تركيا تستعد لاستقبال زعماء العالم… رفاهية خيالية وحظر جوي وبحري ضمن إجراءات أمنية غير مسبوقة

إسطنبول ـ «القدس العربي»: تتواصل استعدادات تركيا لاستضافة زعماء أكبر 20 دولة اقتصادية في العالم، المشاركين باجتماعات قمة «مجموعة العشرين»، بمدينة أنطاليا الساحلية، في الخامس عشر من الشهر الجاري.
وفي الجانب الآخر للقمة العالمية البارزة، ظهرت استعدادات استثنائية على كافة الصعد، بدءاً من الرفاهية الخيالية التي تستعد تركيا لتقديمها إلى زوارها الكبار، مروراً بالإجراءات الأمنية التي وصلت حد فرض حظر طيران في سماء المدينة، وتفاصيل إقامة بعض الزعماء لاسيما ملك السعودية سلمان بن عبد العزيز الذي استأجر فندقاً كاملاً بقيمة تجاوزت الـ18 مليون دولار.
ورفعت قوات الأمن التركي درجة استعداداتها إلى «الدرجة القصوى» في منطقة بيليك السياحية التابعة لمنطقة سيريك، في ولاية انطاليا، التي ستعقد فيها القمة والتي يشارك فيها قادة الولايات المتحدة الأمريكية، وبريطانيا، وروسيا، واليابان، وكندا، وألمانيا، وفرنسا، وإيطاليا، وأستراليا، والبرازيل، والأرجنتين، والهند، والصين، وأندونيسيا، والمكسيك، والمملكة العربية السعودية، وجنوب إفريقيا، وكوريا الجنوبية، والمفوضية الأوروبية، وقادة دول أخرى دعتهم تركيا.
وقال والي أنطاليا «معمر توركر» إن 12 ألف عنصر من الشرطة وقوات الدرك سيتخذون التدابير الأمنية اللازمة لتأمين انعقاد القمة في الولاية، مؤكدًا أن جميع الوحدات الأمنية تبدي أهمية قصوى لأمن القمة.
موضحاً أن هذه التدابير تشمل إجراءات أمنية في المطار، ونصب أنظمة كاميرات وتعرف على الوجوه واللوحات، حيث تم تركيب أكثر من 350 كاميرا مراقبة في المطار ومنطقة الفنادق، كما ستتخذ فرق خفر السواحل التدابير اللازمة من البحر.
وبيّن توركر أنه في حال موافقة السلطات العسكرية، والمديرية العامة للطيران المدني، سيتم اتخاذ تدابير أخرى من خلال إعلان منطقة حظر طيران، وسينتشر رجل أمن كل 50 مترًا على طول الطريق الواصل بين مطار أنطاليا وبيليك والتي تقدر بـ 50 كيلو متر.
وبيّن الوالي أن جميع الخطط وُضعت لمواجهة أسوأ الظروف والسيناريوهات، وأن كافة التدابير الصحية اتخذت لمواجهة الحالات الصحية المحتملة، حيث تم تحديد المستشفيات للحالات الطارئة، وخُصص فريق طبي واحد على الأقل لكل وفد مشارك في القمة، إلى جانب تخصيص 68 سيارة إسعاف و3 مروحيات إسعاف.
وكثفت السلطات التركية حملاتها ضد المشتبه بانتمائهم إلى تنظيم الدولة«الدولة»، وألقت القبض الخميس على 11 مشتبها بمدينة اسطنبول خلال مداهمات دعمتها طائرات هليكوبتر، بعد أيام من اعتقال 20 شخصا يشتبه بوجود صلات تربطهم بالدولة الإسلامية في إقليم أنطاليا بجنوب البلاد حيث ستنعقد القمة.
وخصص أكثر من 46 فندقاً يقعون ضمن منطقة الانعقاد للقمة، من بينها 30 مخصصة لوفود الدول، و16 لوفود المنظمات المجتمع المدني، حيث من المتوقع أن يشارك أكثر من ثلاثة آلاف صحافي من وسائل الإعلام المحلية والأجنبية لتغطية الحدث.
وبحسب وسائل إعلام تركية، جهزت الفنادق لاستقبال قادة الدول ووفودها، حيث تم تغيير زجاجات نوافذ غرف الفنادق وبقية الغرف المهمة بزجاج مضاد للرصاص، وإزالة قطع الأثاث المتحركة من الغرف التي سيقيم بها القادة، أو تثبيتها تلبية لمطالب بعض الوفود.
ويقود التجهيزات وزير الخارجية التركية «مولود تشاويش أوغلو» ويقوم بنفسه بالتدقيقات اللازمة في المنطقة، اعتباراً من الفنادق التي ستستضيف الزعماء والأماكن التي سيتم زيارتها وساحات رياضة الغولف والتنس والمناطق الاجتماعية.
ويتم تجهيز قاعات الاجتماعات بأفضل وأرقى المستويات، ومن المتوقع تخصيص عدد من أكبر ساحات رياضة «الغولف» التي تشتهر بها المنطقة للزعماء والوفود المشاركة.

الملك سلمان

وسائل إعلام تركية، قالت إن العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز حجز فندقا كاملا في ولاية أنطاليا الجنوبية بتركيا أثناء زيارته الحالية، كجزء من مشاركة السعودية الرسمية في قمة الدول العشرين الكبرى G20، علاوة على مفاوضات من المفترض أن تعقد بين تركيا والسعودية لمناقشة الاستثمارات السعودية في تركيا.
وبحسب ما أطلعت «القدس العربي» على تقارير لصحيفة «حرييت» وتقارير تلفزيون لقناة «خبر تورك» فإن الملك سلمان سيقيم في فندق ماردان بالاس الواقع في منطقة كوندو في أنطاليا وسيدفع ما مجموعه 18 مليون دولار بعدما حجز الفندق بالكامل. ويعتبر مردان، المنتجع الترفيهي الأغلى في أوروبا ومنطقة المتوسط.
ومن المقرر أن يصل الملك «سلمان» إلى الفندق قبل أيام من انعقاد القمة، وسيعود بعد أيام من انتهائها إلى المملكة. وهو السبب الذي جعل الفندق يغلق حجزه أمام النزلاء الآخرين لمدة 18 يوما.
وبحسب التقارير سيصاحب الملك في زيارته تلك حوالي ألف شخص، بينما سيتم إغلاق الحجوزات في الفندق في وجه أي ضيوف آخرين خلال فترة بقاء الوفد السعودي فيه، وهو ما يفسر اهتمام الفندق المخصوص بتلك الزيارة، خاصة الغرفة التي سينزل بها الملك وكافة الأجهزة الإلكترونية والأثاث وحتى السجاد الأحمر، كما سيتلقى طاقم الخدمة والمطبخ في الفندق تدريبًا مخصصًا لخدمة الوفد الملكي السعودي.
كما شيدت بلدية المدينة طريقاً خاصاً لتقصير المسافة بين الفندق الذي سينزل به الملك سلمان ومكان انعقاد القمة، حيث ستستغرق الطريق مدة أقل من 3 دقائق بعدما كانت تحتاج إلى 35 دقيقه، وهو ما ولد فرحاً لدى السكان الذين كانوا يطالبون بتعبيد الطريق منذ سنوات، وأطلقوا عليه «طريق الملك».

أرباح اقتصادية

وتعتبر مدينة أنطاليا، العاصمة السياحية لتركيا، وذلك لغناها بالآثار التاريخية والمناظر الطبيعية الخلابة، التي تجدب ملايين السياح المحليين والأجانب سنوياً، ويزور منطقة بيليك التي تعقد فيها القمة 5 مليون سائح سنوياً.
وتوقعت تركيا أن تساهم القمة في التعريف ببلدة بيليك، وفي نمو قطاع سياحة الغولف التي يفضلها ذوو الدخل المرتفع والتي تشتهر بها المنطقة، وتحقيق مكاسب تقدر قيمتها بنحو 200 مليون يورو. حيث سيزور المدينة ما يقارب الـ 13 ألف شخص أثناء القمة، حسب التوقعات.

إسماعيل جمال