بغداد – أ ف ب: تنطلق في محافظة البصرة اليوم بطولة ودية ثلاثية بمشاركة سوريا وقطر، يريدها العراق فرصة لاثبات جدارته بإقامة مباريات كرة القدم، بعد أيام من قرار الفيفا السماح باستضافته المباريات الرسمية.
وتقام البطولة التي كانت مقررة بشكل مسبق، حتى الثلاثاء المقبل على ملعب «البصرة» الدولي الذي يتسع لنحو 65 ألف متفرج، وتفتتح بمباراة بين «أسود الرافدين» والمنتخب القطري الذي يزور العراق للمرة الأولى منذ 1979 عندما شارك في النسخة الخامسة من كأس الخليج. وقال نائب رئيس الاتحاد العراقي لكرة القدم علي جبار: «نحاول عبر هذا التجمع الكروي تأكيد استحقاق العراق بعودة المباريات الدولية الرسمية على ملاعبه وجدارته في استقبالها». وأضاف: «نسعى إلى تنظيم جيد ومباريات ناجحة بكل المقاييس التي يحددها الفيفا، رغم الطابع الودي للبطولة». وكان رئيس الفيفا جاني انفانتينو، أعلن الجمعة اثر اجتماع لمجلس الفيفا في بوغوتا، السماح للعراق باستضافة مباريات دولية رسمية في مدن البصرة وكربلاء الجنوبيتين، وأربيل مركز إقليم كردستان الشمالي، في خطوة انتظرها العراقيون منذ فترة. وخفف الفيفا العام الماضي من الحظر المفروض بشكل شبه متواصل منذ التسعينيات على استضافة المباريات الدولية الرسمية في العراق، مجيزا اقامة المباريات الودية على ملاعب المدن الثلاث، قبل ان يعمد الجمعة الى السماح بإقامة المباريات الرسمية أيضا. إلا أن الفيفا رفض في الوقت الراهن طلب العراق بإقامة مباريات ودية في بغداد، بحسب إنفانتينو الذي أكد أن الموضوع يحتاج إلى مزيد من الدراسة.
وكان وزير الرياضة والشباب العراقي عبدالحسين عبطان، قال الشهر الماضي، ان بلاده تعول على الدعم السياسي الخليجي، لا سيما السعودي، للدفع باتجاه رفع الحظر. كما تلقى العراق منتصف شباط/فبراير الماضي، رسالة دعم قطرية عبر زيارة وفد كبير من الاتحاد القطري لكرة القدم الى بغداد. وتتضمن البطولة ثلاث مباريات، هي قطر والعراق (اليوم)، وقطر وسوريا (السبت)، والعراق وسوريا (الثلاثاء). والقطري هو أول منتخب يخوض مباراة في العراق بعد القرار الأخير للفيفا، علما ان ملعب البصرة استضاف في 28 شباط/فبراير الماضي، ودية تاريخية بين العراق والسعودية، كانت الأولى للأخضر في بلاد الرافدين منذ 1979 أيضا. وأعرب رئيس الوفد القطري طلال الكعبي عن سعادته بكون العنابي أول الخليجيين الزائرين للعراق بعد الفيفا. وذكر أن «سعادة الوفد القطري غامرة ونحن نطأ أرض بلاد الرافدين. نشعر بالفخر والاعتزاز مشاركة العراقيين أفراحهم». ووصف قائد المنتخب القطري حسن الهيدوس الزيارة بـ»التاريخية»، قائلا إن «وجودنا في بلدنا الثاني ومساهمتنا في تعضيد العلاقات القطرية العراقية أمر يشير إلى الوحدة والتلاحم بين أبناء الخليج العربي». والتقى المنتخبان العراقي والقطري للمرة الأخيرة في كانون الأول/ديسمبر الماضي في الكويت ضمن بطولة كأس الخليج الثالثة والعشرين، في مباراة انتهت لصالح «أسود الرافدين» بهدفين لهدف.
ويشارك المنتخبان القطري والسوري بتشكيلتهما الاساسية في البطولة التي كان من المقرر ان تكون رباعية، الا ان الكويت اعتذرت عن خوضها لأسباب لم يتم تحديدها بشكل رسمي، علما ان تقارير صحافية كويتية لمحت الى ان الاعتذار أتى على خلفية تزامن موعد البطولة، مع مباراتين وديتين سيخوضهما المنتخب الكويتي ضد الأردن والكاميرون هذا الأسبوع. كما عمد الاتحاد العراقي الى نقل البطولة من ملعب «كربلاء» إلى البصرة، ما أثار حفيظة وزارة الشباب والرياضة التي كانت تسعى إلى تكرار سيناريو النجاح الباهر الذي حققته مباراة السعودية الودية. الا ان رئيس الاتحاد العراقي عبدالخالق مسعود أكد ان القرار يعود لكون «ملعب البصرة الدولي يضم ملعبا للتدريب وهذا لم يتوفر في ملعب كربلاء». كما وصل الاثنين الى البصرة وفد المنتخب السوري بقيادة مدربه الجديد الألماني بيرند شتانغه الذي يعرف العراقيين ويعرفونه جيدا. وكان شتانغه عين مدربا للمنتخب العراقي في 2002، وغادر بغداد قبيل أيام قليلة من بدء الغزو الأمريكي للعراق في آذار/مارس 2003. وستكون هذه البطولة أول اختبار لشتانغه مع المنتخب السوري، بعد الاتفاق معه نهاية كانون الثاني/يناير على الاشراف عليه خلفا لأيمن حكيم.