تداعيات مشاركة أبو مازن بتشييع بيريز تتصاعد والسلطة تعتقل ضابطا انتقدها

حجم الخط
7

رام الله ـ غزة ـ «القدس العربي» من فادي أبو سعدى وأشرف الهور: تواصلت أمس تداعيات الحرب الكلامية بين المدافعين عن مشاركة الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) في تشييع الرئيس الإسرائيلي السابق شمعون بيريز والمعارضين لها. واحتدت اللغة المستخدمة بين الطرفين. ولم تقتصر الانتقادات على أنصار الفصائل الأخرى بل شملت جماعات حركة فتح وحتى رجال الأمن في السلطة. ووقع ضحية هذه الانتقادات أسامة منصور أبو عرب مدير العلاقات العامة في الارتباط العسكري الفلسطيني المسؤول عن التنسيق مع الطرف الإسرائيلي، فأقصي من منصبه قبل اعتقاله بموجب أحكام قانون الخدمة في قوى الأمن المادة 90.
ووجه أبو عرب عبر صفحته الخاصة في «فيسبوك» رسالة إلى الرئيس عباس قال فيها: «سيدي الرئيس ومنك أتعلّم لقد توالت علينا ردود الفعل وسن الجميع أنيابهم عندما تم إعلان توجهك للتعزية ببيريز ذلك المؤسس للاستيطان الذي تدعو أنت لإيقافه إضافة لممارساته بعد أوسلو وتصريحاته ومشاركاته في استمرار المعاناة الفلسطينية. وعلى كل حال سواءً أكان إرهابيا أو لم يكن، وسواء كان صاحب فكرة تكسير العظام في الانتفاضة الأولى أو لم يكن، وسواء كانت له علاقة بمجزرتي مخيم جنين وحارة الياسمين بنابلس أو لم يكن، وسواء كان له علاقة بمجزرة قانا أو لم يكن… فمن هو حتى تتوجه للمشاركة في جنازته فيما يرفض معظم أبناء شعبك الذين تمثلهم ذلك». وتابع أبو عرب في رسالته «لك أن تمر بأم الشهيد أسيراً ياسر حمدوني وتسألها فإذا وافَقَت فتوكل على الله وإذا لم توافق فاحسم أمرك. وإنك إذا قررت المشاركة بالجنازة لقاتل أبنائنا وحدك فقد أخطأت وإذا قررت بناءً على استشارات فقد ضلّلوك. ولا علاقات شخصية ولا علاقات ودية مع المحتل ما دام يستمر بسياسته العنجهية ضد أبناء شعبنا. أعِد النظر يا سيدي».
وردا على هذه الإجراء قررت مجموعة من الشباب في مدينة نابلس اقتطاع جزء من رواتبهم لتوفير راتب المقدم أسامة أبو عرب. وجاء في بيان للمجموعة الشبابية «أن الفكرة هي توفير الراتب ليس من باب المناكفة لأحد ولا للوقوف مع أحد ضد أحد ولا لأننا مع أو ضد ذهاب السيد الرئيس لبيت العزاء، وربما لا يكون أبو عرب بحاجة لهذا المبلغ، لكن المسألة معنوية بالدرجة الأولى».
وكانت حركة الشبيبة الطلابية في جامعة بيرزيت قد أصدرت بعد ظهر أول من أمس بيانا أدانت فيه قرار المشاركة في الجنازة قائلة: «لقد تناسوا دماء الشهداء والجرحى وعذابات الأسرى، فلم نراهم في مواكب الشهداء لا مشاركين ولا معزيين»، مؤكدة أنها وجّهت رسالة علنية واضحة إلى كافة الجهات الرسمية بالتراجع عن «القرار المذل» قبل المشاركة.
وقال مصدر في حركة الشبيبة، إن تنظيم فتح قرر تجميد عمل هيئتها الإدارية وذلك عقب نشر البيان الذي طالبت فيه الرئيس عباس بالتنحي عن منصبه، والاعتذار للشعب الفلسطيني لمشاركته في الجنازة.
الى ذلك شهد موقع «فيسبوك» نزالا حادا بين معارضي وأنصار الرئيس، فكتب المعارضون عبارات انتقاد قاسية جدا لشخصه، وهو ما دفع أنصاره للرد في تغريدات أخرى انتقدوا فيها لجوء المعارضين لأسلوب «القدح والذم والقذف والتشهير»، على اعتبار أنه خارج عن تقاليد الشعب.
ولم يتوقف الأمر عند «فيسبوك» فدخل المشاركون في مجموعات «الواتس أب «في خلافات حادة، حين جرى التطرق إلى المشاركة، وفي كلا الموقعين، لم يقتنع المعارضون، بعدما سردوا جزءا من تاريخ بيريز العسكري، ومشاركته في حروب عدة ضد العرب والفلسطينيين، في حين رأى المدافعون أن مشاركة الرئيس عباس جاءت كونه رئيسا للسلطة على اعتبار أن ما قام به جاء ضمن صلاحيات «العمل الدبلوماسي».
وإضافة إلى النشطاء شاركت أيضا شخصيات سياسية واجتماعية في ذلك، فانتقد الأب منويل مسلم، عضو الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة المقدسات، وراعى كنيسة اللاتين في قطاع غزة، مشاركة الرئيس في الجنازة، وكتب على صفحته على «فيسبوك» المثل الشعبي المعروف «كل إشي قرضة (سلف) ودين حتى دموع العين». وتساءل، في ظل دعوته للمعاملة بالمثل «هل حضر (أرئيل) شارون جنازة أبو عمار وتباكى عليه يا سيادة الرئيس حتى تسد الدين بدموع التماسيح على بيريز». وتابع «هل قرعت الأجراس في الكنائس، وصدح صوت القرآن الكريم على المآذن، حزنا لِتنقل مشاعر لوعتك إلى بيت فقيد الصهيونية قاتل شعبك ومحتل أرضك ومصّاص دماء شهدائك».
وزاد في عيار الانتقادات بالقول «اليوم بعملك هذا احتلت إسرائيل حقا فلسطين كلها، اليوم سقط مشروعك الوطني، اليوم سقطت السلطة الفلسطينية وجميع مؤسساتها». واختتم بالقول «الشعب يريد رحيل الرئيس».

تداعيات مشاركة أبو مازن بتشييع بيريز تتصاعد والسلطة تعتقل ضابطا انتقدها
راعي كنيسة اللاتين: «اليوم بعملك هذا احتلت إسرائيل حقا فلسطين»

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول USA:

    “….على اعتبار أن ما قام به جاء ضمن صلاحيات «العمل الدبلوماسي”. و هل دموع العين نوع من الدبلوماسية ايضا.

  2. يقول محمد الليثى:

    مشاركة وزير مصرى فى جنازة الهالك بيريز لا شئ فيها ، ولنا فى التاريخ الماضى قدوة وعبرة من صلاح الدين الأيوبى حينما مرض عدوه وعدو المسلمين ريتشارد قلب الأسد – وكان وقتها يحتل فلسطين والمسجد الأقصى – أرسل له صلاح الدين طبيبه الخاص وفاكهه ولم يعارضه أحد ولم يلومه أحد بل إعتبرها المؤرخون مكرمة م صلاح الدين ولفته كريمة وكرم أخلاق منه ، وأيضا رسول الله صلى الله عليه وسلم وقف إحتراما عندما مرت عليه جنازة يهودى ، البعض يعارض عن جهل وعدم دراية بتاريخنا وتراثنا العظيم

  3. يقول الكروي داود النرويج:

    لا حول ولا قوة الا بالله

  4. يقول د. حقاني:

    مجرد استفسار: هل تذكر الذين شاركو في جنازة الهالك “بيريز” ان يقرأون عليه الفاتحة ام لا؟

  5. يقول علي الحيفاوي:

    إنني كفتحاوي منذ عشرات السنين أدين إعتقال أسامة منصور أبو عرب مدير العلاقات العامة في الارتباط العسكري الفلسطيني المسؤول عن التنسيق مع الطرف الإسرائيلي، وتجميد عمل الهيئة الإدارية لحركة الشبيبة الطلابية في جامعة بيرزيت بسبب نشر بيان طالبت فيه الرئيس عباس بالتنحي عن منصبه، والاعتذار للشعب الفلسطيني لمشاركته في الجنازة. أين هي الديموقراطية التي نتغنى بها. من المؤسف أن أبو مازن أصبح ديكتاتور يحاول قمع شعبنا وإرهابه لكي يخاف أن يتفوه بكلمة إنتقاد لسياسته الجبانة الخاطئة التي يدفع شعبنا ثمنها كل يوم. إنه لا يجيد سوى الكلام الفارغ الذي لا تأبه به إسرائيل الماضية في مخططاتها الإستعمارية وفي إلتهام أرضنا وتعزيز سيطرتها. رحم الله قياداتنا التاريخية من أبو عمار وأبو جهاد وأبو إياد الذين لو كان واحداً منهم حياً لما تجرأ أبو مازن على إستهتاره بشعبنا وديكتاتوريته الخارجة عن ثقافة حركتنا الأبية. إنني أطالب أبو مازن بالتراجع عن سياسته هذه والعودة إلى شعبه وأهداف حركة التحرر الوطني الفلسطيني (فتح).

  6. يقول مغترب:

    لمن يقول أن القائد صلاح الدين قد ساعد ريتشارد قلب الأسد ويستشهد بذلك على صحة وصواب ذهاب أبو مازن إلى عزاء بيريس… ألم يعلم هذا بأن الدولة الأيوبية في ذلك الحين كانت قوية و شديدة ومهابة ولم تكن ذليلة تترنح يمينا و شمالا تبحث عن من يسندها.. عندما تستشهد بموقف معين فيجب أن تكون جميع الظروف متكافئة .. أبو مازن ذهب ذليلا ضعيفا لا حول له ولا قوة بينما صلاح الدين قدم المساعدة وهو في موقف قوة ومهابة، فهو بذلك كريم أصيل ابن كريم أصيل.

  7. يقول AL NASHASHIBI:

    WHAT WE NEED IS TO KICK OUT THE XENO TROOPS FROM OUR LAND CAN WE HAVE IT ……………………………………………………………………………………………………………………….WHAT WE NEED IS NEW LEADERSHIP .. AND NEW POLICY WHICH TO BE ACCEPTED BY THE PALESTINIAN PEOPLE WELL …………………………………………………………………………………………………………………………………………WE LOST OUR TARGET BY THIS STUPID POLICE ……………………………………………………………..THERE IS NO LIBERATION NO DIGNITY NO REPATRIATION JUST WE HAVE NEGOTIATION FOR HUMILIATIONS…………………AND THIS IS MEGA TRAGEDY………….YES FOR DRASTIC ACTION….. YES FOR NEW RESTORATIONS IN OUR SYSTEM

إشترك في قائمتنا البريدية