بلير التقى مسؤولين بريطانيين نيابة عن شركة إماراتية ترغب في الاستثمار في مانشستر

حجم الخط
0

لندن ـ «القدس العربي»: لماذا أصبحت شخصية توني بلير رئيس الوزراء البريطاني السابق مهمة لنا نحن في الشرق الأوسط؟ الجواب واضح فقد أسهم في شن أكبر حرب كارثية في تاريخ المنطقة الحديث بناء على مبررات واهية وجر بلاده ضد العراق عام 2003 وآثارها واضحة اليوم.
ولا تزال حكومة بلاده تحاول معرفة الأسباب التي دعت رئيس الوزراء بلير الذي كان من أنجح زعيم عمالي منذ عقود وقاد حزبه للفوز 3 مرات وظل على رأس الحكومة البريطانية في الفترة ما بين 1997- 2007. هذا الشق الأول من الجواب، أما الثاني فيتعلق بتعيينه بعد استقالته من الحكومة كمبعوث سلام يمثل الرباعية (الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة والأمم المتحدة وروسيا) في الشرق الأوسط وبقي في المنصب حتى الشهر الماضي، أي من 2007- 2015 ولم يكن سجله في الرباعية لامعا، فنادرا ما وقف مع الفلسطينيين عندما كانت تشن إسرائيل الحرب على الفلسطينيين.
وكما كتب روبرت فيسك الصحافي البريطاني معلقا على استقالة بلير (28/5/2005) إن أحدا لن يفتقد بلير سوى إسرائيل. وعلق قائلا «وصلت مهمة توني بلير كمبعوث يمثل الولايات المتحدة وروسيا والأمم المتحدة والإتحاد الأوروبي نهايتها. فبعد ثمانية أعوام على توليهة المهمة قدم بلير استقالته مخلفا سؤالا واحدا لم يجب عليه وهو: كيف أصبح مجرم حرب «مبعوث سلام» في المقام الأول؟». هذا السؤال يتعلق بالولايات المتحدة ورئيسها في ذلك الوقت التي ضغطت في حينه لتعيينه.
فقد كان اختياره للمنصب محاولة من الرئيس جورج دبليو بوش لتعويض بلير على خسارته منصبه بفعل السياسة الداخلية في حزبه. ويبدو بلير محظوظا في الوظائف فما إن أعلن استقالته الشهر الماضي حتى عين رئيسا لمجلس مهمته كما يبدو مكافحة العداء للسامية والتطرف الديني واسم هذه الهيئة «المجلس الأوروبي للتسامح والتصالح» والذي كان يرأسه موشيه كانتور، رئيس الكونغرس اليهودي الأوروبي.

طموحات تجارية
وهناك أمر آخر يتعلق بنشاطات بلير الذي أسس شركة «توني بلير وشركاه» وهي مؤسسة تقدم خدمات استشارية للحكومات حول العالم وامتدت نشاطاتها من الشرق الأوسط إلى وسط آسيا وأفريقيا حتى كولومبيا ويشرف على مؤسسات خيرية، بالإضافة لاهتمامه بالدين والتسامح عبر مؤسسة أخرى وهي «إيمان/فيث». وتعرض بلير في أكثر من مناسبة لاتهامات عبر تحقيقات صحافية تتعلق بنشاطاته التجارية التي قيل أنها تتضارب مع عمله كمبعوث للسلام.
وأشير إلى عمله الاستشاري في الإمارات ونصائحه لزعيم الانقلاب في مصر الجنرال السابق عبدالفتاح السيسي، الرئيس المصري الحالي ونشاطاته في الكويت. وراكم ثروة كبيرة يختلف الناس في حجمها وينفي هو والمتحدثون باسمه أي تضارب في المصالح. وفي آخر التحقيقات التي أجريت حول نشاطاته التجارية كشف صحيفة «دايلي تلغراف» و«صندي تلغراف» قبل يومين عن حجم نشاطاته وكيف يتكفل دافعوا الضرائب البريطانيين بتمويل رحلاته من خلال توفير فريق من الحرس الأمني الذي يرافقه في جولاته وزياراته وقالت إن وثائق اطلعت عليها تقترح أن كلفة حرسه الأمني تصل إلى 16.000 جنيه استرليني اسبوعيا.
وقالت إنه زار في اسبوع واحد خمس دول من إسرائيل إلى أبوظبي (زارها 24 مرة) وقطر والصين وقازاخستان. ومن المفترض ان رحلات كهذه أو في معظمها كانت بصفته ممثلا للرباعية.

سجل فقير
ظلت نشاطات توني بلير مثارحنق للفلسطينيين الذين كانوا يشاهدون نشاطاته من الضفة الغربية وقطاع غزة. واتهموه بانه «عديم الفائدة» كمبعوث للرباعية .
ففي تقرير أعده فريق التحقيق في نشاطات بلير وهم روبرت ميندك وسولفيج كراوس وكلير نيل وإدوارد مالنيك ونقل عن مواطن من مدينة بيت لحم حيث كان من مهام توني بلير حضور مؤتمر للسياحة في المدينة ولكن مايكل مصلح (65عاما) صاحب محل لبيع التحف قرب «مانجر سكوير» ونقلت عنه قوله «معظم السياح يخافون القدوم إلى هنا ولم أحصل على أي دولار في الثلاثة أيام الماضية».
وبنفس السياق يقول جاك عصام جقمان الذي يدير محلا للتحف عمره 100 عام «أصبحت الحياة صعبة في السنوات الثمانية الماضية. ويزعم بلير أنه جلب سياحا للمدينة وهذا غير صحيح». وعند حاجز يجب أن يصطف عليه الفلسطينيون كل يوم للخروج من المدينة يقول الطبيب النفسي توفيق سلمان «توني بلير هو أسوأ شخص لنا نحن الفلسطينيين، هو رجل أعمال وحصل على أموال كثيرة عندما كان هنا ولم يفعل شيئا».
ويتهم بلير بالخلط بين الأدوار مما يؤدي إلى تضارب في المصالح وهو ما ينفيه نفسه. مثلا قام فريق بلير في القدس الشرقية بالتفاوض مع صندوق أبو ظبي للتنمية الذي قدم 30 مليون جنيه دعما للسلطة الوطنية وهو الصندوق الذي يدعم فريق الإستشارات التابع لبلير في دول مثل صربيا.
ويقيم بلير علاقات قوية مع ولي العهد في أبو ظبي الشيخ محمد بن زايد. ولعب بلير دورا في الحصول على تراخيص لفتح طرف ومد خطوط مياه لمدينة الروابي في الضفة الغربية والتي تدعم بناءها دول قطر.
ولكن بلير يشارك كمفاوض تجاري في خلاف مالي واحد على الأقل لقطر لها مصلحة فيه وحصل منه على 650.000 جنيه استرليني.
وتقول الصحيفة إن بلير كان يسافر لعقد لقاءات في الشرق الأوسط تحت مظلة مبعوث الرباعية، ولكنه كان في الوقت نفسه ينخرط في نشاطات تجارية.
ونقل عن سفير سابق قوله «من الواضح أن دوره كمبعوث للرباعية يحتم عليه لقاء الكثير من المسؤولين في الخليج» و»عندما كان يلتقي بقادة الخليج كان يتابع عمل الرباعية وبعد ذلك كان يتابع مصالحه ولم يكن يعرف أحد ما كان يجري في المحادثات لأننا كنا نغادر الغرفة.
وكان يقول «أريد محادثة خاصة مع فلان وفلان» وكنا نشك أنهما كانوا يناقشون أمورا مالية».
وينقل التقرير عن زاهر خوري مدير شركة المشروبات الروحية التي حصلت على حقوق تعبئة الكوكا كولا في الضفة الغربية وغزة والتقى بلير في أكثر من مرة قوله إنه بدأ يشعر بالخيبة من بلير «أنا معجب به كونه تاجرا ومصرفيا من الدرجة الأولى» و»لكنه كان مبعوثا سيئا للرباعية.
ولو استخدم كل مواهبه في الحصول على صفقات لقضيتنا فلربما حقق بعض النجاح. فقد أعطته مهمته كمبعوث للرباعية سببا مشروعا لزيارة دول الخليج وبشكل منتظم. وعلى ما يبدو فقد انتفع شخصيا من هذه الزيارات».
ويرد فريق توني بلير على الإنتقادات بالقول إن عمله في الرباعية لم يكن بصفة كاملة بل غير متفرغ وبدون راتب. وأقام بلير وفريقه في «أمريكان كولوني» في القدس الشرقية حيث احتلوا طابقين من الفندق وبكلفة عالية.

نقد رسمي
ولم يعجب المسؤولون الفلسطينيون بعمل بلير، فحسب مشهور أبو دقة الوزير السابق «أنفق توني بلير المال الكثير على نفسه ومكتبه ولم يكن فاعلا، عمل كثير في مجال العلاقات العامة بدون نتيجة جوهرية»، و»بصراحة لم أر أي تقدم ولا شيء بالمطلق، مضيعة للوقت والمال».
أما حنان عشراوي، عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية فقالت «فتحت الرباعية الكثير من الأبواب (له) واستغلها وسافر حول العالم، إلى دول الخليج حيث تحصل على عقود وتكسب المال. ماذا يفعل في دول الخليج ولماذا يعمل في القطاع الخاص؟».
وفي الثماني سنوات التي قضاها بلير في عمله كمبعوث للرباعية كان من المفترض أن يزور مكتبه في القدس مرة أو مرتين في الشهر حيث كان يصل على متن طائرة خاصة قادما من رحلات عمل تجارية أخرى ثم أصبح من النادر رؤيته حسب بعض موظفي «امريكان كولوني» الذين وقعوا على وثيقة للسرية مع مكتب بلير.
وعوضا عن ذلك كان يقضي معظم وقته في تل أبيب مع أصدقائه من الأثرياء الإسرائيليين. ويقول زملاؤه في مكتب الرباعية إنه عمل ما يمكنه لتحقيق صفقات جيدة للفلسطينيين.
ومن التبسيط بمكان والخطأ أيضا تصوير توني بلير كرجل مهموم فقط بالحصول على المال. وقالوا إنه وضع على الأرض فريقا قويا مكونا من 50 شخصا مما يعني أنه لم تكن هناك حاجة لرئيس الوزراء السابق أن يكون موجودا على الأرض لمتابعة الأمور. ونقلت عن متحدث باسم مكتب الرباعية الذي أشار إلى سلسلة من الإنجازات التي تضم تفكيك حواجز تفتيش والمساهمة في النمو الإقتصاد خاصة في رام الله وجنين، كما وزادت السياحة نتيجة لجهود بلير وجهوده في دعم الروابي التي ستوفر 6.000 وحدة سكنية.
وساهم بلير في تأمين رخصة لخدمة هاتفية ثانية في الضفة الغربية والتي وفرت آلاف الوظائف. وقال مصدر إن توني بلير «كان يطير إلى هنا ويدفع في بعض الأحيان تذكرته وهذا ما لا يعرفه الكثير من الناس».
ويقول دبلوماسيون عملوا مع بلير إنه كان محبطا من عمله في الرباعية منذ البداية نظرا لاقتصاره على الأمور الاقتصادية.
وقال سفير سابق «كان يريد أن يكون مبعوثا سياسيا» وأضاف « شعر بالإحباط فقد كان لديه ذلك الشعور الإيماني ظانه لو جلس مع شخص في الغرفة لبعض الوقت لأقنعه لكن الفوز بثلاث جولات انتخابية في بريطانيا امر يختلف عن واقع الشرق الأوسط». وفي النهاية كانت مهمة توني بلير كمبعوث للرباعية «فشلا ذريعا» ومن الناحية الاقتصادية لم تكن كذلك.

لوبي نيابة عن أبوظبي
في 13 تموز/يوليو 2013 العام الذي شهد انقلابا في مصر وزيارة وفد فلسطيني إلى واشنطن وصل بلير إلى لندن.
ولم يكن غرض الزيارة مناقشة العملية السلمية مع المسؤولين البريطانيين ولكن للحديث نيابة عن مسؤولين في دول الخليج يقدم لهم خدمات استشارية.
والتقى بلير بصفته رئيسا لشركة توني بلير وشركاه وممثلا بطريقة منفصلة لشركة مبادلة لورد دايتون، الوزير في وزارة الخزانة للتباحث معه حول فرص استثمارات لمبادلة في بريطانيا.
ولا يعرف بالتحديد ما الذي ناقشه بلير لكن يعتقد أن الحديث تركز على اهتمام مبادلة الإستثمار في مشروع قيمته 175 مليون جنيه لبناء قرية جامعية سعتها 3.000 غرفة لطلاب جامعة مانشستر.
وكذلك استثمار مليار جنيه استرليني في مانشستر من الشركة الإماراتية التي تملك نادي مانشستر سيتي لكرة القدم. وتقول الصحيفة إن إمارة أبوظبي تعتبر منطقة تجارية مربحة لبلير حيث تدفع دائرة الدعم الأجنبي فيها أموالا ضخمة لشركة توني بلير لقاء خدمات استشارية في عدد من الدول بما فيها صربيا ومنغوليا وكولومبيا. وجاء لقاء بلير مع دايتون قبل فترة قصيرة من توقيع عقد بقيمة ملير جنيه استرليني لبناء بيوت في مانشستر.
فقد خططت «مجموعة أبوظبي المتحدة للتنمية والإستثمار» لبناء 6.000 بيت في مانشستر البريطانية. وتملك الشركة الخاصة هذه نادي مانشستر سيتي.
وهذه هي أول مرة يكشف عن محاولات بلير بالتدخل والتحادث مع حكومة بريطانية لصالح أحد زبائنه في الخليج.
وتقدر ثروة بلير المالية بحوالي 60 مليون جنيه استرليني والتي حصل عليها عبر شركة «توني بلير وشركاه» التي أنشأها بعد استقالته من الحكومة في عام 2007.
ويحصل بلير على أموال من «مبادلة» وهي مؤسسة سيادية ميزانيتها 42 مليار جنيه استرليني يديرها ولي عهد إمارة أبوظبي الشيخ محمد بن زايد والصديق المقرب من بلير. وتمول أبوظبي نشاطات شركة بلير الإستشارية في صربيا وكولومبيا.
وتظهر وثائق الخزانة البريطانية أن لورد دايتون التقى بلير في تموز/يوليو 2013 وقابل أيضا ممثلين عن «مبادلة» مرتين في ذلك الشهر.
وحضر في واحد منها ممثل عن مجلس مدينة مانشستر التي لها علاقة بالمشروع العقاري مع أبو ظبي.وسافر لورد دايتون إلى أبوظبي في إيلول /سبتمبر 2013 للقاء ولي العهد هناك وعاد بعد شهر إلى أبوظبي عندما دعته الإمارة لحضور رالي أبوظبي للسيارات. وتركزت المحادثات التي أجراها بلير مع دايتون حول صفقة من مليار جنيه استرليني اقترحت فيها الشركة الإماراتية بناء بيوت جديدة بمدينة مانشستر وأعلن لورد دايتون بعد عام توقيع اتفاق شراكة بين مجموعة أبوظبي المتحدة ومجلس بلدية مانشستر. وكان خلدون المبارك الذي يترأس نادي مانشستر سيتي والمديرالتنفيذي لمبادلة قد رافق بلير في زيارة للصين حيث قابلا مسؤولين بارزين.
وأعلنت مبادلة في كانون الأول/ديسمبر أنها حصلت على صفقة لتطوير «قرية طلاب» لجامعة مانشستر. وقالت المجموعة إنها ستستثمر 175 مليون جنيه استرليني. ولم يكشف عن بلير مع لورد دايتون سريا إلا في 26 آذار/مارس العام الحالي بعد حل البرلمان حيث سجل الوزير 14 لقاء منها 3 مع مبادلة.
وقال متحدث باسم بلير «لم نقم بعملية لوبي مع لورد دايتون، ولكنا أخبرناه كممثل للحكومة البريطانية أن الإمارات مهتمة بتنفيذ استثمار مهم في بريطانيا وتركنا الأمر للحكومتين للمناقشة». وقال المتحدث إن بلير لم يتلق أي أجر عن اللقاءات وأنه ساهم بالحصول على تبرع جيد من الإمارات لمستشفى «غريت أورموند ستريت» في لندن.

عدو نفسه
في افتتاحيتها قالت «تلغراف» إن توني بلير يلاحق حزب العمال كالشبح. فهو يمثل الماضي بحلوه ومره ويظهر في أوقات الشدة لتقديم النصح حول مستقبل الحزب.
ونصائحه تبدو حكيمة أحيانا ولكن لا أحد يستمع إليها لأنها تأتي من بلير نفسه والذي تلاحقه سمعته السيئة.
واشارت للبحث الذي قام به فريق تابع لها وكلفة سفريات بلير حول العالم والتي يتحمل دافع الضرائب البريطاني كلفتها خاصة أنه يسافر ومعه فريق حرس من شرطة لندن، بعضهم يرافقه وأخرون يحرسون بيوته في بريطانيا.
ورغم أن راتب الواحد منهم يصل شهريا إلى 56.000 جنيه في السنة إلا أن العلاوات وساعات العمل الإضافي ترفعها إلى 70.000 في العام. وقالت إن الوثائق التي اطلعت عليها تكشف عن استخدام بلير رحلاته كممثل للرباعية لمتابعة مصالحه المالية وهو ما يفتح الباب أمام تضارب في المصالح وهو ما ينفيه بلير بشدة.
وتتميز رحلاته بالبذخ ففي بيجين أقام في فندق كلفة الغرفة فيه لليلة 4.000 جنيه استرليني. وكشفت الصحيفة أن بلير يبني صلات تجارية في الصين توسع تأثيره إلى الحزب الشيوعي الحاكم. مع أن بلير يؤكد أن ثروته لا تزيد عن 20 مليون جنيه استرليني إلا أن حسابات الصحيفة تضعها بحوالي 60 مليون جنيه.
وتعلق الصحيفة أن «هذا هو الرجل الذي يقدم النصيحة لحزب العمال حول كيفية استعادة راية الحكم كمنافحين عن الشعب، لا عيب في أن يكون الإنسان ثريا وبلير ليس مخطئا في نصح زملائه السابقين أن عليهم تبني السوق الحر» خاصة أنه فاز في جولات ثلاث بعد أن أعاد بناء الحزب «العمال الجدد» من خلال إعادة تشكيل الديمقراطية الإجتماعية كي تكون مناسبة لطموحات الناس.
لكن «إرث» بلير في الحكم هو ما دفع حزبه للميل نحو اليسار وأدى لظهور إد ميليباند والذي أعاد الحزب لجذوره الإشتراكية.
ووعد الناخب البريطاني بالابتعاد عن إرث العراق ومركزية البليريين. وفي الوقت الذي خسر فيه الحزب خسارة فادحة في انتخابات الشهر الماضي إلا أن النزعة نحو التطرف لا تزال واضحة داخل الحزب. وتشير الصحيفة إلى الحملة داخل الحزب لاختيار زعيم جديد له ، مشيرة إلى ليز كيندال التي يعتقد بلير أنها واعدة.
ولكن دعم رئيس الوزراء السابق لها سيكون بمثابة «قبلة الموت» لأن هناك الكثيرون داخل الحزب ممن يبغضون بلير الذي قادهم للسلطة على حساب مثالهم ومبادئهم الحزبية. وتتحدث عن دور بلير في الرباعية، فهو وإن حقق بعض النجاح في البداية إلا أن الفوضى هي عنوان المرحلة في الشرق الأوسط ووصفه أحد المسؤولين الأمريكيين بـ «النكتة» و»بلا مصداقية» كما أن قيادته تشوهت من خلال تقديمه النصح لحكام ديكتاتوريين من امثال رئيس قازاخستان.
وتقول «السيد بلير على ما يبدو هو العدو الأسوأ للبليرية. فقد شوه مدخله المركزي للسياسة في الوقت الذي أصبح حزبه في حاجة له».

qal

إبراهيم درويش

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية