تونس – «القدس العربي»: أثار خبر إيقاف أحد نشطاء الثورة التونسية بعد دعوته للتظاهر ضد الحكومة، جدلا سياسيا واجتماعيا كبيرا في تونس، حيث ندد سياسيون وحقوقيون بقرار اعتقاله وتطوع عشرات المحامين للدفاع عنه، فيما أطلق نشطاء حملات كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي للمطالبة بإطلاق سراحه، وهو ما دعا بعضهم للحديث عن «بوعزيزي جديد» في تونس، خاصة أن الناشط الموقوف هو من عائلة مفجّر ثورة الياسمين محمد البوعزيزي.
وكانت قوات الأمن التونسية أوقفت مؤخرا الناشط المعروف قيس البوعزيزي في مدينة سيدي بوزيد، بعد نشره عدة تدوينات على حسابه في موقع «فيس بوك» يدعو فيها إلى التظاهر ضد الحكومة.
وكتب قيس قبل أيام على «فيس بوك»: «دعوة لأبناء سيدي بوزيد وأبناء المعتمديات وأصحاب القضية الواحدة الى التجمع غدًا بكثافة أمام الولاية لتأديب الحكومة وسيتم بعد التنسيق مع كل الصفحات للنشر على نطاق واسع والتحضير ليوم غضب الاسبوع المقبل». و»أضاف «قالوا ثورة قطاع الطرق! نعم هي كذلك ثورة قطع الطريق على من قطع الأرزاق، يظنون ان الثورة ستكون برمي الورد والتلويح بوشاح أبيض (…) الثورة فوضى أو لا تكون».
كما انتقد عمليات التخريب التي رافقت الاحتجاجات ضد زيادة الأسعار في البلاد، حيث كتب مخاطبا المحتجين في المناطق المهمشة «لا تحرقوا الجامعات والمستشفيات الجامعية والشركات العملاقة، وحافظوا على مراكز الإيواء والمطارات واحرسوا خطوط السكك الحديد والقطارات، مُلك الناس للناس ومُلك الدولة أيضا هو للشعب».
وذكرت بعض المصادر أن قرار إيقاف قيس البوعزيزي جاء في إثر دعوة قضائية قدمتها إدارة الأمن ضده بتهمة «التحريض ونشر أخبار زائقة لبث البلبلة»، في إشارة إلى ما دونه مؤخرا على حسابه، مشيرة إلى أنه تم الاحتفاظ به لمدة أسبوع قبل الشروع بمحاكمته.
وأدان حزب «تيار المحبة» بشدة إيقاف الناشط قيس البوعزيزي، ودعا «للإفراج عنه فورا من دون قيد أو شرط، ويدعو الشعب التونسي للتظاهر السلمي المدني في كل ولايات البلاد من أجل إجبار حكومة النداء والنهضة على احترام حرية الشعب التونسي، والرضوخ لمطالبه الاجتماعية والاقتصادية العادلة».
وكتب رئيس الحزب الهاشمي الحامدي على صفحته في موقع «فيسبوك»: «هذه المرة البوعزيزي الثاني لن يُضرم النار في جسده، وإنما سيصبر حتى يفرّ من يفرّ من سجّانيه إلى أبو ظبي وباريس أو إلى الدوحة واسطنبول، أو إلى الجحيم. ويتركوا تونس لفقرائها وفلاحيها وشبابها المُهمّش المظلوم». وأضاف «الفاشلون الجبناء أوصلوا البلاد لأوضاع أسوأ مما كانت عليه في عهد ابن علي ثم يريدون اليوم مصادرة الحق في التعبير وفي الاحتجاج عليهم حتى بتدوينة. ردوا على الكلمة بالكلمة يا جبناء. يا نكبة تونس. واتركوا قيس».
وأصدر حزب «حراك تونس الإرادة» استنكر فيه «حملة الاعتقالات التي حصلت في الأيام القليلة الماضية وطالت عددا من المدونين والناشطين والشباب المشاركين في الاحتجاجات السلمية في الحامة وقربة وتاكلسة والسند وسيدي بوزيد وقبلاط وتونس العاصمة وغيرها (…) وقد ترافقت تلك الاعتقالات مع حملة تحريض ضد المعارضة وضد الحراك الاجتماعي من قبل رئيس الحكومة وعدد من أعضائه ومن القيادات السياسية للتحالف الحاكم والمنابر الإعلامية الموالية لهم».
وأضاف البيان «تؤشر هذه الأحداث على تخبط المنظومة الحاكمة وإرادة توتير الأمور لدى جزء منها عبر استهداف حرية التظاهر وحرية التعبير وحق المعارضة، وعبر السعي الى تشويه الحراك الاجتماعي وربطه بالتخريب للتنصل من مسؤوليتها في إيجاد الحلول للخروج بالبلاد من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المستفحلة».
وكتب أمينه العام عدنان مَنصَر «الطريقة التي تتعامل بها الحكومة مع مخلفات الأحداث الأخيرة مخزية وتدل على أنها لم تفهم شيئا مما حصل. الإيقافات العشوائية والهرسلة (الضغط) المتواصلة ضد شباب بتهم فضفاضة ومن دون أي أدلة جدية للإدانة سلوك فاشي يبذر الأشواك ولن يجني لاحقا سوى الجراح. إذا كان الهدف هو تضخيم الأرقام بالتلاميذ والمدونين والناشطين المسالمين فإن عواقب ذلك وخيمة على الحكومة نفسها وعلى الإئتلاف الذي يسندها ويبرر لها كل تجاوزاتها. أطلقوا سراح فارس النجار، جمال الدين الجلاصي، ياسين العياط، أسامة العربي، حسام العربي، قيس البوعزيزي، بلال الجبالي، طارق العياري، أيمن العرغاوي، علاء العياري، عبير الرمضاني، أسامة الحجري، أحمد ساسي، الزين المدب، أحمد العلوي، وآخرين كثيرين».
وتطوعت «مجموعة الخمسين» (تضم خمسين محاميا للدفاع عن المحتجين سلميا) للدفاع عن قيس البوعزيزي، وكتبت محامية عائلات ضحايا الثورة ليلى حدّاد «قيس البوعزيزي ابن الثورة ابن سيدي بوزيد كل الأحزاب السياسية من كبيرها لصغيرها (…) كانوا يتقربون لأسد من أسود الثورة والبطولة والشجاعة والمبادئ قيس البوعزيزي (الذي) يتم إيقافه على خلفية تدوينات فيسبوكية!». وأضفات صورة تجمعه بقيس مرفقة بتعليق «عز الناس شهامة وكرم واخلاق وحب كبير لهذا الوطن قيس البوعزيزي، أخي وصديقي أعتز بك وستظل شامخا. أنت باق وهم راحلون. الحرية لقيس البوعزيزي».
وأنشأ نشطاء تونسيون عدة وسوم للمطالبة بإطلاق سراح «البوعزيزي الجديد»، من بينها «سيّب قيس» (أفرج عن قيس) و»سيب قيس وشدّ السُرّاق» (أفرج عن قيس واقبض على السارقين) و»دولة البوليس زائلة ولن تتمدد».
وكتب أحد النشطاء ويُدعى توفيق «الاخ قيس البوعزيزي استدعوه للمركز (مركز الأمن) بالهاتف وطلبوا منه الامضاء في البلدية على التزام بعدم نشر تدوينات قوية! وجه آخر من تكميم أفواه المدونين والأحرار. حرية التعبير مكسب وخط أحمر فلا تحاولوا قمعنا». وأضاف ناشط آخر «قيس البوعزيزي غنيّ عن التعريف. صوت ثورة 17 ديسمبر. يخافون الصوت الحر الذي فضحهم وعرّى فسادهم. (…) تم إيقافه مرات عدة بسبب إدمانه حب الوطن».
وخلال السنوات الأخيرة تعرّض قيس البوعزيزي للإيقاف مرات عدة من قبل السلطات التونسية أغلبها خلال حكم الترويكا، حيث اتهمت منظمات حقوقية قوات الأمن بتعذيبه، وتم إطلاق سراحه حينها بضغط من نواب البرلمان وجمعيات المجمع المدني.
حسن سلمان:
بإنتظار تعليقك يا عزيزي ابن الجمهورية !
ولا حول ولا قوة الا بالله
….الثورة فوضى او لا تكون …. هذه التعليق يلخص كل شئ ….هؤلاء دعاة فوضى و تخريب …و الفوضى و التخريب هى مطلوبة للارهاب و التهريب و الإجرام….. انا ايجيب هذا الفوضوى و الذين يساندونه ….اذا كانت الثورة هى فوضى او لا تكون ….فإن الديمقراطية هى تطبيق القانون على الجميع او لا تكون ….خصوصا دعاة الفوضى و الخراب و الارهاب و اللادولة ….طبقوا القانون و لا غير القانون على هؤلاء و بكل صرامة الدولة أو الفوضى انا اخترت الدولة ….تونس أو الفساد انا اخترت تونس….الجمهورية أو الخراب انا اخترت الجمهورية …..تحيا تونس تحيا الجمهورية و لا ولاء إلا لها
مبدأ الوحدة الوطنية إنتهاء
لن نغادر وثيقة قرطاج حتي ولو إنسحب الجميع
الناطق بإسم نداء تونس لمرزوق إنسحابكم لن يأثر على وثيقة قرطاج
عناوين صحف لا تبشر بخير ولا تقول أن هناك إتفاق وأن الحكم يسير على ما يرام
مسك الحكم بالقوة والعنف لا علاقة له بالقانون في هذه الحالة لا بد للقضاء أن يتدخل ويحل الحكومة مثلما وقع في بعض الدول ويفرض القضاء إنتخابات جديدة قبل أن تسئ الحالة أكثر