تردد غربي بشأن ضرب نظام الأسد… ومساومات بين الأمريكيين والروس حول إيران

حجم الخط
0

عواصم ـ «القدس العربي» من هبة محمد وعبد الحميد صيام ووكالات: بينما كان الحديث على لسان المسؤولين الأمريكيين الكبار يدور عن صواريخ «جميلة وذكية» انخفض التصريح إلى مستوى «إننا نسعى لوقف قتل الأبرياء» و«نناقش الموضوع السوري بهدوء»، في وقت ما زال الغموض يلف الضربة المحتملة للنظام السوري حيث واصلت القوى الغربية الجمعة درس خياراتها العسكرية لمعاقبة النظام الذي تتهمه بتنفيذ هجوم كيميائي مفترض في دوما، رغم تحذيرات موسكو والأمين العام للأمم المتحدة من خطورة التصعيد العسكري. ووسط حديث عن أن المساومات بين الأمريكيين والروس قد وصلت إلى مسألة بحث الوجود الإيراني في سوريا وحول إمكانية أن تكون إيران الخاسر الأكبر من الصفقة المحتملة بينهما.
ولخص موقف وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس أمام الكونغرس لدى تطرقه إلى احتمال شن هجمات وشيكة من الأمريكيين والفرنسيين وربما أيضا البريطانيين التردد وتخفيف اللهجة بقوله «إننا نسعى لوقف قتل الأبرياء». غير أنه أضاف «على المستوى الاستراتيجي تبقى المسألة هي كيف يمكن تفادي تصعيد يخرج عن السيطرة»، ملمحا بذلك إلى وجود تردد في شن هجوم على نظام دمشق وهو موقف خفف من تصريح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه سيضرب قريبا.
ويبدو أن الغربيين خففوا من لهجتهم إزاء مخاوف من «تصعيد عسكري شامل» في سوريا، حسب عبارات الأمين العام للأمم المتحدة انطونيو غوتيريش وخصوصا بعد تهديدات روسية بالرد على أي هجوم.
وفي اتصال هاتفي الجمعة، حذر الرئيس الروسي فلاديمير بوتين نظيره الفرنسي ايمانويل ماكرون من أي «عمل متهور وخطير» في سوريا قد تنجم عنه «تداعيات لا يمكن توقعها». وتأكيدا لتخفيف اللهجة التصعيدية عبر ماكرون أثناء مباحثاته مع بوتين «عن أمله في تواصل المشاورات بين فرنسا وروسيا وتكثيفها لجلب السلم والاستقرار»، حسب الرئاسة الفرنسية.
وبينما وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف «الهجوم الكيميائي على مدينة دوما بالغوطة الشرقية بالمسرحية التي أعدت بمشاركة استخبارات أجنبية»، قالت محطة (إم.إس.إن.بي.سي) الأمريكية إن مسؤولين أمريكيين حصلوا على عينات من بول ودم ضحايا للهجوم الكيميائي الذي وقع في مدينة دوما القريبة من العاصمة السورية يوم السبت الفائت، وإن الفحص أثبت وجود مواد كيميائية وبشكل أساسي الكلور وغاز أعصاب في بعض العينات. كما قالت واشنطن وباريس إنهما تملكان دليلا على استخدام سلاح كيميائي في هجوم دوما، وهو ما يكفي لشن ضربات ضد نظام الأسد وفق القانون الدولي.
وأكد الجيش الروسي أن لديه «أدلة» على تورط بريطانيا «بشكل مباشر» في «مسرحية» الهجوم الكيميائي المفترض في الغوطة الشرقية، الاتهام الذي وصفته لندن بأنه «كذب صارخ».
وأفاد الناطق باسم وزارة الدفاع الروسية ايغور كوناشينكوف أن لدى الجيش «أدلة تظهر تورط بريطانيا مباشرة في تدبير هذا الاستفزاز في الغوطة الشرقية».
واتهم لندن بممارسة «ضغوط قوية» على الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق المعارضة) «لممارسة هذا الاستفزاز المعد سلفا».
من جهتها، اعتبرت سفيرة بريطانيا في الأمم المتحدة كاترين بيرس تصريحات كوناشينكوف «أمرا غريبا» و«كذبا صارخا». وأبلغت الصحافيين في مقر الأمم المتحدة في نيويورك إنه «واحد من أسوأ الأخبار الكاذبة التي رأيناها من ماكينة الدعاية الروسية».
ووصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الجمعة الهجوم الكيميائي المفترض بأنه «مسرحية» شاركت فيها «أجهزة استخبارات دولة معادية لروسيا».
ويجري ذلك وسط استمرار المشاورات في مجلس الأمن القومي الأمريكي بشأن الضربة العسكرية المحتملة ضد النظام السوري. وأشار بيان للبيت الأبيض إلى أن الولايات المتحدة ما زالت تدرس المعلومات الاستخباراتية وتتشاور مع حلفائها بشأن سوريا.
تزامنا قال مبعوث فرنسا لدى الأمم المتحدة فرانسوا ديلاتر أمس إن قرار الحكومة السورية استخدام الأسلحة الكيميائية مجددا يعني أنها «وصلت إلى نقطة اللاعودة» وإن على العالم أن يقدم «ردا قويا وموحدا وحازما».
من جهتها قالت السفيرة الأمريكية في الأمم المتحدة نيكي هيلي إن بلادها تقدر بأن بشار الأسد استخدم الأسلحة الكيميائية على الأقل 50 مرة منذ بدء الصراع.
وأبلغت هيلي مجلس الأمن أن «أحدث مرة استخدم فيها الرئيس السوري بشار الأسد الغاز السام ضد شعب دوما لم تكن الأولى أو الثانية أو الثالثة أو التاسعة والأربعين للأسلحة الكيميائية».
وندد محققون في جرائم الحرب تابعون للأمم المتحدة أمس الجمعة بالاستخدام المزعوم لأسلحة كيميائية في مدينة دوما السورية ودعوا إلى ضرورة حفظ الأدلة ليتسنى ملاحقة المسؤولين عن الهجوم في المستقبل. وتوجه خبراء دوليون في الأسلحة الكيميائية إلى سوريا للتحقيق في هجوم مزعوم بالغاز يشتبه بأن قوات الحكومة شنته على مدينة دوما وأدى لمقتل العشرات.
وقالت اللجنة الدولية للتحقيق بشأن سوريا التابعة للأمم المتحدة في بيان صدر في جنيف «الجناة في مثل تلك الهجمات يجب أن يتم تحديدهم ومحاسبتهم»، مشيرة إلى أن استخدام أسلحة كهذه محظور تماما بموجب اتفاقية دولية صادقت عليها سوريا. (تفاصيل ص 4 ورأي القدس ص 23)

تردد غربي بشأن ضرب نظام الأسد… ومساومات بين الأمريكيين والروس حول إيران
لندن: تحميل موسكو لنا مسؤولية هجوم الغوطة «كذب صارخ»… وواشنطن تؤكد وجود آثار الغاز في عينات للضحايا

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية