية برشلونة، ولعل جيمس فيلدز، منفذ الهجوم، سيشعر بالخجل لأنه لم يستطع غير قتل ناشطة حقوقية واحدة وجرح 18 مدنيّا آخرين، أقلّ من نظرائه في التطرف والإرهاب في برشلونة (ولكن تحت راية «الدولة الإسلامية» وليس الـ»وايت سوبريمست» أو النازيين الجدد).
غير أن ترامب لم يكتف بالتغطية على الإرهابيّ الأمريكي ومساواته بالمتظاهرين السلميين، وهو ما أثار موجة استنكار شديدة ضده لم تنته حتى الآن، بل إنه في تعليق على إرهابييّ برشلونة استعاد قصّة أسطورية عن ضابط أمريكي كان حاكماً لمنطقة مورو الفلبينية ذات الغالبية المسلمة من 1909 إلى 1913 تقول إن الجنرال جون بيرشينغ جمع 50 متمردا مسلما وأعدم 49 منهم برصاص مغموس بدم الخنازير وأن «الإرهاب» اختفى بعد ذلك من الفلبين.
يجمع تصريح ترامب بين الدعوة للقتل الجماعي وإرهاب الدولة، مع التحقير الطقسيّ للمسلمين المعروفين بتحريمهم وكرههم للخنزير، ومجيئه من رئيس الدولة الأقوى في العالم، إلى كونه دليلا على انحطاط عقليّ وأخلاقي وسياسي غير مسبوق، يشكّل خطراً كبيراً لأنه يشرّع الإبادة الجماعية ويبرّرها ويعطي سنداً للطغيان والاستبداد بل ويبرّر، سواء كان يعرف أم لا يعرف، للمجرمين من كل صنف ولون عمليّاتهم الإرهابية ضد المدنيين.
تصريح ترامب الأخير حول الجنرال بيرشينغ، معطوفاً على تعاطفه الضمنيّ مع الاتجاهات العنصرية والنازية الجديدة الأمريكية، يقدّم صورة نادرة تكشف عناصر الخلل الكبير المترابطة في العالم، فقد اكتشفنا فجأة غرام زعيم حركة «كوكلوكس كلان» العنصرية المخيفة ببشار الأسد وفلاديمير بوتين، ورأينا تعاطف بنيامين نتنياهو مع النازيين، وانتبهنا، بعد كل ذلك، كيف يغذي هؤلاء، مع ترامب، وزعماء اليمين المتطرّف والقومي في أوروبا، أسباب ظهور السلفيّة الجهادية الإسلامية المسلّحة، والجذور المشتركة للإرهاب في كل أنحاء العالم.

برشلونة وترامب… وقتل المسلمين بطلقات دم الخنازير

رأي القدس

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سامح //الأردن:

    *(الإرهاب ) والاجرام لا دين له
    وهو عابر للحدود.
    قاتل الله كل إرهابي ومجرم
    يعتدي ع الأبرياء من خلق الله.
    سلام

  2. يقول anaslaribi:

    اكثر العمليات الارهابية المنظمة في اوروبا تحمل بصمة الموساد.ويعرف ذلك حكامها.قد يكون المنفذون عربا.ولكن ادمانهم على المخدرات يجعلهم فريسة للايحاء والتاثر..ولو راجعتم عملية نيس.فقد كانت واضحة ومكشوفة وحتى القتلى اكثرهم عربا..انتشار الاسلام ومده يخيف الاعداء.واكبر الاعداء بعض اهله مع الاسف..لا حظوا في كل عملية يقتلون اilلفاعل ليموت السر.لماذا ياترى..الا تركيا اردغان تبقي عليه لتعرف الحقيقة..خمموا لوحدكم…

  3. يقول عبد الوهاب:

    تدورون دائما في نفس الحلقة ما قيل السنة الماضية يعاد قوله اليوم وما قيل اليوم سيقال لاحقا لا أحد حاول أن يصل الى العمق ااسؤال ، لماذا جل العمليات الارهابية وراءها مغاربة ، ولماذا أغلب عناصر داعش هم من السعودية والمغرب ؟
    لو فكرنا بقليل من التحليل لوجدنا أن هاتين الدولتين يعاني شعبهما من التهميش والاذلال والعبودية ما لا تعاني منه شعوب أخرى ،فهم مجبرون على السمع والطاعة وسهولة انقيادهم لتنفيذ ما يطلب منهم، ففي المغرب مثلا فانهم منذ الصغر وعلى مدى قرون فان الطبقة الفقيرة لا تسمع منها الا كلمتين،،نعم سيدي ،،وخا لالا،،، وتسمع أيضا نعم آ الشريف وخا آ الشريفة ،،وأكثر ما يزعج أن تسمع ،،كلمة سيدنا ،،،واذا تمعنت تجد أنها كلمات تحد من كرامة الانسان وتعكس مدى الخضوع والخنوع والتملق ،هذه الكلمات يرددها الفقراء فقط أما ذوي الجاه والسلطان فلا تغادر ألسنتهم ،،أيا سير في حالك ،،

  4. يقول بلحرمة محمد المغرب:

    كل انسان يتعاطف سواء جهرا او سرا مع هده الشردمة الارهابية العمياء في جميع عملياتها الاجرامية عبر العالم فهو في نظري مساند لها ومشارك في عمليات القتل ومدان بكل المقاييس وليس له مكان في دائرة الانسانية فادا كان بعض المجانين والموتورين يؤيدون ويباركون هده الاعمال الوحشية والبربرية ويزعمون زورا وبهتانا انها اعمال مشروعة وانتقام الهي او تدخل ضمن اطار صراع الحق والباطل فهم اما جهلاء او مرضى نفسيون او يبحثون عن مبررات لاعطاء المشروعية لهده الافعال الجبانة والخبيثة والتي لا يقبلها الاسلام جملة وتفصيلا فالاسلام قد جاء رحمة للعالمين ومن يقل غير هدا فهو اما جاهل بتعاليم الاسلام او متجاهل فالحق سبحانه خاطب نبيه الكريم قائلا – وما ارسلناك الا رحمة للعالمين – فالاسلام هو دين الرحمة والتسامح والاخوة الصادقة والتعاون البناء وما الى دلك من الاخلاق والقيم الفاضلة قال الحق سبحانه – وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الاثم والعدوان – اي تعاونوا على اعمار الارض وعلى البناء وعلى الخير وليس على التفجير والتقتيل ونشر الفساد في الارض فادا كان الرئيس الامريكي العنصري دونالد ترامب يستغل اي عملية ارهابية ليفتح فاه النتن ضد الاسلام فلانه انسان لا يستحق فعلا ان يتربع على سدة الحكم في اقوى بلد بالعالم بفعل عدم اهليته وتصريحاته المستفزة المتتالية خصوصا ضد الاسلام والمسلمين مما اثار موجات غضب عارمة ضده في جميع بقاع العالم وفي امريكا نفسها حيث خرجت مظاهرات تطالب بعزله فلو اردنا ان نغوص عميقا في اسباب الارهاب لخصصنا مدادا غزيرا ومجلدات من الحجم الضخم لنوضح ان الارهاب لم يكن وليد الصدفة وانما هناك اسباب سياسية واقتصادية وعسكرية واجتماعية وفكرية وانتقامية ودينية وغيرها ساهمت بشكل كبير في ظهور هدا الغول الاعمى ومن بين البلدان التي اججت هده الاسباب عبر العالم فلسطين نمودجا وساندت ودعمت الانظمة الاستبدادية والقمعية لا سيما في العالمين العربي والاسلامي الشيء الدي تولد عنه الرغبة في الانتقام وبالتالي برز ما بات يعرف بالارهاب هي امريكا بالدرجة الاولى فهلا تصفح ترامب ارشيف بلاده ليرى الاهوال التي ارتكبتها في حق شعوب الارض ليصمت ان كان به قليل من الحياء؟

  5. يقول محمد حاج:

    إذا كان الإعلام الغربي الصهيوني يشوه صورة الإسلام من خلال اتهام المسلمين بأنهم إرهابيين ، فأين دور الإعلام العربي المسلم ، أين القنوات الفضائية العربية التي تنفق المليارات لأجل معاداة بعضها البعض ، أو من أجل تسميم عقول الشباب العربي ، أين هي في إثبات أن الإسلام بريء من تهمة الإرهاب ، لماذا لا يتم نقل الصورة للمشاهد الأوروبي أن الوافدين والمقيمين الأوروبيين في بلاد العرب يعيشون حياة كريمة أفضل من العرب المواطنين أنفسهم ، بل لماذا لا يجرون لقاءات معهم وبثها لكل بقاع العالم ليثبتوا أن الأوروبيين يلقون معاملة كريمة في بلادنا أفضل من بلادهم نفسها ( من خلال الرواتب والمزايا وعدو وجود ضرائب )،وأنهم سعداء في ديارنا ويشعرون بالأمن والأمان
    تصرف حكيم وبسيط كفيل بأن نثبت حججنا ، وكالعادة نرمي بكامل كسلنا وتقصيرنا على الاخرين بدل أن ننتفض وندافع عن ديننا بأقل السبل والمجهود.
    لماذا لا يركز الإعلام العربي على حادث استشهاد الداعيين الكويتيين رحمها الله تعالى في بوركينافاسو ، وهما يتناول الطعام في مطعم تركي مع مجموعة من طلاب العلم، إذ دخل عليهم مجرمون وقتلوا من قتل وهربوا ،أليس هؤلاء المقتولين من المسلمين ؟
    وإلى من يتهم ترامب بأنه مجنون ، فإذا طار ترامب بزيارة واحدة عائدا إلى أمريكا ب500 مليار دولار ، فهل هو المجنون حقا ؟

  6. يقول حسام محمد:

    ورد في المقال: “ليس هناك عربي (او مسلم) لديه عقل او قلب يستطيع تبرير ،،،الخ”
    العقل والدين متناقضان، فلا تكمن العقلانية عند المتدينين والموءمنين بالآخرة!

  7. يقول عبد الله:

    الارهاب الحقيقي هو ارهاب ال500 مليار التي اعطاها بعض الحكام دون استشارة شعوبهم اي كد الملايين من المسلمين الى ترامب وافانك

  8. يقول Istanbul Hazem Toron:

    هل هذا رئيس جمهورية الولايات المتحدة الأمريكية، أم أحد رجال عصابات الإرهابيين، أنا أشبهه ببشار الأسد..!!

  9. يقول عادل:

    عملية دهس بسيارة حدثت في امريكا ادت الى مقتل امرأة وجرح عدة أشخاص ابرياء، يصنف مرتكبها على انه متطرف وعنصري.
    عملية دهس بسيارة في مدريد يقتل ويجرح فيها ابرياء، يصنف مرتكبها ارهابي فقط لانه مسلم.
    الامر واضح انه ينبغي الصاق صفة الارهاب فقط بالمسلمين دون غيرهم.

  10. يقول يوسف بن علي:

    الزعيمة البريطانية الراحلة مارغريت تاتشر.قالت مباشرة بعد انهيار الاتحاد السوفياتي.( انتهينا من الخطر الأحمر والأن سنقضي على الخطر الأخضر ) نحن المسلمين في موقع لا يحسد عليه ..عنصرية متزايدة في الغرب .وجماعات متطرفة تفهم بالدين .مثلما أفهم انا بعلم الحشرات البحرية المنقرضة..رحم الله أبرياء العمليات الإرهابية ورحم شعبنا من كل الظالمين .

1 2 3

إشترك في قائمتنا البريدية