تراشق باستطلاعات الرأي بين داعية تونسي ونشطاء يساريين حول المسؤول عن الإرهاب في البلاد

حجم الخط
2

تونس – «القدس العربي»: أثارت دعوة بعض رجال الدين السلطات التونسية لتصنيف «الجبهة الشعبية» (أكبر تكتل يساري معارض) تنظيما إرهابيا في إثر اتهامها بـ»التورط» في أعمال الفوضى والتخريب، جدلا كبيرا في البلاد، حيث أكد أحد الدعاة في استطلاع الرأي نشره على صفحته في موقع «فيس بوك» إن 75 من مئة من التونسيين يوافقون على هذا المقترح، وهو ما دعا نشطاء يساريين إلى تنظيم استطلاعات جديدة حول تصنيفه شخصية «إرهابية»، فيما اتهمه أحد الإعلاميين إلى التورط في شبكات التسفير لبؤر التوتر.
وكان الشيخ رضا الجوّادي نشر استطلاعا للرأي حول تصنيف «الجبهة الشعبية» منظمة إرهابية، حيث بيّن الاستطلاع الذي شارك فيه أكثر من ثلاثة آلاف شخص أن 75 من مئة من التونسيين يؤيدون هذا الأمر.
استطلاع الجوادي جاء بعد دعوة «صريحة» وجهها الداعية بشير بن حسن إلى السلطات التونسية، طالب من خلالها بـ«تصنيف الجبهة الشعبية تنظيما إرهابيا معاديا للدولة والثورة والشعب (…) ونطالب بحل هذا الحزب ومحاكمة أعضائه بما أنهم وراء هذه الفوضى المتكررة. في حال كان هناك دولة قانون!».
وأثار استطلاع الجوادي ردود فعل غاضبة من قبل نشطاء يساريين نظموا – بدورهم – استطلاعات أخرى شارك فيها المئات، أكدوا من خلالها أن عددا كبيرا من التونسيين يؤيدون تصنيف الجوادي كشخصية «إرهابية».
فيما انتقد الإعلامي يوسف الوسلاتي تحوّل رضا الجوادي «من إمام معزول إلى صانع استطلاعات رأي»، وأضاف بتهكم عبر برنامج «هنا شمس» الذي تبثه إذاعة «شمس اف ام» الخاصة «بعد أن كسدت التجارة في الدين (كما يقول بن خلدون) وفي اطار التأقلم مع السوق، بات الجوادي الآن ينافس حسن الزرقوني (مدير مؤسسة استطلاع للرأي)، وبقدرة قادر أصبح يفهم في هذا الأمر بعدما قرأ صلاة الأنعام والحلال والحرام وأخذ شهادات في مقاييس العصا التي تضرب بها المرأة الناشز وأخر في دور النقاب في تهذيب العقول والألباب. ووضع استفتاء حلال حول كيفية إدراج الأحزاب المحتجّة على الميزانية في خانة الإرهابيين».
وأضاف «الحكاية لا تحتاج إل استفتاء، دعونا نرى من دعا إلى الجهاد في سورية ومن هو ضالع في الإرهاب من رأسه حتى أخمص قدميه ومن جعل تونس أرض جهاد وخطب في مسجد اللخمي ذات جمعة وقال لن تمروا إلا على جثثنا وسمى الأحزاب السياسية جميعا (القوميون والشيوعيون وغيرهم في قلب الانتخابات، ومن سفّر آلاف الناس إلى سوريا بتحريضه اليومي على النظام السوري وحرّض على الفنانين التشكيليين والمسرحيين بدعوة أن عنوان مسرحية «ألهاكم التكاثر» تحريف للقرآن وأصحابها كفروا»، مشيرا إلى أن اسم الجوادي «مذكور (كمتورط في شبكات التسفير) في كل التقارير من اللجان البرلمانية إلى التقارير الأمنية، وهو من نطق باسم الجهاد في أرض تونس المحروسة».
وأثار البرنامج ردود فعل غاضبة من بعض رجال الدين، حيث علّق الجوادي بقوله «الشيوعي الكذّاب المدعو يوسف الوسلاتي أحد مرتزِقة إعلام العار يُشبع مستمعي إذاعة شمس أفلام بالسخرية من تعاليم الإسلام والكذب على الشيخ رضا الجوادي وتلفيق التّهم الغريبة والعجيبة له وإهانة المؤسسة الأمنية بالافتراء عليها واختلاق معلومات كاذبة»، مشيرا إلى أنه يتجه لمقاضاة بتهمة التشهير وتلفيق اتهامات باطلة له.
واتهم الشيخ عادل العلمي (رئيس حزب «تونس الزيتونة») بـ»الحقد على الإسلام والمسلمين»، وأضاف الشيخ بشير بن حسين « تذكرت قول شاعر المعرّة: فوا عجبا كيف يدعي الفضل ناقص، ووا اسفا كم يُظهر النقص فاضل (…) هذا ما ينطبق على يوسف الوسلاتي الذي تطاول على سيده الشيخ رضا الجوادي».
يذكر أن حمة الهمامي الناطق باسم «الجبهة الشعبية» تلقى مؤخرا تهديدات عدة بالقتل، من بينها قيام أحد المتطرفين بـ»تكفيره» والدعوة لإقامة «الحد» عليه، فضلا عن تعرض مقر «الجبهة الشعبية» في ولاية سليانة (شمال غرب) للحرق من قبل مجهولين، وهو ما دعا «الجبهة» لتحميل الحكومة مسؤولية حماية الهمامي وبقية القيادات الأخرى.

تراشق باستطلاعات الرأي بين داعية تونسي ونشطاء يساريين حول المسؤول عن الإرهاب في البلاد

حسن سلمان:

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول عيسى بن عمر ـ تونس:

    تونس ما بعد الثورة يليق بها خطاب فكري وسياسي أرقى من هذا الذي صدر عن الطرفيْن المتنابزيْن معا.

  2. يقول الكروي داود:

    لا للتكفير
    لا للعنف
    نعم للتنافس الشريف
    ولا حول ولا قوة الا بالله

إشترك في قائمتنا البريدية