برلين ـ «القدس العربي»: نددت ألمانيا بشدة أمس الأربعاء بالهجمات على إسرائيل عند حدود غزة، وذلك قبل أن تلتقي المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، يوم الإثنين المقبل. وقال متحدث باسم الخارجية «الحكومة الألمانية تدين بشدة قصف الأراضي الإسرائيلية من قطاع غزة. الهجمات واسعة النطاق على إسرائيل غير مقبولة بالمرة».
وأضاف «إسرائيل لها الحق في الدفاع عن أمنها وحدودها وفي الرد بالشكل المناسب على الهجمات».
وتعتبر هذه التصريحات نادرة بالرغم من الدعوات الألمانية الحكومية التي تدعو إلى التهدئة. وكانت ميركل صرحت قبل أكثر من عامين وغداة الهجوم الاسرائيلي على قطاع غزة، أن ألمانيا تقف إلى جانب إسرائيل في الدفاع عن نفسها.
وفي السياق ذاته نشرت صحيفة «زود دويتشه» الألمانية أن وزارة الدفاع الألمانية تعتزم استئجار طائرات مسيرة إسرائيلية من طراز «هيرون تي بي» للجيش الألماني لمدة تسع سنوات مقابل 895 مليون يورو.
جاء ذلك وفقا لورقة مقدمة للجنة الموازنة في البرلمان الألماني، وذكرت وسائل إعلام ألمانية أنه في حال وافقت اللجنة على هذه الخطوة، فإن سلاح الجو الألماني سيحصل للمرة الأولى على طائرة مسيرة كبيرة بقدر كاف لحمل أسلحة أيضا.
وتابعت أنه من المنتظر أن يتم البت بشكل منفصل في مسألة تسليح هذه الطائرات بعد «تقييم مفصل وفقا لمعايير تتعلق بالقانون الدولي ومعايير دستورية وأخلاقية».
يذكر أن الجيش الألماني يستخدم منذ ثمانية أعوام طائرات استطلاع مستأجرة مسيرة من طراز «هيرون 1»، وشهدت البلاد منذ سنوات جدلا حول شراء طائرات قتالية مسيرة ، وكان الحزب الاشتراكي الديمقراطي قد عرقل نهاية الدورة التشريعية السابقة شراء مثل هذه الطائرات.
وكانت وزيرة الدفاع الألمانية قررت في مطلع 2016، الحصول على طائرة (هيرون تي بي) المسيرة من إنتاج شركة صناعات الطيران والفضاء الإسرائيلية. ويبلغ طول هذه الطائرة 14 مترا وتبلغ المسافة بين الجناحين 26 مترا، وتتسم بمدى طيران أكبر، ويمكن تزويدها بصواريخ.
ومن المنتظر ألا يشمل عقد الاستئجار تكاليف تشغيل الطائرة. ونصت الورقة على أن « ممارسة هذا الخيار مرتبطة بتكاليف إضافية بقيمة نحو 100 مليون يورو».
وجاء في الورقة أيضا أنه تم الاتفاق على تكاليف إضافية بقيمة 210 ملايين يورو في حال استخدام هذه الطائرات في منطقة ثانية، ما يعني أن تكاليف التشغيل والاستخدام لهذه الطائرات يمكن أن تتجاوز حاجز المليار يوروِ.
وأعرب توبياز ليندنر، خبير الموازنة في حزب الخضر عن اعتقاده بأنه بهذه الورقة فإنه قد تم اتخاذ « خطوات واضحة نحو تسليح» الطائرة غير المأهولة»، وقال إن «النقاش الموعود حول الجوانب القانونية والأخلاقية للطائرات المسيرة المسلحة، تحول إلى ورقة توت (للتغطية على تسليح هذه الطائرات).
ورأى أنه حتى في حال الموافقة على القدرة التسليحية لهذه الطائرات، فإن التكاليف الكبيرة لها يجب أن تجعل المرء متشككا.
ومن المنتظر أن تمثل الهيرون حلا انتقاليا لحين تطوير طائرة مسيرة أوروبية بالحجم نفسه، والتي يجري السعي إلى إنتاجها بحلول 2025.
ويطالب سلاح الجو الألماني منذ سنوات عديدة بالحصول على طائرات مسيرة مقاتلة لحماية جنوده في مناطق مهماته، فيما يرى منتقدون لهذه الخطوة أن مثل هذه الطائرات تقلل من وازع التريث في استخدام السلاح لأنه لا يوجد طيارون على متن هذه الطائرات يمكن أن يتعرضوا للخطر.
وتثار حالة كبيرة من الجدل على مستوى القانون الدولي حيال استخدام الولايات المتحدة للطائرات غير المأهولة في تنفيذ عمليات اغتيال موجهة ضد مشتبه بصلتهم بالإرهاب في كل من باكستان وأفغانستان والصومال واليمن.
يذكر أن الحكومة الألمانية قررت تمديد مهام للجيش الألماني في كوسوفو وقبالة السواحل اللبنانية والليبية في البحر المتوسط.
ومن المقرر مواصلة المهام الثلاث التي يشارك فيها 650 جنديا دون تغيير في تفاصيلها. ويتعين موافقة البرلمان الألماني على التمديد حتى يصبح ساري المفعول.
وتعتبر مهمة كوسوفو، التي يقودها حلف شمال الأطلسي (الناتو)، أطول مهمة حالية للجيش الألماني، حيث يشارك فيها منذ 18 عاما. وتتعلق المهمة بضمان تطبيق اتفاقية السلام في الإقليم الصربي السابق.
وفي إطار مهمة الأمم المتحدة (يونيفيل) يدعم الجيش الألماني البحرية اللبنانية في مراقبة السواحل وحظر تهريب الأسلحة.
كما يشارك الجيش الألماني في مهمة الاتحاد الأوروبي لمكافحة تهريب الأسلحة وعصابات تهريب البشر قبالة السواحل الليبية.
علاء جمعة:
THE. Brutal. COLONIZAR NEVER. HAVE. STATE
AND NEITHER. WILL HAVE