برلين ـ «القدس العربي»: يبدوا أن ألمانيا تتجه إلى التشدد في سياستها المنفتحة تجاه المهاجرين. وهو ما بات جليا للمراقبين بعد سلسلة من الإجراءات الحكومية والتصريحات الحزبية والإعلامية التي بدأت تطفوا على السطح متهمة اللاجئين بعدم احترام القيم الألمانية.
ولعل آخر قرار تفتقت عنه قريحة المسؤولين الألمان هو منع اللاجئين من الرجال من دخول المسابح العامة لمدينة كولونيا تحسباً للتحرش كما نشرت صحيفة «دي فيلت» الألمانية على صفحاتها. وكانت المدينة قد شهدت تحرشات جماعية بالنساء عشية احتفالهن بقدوم العام الجديد. ووفقا لبيانات الشرطة الألمانية فهناك حوالي 516 شكوى جنائية قدمت بعد الهجمات الجماعية على نساء في مدينة كولونيا في ليلة رأس السنة فيما تنصب التحقيقات بشكل كبير على طالبي اللجوء أو المهاجرين غير الشرعيين القادمين من شمال أفريقيا. وذكرت الشرطة أن نحو 40 في المئة من الشكاوى يشمل جرائم جنسية بينها حالتا إغتصاب وأن قوة قوامها 100 شرطي تواصل التحقيقات.
وأثارت الهجمات التي استهدفت النساء في الأساس وتراوحت بين السرقة والتحرش الجنسي جدلا ساخنا في ألمانيا حول سياستها المرحبة باللاجئين الذين وصل أكثر من مليون منهم إلى البلاد العام الماضي. وفي الوقت الذي اختلفت فيه أحيانا المعلومات التي قدمتها الشرطة الفدرالية عن ما قدمته الشرطة المحلية في كولونيا بشأن هذه الإعتداءات، أعلنت وزارة الداخلية الجمعة ان الشرطة الفدرالية قامت بالتدقيق في أوضاع 32 «مشتبها» بمشاركتهم في أعمال العنف، بينهم 22 من طالبي اللجوء. وأعلنت الشرطة المحلية في كولونيا ان الأشخاص الذين تحقق معهم «يتحدر القسم الأكبر منهم من بلدان شمال أفريقيا وغالبيتهم من طالبي اللجوء، أو هم أشخاص يقيمون بشكل غير شرعي في ألمانيا».
وإثر ردود الفعل المستهجنة التي رافقت هذه الإعتداءات والتي تورط فيها عدد من اللاجئين، وجدت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل نفسها مضطرة إلى الحد من سياسة الإنفتاح التي تنتهجها إزاء اللاجئين خوفا من تراجع شعبيتها قبل الانتخابات التشريعية المقررة في عام 2017. وفي امكان ميركل بعد هذه الانتخابات تقديم نفسها لتسلم ولاية رابعة في حال فازت بها وقال القيادي في حزب ميركل المحافظ فولكر بوفييه «لقد غيرت كولونيا كل شيء، الشكوك انتابت الناس». وتناولت الصحف الألمانية والأوروبية حوادث الاعتداء الجنسي التي شهدتها مدينة كولونيا ليلة رأس السنة منذ أيام وبكثافة شديدة. وربطت تعليقات بعض منها بين هذه الحوادث وبين اللاجئين بالرغم من أن تحقيقات الشرطة الألمانية مع الموقوفين لم تذهب في هذا الاتجاه بعد. كما لم تجد عدة صحف أوروبية حرجا في وضع السياسة التي تتبعها المستشارة أنغيلا ميركل بخصوص اللاجئين في قفص الإتهام.
وبهذا الشأن كتبت صحيفة «دي تسايت» الأسبوعية الألمانية تقول: «بدت ليلة رأس السنة ككابوس أكد القلق السائد بشأن رجال يعيشون بيننا، رجال معادين للسامية، ويحتقرون المثليين والنساء. وبالرغم من أنه لم يتم إثبات شيء من ذلك لحد الآن، لا من خلال حالة كولونيا أو حالات أخرى» إلا أن القلق واضح سواء لدى الشرطة أو الساسة أو وسائل الإعلام.
وأوضحت صحيفة «نويه أوسنابريكه تسايتونغ» الألمانية أن إلقاء القبض على بعض الجناة لا يكفي، مؤكدة ضرورة تسليط الضوء على كافة جوانب هذه القضية. وتساءلت الصحيفة عن دور الشرطة وعما إذا كان ما حدث يتجاوز قدرات الأجهزة الأمنية، أم أن الأخيرة استسلمت بكل بساطة؟ وخلصت الصحيفة إلى أنه «وبغض النظر عن (ليلة رأس السنة)، فإذا عجزت الشرطة عن ضمان الأمن أمام معلم شهير (كاتدرائية كولونيا)، فهذا ليس مؤشرا يبعث على الإطمئنان في زمن تتدفق فيه أعداد لا تحصى من إناس ينحدرون من ثقافات أخرى». واتهمت الصحيفة المهاجرين بفرض عاداتهم قائلة: «نحن شهود على كيفية قيام المهاجرين الجدد بفرض قواعدهم (عاداتهم) على السكان». وتمضي الصحيفة في هذا الاتجاه لتخلص إلى أن «غض الطرف عن الصدام بين ثقافتين مختلفتين ليس مؤشرا إيجابيا، وفي يوم ما سينفجر الورم المنتفخ. إن ألمانيا لم تُصعق بعد، إلا أننا سنعلم بذلك وقت حدوثه».
وفي استطلاع رأي بعد أحداث كولونيا نشرته قناة الألمانية (ZDF) بدأت نتائج حوادث التحرش الجنسي في كولونيا تظهر وتساهم في تراجع شعبية المستشارة ميركل. ففي الاستطلاع يقول 60٪ إن ألمانيا لم تعد قادرة على استيعاب هذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين (قبل أحداث كولونيا كانت هذه النسبة 46٪ ). كما أن شعبية ميركل وحزبها تراجعت نقطتين وباتت الآن 37٪ . كما أن 56٪ من الألمان ليسوا راضين عن سياسة اللجوء التي تتبعها المستشارة. ويؤيد 57٪ من المستطلعة آراؤهم مطلب رئيس وزراء ولاية بافاريا هورست زيهوفر بتحديد سقف أعلى لعدد اللاجئين بحيث لا يتجاوز 200 ألف لاجئ في هذه السنة. ويطالب 73٪ من الألمان بتشديد قوانين اللجوء وقوانين ترحيل اللاجئين. ولعل الأخطر في هذا الاستطلاع هو ارتفاع شعبية حزب «البديل من أجل ألمانيا ( AfD) اليميني الشعبوي إلى ثالث قوة بعد الحزب المسيحي الديمقراطي (37٪ ) والحزب الاشتراكي الديمقراطي (24٪ ) بحصوله على 11.5٪ من الأصوات. هذا الحزب أسسه بعض الأكاديميين ضد السياسة الأوروبية لميركل وضد اليورو، لكنه تحول اليوم لحزب يميني متطرف معاد للاجئين والأجانب بعد هزيمة مؤسسه بيرند لوكه في انتخابات القيادة أمام زعيمة التيار اليميني المتشدد فراوكه بيتري وانسحابه من الحزب . وبات حوالي 57٪ من الألمان يخشون تزايد الجرائم مع وصول هذه الأعداد من المهاجرين، مقابل 40٪ يخالفونهم الرأي وفق استطلاع للرأي أجرته شبكة «ار تي ال التلفزيونية».
هذا كله أدى إلى تعقد الأمر أمام المستشارة الألمانية أنغلا ميركل حيث اضطرت إلى الحد من سياسة فتح الأبواب للمهاجرين وأعلنت في نهاية الاسبوع الماضي عن تسهيل آلية طرد طالبي اللجوء بالنسبة للذين يخالفون القانون. كما تراجع وزن شعار «سوف ننجح» الذي أطلقته ميركل بتصميم كبير حول اللاجئين ويعتزم وزير داخليتها تكثيف انتشار كاميرات المراقبة ونشر المزيد من عناصر الشرطة في الساحات العامة. وتباشر الكتل النيابية لأحزاب الائتلاف الحاكم اعتبارا من غد الاثنين التحضير للتدابير التشريعية بهذا الصدد وبعد ان تمكنت في كانون الاول/ديسمبر الماضي من تهدئة مخاوف بعض قياديي حزبها، فإن ميركل باتت تبحث اليوم عن ضمانات تقدمها إلى أنصار الحزم داخل حزبها لإرضائهم.
وإذا كانت الحكومة الألمانية قد رفضت حتى الآن اغلاق حدودها أو تحديد عدد اللاجئين، فانها عملت خلال الأسابيع القليلة الماضية على جعل حق اللجوء أقل جاذبية للقادمين من الشرق الأوسط وأفغانستان وشمال أفريقيا. وبعد ان أعلنت السلطات الألمانية انها لن تقدم اللجوء للقادمين من دول البلقان الغربية، تتجه حاليا إلى اعتبار الجزائر والمغرب دولتين آمنتين وبالتالي فإن مواطنيهما لن يحق لهم الاستفادة من حق اللجوء.
وكان تيلمان ماير الأستاذ في جامعة بون في تصريح صحافي لوسائل إعلام المانية قد أكد انه «بعد فترة الأذرع المفتوحة، حان الآن وقت التغيير وإتخاذ قرارات بالطرد وتشديد القوانين، حان وقت تغيير الإتجاه لأن ما حدث في كولونيا ستكون له تبعات سياسية». وشدد على «الطابع الرمزي» لأعمال العنف التي استهدفت النساء من قبل مجموعات ما يشكل حدثا «جديدا تماما» على المجتمع الألماني «يتعارض مع ثقافة الترحيب» التي اعتمدت مع اللاجئين خلال الأشهر الماضية.
علاء جمعة
شكرا استاذ علاء على هذا المقال لقد استطعت نقل الاجواء بشكل ممتاز
*ستتجه اوروبا كلها وليس فقط المانيا مع تراكم الصراعات في الشرق الاوسط والسياسات الامنية العابرة للحدود والتي ترمي الى تبادل البريد الامني عبر تفجيرات باريس وفلوريدا والاستخدام الاستخباري لداعش من قبل دول اقليمية وتجاوزات البعض الاخلاقية الى خلق مشكلة كبيرة للجاليات المسلمة في اوروبا مع الوقت وتنامي سيطرة اليمين في الشارغ وفي المناصب السياسية فمهما كان المرء معتدلا الا ان تكرار الحوادث وربطها بالعرب والمسلمين مع وجود الاستثمار السياسي والعنصري للاحداث كل ذلك سيدفع الى اعتداءات على الجالية الغربية والمسلمة فالقانون لا يضبط العنصريين والمتعصبين يبدو الجو عندكم يا اخ جمعة محبطا وليس امنا ابدا لا في المانيا ولا في غيرها هل سياتي وقت يصبح العالم كله غير امن ! الشرق يحترق والغرب يتغير على مستوى انسان شارعه من لا ديني او ليبرالي الى يميني متطرف هل ستتسغ رقعة مواجهة حضارية ونصبح تحت ما يسمى بصراع حضارات
العالم في ازمة شكرا لانني استطعت عبرك قراءة الصحف الالمانية ادام الله قلمك المخلص وانا متضايقة لانه فاتني قراءة ما كتبت استاذ علاء عن استفادة المانيا من طاءرات الاستطلاع الاسراءيلية بدون طيار نسميها في لبنان ام كامل ههههه اتذكر كنت في احدى الثكنات العسكرية في جنوب لبنان زمن تموز حلقت طاءرة الام كا (كما هو اسمها ) احدهم قال لي سيقصفوننا يا حجة بتفزعي من الموت هي ام كامل فوءنا قلت له لا الموت لا تقدمه ام كامل ولا تؤخره بس ذل ان تموت تحت القصف دون ان يكون معك ما تقاتل به طيارا سعدت جدا بمقالك اسراءيل ايضا تستورد غواصات دولفين الالمانية لسلاح البحر شكرا لمقالك الذي نقل لي الواقع كقارءة من الشرق الاوسط هههههه عفوا اخ جمعة من الشرخ الاوسط !
وزارة المستضعفين عاصفة الثار ام ذر الغفارية جريحة فلسطينية منشقة غن حزب الاسد الله سابقا !
شكرا أخت غادة. أسعدني أطراؤك الجميل. أتمنى لك الصحة والعافية. أتابع أيضا ما تكتبين. تحية أخوية .
علاء جمعة
بلدة ألمانية تمنع دخول اللاجئين إلى حمامات السباحة
حظرت بلدة بورنهايم الواقعة قرب مدينة بون، اللاجئين الذكور من دخول حمامات السباحة العامة، بحجة تزايد الشكوى من حالات التحرش الجنسي والإبلاغ عنها. لكن مسؤول الرعاية الاجتماعية أكد أن الحظر مؤقت! .اترك التعليق للاخ علاء
شكرا اخ جمعة وتحية اشد اخوة وانا اعتز بقراءة ما تكتب واعتز باخوتك اكثر ومتابعتك دمت قلما بعيدا عن التبرج كما الاحظه ولن افوت المقال الماضي لانه لفتني ساقرؤه بدقة ولن اكتفي بصورة جوية او استطلاع جوي ثم قصف فانا لست ام كامل ههههه وفقك الله يا رب
اختك غادة
شكرا لك .أنصحك بقراءة هذا التقرير بعنوان حائط المبكى الفلسطيني
http://oldquds.motif.net/?p=228056
قرات يا اخ علاء جمعة التقرير على الفور لقد ابكيتني رغم انفي المخلصون والمدافعون عن العدالة هم كنز الارض يد والتر المرتجفة لسانه الذي ليس عربيا شعره الاشقر ووجهه الابيض الذي يجعلك تشعر بغربة عندما تنظر ف ملامحه ياسر قلبي الان يخبرني بان في عالمنا مجاهدين رائعين مقاومين ضد الظلم لقد اخرجتنا من سجننا الثقافي بهذا التقرير الرائع والتر العجو السبيعيني فلسطيني اكثر منا جميعا مناضل مثل واب لنا جميعا لكل جريح واسير لكل منفي ومبعد لكل لاجيء ومن كلنا ومن كل قلوبنا نقول انت قدوة فماذا عن من يقولون ما لا يفعلون ينظرون ولا يعملون شيئا تاثرت شكرا لانك اهديتني والتر وايضا فهمت شيئا هاما عن النفوذ الصهيوني اتمنى ان تكتب لنا شيئا عن ذلك استاذ جمعة تجمعات الصهاينة
ونشاطهم في الاراضي المانية ولن ننساك ياروجيه !
i dont think wht happned in new year night worth this much hastle,its meant to be done to support the facist ranks and right ranks ending all against muslims arabs in europe,i dont understand since whn european womesn cares about sex haresments, the fact womesn over 40 years dont find men to jump on them,some european mind dirty enough to creat peroplems from nothing to creat subject can serve politics