عمان ـ «القدس العربي»: زيارة رئيس الأركان الأردني، الجنرال مشعل الزبن، بحكم وضعه النافذ في هرم القيادة بالمملكة إلى روسيا في «لحظة سورية حساسة»، تؤشر مجددا إلى ان المؤسسة العسكرية الأردنية تعمل على تنويع المصالح والاتصالات وتعويض الفاقد بعدما أخفق السياسيون من نخبة الإدارة والدبلوماسية في «تحصين «المصالح الحيوية الوطنية والإقليمية.
جنرال المؤسسة العسكرية الأردنية القوي في موسكو ليس فقط بصفته المهنية، بل بصفته عنصرا أساسيا في القصر الملكي أيضا كقناة مضمونة وفعالة تنطق من وظيفة المستشار العسكري لملك الأردن.
رسالة الزيارة، من حيث الشكل وبعيدا عن عمق الجوهر والمضمون، تقول إن عمان، في ظل تجاهل واشنطن لمصالحها الأساسية، مستعدة للإبقاء قدر الامكان على تنشيط حلقاتها التي تشكلت مؤخرا مع موسكو، مرة تحت لافتة التنسيق العسكري، خصوصا في الجزء المتعلق بالوضع الميداني في سوريا، ومرة تحت لافتة التنسيق الأمني، خصوصا في مجال تصنيف الإرهاب المنظماتي داخل الأرض السورية.
عمان، بهذا المعنى، لا زالت تراقب عن كثب ما يجري جنوب سوريا، ولديها «ضمانات» تريد الحفاظ عليها من الجانب الروسي، ليس فقط لأن موسكو هي الطرف الفاعل الاساسي في داخل المعادلة السورية الآن، ولكن ايضا للإلتفاف على وقائع «الاستعصاء» السوري ومراوغة التجاهل الإيراني الميداني، خصوصا عندما يتعلق الأمر بالوضع العسكري الميداني شمالي الأردن.
عمان المرتابة حصريا في تواجد ميليشيات «حزب الله» و»الحرس الثوري» بالقرب من حدودها بعد معركة «الشيخ مسكين»، سبق ان حصلت على رسائل ضمانات من الجانب الروسي.
لكن الرسائل السلبية، التي تصدر عن نظام دمشق للجانب الأردني تحت شعار «إرهاب درعا… مشكلة أردنية»، تدفع المجسات العسكرية الأردنية لتحصين وتفعيل بروتوكولات عسكرية الطابع سبق ان نوقشت وأتفق عليها مع روسيا التي اهتمت بإرضاء دول الجوار والتعاون معها، وهي تسيطر – حتى بتقدير المؤسسة الأردنية – على الوضع الميداني داخل سوريا.
المفارقة ان وثيقة التصنيف الأردنية الأولى للإرهاب في سوريا، التي طلبتها موسكو من عمان، انتهت بوضع مجموعات «الحرس الثوري» الإيرانية ضمن منظمات الإرهاب داخل سوريا.
ذلك أغضب الإيرانيين كثيرا في وقته ودفع موسكو لاحقا لمطالبة عمان بقائمة تصنيف منتجة ترضي جميع الأطراف وتتوحد خلفها، واكتملت المفارقة بأن مناظير الجيش الأردني ترصد مجموعات مسلحي «الحرس الثوري» بالقرب من الشيخ مسكين ومناطق أخرى في وسط درعا.
بمعنى أن عمان تراقب «الحرس الثوري» وهو يتحرك لدعم الجيش النظامي السوري في درعا رغم أنها تصنفه ضمن مجموعات الإرهاب في وضع حرج سياسيا يحتاج لتعزيز الاتصال بروسيا تجنيا لأي إشكالات او تعقيدات اومفاجآت مستقبلا.
هنا تبدو المؤسسة العسكرية الأردنية، وبعدما وجهت بالرصاص المكثف رسائل متعددة لأي جهة تحاول التسلل والاقتراب من حدود الأردن، ساعية للتوثق أكثر من ان القيادة الروسية ضامنة فعلا لانسياب العمليات العسكرية الميدانية، خصوصا في جنوب سوريا بصورة لا تمس بالمصالح الحدودية لشمالي الأردن.
هذا الانسياب هو المطلوب، وأغلب التقدير ان زيارة الجنرال الزبن، بصفته مستشارا عسكريا لملك الأردن، لها علاقة مباشرة بتفعيل التطمينات الروسية والبقاء على اتصال مع الطرف العسكري الراعي لمسار الاحداث والأقوى في سوريا ما دام الاتصال للتنسيق الأمني الميداني متعذرا تماما مع الجيش النظامي السوري ومع دمشق و«غير ممكن» لأسباب كثيرة وتاريخية مع الحرس الثوري الإيراني ورجال مجموعات حزب الله.
في حسابات محلل الملفات الاستراتيجية الأردني، الدكتور عامر السبايله، يبدو واضحا ان المسار العسكري الميداني الحالي في الأرض السورية مرتبط بملامح التسوية السياسية الكبرى التي تفاهم عليها الروس والأمريكان على أساس ان عملية «بناء الهيكل» لسوريا الجديدة بدأت فعلا برعاية واشنطن وموسكو معا.
وفي حسابات غرفة القرار الأردنية ثمة طريقان لا ثالث لهما عندما يتعلق الأمر بالحرص على البقاء قرب الطاولة او عليها في مراحل التفاوض النهائي عند التسوية الكبرى: الأول هو استمرار التعاطي مع ملف اللاجئين السوريين، والثاني هو الحرص على بروتوكولات وضمانات التنسيق العسكري مع روسيا.
بسام البدارين
يجب على الأردن الإنضمام لحلف السعودية تركيا قطر
فهذا الحلف هو الرابح بإذن الله وليس حلف الروس وإيران والأسد
الأردن دولة قوية بشعبها العربي الأصيل فلماذا هذا التلون في السياسات الخارجية
ولا حول ولا قوة الا بالله
– “التسوية الكبرى في سوريا” .. لم تولد بعد ، ثم .. ألم يتحدث الملك عبدالله ذات مرة أن لدينا جيشاً قوياً مدرّباً ويستطيع أن يقاتل أي عدو ، أرجو ألا نحصر هذا العدو بـ ” فزاعة داعش ” ..
– خط تركيا ، السعودية ( الجديدة ) ، قطر ، المجاهدون في سوريا وفلسطين .. هو خط الشعوب ، خط الثورة .. وله ننتمي .
إلاردن في أزمة اقتصادية خانقة مد يده لدول الخليج. لم تستجب له .الآن في ورطة عسكرية ووضع لا يحسد عليه .الخليج مهتم باليمن ونسي الوضع الحساس للأردن جغرافيا وسياسيا.
الاردن لن ينظم لاي حلف ولكن مايهم الاردن هو الحفاظ على الامن للمنطقة وعدم اشتعال النيران في كل المنطقة الملتهبة وسياسة المحاور لن تولد امنا وسلاما لمنطقة اتعبتها الحروب .
اذا اتاك الخطر من مقاتل على عربة فهل تفاوض المقاتل ام العربة؟ من الطبيعي الان التوجه الى روسيا فيما يتعلق بشؤون سوريا