دمشق – «القدس العربي»: وثق تقرير للشبكة السورية لحقوق الإنسان في سوريا، مقتل قرابة 13197 شخصاً بينهم 167 طفلاً، و59 سيدة (أنثى بالغة) منذ آذار/ 2011 حتى حزيران 2018 بسبب التَّعذيب، وأشار التقرير إلى أنَّ ما لا يقل عن 121,829 شخصاً لا يزالون قيدَ الاعتقال التَّعسفي أو لاختفاء القسري منذ آذار/ 2011 حتى لحظة إصداره، قرابة 87 % منهم لدى النظام السوري وحده.
التقرير الحقوقي، الذي جاء تحت عنوان «بعيداً عن الأنظار» ، أكد أن سوريا تتصدر جميع دول العالم في مستويات التَّعذيب حتى الموت، ويتصدَّر النظام السوري المسؤولية عن ذلك بنسبة 99 % وبقية الأطراف كافة ارتكبت 1 % من عمليات التعذيب حتى الموت.
الشبكة ذكرت أن النظام السوري ارتكب انتهاكاً للدستور السوري الذي وضعه بنفسه في عام 2012، وكذلك انتهاكه المادة 391 من قانون العقوبات السوري التي نصَّت على حظر التعذيب ومعاقبة مرتكبيه، وانتقد المادة 16 من القانون 14 لعام 1969 التي تعطي حماية وحصانة لأجهزة الأمن عبر قانون يُشرعن الجريمة، كما أشار التَّقرير إلى أنَّ النظام السوري ارتكب جريمة التَّعذيب ضدَّ خصومه في خِضَم النزاع المسلح الداخلي، وفي إطار هجوم واسع النِّطاق ومنهجي؛ ما يرقى إلى جريمة ضدَّ الإنسانية وجريمة حرب، بموجب المادة السابعة والثامنة من قانون روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وطبقاً للتقرير فقد قتل تنظيم داعش ما لا يقل عن 31 شخصاً، بينهم طفل واحد وثلاث عشرة سيدة بسبب التَّعذيب في مراكز الاحتجاز التَّابعه له، مشيراً إلى تدرِّج أساليب التعذيب، التي طبَّقها التنظيم على المعتقلين والمختفين لديه تبعاً للتُّهم الموجَّهة إليهم وحسب مركز الاحتجاز. وحسب التقرير فقد تعرَّض المعتقلون والمختطفون لدى هيئة تحرير الشام للضَّرب المبرح والجلد، ومورست عليهم أساليب تعذيب نفسية كالإعدام الوهمي، والتَّهديد بالاغتيال والقتل؛ وقد تسبَّبت هذه الأساليب في مقتل 21 شخصاً بينهم طفل واحد.
كما رصدَ التقرير ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات استخدام قوات الإدارة الذاتية التَّعذيب في عام 2018، عقب سيطرتها على مناطق جديدة في محافظتي الرقة ودير الزور، ووثق مقتل 31 شخصاً بينهم طفل واحد وسيدتان بسبِّب التعذيب في سجون قوات الإدارة الذاتية الكردية.