عمان ـ «القدس العربي» : يترك الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عامة الأردنيين ونخبهم للمرة الثانية في مستوى الحيرة والتردد والتساؤل. فقد وصف ترامب مجدداً العاهل الملك عبد الله الثاني بأنه رجل مقاتل، وأعرب علنًا في اللقاء الأخير على هامش اجتماعات نيويورك عن تقديره لدور الأردن في إنقاذ وحماية اللاجئين السوريين.
دون ذلك يترك ترامب وإدارته الشعب الأردني المقاتل وحيداً في ساحة التحدي والمعركة، الأمر الذي يضعف مصداقية الإدارة الأمريكية في أوساط عموم الأردنيين ويقلص من هوامش المناورة عند الرهان على مواقف لفظية عامة مضللة أمريكيا لأنها لا تعكس الواقع الموضوعي على الأرض. فلا يحتاج الأردن شهادة من ترامب أو غيره، عندما يتعلق الأمر بصلابته وصبره وصموده، أو حتى عندما يتعلق بدوره الإنساني في مأساة السوريين التي لازالت مفتوحة على الاحتمالات كلها.
لكن شهادة ترامب المتكررة لا تأخذها صالونات وأوساط عمّان بجدية لأن الرئيس ترامب سبق أن استعمل التعليقات نفسها قبل عدة أشهر وبالفارق الزمني، الأوصاف التي يطلقها ترامب في المرتين الأولى والثانية رصدت عمليا أكبر حالة تخلٍ أمريكي عن الأردن. فثمة أدلة وقرائن مهمة وعديدة في هذا السياق.
ترامب مثلاً يتحدث عن حل إقليمي لقضية الشرق الأوسط وعمّان ويسقط خيار الدولتين من بين يديها لأن الحل الإقليمي معناه بسيط وواضح حسب المفكر والخبير السياسي عدنان أبو عودة فهو معالجة لأزمة سكان لا لاحتلال مكان. وعلى صعيد الملف السوري تخلت إدارة ترامب أيضاً عن الأردن فتركته وحيداً في الأربعة أشهر الماضية، ودفعت به دفعا إلى حضن موسكو وطالبته بالجلوس إلى جانب جنرالات روس في غرفة الموك وسحبت العديد من قواتها، وبدا أنها تترك الإقليم وأصدقاءها وحلفاءها للقدر الروسي الجديد ولحسابات المحاور والاستقطاب الحاد.
إدارة ترامب أيضاً فعلت ما هو أشنع ضد الأردنيين، فهي ترفض زيادة المساعدات المالية والعسكرية للشعب المقاتل والقيادة التي تصفها بأنها شجاعة ومقاتلة، ولولاها لما تمكن مليوني لاجئ سوري من العيش بكرامة.
في عهد إدارة ترامب دون غيره وأكثر من غيره، ولد وبرز النكران الاقتصادي والمالي السعودي والخليجي للأردن، الأمر الذي لم يكن يحصل في الماضي، وهو ما يقال سراً وعلانية اليوم في أقنية القرار والسياسة الأردنية كلها.
وفي عهد ترامب أيضاً أعلن حزب الليكود الإسرائيلي حربا شنيعة على الأردن، شعبا وحكومة، وانقلب عليهم وفي عهد ترامب وكوشنير فقط، استضافت تل أبيب مؤتمرات ليكودية يمينية متطرفة تقترح إقامة دولة فلسطين شرق نهر الأردن.
سجل ترامب الذي يكثر من الأوصاف لأغراض الاستهلاك الإعلامي فقط في امتداح الأردن حافل بالمفاجآت التي تركت المقاتل الأردني وحيداً في المضمار والميدان، عملياً، ففي الوقت الذي تنسحب فيه قوات أمريكية من قَطَر والأردن يمنح ترامب الإسرائيليين أول قاعدة عسكرية ثابتة ودائمة في جنوب ما يسمى بإسرائيل لحمايتها وتأمينها وهي القاعدة العسكرية الأولى في تاريخ العلاقات الأمريكية الإسرائيلية. السجل نفسه لا يقف عند هذه الحدود، فترامب لا يتدخل عند الكونجرس أو السعودية لتأمين احتياجات الأردن المالية كما كان يحصل في الماضي. وإدارة ترامب لا تتدخل في مساعدة الأردن حتى مع صندوق النقد الدولي كما كان يحصل في عهد بوش وكلينتون وأوباما.
وليس سراً أن الأردن بات اليوم يواجه مباشرة تحدي الطموح الآيراني تذكيراً بما قال لـ»القدس العربي» رئيس الوزراء الأسبق طاهر المصري وأعاده مجدداً مؤخراً حول المعادلات والصياغات الجديدة التي تفرضها بصمات الاتفاق النووي الأمريكي الآيراني على دول المنطقة.
بمعنى آخر يمكن القول؛ وببساطة بأن المجاملات الرئاسية الأمريكية للأردنيين ليست أكثر من احتفال في باب التضليل السياسي فهي غير مفيدة وغير منتجة ولا تعكس كما يقول البرلماني محمد حجوج الواقع الموضوعي لا بل يرى بعض الساسة الخبراء بأن هدفها الأعمق قد يكون إضعاف الأردن وتخديره لفرض سياسات واستحقاقات عليه مستقبلاً.
إذن بضاعة ترامب التي تباع فقط وسط الإعلام للأردنيين لا تحدث فارقاً في أي مجال حيوي له علاقة بمصالح الأردن الأساسية والمحورية. طبعاً عمّان لا تستطيع ولعدة أسباب رد البضاعة هذه إلى صاحبها وقد يصدق مع الموقف القول بأن التخابث السياسي في التعاطي مع مثل هذه البضاعة شكل من أشكال المكسب الدبلوماسي العميق لأن عدم انتقال إدارة ترامب إلى مستوى الخصومة والتعارض والتآمر قد يكون محطة محورية في المكاسب. اللافت جداً أن ترامب يعيد تسويق البضاعة نفسها لفظياً في الوقت الذي أصبح فيه ملف جنوب سوريا المؤثر جداً في مصالح الأردن بإمرة اللاعب الروسي فقط.
وفي الوقت الذي يراوح فيه الأردنيون بالمكان من دون مشروع سياسي إقليمي يعيد انتاج دور أردني من أي نوع إلى الواجهة والصدارة على الأقل حتى الآن. وجد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي ضالته بعدما نجح بدعم من طهران باستخدام حركة حماس وقطاع غزة ورقة للتفاوض الإقليمي تعيد مصر بخاطرها إلى الحراك في مستوى عملية السلام وما يسمى بالمصالحة والانقسام بين الفلسطينيين.
حركة حماس بدورها وجدت ورقتها الإقليمية للعب والمناورة بالتقاطع مع السيسي ومخابراته.. كردستان وعبر قصة الاستفتاء وجدت لها مقعداً وإسرائيل تناور إقليمياً بورقة الأمن بعد تداعيات المشهد السوري الأخير.
المقلق جداً هو وضع الأردن مرحلياً، فبرغم الخبرة العميقة والإحساس الوطني الذاتي المرتفع وبضاعة التضليل الإعلامي في واشنطن لا يوجد ما يثبت على الأرض أن عمّان وجدت ضالتها بورقة إقليمية تخصها وتجلسها حول الطاولة.
وهذه الصيغة تثبت أن البلد الذي يصفه ترامب بأنه شجاع ومقاتل يترك في الواقع وحيداً كي يقاتل ظرفه الصعب على الجبهات جميعها وبإمكانات متواضعة وهوامش مناورة ضيقة جداً تنتج عن عدم وجود طاقم خبير وعميق ومفكر يقود المطبخ الاستراتيجي الأردني.
بسام البدارين
البوصلة أضاعتها القيادة الأردني أدارت ظهرها لقطر لصالح السعودية !
تصحيح الإتجاه هو الحل
ولا حول ولا قوة الا بالله
على نفسها جنت براقش،اليست هذا سياسة المطبخ السياسي كما تسميها، كل وعود الحكام من 100عام كذب وخداع الشعوب،من الذي استفاد من ما يسمى خدعة ووهم عملية السلام؟ الكيان الصهيوني،الدول الغربية والبنك الدولي، والشعوب العربية كسبت الخازوق الكبير…
احب ان اضيف الي معلومات معلومة اكيدة .
الاردن ياتي بالمرتبة الرابعه من حيث الاستفاده من المساعدات الامريكية المقدمه لجميع دول العالم .
بلغ مجموع المساعدات المقدمه من الولايات المتحده لاكثر من 70 دوله في العالم 42.33 مليار دولار ، كان نصيب الاردن منها مليار دولار .
وجائت الاردن في المرتبة الثانيه عالميا من حيث المساعدات الانسانيه التي بلغت 88 مليون دولار .
تاكد من معلوماتك سيد بسام قبل ان تكتب .
تخيل كيفيه او نوعيه الحياه في الاردن بدون المساعدات الامريكية التي يشتمها الناس صباحا مساء .
ان حال العربان وصل إلى وضع موري إلى درجة أننا أصبحنا نشعر بالخجل والقرف من كوننا عرب عندما نسمع ونقرأ أن رئيس كوريا الشمالية يصف ترامب بالرجل الأحمق المخرف ويرسل له التهديد بعد الآخر ومن جهة أخرى يصرح روحاني أن إيران ستقوم بتقوية دفاعاتها بدون أن تطلب الأذن من أحد بينما العربان وحكمه يتذللون ويتوسلون فقط من أجل أن يلقي المعتوه ترامب نظرة إليهم لقد أصبحنا أمة العار وليس أمة العرب
منذ أن قرر اليهود الإستيلاء على فلسطين دأبوا على تسمية من يحكم بين العرب وفيه من الغلظة ما يكفي للإستبداد بجميع سكان الأرض. أما الذين يرعون إسرائيل فلوبيات اليهود تسميهم بحيث يتوفر فيهم العته حتى يسهل توجيههم حسب مصالح اليهود. ولمن أراد التأكد فليرجع إلى تاريخ حكام الغرب والعرب حيث سوف يرى العجب.
كلمات ترامب واوصافه للاردن لا تفيد . المقاتل والشجاع ايضا يحتاج الى وضع اقتصادي مستقرودعم حقيقي – وليس من باب ” قوت لا تموت ” وانما دعم فعال على مختلف المجالات . الاردن لا يحتل اراضى الغير ويساير المطالب الدولية دون قتال او قتل ولكنه يبقى في وضع صعب بينما اسرائيل محتلين وقتلة ومرتكبي مجازر ولكنهم يحصلوا على كافة انواع المساعدات الامريكية وغيرها . الاردن بحاجة لتغيير مواقفه جذريا حتى يحترم من الغيرويصبح له وزن دولي يستحقه .
لا تتحمل دولة صغيرة بلا موارد بذخ إنشاء سلطة اقتصادية خاصة في جزء منها، فيجب إلغاء سلطة منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة وكل قوانينها ومؤسساتها وكوادرها وامتيازاتها وإعفاءاتها وصولاً لإعادة كامل منطقة العقبة إلى سلطة الدولة وقوانينها ومؤسساتها وكوادرها أسوةً بباقي أجزاء الأردن، وسيوفر ذلك على الدولة أكثر من مليار دولار سنوياً بما في ذلك زيادة الإيرادات وتقليل المصاريف والتهريب وهو ما يساوي المساعدات السنوية من أمريكا للأردن.
*الخلاصة؛- ليقف الأردن على رجليه
1- الإعتماد على نفسه
2 – محاربة الفساد
3- تعيين(الرجل المناسب بالمكان المناسب)
4- تحسين العلاقة مع (إيران )
وتقويتها مع (تركيا ) وقطعها مع إسرائيل الباغية المجرمة الخبيثة.
سلام
وماذا عن 75% من مقاعد الجامعات الحكومية التي توزع على من يملك الواسطه وتصل هذه المقاعد الى ضعاف الطلبه بدل ان يأخذها المتفوقون الذين سيرتقون بالبلاد عند تخرجهم بدلا من طلبة الواسطات الذين بالكاد يتخرجون ويبدأون بالبحث عن الواسطه لايجاد الوظيفة ويحصلون عليها بنفس الطريقه التي حصلوا بها على المقعد الجامعي.
هذا جانب مهم وخطير من الخلل الموجود في الاردن واحد اسباب تخلفها عن ركب الدول المتقدمه.
اذن الخلل منا وفينا قبل ان ننتظر المساعدات علينا اصلاح الخلل الداخلي.
لاحظ ان الاشاده الاخيره كان مقتصره على استقبال الاجئين السوريين. قد لايكون ترمب يضلل وانما يعكس الوضع الاقليمي الجديد والذي بدأ يتبلور بعد زيارته الاخيره للسعوديه.
ببساطه وجد ترامب دول عربيه اكبر واكثر ثراءا تطوعت لتقوم باادور الاقليمي الذي كانت تقوم به الاردن بالمنطقه.