إسطنبول ـ «القدس العربي»: لأول مرة، كشفت تركيا عن وجود قرابة 3 ملايين مهاجر معظمهم أفغان يحاولون العبور من إيران إلى تركيا للوصول إلى دول الاتحاد الأوروبي، مطالبةً أوروبا بأخذ ذلك في عين الاعتبار، وذلك في تهديد جديد من أنقرة التي ترى في ملف «المهاجرين» ورقة قوة وضغط في معركتها المتصاعدة مع الاتحاد.
وخلال الأشهر الأخيرة ارتفعت بشكل ملحوظ أعداد الأفغان الذين يصلون إلى تركيا ويتخذونها قاعدة للانطلاق منها إلى أوروبا، وهم يشكلون هاجساً كبيراً لأوروبا كون معظمهم من غير المتعلمين وتواجه الحكومات الأوروبية صعوبات كبيرة في دمجهم بالإضافة إلى المخاوف الكبيرة من أن يكون بينهم أشخاص ذوو توجهات إرهابية أو تلقوا تدريبات عسكرية على يد حركة طالبان أو تنظيمي القاعدة والدولة.
وتهدد تركيا منذ أشهر بإمكانية لجوئها إلى نسف اتفاق الهجرة مع الاتحاد الأوروبي بسبب ما اعتبرته عدم التزام الأخير بتعهداته المنصوص عليها في الاتفاق لا سيما رفع تأشيرة دخول المواطنين الأتراك إلى دول الاتحاد وتقديم مساعدات مالية لأنقرة لإنفاقها على الخدمات المقدمة للاجئين على أراضيها.
نائب رئيس الوزراء التركي ويسي كايناك، كشف الأحد، عن أن ثلاثة ملايين لاجئ أفغاني يستعدون للقدوم من إيران إلى بلاده ثم العبور إلى أوروبا، لافتا إلى أن «لتركيا الحق في إعادة النظر باتفاقية إعادة القبول، إذا لم تلتزم أوروبا بتعهداتها»، مذكراً أوروبا بأن هدف هؤلاء اللاجئين ليس البقاء في تركيا وإنما المرور من خلال أراضيها إلى أوروبا، وحذر من أن «أنقرة ترى أن الوقت ربما يكون قد حان لإعادة النظر في اتفاقية الهجرة بينها وبين والاتحاد الأوروبي، لأنهم يشكلون عبئا ماليا كبيرا عليها». لكن إشارة نائب رئيس الوزراء التركي إلى وجود تساهل إيراني في منعهم في ظل تمكن 30 ألف منهم من الوصول لتركيا العام الماضي أثار غضب طهران التي ردت عبر بيان لوزارة الخارجية، الاثنين، واعتبرت أن هذه الأنباء «غريبة وليس لها علاقة بالواقع».
ويمكن ملاحظة الأعداد الكبيرة للمهاجرين الأفغان في مدينة اسطنبول التركية، حيث يتركز تواجدهم في أحياء «الفاتح» و«زيتين بورنو» ويتجولون في زيهم التقليدي على شكل مجموعات تكمل استعداداتها من أجل الانتقال للمدن الساحلية لبدء رحلة الهجرة إلى أوروبا عبر البحر وصولاً للجزر اليونانية ومن ثم براً إلى دول أوروبية أخرى. وبالعادة هددت أنقرة أوروبا بفتح الباب أمام اللاجئين السوريين الذين وصل قرابة المليون منهم إلى أوروبا عام 2015 وتقلصت أعدادهم بشكل كبير عقب اتفاق إعادة القبول، لكن وخلال الأسابيع الأخيرة خففت أنقرة من إجراءاتها الأمنية ما رفع من أعداد الواصلين إلى اليونان، وبذلك تتضاعف أعداد اللاجئين المتوقع وصولهم إلى أوروبا في حال نسف أنقرة للاتفاق.
وقبل أيام، أعلنت منظمة الهجرة الدولية، وصول 20 ألف و484 مهاجراً إلى أوروبا عن طريق البحر المتوسط منذ مطلع العام الحالي، لافتةً إلى أن عدد المهاجرين الذين وصلوا إلى أوروبا خلال الأشهر الثلاثة الأولى من العام الماضي، بلغ 160 ألف و331 لاجئاً. والخميس، قتل 11 مهاجراً في غرق مركبهم قبالة السواحل التركية.
الكاتب الصحافي التركي «سامي كوهين» اعتبر في مقال له في صحيفة «ملييت» أن من أبرز المفاجئات التي وعد أردوغان بها أوروبا عقب الاستفتاء المقبل في تركيا «اتخاذ أنقرة موقف مختلف في العلاقات التركية مع الاتحاد الأوروبي، وربما قرار بتعليق المفاوضات، أو حتى التخلي عن العضوية الكاملة.. ويمكن اعتبار إلغاء اتفاقية اللاجئين، التي وقعتها تركيا مع الاتحاد الأوروبي قبل نحو عام، ضمن الاحتمالات الواردة».
وكان وزير الخارجية التركي مولود جاويش اوغلو هدد الأسبوع الماضي بـ«إلغاء أحادي الجانب» للاتفاق. وسبقه وزير الداخلية التركي سليمان صويلو بالتحذير من أنه «يمكننا فتح المجال أمام اللاجئين ال15 ألفا الذين لا نرسلهم إليكم شهريا (للمغادرة) ونجعلكم تواجهون معضلة».
وتوقع المفوض الأوروبي المكلف شؤون الهجرة ديميتريس افراموبولوس الخميس بـ«كارثة» في حال «انهيار» الاتفاق حول الهجرة في المتوسط المبرم بين الاتحاد الأوروبي وتركيا، وقال: «الاتفاق يعمل جيدا رغم التهديدات المتكررة من المسؤولين الأتراك.. حتى في أوج فترات التوتر لم يعبر شخص واحد البحر لكن إذا انهار الاتفاق ستحل كارثة».
المستشارة الألمانية إنغيلا ميركل التي تتحمل بلادها العبء الأكبر لأزمة اللاجئين وتوجه تحديات هائلة في الانتخابات بسبب سياستها اتجاه اللاجئين حثت أنقرة وبعض الدول الأوروبية بأن عليهم تخفيف حدة التوتر الحاصل بينهم، وأنّ على كلا الطرفين السعي لإعادة العلاقات إلى سابق عهدها.
ويعتقد أن هناك مئات الآلاف يعيشون في تركيا على أهبة الاستعداد من أجل استغلال اللحظة المناسبة للعبور إلى أوروبا، حيث يصل إلى اسطنبول أعداد كبيرة من السوريين والعراقيين والفلسطينيين والأفغان وآخرون من جنسيات مختلفة للحصول على فرصة مناسبة للوصول إلى أوروبا إما براً من خلال بلغاريا أو بحراً من خلال اليونان.
إسماعيل جمال
” ويعتقد أن هناك مئات الآلاف يعيشون في تركيا على أهبة الاستعداد من أجل استغلال اللحظة المناسبة للعبور إلى أوروبا، ” إهـ
أعتقد أن على أوروبا التفكير بجد في هذا الموضوع خصوصاً وأن الربيع قد بدأ
ولا حول ولا قوة الا بالله
ما حصل في افغانستان من دمار وقتل باسم المجاهدين لخدمة امريكا و اوروبا بالتخلص من عدوهم السابق وبمساهمة فعالة من مملكة ال سعود ، الان على هذه القوى المجرمة ان تتحمل مسؤلياتها لانهم هم من زرعوا الارهاب الذي يعاني منه الافغان والعراقيين والسوريين وقبلهم الفلسطينيين
واردوغان يحاول ان يستخدم هذه الماساة لخدمة مصالحه
مصادر وعوامل القوة عند الدول كثيرة .منها الصواريخ النووية .النفط. الموقع الجغرافي وغيرها.أما أن نسمع بعامل اللجوء .والتهديد بارسال قوارب الموت إلى أوروبا .فنحن حتما أمام مأزق أخلاقي كبير
كيف لتركيا أن تستعمل هذه أزمة الإنسانية ولمسلمين من دينهم في لعبة سياسية إنتخابية ؟ والغريب أنهم يعلنونها على الملإ ؟ من يتفوه من الغربيين في هذه الأشياء هم الفاشيون والنازيون الجدد واليمينيون المتطرفون, وحدهم يستعملون اللاجئين في حربهم الإعلامية .
أظن تركيا واهية . السويد استقتبلت مائة وعشرين ألف لاجيء , بنسبة مئوية بحسب تعداد سكانها تجعلها أول دولة قبل ألمانيا. حين اشتد الحال وكثرت الأعداد أغلقوا الأبواب والبوليس السويدي صار يراقب كل راكب قطار أو سيارة أو حافلة قادمة من الدنمارك ( بوابة اللاجئين للسويد ).
أوروبا لن تجد نفسها رهينة سيجدون الحلول , لقد بدأو في إقامة مخيمات كبيرة للاجئين في ليبيا ,غرضهم بناء العديد منها هناك,لازال المشكل مع من سيتعاملون هناك, لكن إن وصلوا عنق الزجاجة سيتحركون, لديهم المال والإمكانيات, تركيا ستخسر الرهان إن استمرت في هذه اللعبة اللاإنسانية.