أشعر بالغبطة حين ألتقي بكتاب ثري بالمعرفة، قام بإصداره رجلُ علمٍ بمفرده، وكان الكتاب يتطلب جهداً جماعياً تقوم به مؤسسة مثل كتاب محمد عبدالله السيف «صخور النفط ورمال السياسة» عن سيرة أوطان عبر سيرة عبدالله الطريقي، كما أذكر، كمثال جميل أيضاً، صدر مؤخرا هو كتاب «مصادر الأدب النسائي في العالم العربي الحديث: (ط2) تأليف الدكتور جوزيف زيدان (عرّف عن نفسه بأنه مؤلف من فلسطين) وهو أيضا بروفسور كبير في جامعة أمريكية معروفة (جامعة ولاية أوهايو ـ كولومبوس).
الكتاب يقع في أكثر من ثلاثة آلاف صفحة وصدر في جزئين، الجزء الأول 2034 صفحة والثاني 1048 صفحة!!.. وكله تعب عليه البروفسور زيدان الذي حرره، وحاول في طبعته الثانية التي صدرت حديثاً إضافة الأسماء التي فاتته في الطبعة الأولى، إلى جانب إضافة ما طرأ من جديد في عالم الكاتبات وأعمالهن.. وصدر الكتاب عن «المؤسسة العربية للدراسات والنشر» التي تُشكر على الطباعة الجميلة، الفاخرة، للمعجم بجزئيه، ونقوش الغلاف العربية الأصيلة التي يقف وراءها الفنان زهير أبو شايب.
ويقول الدكتور جوزيف زيدان «إنه على الرغم من الإنجازات الأدبية المهمة التي حققتها المرأة العربية، فإن مؤرخي الأدب العربي قلما اعترفوا بأهمية هذا الأدب»، مؤكدا «أنه بقي في منطقة الظل لقلة الدراسات التي تناولته» (ثمة استثناءات فردية طبعاً لما يقوله) ولكنني أعتقد أنه على حق، لأننا ما زلنا على «جناح حريم الأدب» حيث تتم قراءة ما تكتبه المرأة في «كارانتينا» نقدية خاصة بها، كأن ما تخطه المرأة لا يمكن أن يرقى إلى ما يخطه «الذكور» في حقل الأدب العربي!! وكأن أدب الذكور «قَوّام» على أدب تكتبه النساء!
هنالك «أدب» أو «لا أدب»
فيما يقوله الدكتور زيدان صرخة غير مباشرة لإدخال المبدع من أدب تكتبه المرأة في نهر الأدب العربي ككل وكرافد مهم من روافده.
ولعل الرائد في إطلاق هذه الصرخة كان الناقد المصري الراحل غالي شكري الذي طالب قبل حوالي أربعة عقود بدراسة المبدع الذي تخطه المرأة في إطار دراسة المجرى العام لنهر الأدب العربي. ومن طرفي أعتقد أن أدب الذكور ليس قواماً على أدب النساء، فبعضه رديء وبعضه جيد، كما هو حال ما تخطه المرأة. والمؤسف أن بعض «الناقدات» أيضاً يقمن بعزل ما تبدعه المرأة عن مجرى نهر الأدب العربي العام بدراسة عدة كاتبات في مقالة (أو كتاب) لا يجمع بينهن غير أنهن من «الثدييات» وهو معيار مرفوض في الأدب، ولا أجد، شخصياً، مبرراً لعزل أدب (لابسات التنورة) عن لابسي «البنطال» أو «الدشداشة». والدكتور جوزيف زيدان حين أصدر هذا المعجم الضخم، القيم، ذكر الكاتبات كلهن من رديئات وجيدات لأنه أحب ألا يضيع تعب كاتبة تمهيداً لمرحلة «الغربلة» إلى جانب محركه الأول وهو تدوين الحقيقة خوفاً عليها من الضياع.
الوفاء للعطاء… وللجذور أيضاً
الدكتور زيدان زار بــــيروت (للمرة الأولى) مؤخراً ليس بمناسبة صدور معجمه (ط2) الوفي لعطاء المرأة بل وفاء لجذوره أيضاً.
فقد لبى الدعوة للمحاضرة في «الجامعة الأمريكية» وكانت محاضرته ناجحة بالمقاييس كلها، ومضى إلى بلدة (ضهور الشوير) الجبلية الجميلة التي ولد فيها والده، والتقى هناك ببعض أقاربه، وهذا آسر، نادر، بعدما قضى عمراً في جامعات الولايات المتحدة وأنجب «قبيلة» صغيرة وصارت له جذور أيضاً، حيث كد وعمل.. فهو من فئة الذين لا يغادرهم وطن «الجذور».
وسبق لزيدان إصدار أعمال تهتم بأدب الكاتبات العربيات (يشكر عليها) منها كتابه «الأعمال المجهولة لمي زيادة» و»المرأة العربية الروائية» وسواهما، كما حصل على جوائز مرموقة عديدة خلال رحلته التدريسية الطويلة.
حرص د. زيدان في (معجمه) هذا على تدوين الأسماء كلها، للنساء الكاتبات، غثهن وسمينهن، حيث نلتقي بأسماء أصدرت كتاباً واحداً رديئاً ثم صمتت وأخرى أبدعت لمرة وتوقفت، ولا يملك القارئ إلا أن يتذكر العقبات الإضافية التي تتعرض لها المرأة الكاتبة العربية في مجتمعاتنا ولا يعاني منها الذكر.. فيوم تزوجتُ مثلاً (وكان في رصيدي ثلاثة كتب) طرح عليّ العديد من الصحافيين السؤال التقليدي: هل ستتوقفين عن العمل والكتابة بعد زواجك؟ ودهشت وسألتهم: هل بينكم من طرح هذا السؤال على زوجي وهل سيتوقف عن العمل بعد الزواج؟ فلماذا أتوقف أنا؟.
وللأسف الشديد توقفت كثرة من الأديبات الموهوبات عن الكتابة بعد الزواج، وهو أمر يحزنني، وأذكر كمثال المبدعة الكبيرة ليلى بعلبكي.
مغناطيس لبنان: عشق الحرية
ترى هل في لبنان مغناطيس حب للعطاء الراقي يجذب المبدع إليه من الحقول كلها؟ وكيف ظل ذلك الوطن الصغير، على الرغم من مصائبه كلها، يقدر الإبداع؟ لقد احتضن مؤخرا «المعرض الفرنكفوني» الـ22 للكتاب في «مركز البيال» البيروتي تحت عنوان «الكتاب الحر» وجمع ما يقارب 160 كاتباً فرنكوفونياً بعضهم جاء من فرنسا لتوقيع كتابه وللتعارف، متحدياً المحاذير الأمنية والمخاطر (الانفجارية).
وكمثال في حقل الأزياء الراقية افتتحت دار مصمم الأزياء الباريسي الشهير إيف سان لوران مؤخراً فرعاً لها في مخزن بيروتي كبير، كفعل ثقة بلبنان، كمركز تجاري راق، على الرغم من الركود الحالي بأمر «السياسة»!
الرقص الراقي يسافر أيضاً من سويسرا إلى لبنان: «باليه بيجار ـ لوزان» يعود إلى لبنان بعد أكثر من أربعة عقود، لا إلى بعلبك هذه المرة، للأسف، بل إلى كازينو لبنان ليقدم ستين راقصاً وراقصة في لوحاتهم الشهيرة في أوروبا والعالم.
والشاعر حافظ محفوظ البريطاني/اللبناني في طريقه من لندن إلى بيروت لقراءة شعره في ندوة أدبية بدعوة من نقابة المحررين ونادي «مرجعيون» مسقط رأسه اللامنسي، كأي نورس مبدع آخر مهاجر حمل الوطن في قلبه.
ويلتقي عشاق الأدب والفن مع نصوص شعرية للروائي الفرنسي المعروف «بوتور» ونجدها معلقة على جدران غاليري «أليس مغبغب» مرفقة بكتاب منها وبمنحوتات للفنان الألماني أكسل فون كاسل في لقاء فني إبداعي راق.
ها هي الحضارات تسافر إلى لبنان على الرغم من أنف الذين يحاولون اغتياله، بصفته عاصمة للحرية العربية، وللأبجدية والفنون الطليعية ولبهجة المعرفة وضوء الإبداع.
غادة السمان
أعتقد أنه هناك فرق واضح بين الأدباء الذكور والأديبات الاناث
وبالطبع لا أقصد الاساءة – فللذكر توجهات وللأنثى توجهات أخرى
قد تكون المرأة أكثر عاطفية بكتاباتها وأكثر خيالية لكنها ميزة لا يملكها الرجل
الأديب الرجل يحب الواقعية وفن الممكن أما الأديبة الأنثى فنظرتها أبعد
ولا حول ولا قوة الا بالله
“أُفضل الموت على ان ارى ابنتي فنانة ” هذا ما قاله والد الفنانة الامريكية ماري كاسات عندما قررت ان تدرس وتتفرغ للرسم . فقد كانت امرأة فنانة وسط الرجال الذين لم يتقبلوا فنها ومنافستها لهم .هنالك أيضا في القرن التاسع عشر روائيات ممن واجهن العنصرية ضد الادب النسوي وكتبوا بأسماء ذكورية خوفا من رفض المجتمع لأفكار النساء . منهم لويزا مي الكوت ، ماري ان ايفانس والأخوات برونتي . فقد اعترف الشاعر الانكليزي ساوثي بموهبة شارلوت برونتي الشعرية ، وكان رده ، يجب على المرأة ان لا تمتهن الأدب. أما أغرب ما قرأت هو ان الناشر طلب من الكاتبة الانكليزية التي اشتهرت بسلسلة روايات هاري بوتر ، أن تختصر اسمها الى ج . ك. رولنك بدلا من جوان رولنك ، لأن قد يتحذر الاولاد من قراءة القصة كون ان الكاتبة هي أمرأة !!
أفانين كبة
مونتريال
لبعض العواصم أسافر الا بيروت فأنها تأتي الي …
في حضرة السيدة الخالدة غادة السمان ازرع قطرات من بحرها العميق ..
لقد عجزت هذا العام عن السفر خارج ذاتي ولو مره واحدة ، كنت أحمل معي أينما ذهبت كل قضايا عمري وأحزاني وطموحي ومخاوفي وماضيي وكل معتقداتي وثورتي وخططي .. تسكع داخل جرح .. تحياتي
لبعض العواصم أسافر الا بيروت فأنها تأتي إلي ..
في حضرة السيدة الخالدة غادة السمان أزرع قطرات من بحرها العميق ..
لقد عجزت هذا العام عن السفر خارج ذاتي ولو مره واحدة ، كنت أحمل معي أينما ذهبت كل قضايا عمري وأحزاني وطموحي ومخاوفي وماضيي وكل معتقداتي وثورتي وخططي .. تسكع داخل جرح .. تحياتي
غاده انت موضع فخر للعربي اين وجد ماتكتبين هة ادب راق لمن يتذوق تخلطين السياسه بالادب بطريقه لايحس القاريء انها تجرح اوتغضب جهه اودوله اومجموعه