تأسيس أول ميليشيا عربية ـ كردية بدعم سعودي في مناطق سيطرة القوات الكردية شمال شرقي سوريا

حجم الخط
2

الحسكة ـ «القدس العربي» ـ من هبة محمد: في خطوة تعكس مخططاً سعودياً جديداً في سوريا، تجري الرياض مباحثات مع قوات مدعومة من واشنطن شمال شرقي سوريا، تمهيداً للإعلان عن تأسيس أول ميليشيا عربية – كردية، بدعم سعودي – إماراتي تحت مسمى «حرس الحدود»، وعرف من قياداتها حميدي الدهام الجربا قائد قوات «الصناديد»، وهو شيخ شمر والرئيس المشترك في الإدارة الذاتية التابعة لـ«ب ي د» الكردي.
وبتوجيهات سعودية، افتتحت ميليشيا «الصناديد» التي يشكل حزب الاتحاد الديمقراطي «ب ي د» نواتها الصلبة، باب الانتساب أمام الكرد والسوريين، في قوات حرس الحدود التي تضع أولوية لأهدافها نشر قوات مشتركة على الحدود بين سوريا والعراق، وسوريا وتركيا، وباقي مناطق سيطرة الوحدات الكردية شمال شرقي سوريا.
«القدس العربي» التقت بأحد المتطوعين ضمن ميليشيا «حرس الحدود» الذي أوضح أن ميليشيا الـ «ب ي د» وقوات «الصناديد» التابعة لقوات سوريا الديمقراطية «قسد» فتحتا باب الانتساب إلى «قوات حرس الحدود» وحصلتا على تمويل سعودي من أجل تأسيس هذه القوات في مدينة اليعربية «تل كوجر» التابعة لمحافظة الحسكة على الحدود مع العراق. ويعرف عن قوات الصناديد بأن علاقتهم مع النظام السوري جيدة.
وأضاف المصدر أن «تشكيل جيش حرس الحدود تم بالاشتراك ما بين قوات الصناديد وقوات «ب ي د»، وقد جرت مشاورات عدة بين قيادات الجانبين، قبيل الإعلان عن تشكيل الميليشيا المنبثقة حديثاً، والتي سوف تنشر مقاتليها على الحدود مع تركيا والعراق، وتعهدت بالدفاع عن مقاطعة الجزيرة ضد أي تدخل خارجي».
وتابع: «تلقت قيادة الميليشيا 450 طلب انتساب معظمها من قوات الـ «ب ي د» إضافة الى سوريين، وتم قبول الجميع كمرحلة أولى، بعد توقيعهم على «عقد الانتساب» لمدة عامين بمرتب شهري يقدر بـ200 دولار أمريكي، مقابل ان يعفى المقاتل من التجنيد الإجباري في صفوف ميليشيا الـ «ب ي د» ويكون تحت حماية التشكيل»، مشيراً إلى أن القيادة العليا لميليشيا «حرس الحدود» هي من المكون الكردي فقط ومعظمهم من قيادات الاستخبارات العسكرية لحزب الاتحاد الديمقراطي، فيما تسلم سوريون قيادة الصف الثاني، وعرف من القادة مانع حميدي الجربا، وتنوع المجندون ما بين عرب وكرد.
وبيّن أن قوات «الصناديد» تلقت مبالغ مالية طائلة من السعودية لتجهيز المقاتلين بالمعدات اللوجستية، وذلك بإشراف استخبارات الـ «ب ي د».
مصدر واسع الاطلاع أكد لـ«القدس العربي» أن «ضباطاً أردنيين وأمريكيين يشرفون على تدريب هذه القوات في معسكر «صباح الخير» جنوبي مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، ومدة الدورة ثلاثة أسابيع ثم يتم نشرهم على نقاط مراقبة على طول الحدود العراقية كمرحلة أولى، إضافة لنقاط الوحدات على الحدود التركية».
وأشار المصدر إلى أن هذه القوات ممولة سعودياً وإماراتياً، وستتبع الجيش السعودي مباشرة في حال تم نشر قوات تابعة للسعودية، خاصة في ظل الحديث عن معلومات عن زيارة ضباط سعوديين لقاعدة «خراب عشق» الأمريكية جنوبي مدينة عين العرب في ريف حلب الشرقي، ولقائهم مع مسؤولين في تنظيم «ب ي د/ بي كا كا».
وانتهى المتحدث بالإشارة إلى أن السعودية دخلت في شراكة مع وحدات حماية الشعب، وتحاول تجنيد أكبر عدد ممكن من شباب القبائل العرب وتحت راية قوات سورية الديمقراطية التي ستعمل تحت إشراف كل من أبو ظبي والرياض.
وكانت وكالة الأناضول التركية ذكرت أمس الأربعاء أن 3 مستشارين عسكريين سعوديين، زاروا يوم الجمعة الماضي، القاعدة الأمريكية في «خراب عشق» جنوبي مدينة عين العرب (كوباني) شمالي شرقي سوريا، والتقوا مسؤولين في تنظيم «ب ي د/ بي كا كا»، مشيرة الى أن الهدف من اللقاء هو تأسيس وحدات عربية في المنطقة نواتها فصيل «الصناديد» أحد الفصائل المنضوية تحت ما يسمى «قوات سوريا الديمقراطية»، التي يقودها «ب ي د/ بي كا كا»؛ لتشكل إحدى القوى العسكرية في «فيدرالية شمال سوريا» حيث تم إنشاء نقاط ارتباط في الحسكة والقامشلي، لاستقبال وتسيير أمور المنتسبين.
وقال المصدر لـ«القدس العربي» ان «عملية تمويل قوات الجربا وتشكيل حرس حدود تعتبر استمراراً لعملية اختراق الثورة السورية بهدف الضغط على تركيا، وخاصة أن علاقة قرابة تربط بين حميدي الجربا وأحمد عاصي الجربا رئيس الائتلاف السوري السابق، كون الجربا أعلن موقفه المعادي لتركيا إبان إشهار تياره في مصر». فالهدف الرئيسي من ترسيخ الوجود الكردي في المنطقة الشمالية الشرقية برأي المتحدث هو لأجل الحصول على أدوات تكون مؤثرة في المنطقة، إضافة للضغط على تركيا عن طريق وحدات الحماية او من يتبعون لها من عرب الجزيرة، مشيرا الى ان الدعم السعودي للكرد يتم لتوظيفه سياسياً، بالرغم من «ان الميليشيات الكردية ليست بحاجة للدعم المالي فهم اليوم يسرقون النفط ويسهلون سرقته من قبل أمريكا ويتم بيعه وتسريبه الى تركيا عن طريقين، أولهما كردستان العراق، والثاني إلى تركيا مباشرة».

تأسيس أول ميليشيا عربية ـ كردية بدعم سعودي في مناطق سيطرة القوات الكردية شمال شرقي سوريا
تضم «الصناديد» القريبين من النظام و«ب ي د» المناهض لتركيا… وأحد المتطوعين فيها: الراتب الشهري 200 دولار

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول سوري:

    هذه أوامر ترامب دادا لزج قوات عربية في الشمال الشرقي من سورية ممولة سعوديا واماراتيا تمهيدا لانسحاب القوات الامريكية
    اي ان السعودية تحولت من دعم للمعارضة السورية إلى التخلي عنها والآن إلى دعم الخصوم الموالين لنظام الاجرام الأسدي
    هذه هي سياسات السعودية ” خبط عشواء” حسب ما تميل الريح

  2. يقول أبو الشيماء:

    يبدو أن بن سلمان دخل السياسة من الباب الخطأ! إن معاداة تركيا بهذه الطريقة مسألة مهلكة بكل ما تعني الكلمة. إذا كان الرياض وأبو ظبي قد وضعا بيضهما كله في سلة ترمب بهذا التفاني لدرجة معاداة دولة ناهضة كتركيا والسعي لإلحاق الضرر بها فيبدو أنهما يسارعان الخطى إلى حتفهما. ذلك لأن كل المؤشرات تدل على أن ترمب لن يكمل فترته الأولى، وحتماً ستأتي إدارة بسياسة مختلفة. فما هو مصيرهما؟ ماذا لو أقبلت تركيا ومولت الاتجاهات المناهضة للبلدين؟ علماً بأن تركيا تحظى بتأييد الجماهير المسلمة على امتداد العالم الإسلامي!!

إشترك في قائمتنا البريدية