لندن – «القدس العربي»: لِمَ يريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إسكات مستشاره السابق ستيفن بانون، بكل ما لديه من قوة: قانونية وإعلامية؟ وهل تهدد الاتهامات الواردة في كتاب «نار وغضب: في داخل بيت ترامب الأبيض «لمؤلفه مايكل وولف عائلة الرئيس؟ ولِمَ تعتبر الاتهامات الواردة لدونالد ترامب جونيور خفيفة موازنة مع الاتهامات الأخرى وهي تبييض الأموال؟ أسئلة أجاب عنها تيموتي لي أوبراين في موقع «بلومبيرغ» جاء فيه أن اتهامات بانون، مدير الاستراتيجيات السابق بالبيت الأبيض ضد نجل الرئيس الأمريكي ليست الأسوأ مقارنةً مع اتهاماته للدائرة المقربة منه وفكرة «تبييض الأمـوال».
وقال إن الانتباه تركز على ما ذكره لوولف من اتهامات بالخيانة عندما قابل دونالد ترامب جونيور محامية روسية في برج ترامب في أثناء حملة الانتخابات الرئاسية عام 2016. وكان رد ترامب غاضبا حيث كلف يوم الأربعاء محاميه بتهديد بانون بالملاحقة القضائية. بل وأكثر من هذا وصفه بأنه «فقد عقله». ويعلق الكاتب إن تهديد الرئيس لبانون ودار النشر لن يكون له أثر كبير خاصة أن مؤلف الكتاب لديه تسجيلات للقاءاته مع بانون وسمح له ترامب بدخول البيت الأبيض.
تبييض الأموال
وبعيداً عن اللهجة المتشددة والأصوات غير المتناغمة التي صدرت من الطرفين فيجب أن لا تشغلنا عن شيء مهم ورد في تصريحات بانون بشكل قد تجعل عائلة ترامب وصهره جارد كوشنر هدفاً للتحقيق الفدرالي في تبييض الأموال. فقد انتقد بانون العائلة والطريقة غير المنظمة والمتهورة التي تصرفوا بها أثناء الحملة الانتخابية. وهذا مرتبط بأنها واثقة من الفوز بالانتخابات. ومن هنا يفهم بانون بالضبط لِمَ قرر المحقق الخاص روبرت موللر التركيز على حملة ترامب الانتخابية والعلاقة المحتملة بالكرملين. ووجه موللر حتى الآن اتهامات إلى مايكل فلين، مستشار الأمن القومي السابق وبول مانفورت، المسؤول السابق لحملة ترامب الانتخابية.
ويعرف بانون أن التحقيق الذي يجريه موللر يشكل إزعاجاً للرئيس، لأنه أكثر من كونه تحقيقاً في تدخل الروس بالانتخابات. وكان بانون واضحاً في هذا عندما قال للمؤلف وولف «كل هذا هو عن تبييض الأموال» مضيفاً في حديثه له «طريقهم إلى ترامب يمر عبر بول مانفورت ودون جي أر وجارد كوشنر» ويعلق أن «الأمر واضح وضوح الشعر على وجهك». ويضيف بانون «تمر عبر دويتش بانك وكل شغل كوشنر» و «شغل كوشنر وسخ ويمرون من خلاله إلى كل هذا» واستخدم بانون كلمة عامية غير جيدة لوصف عائلة الرئيس. وبعد ذلك يواصل هجومه على البيت الأبيض في ظل ترامب ويصف كيف كانت عائلته وفريقه غير مجهزين لإدارته فهم مثل من كانوا يجلسون على الشاطئ ويحاولون وقف إعصار قوته من الدرجة الخامسة.
ويعلق الكاتب بأن عائلة ترامب لديها مصالح في العقارات وصفقات أخرى مع شركاء عليهم علامات استفهام، بعضهم روس وآخرون غير ذلك. وهو ما كتب عنه لي أوبراين ووين باريت وغيرهما منذ سنوات عدة. فخروج العائلة من مشروع فندق «سوهو» الفاشل وعلاقتها مع مجرمين مثل فليكس ساتر ما هو إلا تذكير بالصفقات المشكلة وما تمثله من أهمية للتحقيق الذي يقوده موللر.
وهذا يفسر هجوم حلفاء ترامب على المحقق الخاص واتهامه بأن تحقيقه يفتقد المعلومات الصحيحة ويتميز بالتحيز التآمري ويديره أنصار الديمقراطيين والدولة العميقة. والحقيقة هي أن موللر، المحقق المخضرم المحترم الذي يتبع القوانين في التحقيق سيواصل فحص صفقات ترامب وعائلته وأعضاء في حملته الانتخابية خاصة ممن لهم علاقة بروسيا.
الأثر المدمر
ويعرف بانون كل هذا وتعليقاته لوولف تشير إلى معرفته بالأثر المدمر الذي ستتركه على ترامب وعائلته. ويرى الكاتب أن السرعة في توجيه الضربة من ترامب لمستشاره تكشف عن خوف الرئيس وشعوره أنه في خطر. وربما كانت هناك عدة أسباب وراء الهجوم الذي قام به ترامب منها تصوير له بأنه محاط بالجهلة والأقارب المتآمرين وقلة اهتمام بالحكم ومتابعة الرئاسة كعملية تسويقية حرة، ووعاء فارغ يمكن أن يملأه الآخرون بالأفكار- وهو بالضبط الرجل نفسه الذي يسكن المكتب البيضاوي منذ العام الماضي.
لكل هذا الكلام الذي نشره بانون وولف قوياً على ساحات التواصل الاجتماعي بحيث ما نشره ترامب قبل ليلة متحديا الرئيس الكوري أن زره النووي أكبر. ولم يكن يحتاج ترامب للانتظار قبل أن يرد على الرجل الذي تجرأ وانتقد «العائلة الأولى» وأخذ منه الأضواء. وهذا واضح في كلام الرئيس «الآن أصبح وحيداً، ويفهم ستيف أن النصر ليس بالطريقة السهلة التي أظهرها. ونفى الرئيس ان يكون قد عقد لقاءات وجهاً لوجه مع ستيف إلا في النادر.
واستبعد تأثيره فيه. ولكن بانون كما يرى المراقبون رجل بارع في اللعبة الإعلامية وسيجد الرئيس صعوبة في تجاوز كل ما يقوله بانون. ويعرف هذا فوق كل هذا أن دونالد ترامب جي أر وكوشنر يمثلان عبئاً عليه خاصة في تحقيقات تبييض الأموال ويعرف أيضا أن البيت الأبيض ليس مجهزاً لمواجهة التحقيقات المالية والقانونية المقبلة ويعرف كل هذا وإن كان قد فقد عقله فالرئيس يريد أن يسكته ويقضي عليه لهذا السبب.
«إنترسيبت»: إنقلاب ترامب السعودي والهرب من تداعيات عزل مدير «إف بي آي»
علقت مريم صالح في موقع «إنترسيبت» على التسريبات التي وردت في كتاب مايكل وولف «نار وغضب: في داخل بيت ترامب الأبيض» الذي أثار عاصفة من الجدل في الأوساط السياسية الأمريكية وهدد الرئيس ترامب بمنعه وملاحقة مستشاره ستيفن بانون قضائياً. وركزت الكاتبة على ما ورد من حديث عن ترامب من أنه هو الذي هندس عملية التغيير في السعودية.
وتقول: «عندما قام الأمير السعودي محمد بن سلمان بانقلابه الفعلي ضد منافسه السياسي، قام ترامب بنسب الأمر لنفسه سراً «لقد وضعنا رجلنا في القمة» مخبراً أصدقاءه حسبما كتب وولف في كتابه «نار وغضب: في داخـل بـيت ترامـب الأبيـض». وتضيف أن الملك سلمان بن عبد العزيز أطاح ابن أخيه الأمير محمد بن نايف كولي للعهد ووضع مكانه ابنه البالغ من العمر31 عاما بشكل هز خط الوراثة في العائلة الحاكمة الذي قام على تداول السلطة بين أبناء مؤسس المملكة عبد العزيز بن سعود.
وتم إعلان التغيير في منتصف الليل في السعودية وكان خطوة أخرى في صعود ابن سلمان للسلطة في السنوات الأخيرة. وعزل الملك ابن نايف من منصبه القوي كوزير للداخلية. وكان الرئيس ترامب قد زار السعودية في أول رحلة له خارجية والتقى مع قادة المنطقة ووقع صفقات سلاح بقيمة 110 مليارات دولار .
وعندما تم ترفيع ابن سلمان لمنصب ولي العهد اتصل به ترامب ليهنئه على «الترفيع الأخير». ويكتب وولف إن زيارة ترامب إلى السعودية كانت فرصة للهروب من واشنطن بعدما عزل ترامب مدير مكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي أي) «ولم يكن هناك وقت لأن تلاحقك عناوين الأخبار أحسن من رحلة يمكن أن تغير كل شيء». وأقام وولف كتابه على مقابلات أجراها على مدار 18 شهرًا ومقابلات مع مسؤولين بارزين.
وتقول الكاتبة إن وولف يعرف بعدم مصداقيته وهناك أسئلة حول دقة المزاعم . إلا ان ترامب غضب بسبب ما ورد من فقرات نسبها إلى مستشاره بانون الذي وجه اتهامات لابنه دونالد ترامب جي أر حول لقائه مع محامية روسية زعمت أن لديها معلومات تدين المرشحة الديمقراطية هيلاري كلينتون.
وفي مسألة التغيير في السعودية تحدث بانون أمام واحد من مراكز البحث في واشنطن في تشرين الأول /أكتوبر قائلاً: «لو نظرت إلى السعودية فقد حدث تغيير رئيسي منذ القمة» أي القمة العربية – الأمريكية و»أصبح ولي ولي العهد ولياً للعهد. وقبل أسبوع أو أسبوعين على ما أعتقد تم اعتقال حوالي 1.000 رجل دين. وكان الرئيس ترامب قد دعا ابن سلمان إلى البيت الأبيض في آذار /مارس فيما وصفها وولف بـ»الدبلوماسية الشرسة».
وقال بانون إن الأمير السعودي: «استخدم تبني ترامب له كجزء من لعبة السلطة في المملكة. ولكن بيت ترامب الأبيض ينكر أن هذا هو الحال، وعرض ابن سلمان سلة من الصفقات وإعلانات تتزامن مع زيارة ترامب للسعودية ومنحه «انتصاراً». وكانت «واشنطن بوست» قد نشرت أن جارد كوشنر، صهر الرئيس الذي أقام علاقة مع ابن سلمان وزار المملكة في تشرين الأول/ أكتوبر حيث بقيا يتحدثان حتى الساعات الأولى من الصباح وهما يتبادلان القصـص.
وبعد أيام من الزيارة قام الأمير ابن سلمان بحملة مكافحة الفساد واعتقل أمراء ومسؤولين بارزين. وقبل وصول الأمير ابن سلمان لمنصب ولي العهد قامت السعودية بقطع العلاقات مع قطر وفرض حصار جوي وبري وبحري على الدولة الجارة، في خطوة أيدها ترامب بتغريدة.
«واشنطن بوست»: عملية التغيير بدأت في إيران وروحاني فوّت فرصة قيادة المحتجين
بعد زيارة لطهران عام 2013 كتبت أن العاصمة الإيرانية تبدو معلقة بين بيونغ يانغ ولوس أنجليس. وشاهدنا في الأسبوع الماضي كيف اختار الإيرانيون الثانية وليس الأولى حيث شجبوا دولة «الثكنة العسكرية» وطالبوا بحياة مزدهرة ومستقبل حديث. هذا ما بدأ المعلق في صحيفة «واشنطن بوست» ديفيد إغناطيوس به مقالته. مشيراً إلى أن الحديث عن ظروف «ما قبل الثورة» في إيران يتجنب النظر للنقطة الأهم، لأن عملية التغيير قد بدأت.
وسيستخدم النظام أداته القمعية وقد تتلاشى التظاهرات. إلا أن التظاهرات واسعة وبكلام أحد مسؤولي الاستخبارات الأمريكية شملت 80 بلدة ومدينة ومن الصعب إعادة السيطرة على البلاد من جديد. ويرى الكاتب أن التظاهرات الإيرانية كشفت عن التناقضات العميقة في إيران منذ الثورة عام 1979: بين حكام ثيوقراطيين عجزة وشعب شاب متطلع للتغيير والقدرات الاقتصادية الكبرى للبلد والأداء الفقير والمغامرات الـأجنبية والاحتياجات المحلية.
وقد انقسمت الحكومة حول التظاهرات بين الرئيس حسن روحاني الذي تعاطف مع المتظاهرين والمرشد الأعلى للجمهورية آية الله علي خامنئي الذي يريد قمعها. وفي عالم اليوم من الصعب الحديث عن نجاعة القمع على المدى القصير و «لكن هذه هي لعبة طويلة» ففي الوقت الذي يملك فيه الملالي البنادق إلا أنهم فقدوا ثقة الشعب. كما أن استمرار ضعف النظام سيفتح الباب أمام ظهور قائد شعبي يتحدث نيابة عن الجماهير. وقبل أسبوع كانت الفرصة سانحة لروحاني ليلعب هذا الدور ولكنه على ما يبدو خسر الفرصة. وفي الرد على التظاهرات انقسمت الدول الغربية حول الطريقة التي يجب دعمها. فالموقف الأمريكي المتمثل بالرئيس دونالد ترامب وتغريداته الصاخبة أزعجت الدول الأوروبية التي قالت إنه يسهل على القيادة المتشددة لوم «الشيطان الأكبر» على هذه التظاهرات.
ولهذا السبب ترددت فرنسا وبريطانيا وألمانيا في الاستجابة للمطلب الأمريكي هذا الأسبوع بإصدار بيان متعلق بإيران. ويرى الكاتب أن ترامب متهور عادة في خطابه لكنه محق في المسألة الإيرانية. وبالتأكيد على الغرب أن يكون حذرا بالدعوة إلى التمرد المفتوح في إيران وهناك مشكلة أخلاقية في التصفيق والترحيب إلا أن الصمت هو خطأ. وعلى الغرب حث المتظاهرين للتظاهر سلميًا وتحذير النظام من عواقب استخدام العنف ضد المحتجين.
يد حديد… وإنترنت
ففي حالة استخدم النظام اليد الحديدية كما فعل في احتجاجات عام 2009 فيجب أن تكون العواقب حقيقية. وعلى الغرب الحفاظ على نقطة اتصال مفتوحة مع إيران. وحاول النظام تقييد استخدام الإنترنت والرسائل الهاتفية ولكنه سيجد صعوبة في وقفها في ضوء وجود أكثر من 48 مليون هاتف ذكي في إيران اليوم أكثر من مليون هاتف في أثناء الثورة الخضراء. ويستطيعون استخدام التطبيقات المشفرة بأكثر مما يمكن للحكومة حجرها.
وتستطيع الهواتف في مناطق الجنوب على إشارات من الإمارات العربية المتحدة. وأدى القمع إلى قلة عدد لقطات الفيديو الموضوعة على الإنترنت من إيران. إلا أن حجب كل الفضاء الإلكتروني سيظل مهمة مستحيلة على الحكومة. ويعتقد إغناطيوس أنه من الحماقة بمكان أن يحرف ترامب النظر على قمع النظام ومغامراته في الخارج ويتحدث عن الاتفاقية النووية التي يجب أن تترك في الوقت الحالي.
فرصة جيدة
وهذه فرصة جيدة للغرب كي يضيق على النظام في المنطقة ويضغط على الجماعات الوكيلة في ظل انشغاله بالمشاكل المحلية. ومن خلال ملاحقة الجماعات الوكيلة في لبنان وسورية فإن الغرب سيطلق الهتاف الذي صرخ به المتظاهرون «لا غزة ولا لبنان أضحي من أجل إيران». ويرى الكاتب أن قادة إيران سيلقون باللوم على الغرب، فقد قال علي شمخاني، السكرتير العام للمجلس الأعلى للأمن القومي إن 27-29% من الهاشتاغات نابعة من الحكومة السعودية. وبالتأكيد فالحكومة السعودية فرحة بالاحتجاجات إلا أن كون التظاهرات الشعبية جاءت نتاجاً لمؤامرة خارجية هي صورة عن الوهم الذاتي وغير ممكنة من الناحية اللوجيستية. وعن دروس الأسبوع الماضي وما يمثله للشرق الأوسط ينقل عن سفير السعودية في واشنطن الأمير خالد بن سلمان قوله إن النظام الإيراني يحاول الوقوف أمام المستقبل ويشن ثورة رجعية «ونريد أن نسير في الطريق الآخر». وإذا كان السعوديون يعنون ما يقولون فهم في الطريق الصحيح كما يقول إغناطيوس. ويختم بالقول»لقد اهتز النظام الإيراني هذا الأسبوع وسيقاتل بوحشية ولكن من الصعب تخيل أن تظل الثيوقراطية صامدة وللأبد في مجتمع جائع للتغيير ولكنه غير خائف للحديث عما هو صحيح وخطأ».
«إيكونومست»: لا منافس للسيسي في الانتخابات وإقامة شفيق ستطول في الماريوت
لم ير أحمد شفيق منذ عودته إلى مصر والمقابلة الغريبة التي أجراها مع التلفزيون المصري وأنكر فيها الإشاعات عن اختطافه بعد طرد الإمارات العربية المتحدة له. وقال بعد وصوله إن السلطات المصرية رتبت له إقامة في واحد من الفنادق الباذخة بالقاهرة لأن بيته يحتاج إلى بعض الترتيب بعد تركه لسنوات في منفاه بالإمارات. وتعلق مجلة «إيكونومست» إن الإقامة تبدو مريحة في الفندق هذا لدرجة أنه لم ير منذ ذلك.
وأي صحافي يحاو ل مقابلته يطرد من قبل «رجال حمقى باللباس المدني» على حد وصف المجلة. وقالت إن «أكثر الساسة المصريين إثارة للاهتمام عالق في فندق»ففي 29 تشرين الثاني /نوفمبر أعلن أحمد شفيق أنه سيرشح نفسه للانتخابات. ويعرف رئيس الوزراء السابق بالرجل الذي خسر الانتخابات الرئاسية عام 2012 لمصلحة محمد مرسي من الإخوان المسلمين الذي أطاحه إنقلاب عسكري ويقبع هو الآخر في السجن.
وبعد ساعات من إعلانه زعم شفيق أن مضيفيه الإماراتيين يحظرون عليه السفر. ولكنهم قالوا إنه حر في السفر ولا أحد يمنعه ووضعوه في طائرة – أي طردوه من بلادهم. واختفى يوماً من دون أثر ليظهر في مقابلة غريبة ويزعم أنه يقيم في فندق خمس نجوم.
وتأتي قصة شفيق في تعليق للمجلة عن الانتخابات الرئاسية المزمع عقدها في الربيع والتي يتوقع المصريون أن تكون مجرد إعادة لانتخابات عام2014 والتي فاز فيها عبد الفتاح السيسي بـ 97% من الأصوات. وخسر منافسه الرئيسي في الانتخابات حيث جاء في المرتبة الثالثة في الجولتين الانتخابيتين.
وبرغم أن السيسي لم يعلن بعد ترشيحه إلا أن حركة شعبية مدعومة بشكل جيد وزعت إعلانات عليها صورته في كل أنحاء القاهرة فيما يتحدث النواب عن تعديل الدستور لتمديد فترة الحكم من أربعة أعوام إلى ستة أعوام أو السماح له بالترشح للمرة الثالثة. ومع ذلك فهناك عدد من المنافسين المحتملين بدأوا يظهرون. وأبدأ من المجازفين مثل خالد علي، المحامي الليبرالي الناشط الذي يريد إنقاذ مصر مما يطلق عليه «قدرها المظلم» وتمت محاكمة علي بتهمة «حرج المشاعر العامة» بسبب إشارة فسرت على أنها فاضحة بعد قرار المحكمة المصرية العليا في قضية الجزيرتين، وهو ممنوع من الترشح.
أما العقيد أحمد قانصوه فقد سجن لمدة ستة أعوام لظهوره في فيديو انتخابي بالزي العسكري. وترى الصحيفة أنه من الصعب إسكات محمد أنور السادات إبن أخي الرئيس أنور السادات. فالسادات ليبرالي حقيقي وشخصية نادرة في السياسة المصرية. وتم فصله من البرلمان العام الماضي لانتقاده الشديد للحكومة. وحاول الجيش تجنيده من أجل منح الانتخابات مظهر الشرعية ولكنه رفض. ما ترك أحمد شفيق الذي كان شعار حملته الانتخابية عام 2012 إعادة النظام العام وتحقيق «الاستقرار» التي رددها في كل جولة انتخابية. وبدا في كل الجوهر غير مستقر ويتأتى من خلال قفشات مثيرة.
ففي مناظرة متلفزة طلب منه تلخيص تأريخه العسكري في حرب عام 1973 قال «قتلت وقتلت» ومع ذلك هزمه مرسي بفارق 900.000 صوت. ويزعم الآن أنه يدعم حقوق الإنسان، وهو تحول غريب لواحد من حلفاء حسني مبارك، الديكتاتور الذي حكم مصر طويلا. وتقول المجلة إن ترشيحه مرتبط بالضرورة بمظاهر التذمر بين النخبة المصرية القلقة من طريقة إدارة السيسي للاقتصاد. أما قادة الجيش فهم ليسوا راضين عن الحملة ضد الجهاديين في سيناء. ولكن لدى السيسي مميزات تطيل عمره في الحكم: برلمان مطواع وشرطة قمعية ويد من حديد على الإعلام.
وطالب أحد النواب بتجريد شفيق من مواطنته لأنه «خان الوطن»، وتمت إدانة ثلاثة من داعميه بتهمة الإضرار بالأمن القومي، وربما ستطول إقامته في الماريوت.
إبراهيم درويش
اتمنى من هذه الصحيفةالموقرة ان تنزل الكتاب مترجكا اي كتاب نار وغضب مع استظلاع اراء السياسيين فيه
اما يشكل من اهمية في رسم خريطة الشرق الاوسط المقبلة