الناصرة – «القدس العربي»: تجدد التراشق الكلامي العنيف بين تركيا وإسرائيل أمس، تزامنا مع استعادة السفيرين وسط إجراءات مهينة، فيما تتوقع جهات إسرائيلية عدم إقدام أنقرة على كسر العلاقات وقطعها نظرا لوجود شبكة مصالح اقتصادية واسعة، ولرغبتها بالاحتفاظ بفرصة للتواصل مع غزة عن طريق تل أبيب.
وبادرت تركيا لإخضاع السفير الإسرائيلي لعمليات تفتيش وخلع الحذاء رغم جوازه الدبلوماسي أمام كاميرات صحافيين تم استدعاؤهم خصيصا لهذه «الإهانة» المتعمدة المتلفزة، كما قالت وزارة الخارجية الإسرائيلية. وسارعت إسرائيل للرد بالمثل حيث استدعت نائب السفير التركي في تل أبيب أوموت دنيز لوزارة الخارجية وتم تفتيشه ومطالبته بعرض بطاقة هويته عند مدخلها
ونقلت وسائل إعلام إسرائيلية عن مصدر سياسي إسرائيلي قوله إن إهانة نائب السفير كانت متعمدة.
وبالتزامن يستمر التراشق بين إسرائيل وبين تركيا. وردا على اتهام الرئيس التركي طيب رجب أردوغان للأولى ونعتها بـ «دولة إرهاب» قال رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو مهاجما أردوغان في «تويتر» إنه لا يجوز لمن يرسل آلاف الجنود الأتراك لاحتلال قبرص الشمالية ويغزو الأراضي السورية أن يعظ لنا ونحن ندافع عن أنفسنا من محاولة حماس اقتحام حدودنا. وتابع « فالشخص الملطخة يداه بدماء عدد لا يحصى من المدنيين الأكراد في تركيا وسوريا آخر من يجوز له إعطاؤنا دروسا عن أخلاقيات الحرب».
وكان الرئيس أردوغان قد أعلن عن طرد السفير الإسرائيلي إيتان نائيه، وفي مطار اسطنبول شوهد وهو يطلب منه خلع الحذاء فيما كان رجل أمن تركي يقوم بتفتيشه ويطلب منه خلع سترة كان يرتديها.
يشار الى أن إسرائيل سبق ومارست أسلوب التحقير في علاقتها مع تركيا بعد أزمة أسطول الحرية عام 2010 حيث تم استدعاء السفير التركي لمقر الخارجية الإسرائيلية وإجلاسه على مقعد منخفض الى جانب نائب وزير الخارجية وهو يجلس على مقعد مرتفع.
وبالأمس انضم وزير المواصلات والمخابرات الإسرائيلية يسرائيل كاتس لحملة التراشق، فقال لموقع «واينت» إن أردوغان هو «عدو حقيقي». وفي محاولة للنيل من تركيا والانتقام من موقفها حيال مجزرة إسرائيل في غزة، قال كاتس إنه لا يوجد سبب من الناحية الأخلاقية والتاريخية لعدم الاعتراف بكارثة الأرمن.
ودعا وزير التعليم نفتالي بينت من حزب البيت اليهودي إلى الرد من خلال الاعتراف بالكارثة الأرمنية والتوقف عن السفر إلى تركيا، قائلاً إن «أردوغان غارق في إرهاب حماس من الرأس إلى أخمص القدمين.»
كما دعا عضو الكنيست يئير لبيد من كتلة المعارضة إلى قطع الاتصال مع نظام أردوغان، «ليس لفترة مؤقتة، ولكن تخفيض تدريجي للعلاقات، والاعتراف بالكارثة الأرمنية، وتقديم المساعدات العلنية للأكراد».
يشار الى أن هناك مشروع قانون مطروحا على طاولة الكنيست يدعو إسرائيل للاعتراف بكارثة الأرمن، مما أغاظ السلطات التركية في الشهر الماضي. ويعتقد أن ذلك أحد الأسباب المهمة للتوتر المتصاعد اليوم بينهما. وقد دعا كاتس الإسرائيليين للامتناع عن زيارة تركيا بهدف السياحة.
يذكر ان حجم التبادل التجاري بين اسرائيل وبين تركيا يبلغ 5.2 مليارد دولار وتعتبر تركيا هدفا سياحيا مركزيا بالنسبة للإسرائيليين.
وكانت الأزمة الدبلوماسية قد نشبت أول من أمس وللمرة الأولى منذ عودة السفير الإسرائيلي إلى أنقرة في عام 2016. فقد أمرت وزارة الخارجية التركية، أول من أمس الثلاثاء، السفير الإسرائيلي، إيتان نائيه، بمغادرة البلاد «لإجراء مشاورات لبعض الوقت» كما تم أيضا طرد القنصل الإسرائيلي في إسطنبول، يوسي ليفي سيفري.
وردا على ذلك، أمرت وزارة الخارجية الإسرائيلية بنفس اليوم القنصل التركي في القدس، المسؤول عن العلاقات مع الفلسطينيين، بالعودة إلى بلاده «لإجراء مشاورات».
وكانت تركيا قد استدعت سفيرها من إسرائيل وكذلك سفيرها من الولايات المتحدة، يوم الإثنين الماضي، في أعقاب أعمال القتل الإسرائيلية في غزة. ونقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» عن مصادر سياسية في إسرائيل قولها إن الأخيرة فوجئت بطرد السفير، لكنها تربط بين رد أردوغان الشديد والانتخابات التي ستجرى في تركيا في الشهر المقبل. ويسود التقدير أن المقصود أزمة مدروسة، وأن الأتراك لا ينوون تحطيم العلاقات، وأن طرد السفير هو مؤقت ويهدف إلى استرضاء الرأي العام التركي، أيضا لأنه لم يتم الإعلان عن السفير نائيه كشخصية غير مرغوب فيها، ولأن تركيا امتنعت عن إعلان تخفيض مستوى العلاقات بين البلدين.
بالإضافة إلى ذلك، استدعت بلجيكا وإيرلندا سفيري إسرائيل لديهما للاحتجاج على أعمال القتل. وكانت جنوب أفريقيا قد استدعت سفيرها من إسرائيل الإثنين الماضي على الخلفية ذاتها. وأعلنت جنوب أفريقيا يوم الإثنين، أيضا، عن استدعاء سفيرها لدى إسرائيل للتشاور بعد ما وصفته «بالهجوم القاتل على قطاع غزة» وسيتم استبداله بمستشار في السفارة في هذه الأثناء.
يشار الى ان نتنياهو تحدث عبر الهاتف مع المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل، وناقش الاثنان القضايا الإقليمية، علما أن بون اكتفت بموقف فاتر دعت فيه الطرفين للتوقف عن العنف. وقال نتنياهو إن الفرص قد نشأت في أعقاب إعلان الرئيس دونالد ترامب، لكبح جماح العدوان الإيراني ومنع تسلحها النووي. وشكر نتنياهو المستشارة ميركل على إدانتها للعدوان الإيراني ودعمها لحق إسرائيل في الدفاع عن سيادتها. كما تحدث مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، وقال إن إسرائيل ستحمي مصالحها الأمنية وإنه لا توجد دولة مستعدة لتقبل تهديد سيادتها.
الصراع بين اسرائيل وتركية هي عبارة عن بهدلة السفراء والقناصل لكل منهما للاخرى
نسمع فقط طردهم وبذلك يتم ازعاجهم دبلوماسيا
ولكنهم يعرفون ان كل ذلك مزحة ونكتة وتخفيف دم.
ولكنهم مجبورين ان يكونوا ممثلين بارعين لهذه المهمة من اجل مصالح بلدانهم.
وفي نهاية المطاف دولة الإحتلال الصهيوني تفعل ما تُريد
تقتل تعتقل لا تُفرق بين أطفال ولا نساء ولا كبار السن …
السؤال هو إلى متى هذه المسرحيات التي نُشاهدها ..
حصار مليونين عربي مُسلم بغزة اكثر من عشرة سنوات
أكتفى العرب والأتراك وأغلبية الدول بتصريحات عبر الأثير
وتتناثر من شدة الأثير ….