تونس – «القدس العربي»: أثارت برلمانية تونسية جدلاً كبيراً بعدما اتهمت وزير التربية بالتورط بالفساد داخل الوزارة، وخاصة بعد تعيينه لقريب أحد مستشاري رئيس الجمهورية في منصب كبير داخل الوزارة، رغم وجود أحكام قضائية بحقه، وهو ما دعا الوزير باتهامها بالترويج لمعلومات «مغلوطة» مهددًا باللجوء للقضاء.
وخلال جلسة مساءلة في البرلمان، دخلت البرلمانية سامية عبو (الحزب الديمقراطي) في تراشق كبير مع وزير التربية حاتم بن سالم، حيث انتقدت عبو لجوء بن سالم إلى تعيين أحد الموظفين (نور الدين بن رجب) في منصب أمين عام للوزارة رغم صدور حكم في حقه بالسجن لأربع سنوات بتهم تتعلق بالفساد، مشيرة إلى أن المسؤول المعني هو قريب لأحد مستشاري الرئيس التونسي.
ورد بن سالم بتأكيد احترامه للقانون في تعيين أمين عام للوزارة، مؤكدًا التزامه بفتح تحقيق للتأكد من صحة وجود حكم قضائي يدينه في قضايا فساد. كما اتهم الوزير البرلمانية المذكورة بالترويج لمغالطات تسيء لوزارته ولصورة الحكومة، مهددًا بمقاضاتها بتهمة التشهير.
وأصدرت النقابة الوطنية لمستشاري المصالح العمومية بيانًا أكدت فيه أن مداخلة البرلمانية سامية عبو حول تعيين المستشار العمومي نور الدين بن رجب، احتوت على «معطيات عارية من الصحة وعلى معلومات مسقطة ومنقوصة»، مشيرة إلى أنه استأنف الحكم الابتدائي الذي يقضي بسجنه لمدة (4) سنوات والقضاء لم يثبت إدانته حتى الآن، كما أن بن رجب «التزم بتطبيق تعليمات رئيسه المباشر».
كما استنكرت النقابة «الزج بسلك مستشاري المصالح العمومية في مهاترات ومعارك سياسية خدمة لأجندات حزبية وسياسوية ضيقة»، معتبرة أن «الإداريين هم الحلقة الأضعف التى تسمح للسياسيين بتجاوز حدود اللياقة والتمادي نحو التشويه الممنهج بما يشكل سلوكًا أخلاقيًا وتحاملا واضحًا».
فيما رحب عدد من السياسيين والنشطاء بما جاء في مداخلة عبّو، حيث كتب هشام عجبوني القيادي في حزب «التيار الديمقراطي» متهكمًا على الانتقادات التي طالب عبّو «عندكم الحق، مشكلة تونس الأولى هي انفعال وصياح سامية عبّو وليس الفساد وداعمي الفساد والمتواطئين مع الفساد!، يعني يجب ألا نلوم وزير التربية الذي يقوم بتعيين شخص متورّط في قضية فساد! وألا نعترض على مقاطعاته المتكررة لمداخلة سامية عبو بطريقة فجّة وغير محترمة. ويجب ألا نتحدث عن علاقة المصاهرة بين أحد مستشاري رئيس الجمهورية والسيد المعني بالأمر، وأن لا علاقة لها بحمايته وبترقيته رغم تورطه في قضية فساد!».
وعلّق الباحث سامي براهم على عبارة بن سالم: «ما رأيته اليوم في البرلمان لم أره في تاريخي وحياتي السياسية»، بقوله: «لأنّك قضيت تاريخك وحياتك السياسية في ظلّ منظومة فساد واستبداد لم تتعوّد فيها على النقد والرّقابة والمحاسبة»، مشيرًا إلى أن «مداخلة سامية عبو موثّقة بالأدلّة والبراهين، لذلك توتّر الوزير وارتبك وأساء الأدب، هو وظّف فاسدًا تتعلّق بذمّته أحكام قضائيّة في مصالح وزارته بل في ديوانه».
وعادة ما تثير مداخلات سامية عبو الجدل في البرلمان، حيث سبق أن شنّت هجومًا على رئيسي البرلمان والحكومة، متهمة إياهما بتحويل البرلمان إلى «حديقة حيوانات»، كما اتهمت البرلمان بـ«المتاجرة بالمرأة التونسية»، منتقدة رفض عدد من النواب تكريس مبدأ المساواة في القانون المنظم للانتخابات البلدية. واعتبرت أخيرًا أن تونس تعيش صراعًا سياسيًا داخل السلطة، مشيرة إلى أن مستقبل البلاد بات يُحدد ضمن «جلسة خمر»، كما اتهمت بعض الأطراف السياسية بإشاعة الفوضى بهدف تأجيل الانتخابات البرلمانية والرئاسية المُقبلة.
مداخلات السيدة عبو معروفة بقمة الشعبوية و استبلاه التونسيين ….و التجارة بهم بالطبع خدمة لها لكى تبقى فى هذا المنصب ….لكنى اتفق معها عندما وصفت البرلمان….”بحديقة حيوانات”….تحيا تونس تحيا الجمهورية و لا ولاء إلا لها
لا يمر هذا المقال دون ان انصف هاته المراة التي تغار على تونس وتنتقد كل الوزراء الذين يعبثون بالقانون وبالميزانية وبالشعب. عندنا مآسي في تونس من الظلم ومن الاستبلاه ومن الفساد المالي والاخلاقي. هاته المراة تدافع على الثورة وتفضح الاساليب الخسيسة التي ينتهجها بعض المتمكنين في دواليب الدولة. البرلمان بدونها سيكون مظلما. الولاء لله ولرسوله وللمؤمنين.