لندن ـ «القدس العربي»: كشف صحيفة بريطانية أن قوات خاصة تابعة لقيادة الحرس الثوري تدرب المئات من كوادر حركة طالبان الإرهابية على الفنون القتالية وصناعة القنابل ومختلف المتفجرات في معسكرات عديدة على الأراضي الإيراني، وأن ذلك يفسد المحاولات الرامية إلى المصالحة في أفغانستان.
وأفادت صحيفة «تايمز» البريطانية أن قوات خاصة تحت إشراف قيادة الحرس الثوري الإيراني تدرب ما يقارب 500 إلى 600 مقاتل من جماعة طالبان في أحد معسكراته في ضواحي مدينة كرمانشاه غربي البلاد بالقرب من العراق فقط، فضلاً على تدريب المئات الآخرين في مناطق أخرى من إيران.
وأوضحت أن من أهم التدريبات التي يتلقاها مقاتلو حركة طالبان على يد خبراء الحرس الثوري، هو كيفية صناعة القنابل ومختلف أنواع المتفجرات.
وأكدت الصحيفة أن العدد الكبير لإرهابيي حركة طالبان المتواجدين على الأراضي الإيرانية والمستوى العالي للتدريبات التي يتلقونها، يظهر أن الجمهورية الإسلامية تخطط لتصعيد كبير في أفغانستان، مع القوات الأمريكية وباقي الدول الغربية هناك، ما سيؤدي إلى إفساد المحاولات الرامية إلى فرض سلام دائم بين الحكومة الأفغانية وحركة طالبان. وأضافت أن طهران تلعب لعبة مزدوجة في أفغانستان، وأنها تدعم كابول في محاربة الإرهاب، وأنها من جهة أخرى تشارك في الحرب الدائرة ضد الحكومة الأفغانية من خلال توفير جميع أشكال الدعم اللوجستي والمالي والتدريبي لجماعة طالبان الإرهابية. ولفتت «تايمز» النظر إلى أن إيران تعمل جادةً على أن تحل محل باكستان في دعم جماعة طالبان، وأنها زادت بشكل كبير وغير مسبوق من نشاطها في داعم الإرهابيين والمتشددين في أفغانستان.
وكان ممثل الولي الفقيه في بريطانيا وعضو مجلس خبراء القيادة والأمين العام لمجمع التقريب بين المذاهب الإيراني، محسن أراكي، قد أعلن أن السلطات الإيرانية وجهت دعوة رسمية لحركة طالبان للمشاركة في مؤتمر الوحدة الإسلامية في طهران، قائلاً إنه يجب التواصل مع «القادة المعتدلين» في حركة طالبان، ويجب التفريق بين المتشددين والمعتدلين في هذه الحركة، على حد زعمه.
وسبق أن كشفت صحيفة «وول استريت جورنال» الأمريكية في تقرير مفصل أن طهران تدفع رواتب شهرية لقادة طالبان منذ 2011 في أدنى تقدير، فضلاً عن توفير السلاح والمعسكرات داخل الأراضي الإيرانية.
وكان موقع «الدبلوماسية الإيرانية» المقرب من وزارة الخارجية الإيرانية، قد أكد أن حركة طالبان اقترحت على الجمهورية الإسلامية فتح مكتب تمثيل لها في طهران، وأن الحكومة الإيرانية أعلنت ترحيبها بالاقتراح، مضيفاً أن وفدا مكونا من 11 قيادي في حركة طالبان التقى بعدد من المسؤولين الإيرانيين وقادة الحرس الثوري، من بينهم وزير الخارجية، محمد جواد ظريف.
وكانت وزارة الخارجية الباكستانية قد أعلنت أنها عثرت على جواز زعيم طالبان أفغانستان، ملا أختر منصور، وفيه تأشيرة الدخول إلى إيران، فيما قالت مصادر أمنية باكستانية إن سيارة ملا منصور استهدفت في طريقها إلى مدينة كويتة قادمةً من إيران، بعد إقامته لفترة ما يقارب شهرين هناك، مضيفةً أنها عثرت على جواز زعيم طالبان يحمل اسم «محمد والي بن شاه محمد» المستعار، وأنه كان في الجواز تأشيرة الدخول إلى إيران.
وسبق لأجهزة الأمنية الباكستانية أن كشفت بأنه كان على جواز زعيم طالبان أفغانستان ختم الدخول إلى إيران بتاريخ 28 آذار/ مارس 2016، وأن حامل الجواز حوّل نقودا من اليورو إلى الروبية الباكستانية في مدينة كويتة قبل توجهه إلى إيران بفترة وجيزة، وأنه بعد ذلك استأجر سيارة من المدينة نفسها، مضيفاً أن طائرة من دون طيار أمريكية استهدفت السيارة التي كانت تقل زعيم طالبان أفغانستان من إيران إلى باكستان، بالقُرب من مدينة «أحمد وال» في الطريق السريع الربط بين كويتة والحدود الإيرانية.