لندن ـ «القدس العربي»: طوال حملته الانتخابية أكد دونالد ترامب أنه سيعيد أمريكا إلى سابق عظمتها وسيعمل على وقف استغلال الآخرين لها والاعتماد عليها في حمايتهم. ويقترب الرئيس ترامب من نهاية 100 يوم له في السلطة ومن المتوقع أن ينهيها بدون إنجاز كبير لا في مجال تعهده بإلغاء قانون التأمين الصحي المعروف بأوباما كير الذي فشل قبل التصويت عليه في الكونغرس بعدما تبين أن البيت الأبيض ليست لديه الأصوات الكافية لإنجاحه. وفي المقابلة التي أجرتها معه صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية عبر فيها عن المواقف نفسها وإن ابدى تغيرات في طريقة التعامل مع أزمات العالم.
وكان واضحاً في حديثه عن الأزمة الكورية التي قال إن بلاده ستتصرف من طرف واحد في حالة فشل الصين في استخدام تأثيرها على كوريا الشمالية وفككت ترسانتها النووية.
وجاءت تهديداته قبل لقائه مع الزعيم الصيني شي جين بينغ هذا الأسبوع. وقال «إن لم تكن الصين جاهزة لوقف كوريا الشمالية فسنتحرك» و«على الصين المساعدة في كوريا الشمالية أولاً. ولو تعاونوا فسيكون جيداً للصين وإن لم يتعاونوا فسيكون سيئاً للجميع».
وأصدر ترامب تهديداته بعدما قامت وزارة المالية بفرض عقوبات على 11 عميلاً كورياً يعملون في روسيا والصين وفيتنام وكوبا اتهمتهم بمحاولة شراء مكونات للمشاريع الباليستية والنووية الكورية.
وقال ترامب إنه يأمل بإقناع الرئيس الصيني «استخدام تأثيره الكبير على كوريا الشمالية. وأضاف ترامب «لا أريد قول المزيد، هذا ليس تمريناً ولكنه أمر جدي جداً». ولم تكن كوريا الشمالية حاضرة في كلامه بل وأثنى على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وأنه سيعود بالنفع على البلاد.
واستبعد من جهة أخرى خروج دول جديدة من المنظومة الأوروبية بعدما أعاد الأوروبيون ترتيب بيتهم «هناك روح جديدة للوحدة، ولم تكن هذه الروح موجودة عندما كانوا يقاتلون مع بريطانيا، وفي الحقيقة أعتقد أنها ستكون مفيدة جداً لبريطانيا وجيدة للاتحاد الأوروبي». وفي منتصف اللقاء سألت الصحيفة إن كان يشعر بالندم على تغريدات مؤذية ضد حلفاء الولايات المتحدة ومعارضيه السياسيين، فرد بعد صمت «لست نادماً على أي شيء، لأنك لا تستطيع فعل شيء بشأنها».
رئاسة غريبة
وتقول الصحيفة إن رئاسة ترامب لا تشبه أي رئاسة في تاريخ الحزب الجمهوري الذي مضى عليه 230 عاماً فهو أول قائد أعلى للقوات المسلحة يتولى المنصب بدون أن يتولى منصباً، فهو إمبراطور عقارات ومقدم برامج تلفزيون الواقع وغير ولاءه الحزبي خمس مرات.
وهو سياسي شعبوي بالإسم ولكنه اختار وزراء في حكومته بشكل جعلها الأثرى في التاريخ الأمريكي. وتبلغ ثروة مساعديه وصهره معاً ملياري دولار. ويقول إن نقاده كالعادة أخطأوا في تقديراتهم حول مصير رئاسته والاقتصاد فقد ردت الأسواق المالية بإيجابية ولديه أكثر من 100 مليون تابع على التويتر والفيسبوك «أكثر من 100 مليون معجب ولست في حاجة لأن اقرأ الإعلام المزيف».
وتتحدث الصحيفة عن أسلوب ترامب وما رافق الأيام الأولى من إدارته والتي تميزت باتهامات لسلفه باراك أوباما بأنه قام بالتنصت عليه والإتهامات عن تدخل الروس في الإنتخابات الرئاسية لصالحه والتغريدات والأوامر الرئاسية والحرب مع الإعلام والأجهزة الأمنية. وتعلق الصحيفة أن خلف الأسلوب الجنوني أسلوباً أكثر مما يعتقد النقاد.
وتقول إن ترامب وفريقه ينظران للعالم في عام 2017 يتميز بالقومية الإقتصادية والرجل القوي من فلاديمير بوتين في روسيا إلى نارندرا مودي في الهند والرئيس الصيني جين بينغ. ففي عالم يحكمه الأقوياء يجب على الولايات المتحدة أن تؤكد نفسها وبقوة.
ويعلق ترامب قائلاً «أؤمن بالتحالفات وأؤمن بالعلاقات وأؤمن بالشراكة إلا أن التحالفات لم تكن جيدة بالنسبة لنا».
وينظر حلفاء الولايات المتحدة في بريطانيا وألمانيا واليابان إلى الطبيعة التعاقدية التي تطبع موقف الإدارة الآن نظرة خوف، لانها تتجاوز الدور القيادي الذي لعبته الولايات في الحفاظ على السلام العالمي من أوروبا إلى كوريا الجنوبية والمحيط الهادي. وبالنسبة لها فهناك تحول من قوة عظمى غير أنانية إلى أنانية.
ويعتقد مراقبون أن الطريقة الصدامية التي يدير بها ترامب سياسته هي عملية «تليين» في مواجهة قد تفتح له الباب للتفاوض وتمكنه من التراجع حالة حقق أهدافه السياسية والاقتصادية وعلى صعيد الأمن الدولي. ومع ذلك يؤكد ترامب أن كلامه ليس مجرد تهديد. كما أكد رغبته التقليل من الدور الذي تلعبه الولايات المتحدة على المستوى الدولي.
ويعتقد أن هذا الدور خدم بشكل كبير مصالح الحلفاء الذين تمتعوا بدعم مجاني تحت المظلة العسكرية الأمريكية واستغلته الإقتصاديات الصاعدة مثل الصين. وعلق قائلاً «لم تعمل مع السابقين لنا وانظر إلى أين وصلنا. ولدينا 800 مليار عجز في الميزانية» وهو رقم مبالغ فيه. وترى الصحيفة أن استقبال ترامب الرئيس الصيني في منتجع مار-إي- لاغو بفلوريدا يوم الجمعة سيكون امتحاناً لسياسة «أمريكا أولاً».
ورغم تصريحات ترامب الإستفزازية ضد الصين واتصاله مع رئيسة تايوان بعد انتخابه بشكل اعتبرته الصين تحدياً لسياساتها التي ترى في تايوان جزءاً منها إلا انه أكد في مقابلته مع الصحيفة احترامه للرئيس الصيني «أحترمه بشكل عظيم وأحترم الصين ولن أكون مندهشاً لو قمنا بعمل شيء مثير وجيد لصالح بلدينا».
تخبط داخلي
وتعلق «فايننشال تايمز» أن مواقف ترامب في السياسة الخارجية والتي أثارت المراقبين تجد معادلاً لها في اختياراته للرموز العاملة معه مثل وزير الدفاع جيمس ماتيس ومستشار الأمن القومي ماكمستر وصهره المؤثر جارد كوشنر الذين يلعبون دور الملطف لمواقفه. فمثلاً لم يعد ترامب يتحدث عن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس في الوقت الذي تحدث فيه عن إحياء العملية السلمية وخفف في الوقت نفسه من اللهجة تجاه دول الناتو.
ورفض حتى الآن الحديث ولو بكلمة سيئة عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وفي لقائه مع الصحيفة أكد ترامب الذي لا يحب الاعتذار أن لا أحقاد لديه تجاه المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل. ومع ذلك يتميز ترامب بالتلون حيث قال في المقابلة إنه صافحها أكثر من خمس مرات وعندما جلسا معا أمام الصحافيين وطلب أحدهم المصافحة «لم أسمعه».
ولاحظت الصحيفة تحولاً في القضايا التجارية خاصة في الخلافات بين أمريكا والمكسيك. ويقود وزير التجارة ويلبر روس المحادثات في هذا المجال. وكان روس حاضراً اللقاء حيث قال «الكلام الشديد مفيد قبل بدء المفاوضات لكن الرئيس لا يمزح».
وفي الوقت الذي لا يبدو فيه ترامب ثورياً في سياسته الخارجية كما خشي الكثيرون تبدو سياسته المحلية مثيرة للجدل. فقد صعد إلى الحكم من خلال موجة الدعم الشعبوي له خاصة من أبناء الطبقة العاملة. ووصلت رسالته إلى قطاعات الديمقراطيين الذين تخلوا عن هيلاري كلينتون، المرشحة المفضلة للمؤسسة وانضموا إليه.
ومع ذلك يجد الرئيس الذي يفتخر بقدرته على توقيع الصفقات، صعوبة في الحكم رغم الغالبية التي يتمتع بها الجمهوريون في مجلس الشيوخ والنواب. وبدا عجزه واضحاً عندما حاول استخدام سلطاته التنفيذية لمنع المهاجرين حيث قامت المحاكم بتعليق القرارين. وبدا أوضح في التصويت على «أوباما كير».
وفي المقابلة أكد أنه لم يكن راغباً بتصويت يخسره، ولكنه أشار إلى أن الجمهوريين يحاولون التوصل لصفقة وإن لم يحدث هذا فقد يتوصل لاتفاق مع الديمقراطيين «ولن نحصل، حسب رأيي على نظام صحي جيد. وسيكون نظاماً صحياً بالتوافق بين الحزبين». وفي حالة إنقاذ إصلاحاته الصحية فسينهي ترامب أيامه المئة الأولى في البيت الأبيض بدون أي نجاح كبير. فخياره للمحكمة العليا نيل غورساتش رحب به الجمهوريون إلا أن الديمقراطيين يحاولون عرقلة الموافقة عليه في مجلس الشيوخ.
ويحاول مستشاروه تجنب الكونغرس من خلال الأوامر التنفيذية وهو ما يقوم به ستيفن بانون، مستشاره الإستراتيجي البارز ويسميه «إعادة تشكيل إدارة الدولة».
وأنشأ بانون «غرفة حرب» في البيت الأبيض حيث كتب كل التعهدات التي قدمها ترامب في حملته الإنتخابية على لوح أبيض. وسؤال المليار دولار هو إن كان ترامب يستطيع ترجمة هذه التعهدات خاصة «لنجعل أمريكا عظيمة مرة أخرى» وتحويلها لسياسة عملية.
لن يستطيع
وينسحب الكلام على وعود ترامب في مجال مكافحة الإرهاب، فهو وإن تعهد بسحق تنظيم الدولة عن وجه الأرض إلا أنه لن يستطيع تحقيق هذا الوعد حسب مديرة المعهد الملكي للدراسات المتحدة كارين فون هيبل.
ففي مقال بصحيفة «فايننشال تايمز» قالت فيه إن الوعد سيظل غير ناجز لأنه من الصعوبة بمكان هزيمة الأيديولوجيات خاصة أن استراتيجية التحالف الدولي الحالية التي لا تركز على وقف الهجمات في دول أخرى ومنع ظهور تنظيم «الدولة رقم2»، ومن أجل هزيمة الجهاديين يجب تشكيل استراتيجية عابرة للحدود وذات أهداف طامحة.
وهناك حاجة لهذه الإستراتيجية اليوم أكثر من أي وقت مضى في ضوء الهزائم التي يواجهها التنظيم في كل من الموصل والرقة ولن يمضي الوقت حتى يخسر «خلافته».
ففي الوقت الذي دفعت فيه سيطرته على مناطق جزءًا من الجاذبية التي دفعت المقاتلين الأجانب إلى صفوفه إلا أن من السذاجة بمكان الإعتقاد أن هزيمته تعني تلاشيه وللأبد. فلا بد من التعاون ومنع ظهور نسخة جديدة منه. وتقول الكاتبة إن ملامح ظهور هذه النسخة جارية.
ففي السنوات الثلاث التي سيطر فيها مقاتلو تنظيم الدولة على مناطق في العراق وسوريا كرس الجهاديون الكثير من وقتهم وجهدهم للعمليات الخارجية وقتل مئات من جنوده في مناطق متعددة في الشرق الأوسط.
وكان الهجوم على لندن هو آخر الهجمات التي شنها التنظيم. وبلغ عدد الذين قتلوا في أوروبا وأمريكا الشمالية نتيجة لهجماته 330 شخصاً في 20 عملية استلهم منفذوها تعاليم التنظيم وأفكاره. وفي بعض الأحيان تلقوا التعليمات من الرقة. وعانت تركيا وحدها من هجمات عدة قتل فيها أكثر من 300 مدني.
وترى الكاتبة أن تنظيم الدولة الذي يعاني من ضعوط في العراق وسوريا، والتي يقوم بها تحالف من 68 دولة بقيادة الولايات المتحدة ربما اندفع لتوجيه ضربات في أماكن هامشية وبعيدة، كي يظهر أنه لا يزال يملك القوة. وكما هو معروف فهجمات كهذه ستزيد من معدلات التجنيد في صفوفه ذلك أنها تقدم صورة عن تنظيم لا يقهر.
وتدعو الكاتبة لمواجهة سيناريوهات كهذه إلا في حالة بذلت الجهود لمنعه. وتعتقد الكاتبة أن تقدماً مهماً تم تحقيقه من خلال تعاون دول التحالف مع القوى المحلية وليس فقط في العراق وسوريا ولكن في ليبيا إلا أنها وبشكل عام لم تكن قادرة على وقف تمدده حول العالم، خاصة أن التحالف الدولي تم تشكيله لمعالجة وجوده في منطقة جغرافية معينة وليس حول العالم. وتقوم الدول وبناء على الهجمات الأخيرة بمراجعة وزيادة الإجراءات الأمنية وقدرات مكافحة الإرهاب الداخلية للتعامل مع الهجمات والتعلم من الدروس السابقة.
وأشارت إلى مظهر آخر من مظاهر المشكلة وهو عدم وجود استراتيجية واضحة لهزيمة التنظيم. فخلافاً للإجراءات قصيرة الأمد التي أعلن عنها وزير الدفاع ماتيس من زيادة عدد القوات إلا ان الولايات المتحدة لم تكشف عن خطة تفصيلية في مؤتمر دول التحالف الدولي لهزيمة تنظيم الدولة الذي انعقد في واشنطن الشهر الماضي.
ومع أن تحركات الولايات المتحدة ستزيد من فرصة هزيمة التنظيم في العراق وسوريا إلا أن خطره لن يتوقف حول العالم. وهناك حاجة لقيادة دولية ناشطة ـ سواء بقيادة الولايات المتحدة، دول التحالف أو مجموعة صغيرة من الدول الصغيرة منها بريطانيا لديها كفاءة على دمج القدرات في مجال مكافحة الإرهاب.
وتعلق قائلة «الأخبار الجيدة هي أن تنظيم الدولة لم تعد لديه قوة ذات قيمة دولياً كما يحب أن يظهر نفسه إما من خلال توجيه عمليات خارجية أو عبر شبكته من الجماعات الموالية له مثل بوكو حرام في نيجيريا وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا».
وربما استمر التنظيم عبر شبكة غير مترابطة من الجماعات تسيطر على جيوب في عدد من الدول الضعيفة أو يقوم بإدارة أتباعه من خلال الواقع الافتراضي ووسائل التواصل الإجتماعي والتكنولوجيا المشفرة.
ولم يعد تنظيم الدولة قادراً على تنفيذ عمليات منسقة يشارك فيها مقاتلون من التنظيم والجماعات المرتبطة به، فلن يسمح له بتطوير هذه القدرات. وعلى العموم يرتبط تجفيف منابع إرهاب تنظيم «الدولة» والجماعات الجهادية الأخرى بمنع مسبباته وهي القمع ومنع حرية التعبير وحرمان الشباب من العمل وهي عوامل ظلت مصدراً في صعود الجماعات الجهادية.
مكافأة الديكتاتورية
وفي هذا السياق علق كل من روبرت كيغان ومايكل ديون في مقال نشرته صحيفة «واشنطن بوست» على زيارة عبد الفتاح السيسي، الرئيس المصري لواشنطن واجتماعه أمس مع ترامب في البيت الأبيض.
وحث الكاتبان واشنطن للقيام بمراجعة شاملة للعلاقات مع مصر. وتحدثا عن استقبال الإدارة للسيسي باعتباره حليفاً مهماً في الحرب على الإرهاب والتطرف الإسلامي وتأييده للجهود السلمية «وكل هذا ليس صحيحاً» كما يقول الكاتبان. فقد كان قمع السيسي للمعارضين سببًا في تحويل مصر إلى مركز «انتاج للعنف والتطرف بكميات ضخمة».
وزادت الحوادث الإرهابية ولم تتراجع منذ وصوله إلى السلطة بالقوة عام 2013. وفي المقام نفسه يدعم السيسي نظام بشار الأسد في سوريا ويوافق بدون شروط على التوادد العسكري الروسي في الشرق الأوسط.
وتساءل الكاتبان إن كان السيسي بهذه المثابة صديقاً لأمريكا؟ وأجابا أنه عندما يتعلق الأمر بالحصول الدعم السنوي، فالجواب نعم، في وقت يحفل فيه إعلامه بالتهجم اللاذع ضد الغرب. وأشارا للقوانين الصارمة التي تطال المواطنين الأمريكيين والمنظمات غير الحكومية.
ورغم كل هذا فهناك الكثيرون في الإدارة والكونغرس ممن يتعاملون مع السيسي كحليف قوي. وما عليهم إلا النظر فيما يجري في سجون مصر المزدحمة بالشباب والشابات الذين تم اعتقالاهم بشكل تعسفي وتم الاعتداء عليهم جسدياً وعذبوا. وبهذه الطريقة تحولت إلى حاضنات للتطرف.
وقال الكاتبان إن قمع السيسي لم يطل الإسلاميين فقط بل أيضاً العلمانيين ومنظمات حقوق الإنسان والمجموعات الشبابية فمواطنة أمريكية اسمها آية حجازي معتقلة منذ 1000 يوم بتهم مصطنعة تتعلق بعملها مع أطفال الشوارع.
وتحدث الكاتبان عن سياسة النظام الإقتصادية وفشله في في اتخاذ الخطوات اللازمة لتدريب القوة العاملة المتزايدة وتشجيع ايجاد الوظائف في القطاع الخاص. وحسب الإحصائيات الرسمية فإن مؤشر الفقر في مصر وصل في شهر شباط/فبراير إلى 45%: 33% تضخم أساسي و12% بطالة. وبدلاً من ذلك قام السيسي بتوجيه المليارات للإمبراطورية التجارية للجيش المصري. فمشاريع البناء الضخمة من توسيع قناة السويس بميزانية 8 مليارات دولار وبناء العاصمة الجديدة في الصحراء بتكلفة 45 مليار دولار تبقي الجنرالات سعداء وتبقي السيسي آمناً من الانقلاب.
وعلق الكاتبان على سياسة الولايات المتحدة في دعم الرجل الأقوى في مصر حيث دعمت نظام حسني مبارك والحكومة العسكرية التي استلمت مكانه وحكومة الإخوان المسلمين برئاسة محمد مرسي والآن نظام السيسي. وغضت الطرف عن فشلهم بل وفرت لهم الأسلحة الثقيلة التي لا فائدة منها في مكافحة الإرهاب أو تأمين الحدود.
ومن هنا فهناك حاجة في ظل إدارة جديدة لإعادة النظر في العلاقة القديمة ومن هنا يجب على ترامب توجيه أسئلة مزعجة للسيسي الذي جاء إلى واشنطن للمطالبة بالمزيد ولأن ترامب لا يخجل من طرح أسئلة حتى لأقرب الحلفاء فيجب أن لا يخجل من طرح السؤال نفسه على السيسي.