حلب ـ «القدس العربي» من عبد الرزاق النبهان: بعد عقود على استبداد النظام السوري، أتاحت الثورة، وخروج عدد من المناطق عن سيطرة النظام، بإدارة مدنية، تنظيم انتخابات محلية يمارس فيها المواطنون لأول مرة حقهم في اختيار ممثليهم من دون تزوير لإرادتهم.
جرت الثلاثاء الماضي انتخابات المجلس المحلي لمدينة سقبا في غوطة دمشق الشرقية المحاصرة، بحضور كبير ولافت من الهيئات المدنية والأهلية ومشاركة أهالي المدينة، الذين انتخبوا لأول مرة عبر صناديق الاقتراع أعضاء مجلس محلي جديد لمدينتهم.
ويقول الناشط في العمل المدني ومنسق فريق شباب الغوطة التطوعي عبد الملك عبود لـ»القدس العربي»: إن «مبادرة المجالس المحلية هي الأولى من نوعها بفتح باب الانتخاب أمام عامة الناس من بلدة سقبا، والتي يعد مجلسها المحلي من المجالس القوية على مستوى البلدات من حيث تقديم الخدمات، حيث لاقى الموضوع قبولا كبيرا من المواطنين وكانت المشاركة ممتازة من حيث التفاعل ولم يتخلف أي شخص يحق له الانتخاب عن أداء واجبه».
خلال استطلاع آراء المدنيين في البلدة، قال أحد المواطنين «الآن شعرت بأني مواطن وبدأت أحصل على حقوقي المشروعة باختيار ممثليني أمام المجتمع الداخلي والخارجي، خاصة أن الانتخاب كان مفتوحا لعامة الناس، مما يرضي جميع الأهالي ويكسب المؤسسة شرعية حقيقية ويحميها من تسلط الفصائل العسكرية المهيمنة على المنطقة لأن الشعب اختار الممثلين وهو يحميهم».
وأشار عبود إلى أن «نسبة المشاركة في الانتخاب قد بلغت حوالى 34 في المئة ممن يحق لهم التصوت، وهي نسبة لم تكن متوقعة في ظل الأوضاع المأساوية التي تشهدها المدينة في الغوطة الشرقية من جوع وحصار وحرب».
وطالب عبود كافة المجالس والمؤسسات الحكومية أن يتبعوا النهج نفسه لأننا بذلك نضع قدمنا على بداية طريق بناء هرم الدولة التي دمرها نظام الأسد، وبذلك نكون حققنا الديمقراطية والحرية وأعطينا لكل رجل أن يأخذ مكانه المناسب بإرادة الشارع لا بالطرق غير المشروعة.
من جهته يرى نائب رئيس الحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة السورية، أكرم طعمة، أن الانتخابات التي جرت في سقبا، والتي سبقتها في عربين، وأغلب المجالس المحليه ومجلس المحافظة كانت ديمقراطية وشفافة، حيث نجح فيها الأكفأ.
وأضاف في لقائه مع «القدس العربي»: أن «الغوطة الشرقية لديها مؤسسات ومجالس محلية أدارت عملها بطريقه مؤسساتية وشفافه أمام جميع المواطنين والداعمين، حيث جرت الانتخابات في ثمانية مراكز انتخابية من أجل تسهيل وصول جميع المواطنين بالتزامن مع تحليق الطائرات الروسية التي كانت تقصف عربين تحت عنوان منطقة خفض التوتر».
وأشار طعمة إلى أن «المعارضة السورية تستطيع إدارة المؤسسات التعليمية والخدمية في ظل غياب دوائر نظام الأسد، مع العلم أن الغرب يعلم ذلك لأنه على صله بالداعمين الذين يدعمون المشاريع الخدمية والتعليمية ولكن الغرب يمارس سياسة تراعي مصالحه فقط».
يشار إلى أن هذه الانتخابات في مناطق المعارضة السورية في الغوطة الشرقية تعد الأولى من نوعها من خلال اعتماد مبدأ الانتخابات العامة، وليس ما كان متعارفا عليه بتشكيل هيئة انتخابية، حيث فُتحت صناديق الانتخاب أمام عموم أهالي سقبا رجالا ونساء ممن تجاوزوا سن العشرين عاما.