إسطنبول ـ «القدس العربي»: تخوض الدبلوماسية التركية معركة غير مسبوقة في مسعى لتغيير موقف الولايات المتحدة والدول الغربية من حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي السوري PYD الذي تعتبره أنقرة منظمة إرهابية وامتدادا لحزب العمال الكردستاني المصنف عالمياً على قائمة الإرهاب، وهو ما ترفضه واشنطن وأغلب العواصم الغربية حتى الآن.
الغضب التركي تصاعد في الأسابيع الأخيرة مع زيادة حجم الدعم السياسي والعسكري المقدم لوحدات حماية الشعب الجناح المسلح لحزب الاتحاد الديمقراطي في شمال سوريا، من قبل واشنطن وموسكو ودول أوروبية أخرى بحجة مساهمة التنظيم في الحرب على تنظيم الدولة الإسلامية «داعش»، وهو ما رأت فيه أنقرة تهديداً صريحاً لأمنها القومي كون هذه الأسلحة تصل إلى PKK الذي يخوض معارك واسعة مع الجيش التركي منذ أشهر أدت إلى مقتل وإصابة المئات من رجال الجيش والشرطة التركية.
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خاطب، الأربعاء، الدول الغربية بلهجة غاضبة، قائلاً: «تنظيم PYD يعترف أنه على علاقة بتنظيم PKK الإرهابي، والغرب لا يزال مصمماً على عدم إعلانه تنظيماً إرهابياً»، مطالباً باستثناء التنظيم من اتفاقية وقف إطلاق النار المقرر تنفيذه في سوريا خلال الأيام المقبلة، على غرار الاستثناء الذي سينطبق على تنظيم داعش جبهة النصرة، مجدداً التأكيد على أن «مشكلتنا ليست مع إخواننا الأكراد، ولكن مع الإرهاب».
وفي لهجة غير مسبوقة، اتهم نائب رئيس الوزراء التركي نعمان كورتولموش، الأربعاء، دولاً بالوقوف خلف المنظمات الإرهابية لاستخدامها كأدوات لها في الحرب، وذلك في إشارة إلى الدول التي تدعم حزب الاتحاد الديمقراطي وأبرزها الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، وقال كورتولموش: «التنظيمات الإرهابية تقف من خلفها دول».
وأضاف في مؤتمر صحافي في العاصمة أنقرة: «قوى عظمى تستخدم القوى الإرهابية كبيادق في الحرب»، وتابع: «العمليات الإرهابية في العالم ستتوقف إذا أوقفت بعض الدول دعمها.. الإرهاب يتسبب بالنزوح واللجوء والفقر، ولذلك علينا أن نعرف من يقف خلف تسليح الإرهابيين».
ومنذ أسبوعين تستهدف المدفعية التركية بشكل شبه يومي مواقع تابعة للوحدات الكردية في شمال سوريا لا سيما في مطار منغ العسكري قرب مدينة أعزاز والتي تعتبرها أنقرة منطقة محرمة على الوحدات الكردية، وتصاعد الاستهداف التركي مع اتهام الأجهزة الأمنية التركية حزب العمال الكردستاني والاتحاد الديمقراطي بالمسؤولية عن التفجير الانتحاري الأخيرة في العاصمة أنقرة والذي أدى إلى مقتل 29 جندياً تركيا وإصابة العشرات.
وفي أعقاب تفجير أنقرة الأخيرة استدعت وزارة الخارجية التركية، سفراء الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن، بالإضافة إلى ألمانيا، لإطلاعهم على تفاصيل الانفجار. وقال مسؤول تركي إن مساعد وزير الخارجية التركي فيريدون سينيرلي أوغلو استدعى سفراء (أمريكا وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا)، لإطلاعهم على الهجوم.
وفي إطار الحملة الدبلوماسية التي تقوم بها الحكومة التركية، بدرت أول استجابة للتوضيحات التركية من بريطانيا، التي قالت، الثلاثاء، إن هناك أدلة مقلقة للغاية على وجود تنسيق بين القوات الكردية السورية وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد وسلاح الجو الروسي.
وقال فيليب هاموند وزير الخارجية للبرلمان البريطاني: «ما شهدناه خلال الأسابيع الأخيرة هو أدلة مقلقة للغاية على التنسيق بين القوات الكردية السورية والنظام السوري وسلاح الجو الروسي وهو ما يجعلنا لا نشعر بارتياح واضح من دور الكود في كل هذا».
كما عبرت مسؤولة السياسات الخارجية في الاتحاد الأوروبي، فريدريكا موغريني، عن رفض الاتحاد لأي مخططات لإنشاء كيان كردي مستقل في الشرق الأوسط، وذلك في كلمة لها أمام البرلمان الأوروبي في بروكسل، الثلاثاء.
وأوضحت: «الاتحاد الأوروبي لا يدعم أي أجندات انفصالية للأكراد، سواء أكانت في تركيا أو العراق أو سوريا»، وأدانت باسم الاتحاد «بكل الأشكال الممكنة، كل الأعمال الإرهابية، ويعتبر تنظيم بي كا كا تنظيما إرهابيا»، دون التطرق لتصنيف PYD كمنظمة إهابية.
هذه التطورات جاءت بعد يوم واحد من تصريحات رئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، بأن هناك لعبة واضحة في شمال سوريا روّادها النظام السوري وتنظيم داعش وروسيا وحزب الاتحاد الديمقراطي الكردي، مشيراً إلى أنهم يسعون لتأسيس حزام إرهابي بالقرب من الحدود الجنوبية لبلاده.
وأكّد في كلمة أمام البرلمان أنّ بلاده «تراقب عن كثب كافة التطورات الحاصلة في الشمال السوري، ولم تحِد عن مواقفها تجاه المعاقل الإرهابية في تلك المناطق، ولن تتردد في الرد على أية خطوة من شأنها تهديد أمنها القومي دون انتظار إذنٍ من أحد».
الرئاسة والحكومة التركية شددت في أكثر من تصريح في الأيام الأخيرة على أن صبرها بدأ ينفذ على ما أسمته «ازدواجية المعايير» لدى بعض الدول في التعامل مع الإرهاب، بينما هدد مسؤولين آخرين باتخاذ إجراءات ضد الولايات المتحدة وألمح آخرون لإمكانية إغلاق قاعدة إنجيرليك الجوية أمام الطائرات الأمريكية في حال استمرار تقديم الأسلحة لحزب الاتحاد الديمقراطي في سوريا.
الخبير السياسي المقرب من حزب العدالة والتنمية «عبد الله سلفي»، نقل عن مصادر في المكتب الإعلامي التابع لرئاسة الوزراء أن الرسالة التي قُدمت لسفراء الدول دائمة العضوية بمجلس الأمن، تكونت من 49 صفحة، وكان على رأس هذه الدول الولايات المتحدة الأمريكية التي ألحّت مؤخرا على وصف حزب الاتحاد الديمقراطي بـ»الثوري» والأجدر بالثقة للقضاء على داعش والحد من تحركها في سورية.
وفي مقال له في صحيفة «يني شفق» التركية، بعنوان «ما الذي احتوته رسالة الحكومة التركية؟»، أشار إلى أن الولايات المتحدة الأمريكية صرحت بأنها تعترف بأن حزب العمال الكردستاني منظمة إرهابية ولكنها لا ترى حزب الاتحاد الديمقراطي كذلك، مبينًا أنه في ضوء هذا الادعاء الأمريكي، عملت الحكومة التركية على تجهيز تقرير مفصل لتسليمه لبعض سفراء الدول الكُبرى ومنهم إلى قيادات هذه الدول.
وألمح سلفي إلى أن فحوى الرسالة كانت شاملة لكافة التفاصيل الخاصة بحزبي الاتحاد الديمقراطي والعمال الكردستاني، وانها احتوت على معلومات موثقة حول «قرارات قضائية واستخباراتية خاصة بـ109 عناصر من حزب العمال الكردستاني انضموا مؤخرًا إلى حزب الاتحاد الديمقراطي كمدربين وإداريين، والأهداف والأسس التأسيسية التي توحي بالتناغم العضوي للحزبين، لا سيما الهدف الاستراتيجي لكليهما، والذي يؤكد على ضرورة تأسيس دولة كردية مقتطعة من الأراضي السورية والعراقية والتركية والإيرانية، وكشف بأسماء المواطنين الإيرانيين ذوي الأصول الكردية الذين التحقوا بحزب الاتحاد الديمقراطي في الآونة الأخيرة، وقائمة بأعمال التطهير العرقي التي مارسها حزب الاتحاد الديمقراطي ضد المواطنين العرب والتركمان، مزودة بشهادة عدد من تقارير المنظمات الإرهابية المنوطة بذلك الخصوص»، بالإضافة إلى تقارير استخباراتية، مُزودة بالقرائن، عن وجود تحرك عسكري لحزب العمال الكردستاني لافتتاح مخيم تدريبي جديد، على غرار مخيم قنديل في العراق، في المناطق التي يسيطر عليها الاتحاد الديمقراطي.
من جهته، توقع الخبير الاستراتيجي التركي «محمود أوفور»، في مقال له، الأربعاء، بعنوان «لماذا تدعم الولايات المتحدة الأمريكية حزب الاتحاد الديمقراطي؟»، أن محاولات تركيا في إقناع الولايات المتحدة بالتوقف عن دعمها لحزب الاتحاد الديمقراطي ستبوء بالفشل، «ليس لأن تركيا على خطأ وحزب الاتحاد الديمقراطي على صواب، بل لأن حزب الاتحاد الديمقراطي هو الحزب الوحيد الذي يخدم المصالح الأمريكية القاضية بتجزئة سورية وتشتيت القوى الموجودة بها».
وفي صحيفة حرييت، كتب «تولجا تانيش» عن تراجع العلاقات التركية الأمريكية، وقال: «أتابع مسار العلاقات التركية الأمريكية منذ عام 2010 في محلها. وشاركت في عدد كبير من الاجتماعات الصحافية لوزارة الخارجية الأمريكية. وطوال هذه الفترة لا أذكر أنني شهدت فتورا في العلاقات بين أنقرة وواشنطن مثلما حدث في اجتماع يوم الخميس الماضي».
وأضاف: «لقد شهدت العلاقات بينهما خلافات عميقة قبل ذلك أيضا؛ مثل الخلاف حول الأزمة الإيرانية في 2010، ولكن ما رأيته خلال اجتماع يوم الخميس الماضي كان كالتالي: «واشنطن لا تبالي من انزعاج أنقرة تجاه الملف السوري، ردًّا على عدم دعمها لموقفها من أكراد سوريا».
إسماعيل جمال
ان كل من يدافع عن حريته أو حقه في الحياة يعد ارهابيا سواء كان مواطنا
ثائرا ضد نظام دبكتاري أوضد مستعمر يحتل أرضه أوحاكما يريد يضرب بقوة
من يمس أمن وطنه ووحدة تراب بلده .
فالثائر السوري والثائر الكردي والتونسي والليببي واليمني الحوثي الذي يدافع
عن نفسه ووجوده في وطنه كل هؤلاء ارهابيون ما عدا الحكام والملوك .
يا السيد أردوغان انك تجني ثمار ما زرعت في أرض سوريا والعراق
وستحذو حذوك ايران في المستقنل القريب .خصوصا اذا قامت الدولة الكردية
في شمال العراق الذي تآمرثم ضد نظامه مع حلبفكم الأكبر .فتفكك العراق
وتناحرت طوائفه فيما بينها بدعم ممن يتزعمون الشبعة ومن يتزعمون السنة .
.
سوءالي للسيد ناىب رىيس الوزراء التركي
اذا كانت هنالك دول داعمه للمنظمات الارهابية،
فمن يدعم جبهة النصره، من يدعم داعش، من
اشترى النفط من داعش، من جعل من تركيا
ممرا لدخول المسلحين والاسلحة الى.سوريا ثم
الى العراق،هل تستطيع ان توءكد براءة تركيا
من ذلك؟ كلا وثم كلا لاتستطيع ذلك . المسوءولون
الاتراك وبعد فشل سياساتهم في المنطقه
وخاصة الازمه السوريه جن جنونهم وبداوا
يصرحون كما يقال (شاطي باطي). نصيحتي
للمسوءولين الاتراك عدم التمادي في تصرفاتهم
ضد شعوب المنطقه ومهما حاولوا لايستطيعون
طمس الحقاىق اجلا ام عاجلا سيدفعون
ثمن اخطاءهم.