تساؤلات عن ارتباطها بتسوية لانتخاب رئيس الجمهورية

حجم الخط
2

بيروت – «القدس العربي» من سعد الياس: أحدثت عودة رئيس تيار المستقبل سعد الحريري المفاجئة الى بيروت صباح الجمعة صدمة ايجابية في الوسط السياسي اللبناني، وكثرت التحليلات في بيروت حول مغزى هذه العودة في هذا التوقيت بالذات بعد أحداث عرسال بين الجيش اللبناني ومسلحي جبهة «النصرة» و»داعش».
وطرحت هذه العودة للرئيس الحريري علامات استفهام فورية حول ارتباطها بتسوية ما تشمل انتخاب رئيس الجمهورية وتسمية رئيس حكومة جديد، وخصوصاً أن موفد النائب وليد جنبلاط الى عين التينة الوزير وائل ابو فاعور رأى بعد لقائه رئيس مجلس النواب نبيه بري في عودة الحريري «تباشير تسوية حول رئاسة الجمهورية».
ولوحظ في هذا السياق، أن عودة الحريري لقيت صدى ايجابياً لدى التيار الوطني الحر الذي يرأسه العماد ميشال عون الذي بحسب التحليلات أخذ يروّج لاحتمال ولادة تسوية بدأت مع انسحاب المسلحين من عرسال وستنتهي بوصول العماد ميشال عون الى كرسي الرئاسة. وما قدوم الحريري الى لبنان، بهذا الشكل المفاجئ، إلا لترجمة هذه التسوية وإقناع حلفائه بها.
ويذهب التفاؤل «العوني» الى حدّ الكلام عن أنّ جلسة الانتخاب المقبلة التي دعا إليها رئيس المجلس النيابي في 12 آب الحالي ستشهد انتخاب عون رئيساً، من دون أن يكون مضطرّاً للدعوة الى جلسة أخرى في موعدٍ لاحق.
في المقابل، استبعدت مصادر مسيحيّة في قوى 14 آذار وجود تسوية رئاسيّة، خصوصاً على اسم العماد عون، معتبرةً أنّ هذا «الموضوع ليس قيد البحث وغير وارد».
إلا أن الدلالات السريعة لعودة رئيس تيار المستقبل تتمثل بسعيه الى تثبيت قاعدته السنية بعد صعود التيّار السلفي والزعامات المحليّة التي تدور في فلكها، ومحاولة احتواء موجة التطرف التي انتشرت في السنتين الاخيرتين في طرابلس وعكار وبعض أحياء بيروت والقرى البقاعية عقب تدخل حزب الله في القتال في سوريا الى جانب النظام السوري والتعبير عن دعم كتلة المستقبل للجيش، ولاسيما ترجمة مفاعيل الهبة السعودية الجديدة لدعم الجيش والقوى الامنية بقيمة مليار دولار، وقد كان هذا الامر محور اللقاء الفوري بين الحريري ورئيس الحكومة تمام سلام في السراي الكبير، قبل أن يعقد لقاء ثان بعد الظهر ضم سلام والحريري وقائد الجيش العماد جان قهوجي والقادة الامنيين.
وسبق عودة الحريري نداء وجّهه مستشار رئيس مجلس النواب نبيه بري بلال شرارة للحريري من اجل العودة، ودعوة مماثلة وجهتها صحيفة «السفير» الى رئيس الحكومة السابق بالقول «عودتك عبر بوابة عرسال ضرورة».
ورأت أوساط سياسية لـ»القدس العربي» أن عودة الحريري من شأنها تقوية الاعتدال السني وتعزيز الاستقرار وكسر حالة التشنج في الوسط السني الذي يشعر بالاحباط نتيجة الابعاد القسري للزعيم السني والانقلاب عليه منذ تسمية رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في كانون الثاني 2011 وتأليف حكومة من قوى 8 آذار والوسطيين».
وكان اختيار الحريري المنفى جاء خوفاً من الاغتيالات السياسية، وهو خسر خلال منفاه إثنين من خيرة المقرّبين منه هما مستشاره الوزير السابق محمد شطح الذي اغتيل في 27 كانون الاول 2013 ورئيس شعبة المعلومات في قوى الامن الداخلي اللواء وسام الحسن الذي اغتيل في 19 تشرين الاول/اكتوبر 2012.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول adel:

    Nothing without Saoudia

  2. يقول عبد الوهاب الجزائر:

    نتمنى من الاشقاء اللبنانيين ان يغلبوا المصلحة الوطنية العليا على انتماءاتهم الدينية والمذهبية الضيقة وان ين يبتعدوا عن
    لعبة المحاور الاقليمية والدولية التي لا تبحث الا عن مصالحها وان كان فيها خراب لبنان،ولا يحق لطبقته السياسية ان تجعل من الشعب اللبناني الذي نجله ونحترمه رهينة لنزواتها السياسية الضيقة التي لا تفكر بمنطق دولة المواطنة الحقيقية التي يبنيها الجميع ويدافع عنها الجميع وانما بمنطق ملوك الطوائف القائم على الالغاء والتخوين و انعدام الثقة.نتمنى ان يدرك اللبنانيون حجم المخاطر التي تتهددهم وتتهدد بلدهم في وحدته الوطنية وسلمه الاجتماعي وعيشه المشترك،وفي الدور الايجابي و البناء المنوط به في الاقليم وفي دعمه للقضية الفلسطينية من خلال رفضه لكل اشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني و رفضه لمشروع التوطين ودعمه لحق العودة.
    في حال استقلالية القرار السياسي والاقتصادي اللبناني بعيدا عن لعبة المحاور وتجاذبات الاقليم مع وجود توافق واجماع وطني ،وتشكيل حكومة وحدة وطنية جامعة تضع مصلحة لبنان فوق كل اعتبار ،كل ذلك كفيل بان يحقق تطلعاته المشروعة في الحياة الكريمة وعلى ارضه بعيدا عن الم الاغتراب والابتزاز الرخيص للقريب والبعيد.
    لا زلنا في الجزائر نامل بكم خيرا فلا تخيبوا ظننا.

إشترك في قائمتنا البريدية