تبادل اتهامات وجدل ساخن على «تويتر» بسبب أحداث مصر

لندن ـ «القدس العربي»: اشتعلت شبكات التواصل الاجتماعي في مصر بجدل واسع لعدة أيام بين مؤيدين للرئيس عبد الفتاح السيسي ومعارضين، وذلك في أعقاب الأحداث الساخنة التي شهدتها البلاد والتي بدأت باغتيال النائب العام المستشار هشام بركات، وسرعان ما امتد الجدل إلى خارج مصر، لينشغل العالم العربي من محيطه إلى خليجه تقريباً بالحديث عن المستشار وسيناء و«مجزرة 6 أكتوبر».
وتبادل النشطاء المصريون على الانترنت الاتهامات والآراء المتضادة، فمنهم من حمل نظام السيسي المسؤولية عن دوامة العنف التي دخلت فيها البلاد والتدهور المفاجئ في سيناء، ومنهم من ألقى باللوم على جماعة الإخوان المسلمين، ليعكس مستخدمو شبكات التواصل حجم الانقسام الحاصل في الشارع تجاه ما يجري، وحجم الاستقطاب أيضاً في أوساط المصريين.
ولنحو ثلاثة أيام متواصلة طغت الوسوم السياسية على قائمة الوسوم (هاشتاغ) الأكثر تداولاً على شبكة «تويتر» في مصر، حيث تصدرت الأحداث المتصاعدة في البلاد اهتمام المغردين والنشطاء ومستخدمي «تويتر»، فيما شهدت صفحات شبكة «فيسبوك» جدلاً واسعاً هي الأخرى بشأن من يتحمل مسؤولية ما يجري في مصر.
وأطلق نشطاء مؤيدون للسيسي الهاشتاغ (#السيسي_يمثل_مصر) والذي لقي رواجاً كبيراً وتم من خلاله تداول آلاف التغريدات يومي الأربعاء والخميس الماضيين، فيما رد معارضو السيسي باطلاق هاشتاغ (#ارحل_ياسيسي_كفاية_دم)، وهو الوسم الذي لقي هو الآخر رواجاً كبيراً وتم عبره تداول آلاف التغريدات، بينما صعد كل من الوسمين إلى قائمة العشرة الأكثر تداولاً في مصر طيلة يومين. وكتب ناشط يطلق على نفسه اسم (ميدو): «ما اعلنوش الحداد على الجنود اللي ماتوا وهما صايمين وبيحموا البلد… حتى الموت فيكي يابلد بقى ليه واسطه»، وذلك في اشارة إلى إعلان الحداد لمقتل النـائب الـعـام هشام بركات، دون إعلان الحداد لمقتل العشرات في سيناء.
وتداول العديد من النشطاء روايات وشهادات مختلفة لما يجري في سيناء، ومن بينها رواية عسكري يقول إنه كان في كمين يتوسط اثنين من الذين تم استهدافهم الأربعاء الماضي، حيث يلمح العسكري إلى أن الجيش كان على علم بالهجمات التي ستستهدف الجنود وتم اعدادهم لذلك، لكن مع ذلك سقط عدد كبير من القتلى والجرحى.
وقال ناشط آخر يدعى طارق: «السيسي متحزم شهور طويلة لإخراج داعش من درنة ليبيا – ياعم داعش طلعت… تفضل اهتم بسيناء بدل فضيحة خير أجناد الأرض».
واستذكر ناشط آخر كلام وزير العدل المقال الذي أثار جدلاً واسعاً بكلمة (ابن الزبال)، حيث كتب الناشط عمار على «تويتر» تغريدة يقول فيها: «ابن الزبال مينفعش يبقى قاضي.. لكن ينفع يبقى مجند ويتشحن على سيناء.. علشان القاضي وابنه يعيشوا».

الجدل انتقل إلى الخليج

وامتد الجدل بشأن المشهد في مصر إلى منطقة الخليج، حيث شهدت شبكة «تويتر» سجالاً بين اثنين من أنشط المغردين الخليجيين، وهما أستاذ العلوم السياسية في جامعة الإمارات الدكتور عبد الخالق عبد الله، والسفير القطري السابق لدى واشنطن ناصر بن حمد آل خليفة.
وكتب عبد الخالق عبد الله تغريدة على «تويتر» يقول فيها: «سياسات الإخوان العبثية وهجمات داعش الإرهابية هما السبب الرئيسي لتقييد الحريات ومصادرة حقوق الإنسان وعودة الدولة البوليسية القمعية في مصر»، ليرد عليه آل خليفة سريعاً بالقول: «دكتور، لا يجوز لمن مثلك درس ودرس التحليل السياسي أن يأتي بمثل هذا التحليل الهزيل وغير المقنع.. مصر ضحية نظام عسكري فاشي»، وأضاف: «مصر لا تحتاج لهكذا تحليل يخلط الأوراق ظلما ويتناسى أن انقلابا عسكريا بدعم إقليمي ضد رئيس شرعي تم واستبدل بديكتاتور فاشي.. أربأ بك يا دكتور أن تكون مبررا لسياسات لا يمكن قبولها أخلاقيا ولا إنسانيا بتحميلها الإخوان المسلمين وهم ضحاياها».
ورد عبد الخالق عبد الله بعد ذلك بالقول: «مصر ضحية الإرهاب أولا وضحية فجور الإخوان ثانيا، وضحية عودة دولة المخابرات ثالثا، وضحية الفساد رابعا، وغياب الرؤية خامسا». وسرعان ما رد آل خليفة على هذه التغريدة بأخرى قال فيها: «كل ما ذكرت لعبت دورا ما، لكن المسؤول الأول هو عودة ديكتاتورية العسكر الدولة العميقة ومخابراتها بفسادها وإفسادها».
وخلال النقاش الساخن بين المغردين الاماراتي والقطري، اضطر عبد الخالق إلى الاعتراف بدموية النظام في مصر، وكتب تغريدة يقول فيها: «أنا أدين النظام القمعي في مصر ليلا نهارا ولا أطيق العسكر لكن أتمنى منك ولو مرة واحدة أن تدين فجور الإخوان وعبثهم بأمن مصر»، وهي التغريدة التي رد عليها آل خليفة بقوله: «أنا لا أدين الضحية مهما كانت أخطاؤها فكونها ضحية تصبح إدانتها سقطه أخلاقية وجريمة إنسانية يا دكتور».
يشار إلى أن حادثة اغتيال النائب العام هشام بركات الأسبوع الماضي تلتها أحداث دموية هي الأعنف في سيناء منذ إطاحة السيسي بحكم الإخوان المسلمين في مصر عام 2013، حيث قتل العشرات من جنود الجيش المصري يوم الأربعاء الماضي، فيما قتل العشرات من المسلحين بحسب ما أعلن الجيش الذي قال إنه قصف مواقعهم بالطائرات.
وعادة ما يثور جدل واسع في مصر كلما شهدت سيناء اشتباكات بين الجيش والمسلحين حيث تنتهي المعارك ويتبين بأن أعداداً كبيرة من المدنيين سقطوا خلالها، وأعداداً كبيرة من المنازل تم تدميرها.