إسطنبول ـ «القدس العربي»: يستعد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال الأيام المقبلة، لركوب أول طائرة ستقوم بالهبوط في رحلة تجريبية على مدرج مطار إسطنبول الثالث، الذي من المقرر أن يتم افتتاح المرحلة الأولى منه نهاية شهر تشرين الاول / أكتوبر المقبل، ليكون بذلك واحداً من أكبر وأوسع مطارات العالم، حسب ما تقول الجهات الرسمية التركية.
وحسب ما أكد كبار المسئولين الأتراك سابقاً، فإن المطار الثالث سيكون بديلاً عن مطار أتاتورك الدولي الأكبر في البلاد حالياً، وفي هذا الإطار، بدأت الجهات المختصة بوضع الخطط النهائية لإتمام عملية نقل مطار أتاتورك إلى المطار الجديد، في عملية ستكون واحدة من أكبر وأسرع عمليات النقل في العالم، حسب التقديرات التركية.
وحسب ما أكد وزير النقل والمواصلات التركي أحمد أرسلان قبل أيام، فإنه جرى إتمام 80٪ من أعمال البناء في المطار الثالث، ويجري العمل على إتمام المرحلة الأولى لتكون جاهزة للعمل في التاريخ المحدد، والتي من المقرر أن تستوعب 90 مليون مسافر سنوياً.
وكان الوزير كشف أن المطار الجديد سيلغي مطار أتاتورك الذي سيبقى جزء منه لبعض الرحلات الخاصة والرسمية، فيما سيجري تحويل الجزء الأكبر منه إلى مركز دولي للمعارض، لافتاً إلى صعوبة تشغيل المطارين في آن واحد بسبب قرب الخطوط الجوية المستخدمة فيهما.
وحسب وسائل إعلام تركية، أتمت الجهات المختصة وضع خطط عملية نقل المطار خلال فترة زمنية قصيرة جداً، حيث من المقرر أن تبدأ العملية الساعة 03:00 من ليلة الثلاثين من تشرين الأول / أكتوبر المقبل وتتواصل حتى الساعة 23:55 من يوم 31 تشرين الأول / أكتوبر، أي قرابة 45 ساعة متواصلة من العمل.
ويجري إعداد خطط لتجهيز مئات الآليات والعربات وتخصيص طريق يربط بين المطارين لتسهيل عملية النقل التي ستشارك بها وحدات من قوات الدرك «الجندرما» إلى جانب وحدات الشرطة وطواقم الوزارات المختصة والجهات المعنية بالمطارين.
وخلال عملية النقل، سوف تتوقف الحركة الجوية وخاصة رحلات الخطوط الجوية التركية لمدة 12 ساعة متواصلة، قبل أن تعاود العمل من المطار الجديد، الذي تتواصل أعمال ربطه بوسط المدينة من خلال الطرق السريعة وخطوط المترو وسكة حديدية والجسور والأنفاق.
ومنذ بدء أعمال البناء في المطار، ضغط أردوغان بقوة لانجاز أعمال البناء فيه بأسرع وقت ممكن، حيث يعمل 35 ألف عامل في كافة المجلات على مدار 24 ساعة، إلى جانب 8 آلاف آلية متنوعة، جرى بناء ما يشبه المدينة الكاملة لاستيعاب سكنهم في منطقة العمل.
وتضم هذه المدينة الجديدة مساكن تتسع لجميع العمال الـ35 ألف، وتقدم خدمات هائلة لهم، عبر عشرات المطابخ التي تقدم 130 ألف وجبة يومياً ويعمل بها أكثر من 1000 عامل، ومغاسل ملابس تغسل ملابس 25 ألف شخص يومياً، و7 مراكز صحية تضم 260 طبيباً وموظف صحي، و800 سيارة نقل موظفين، إلى جانب الصالات الرياضية وقاعات الفنون والمساجد.
وتتوقع الحكومة التركية أن يوفر المطار في مرحلته الأولى 100 ألف فرصة عمل، على أن تصل إلى 225 ألف مع حلول 2025، وسيساهم بنسبة 4.9٪ في الناتج المحلي الإجمالي لتركيا، معتبرة أنه سيلعب دورا مهما في تحقيق تركيا لأهدافها الاقتصادية المتمثلة بدخول قائمة أكبر 10 اقتصادات في العالم بحلول 2023، حيث ينتظر أن يساهم بمبلغ 79 مليار دولار أمريكي إضافي في الناتج المحلي الإجمالي للبلاد.
وتأمل تركيا أن يصبح المطار الجديد أحد أهم نقاط «الترانزيت» حول العالم، وفي وقت سابق أعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، أن بلاده ستصبح همزة وصل جوية تربط القارات الثلاث الكبرى (أوروبا وآسيا وأفريقيا)، عند الانتهاء من إنشاء المطار بشكل كامل.
وفي عام 2017، بلغ إجمالي عدد المسافرين عبر مطاري «أتاتورك» و«صبيحة كوكجن» في مدينة إسطنبول التركية، 95 مليون و113 ألف و289 شخصًا، حيث شهد مطار «أتاتورك» هبوط وإقلاع 460 ألف و777 طائرة عبر الخطوط الداخلية والخارجية، بينما شهد مطار «صبيحة كوكجن»، هبوط وإقلاع 219 ألف و656 طائرة.
فيما تشير إحصائية أخرى إلى أن عدد المسافرين الذين استخدموا مطار أتاتورك بمدينة إسطنبول خلال السنوات الست الأخيرة بلغ 338 مليونا.
ممتاز