«تشربوا شاي؟»

تزامناً مع مقال الأسبوع الماضي، كان هناك حوار دائر على حسابي وحسابات أخرى في تويتر حول العلمانية ومدنية الدولة والديمقـــــراطية الحقة وتعليم التربية الإسلامية في المدارس وغيرها من المواضيع الملحة. وما لفت نظري ليس الحجج المساقة ولا الناتج عنها، فتلك ذاتها تتكـــــرر ومن الطرفين دون إمكانية الوصول إلى قاعدة صلبة مشتركة والتي هي عصية لأسباب عدة ليست هي موضوع مقال اليوم.
ما لفتني فعلاً هو الأسلوب المتشابه، في معظمه وليس مجمله، للدفاع الديني وخصوصاً من «مسلمي الإعلام» عامة. نشاهدهم على القنوات المرئية، نقرأ لهم في الجرائد، نتابعهم في وسائل التواصل وهم يرغون ويزبدون غضباً حارقاً ومع أول بداية الحوار، تثور كراماتهم و«غيرتهم على دينهم» وهي الجملة المحببة لديهم، قبل حتى البدء في نقد التوجه الديني، هذا إن كان من المستطاع تقديم نقد أصلاً لمنظومة فكرية محرمة على التساؤل دع عنك النقد الصريح. لطالما استثارتني هذه الظاهرة، لماذا يبدأ الغضب وتتطاول الألسن وتترامى الاتهامات حتى قبل أن يبدأ الحوار؟
إن فكرة الحق المطلق وحرمة مساءلة هذا الحق تبدو أحد أهم أسباب تكميم الأفواه واستثارة المخاوف في القلوب. فأصحاب عقيدة ما إذا شعروا أنهم أصحاب حقيقة مطلقة وأنهم «على صواب لا يحتمل الخطأ» فإنهم بالتالي يشعرون أن واجبهم هو الذود عن هذه الحقيقة وذاك الصواب ولو بقمع الناس وتكميم الأفواه والتهديد، وهذه مفضلة لديهم، برمي الآخرين بالجهل في الدين وتسخيف أفكارهم وتحقير نقدهم دون حتى محاولة الرد الواضح عليهم.
وفي حين أن أدياناً أخرى كالمسيحية قد هبطت من عليائها «المطلق» الى رحاب الإنسانية «النسبية» فأصبحت تتقبل وترحب بل وتدني الثوب للنقد مهما قسا وللرفض مهما تعاظم، فإن أصحاب الدين الإسلامي، وهم فعلاً يعتقدون بملكيته، لازالوا في عليائهم، يرون كل نقد لفكرهم على أنه نقد لله، يعتقدون كل رفض أو تساؤل هو خروج عن حقيقة لا نعلم تحديداً من كلفهم بالدفاع عنها، بل، وتلك في حد ذاتها ظاهرة مثيرة للاهتمام، يغضبون بحرقة إذا ما رفض أحدهم الاعتقاد بالله، وكأن الخالق يخصهم وحدهم وهم المنوطون بالدفاع عنه.
كما أن ضعف الحجة مدعاة غضب عادة، فمن يشعر أنه وضع في زاوية لا مفر منها، سيكون ضحية الغضب وعرضة لأسوأ مظاهرها لفظاً وفعلاً. لا يتأتى ضعف الحجة من نقص في المتحدث أو من قصور في العقيدة، أي عقيدة، بحد ذاتها، إنما يتأتى ضعف الحجة من نقاط الاختراق التراثية، من المسيء المكتوب في الكتب القديمة، من المؤسف المنطوق في الفتاوى والأحكام، من الخوف من التغيير والتطوير والتنقيح والإصلاح، من تقديس كلام وآراء ورؤى لا منطق لها ولا مفر من الدفاع عنها، فرفض تنقيحها أو تأويلها أو إلغائها يترك خياراً واحداً مؤلماً لا مفر منه هو احتواؤها ومحاولة الدفاع عنها، وفي هذه اللحظة التي يستحيل فيها الدفاع، يثور الغضب.
الدين الإسلامي هو محل اتهام في العالم اليوم، هو وضع مؤلم بلا شك ويثير الحفيظة ويستدعي الدفاع الشرس غير المنطقي أحياناً، هذا كله مفهوم، إلا أن دور الضحية الذي يلعبه المسلمون ما عاد مجدياً ولا مقنعاً، والثورة على النقد تخويفاً للناس ما عادت مؤثرة. اليوم لا بد من مواجهة المشوِه الأول لصورة الدين والمؤثر الأول في وضعيته الإتهامية، لا بد من مواجهة المرض لعلاجه، والأهم، لا بد من النزول من العلياء الوهمية للأرض الحقيقية، لمعرفة أنه لا توجد هناك حقيقة ولكن حقائق ولا مطلق ولكن نسبيات ولا طريق واحد بل طرق متعددة لربما تتعدد بتعدد أنفاس البشر.
للخوف حدود ولتأثير الأذى اللفظي حدود، ومن يعتقد أنه بالتخويف أو الإهانة أو الاستهانة أو التحقير أو الاتهام هو يكمم الأفواه أو يرفع حرج النقد عن الدين، فهو بكل بساطة مخطئ، والدليل الحوار الدائر والمتصاعد حولنا الآن.
تريدون، أيها الغاضبون، رد الاعتبار للمنظومة العقائدية، خذوا نفساً، ضعوا أمامكم كوب شاي، استهدوا بالله واهدأوا، ثم وسعوا صدوركم وطولوا بالكم، احترموا كل فكرة تطرح وكل سؤال ينطلق وإن لم تروهم محل اهتمام أو حتى احترام، خذوا وقتكم بالمجادلة بالتي هي أحسن ولا تستصغروا أي إنسان أو أي حجة أو تساؤل. وقبل كل ذلك، إفتحوا الباب لتنقيح التراث المرعب ونفض المفاهيم المخيفة وتعالوا معاً لمستقبل سواء.

«تشربوا شاي؟»

د. ابتهال الخطيب

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول إيدي-سويسرا:

    كيفما طرحنا مشكل الخطاب الديني, يظل المحافظون مخلصين لقناعة وحيدة هي حل مشكل الدين بمزيد من التدين إن عبر المغالاة في التعبّد وشكليات الطقوس (الأصولية و السلفية) أو عبر فرض مفهوم الحاكمية كما تحاول دلك حركة الأخوان المسلمين.
    الجوهر واحد.
    إن تفاقم القداسات الزائفة قلّص تدريجياً هامش الحرية, وجعل التدين, هدا النشاط الأنساني, رديفاً للدين بما هو نبع إلهي ومصدر القدسية ورمزها الأوحد حتى القرن الأول. هل ننسى أن رسول الأسلام في وقته لم يحظ بهالة قداسة ولم يسع إليها, بل حتى كان صاحب دعابة وسِعة خاطر, لا يتحرج من جرأة عائشة عليه وهدا جانب إنساني رائع يزيد من عظمة هده الشخصية.
    إن توسع دائرة القداسات مستحدث بشري أنجزته المؤسسة الدينية بسند من مستحدث آخر هو الفقه. الأثنان يحتميان بسلطة المقدس لكي يصنعا لنفسيهما سلطة إعتبارية تصبح نافدة متى دعمتها سلطة السياسة.
    إلتباس مفهوم الحداثة في البلاد العربية ساهم في جعل الدين مرجعاً وحيداً في تكوين الهوية. قلنا مرجع وليس مكون, فهناك مكونات أخرى للهوية العربية وهدا موضوع ثاني…
    من هنا فأن كل إنتقاد للخطاب الديني سيصطدم بعقبتين; الأولى إختلاط الدين بالتدين لدى كثير من الأخوة المحافظين. العقبة الثانية هي إختلاط الدين بالهوية, ما يجعل الأخوة المحافظين يهبّون دفاعاً عن معتقد المفترض أنه راسخ ويا جبل ما يهزك ريح, بل إن هناك من يهبّ دفاعاً عن الدات الآهية !
    المعادلة هي: أنت تنتقد التديّن = أنت تنتقد الدين = أنت تنتقدني شخصياً
    بخصوص ” تكميم الأفواه أم بالحجة والبرهان” (الأخ فؤاد مهاني)
    نعم أخي, هناك حكم قرآنية رائعة في هدا الصدد ( من شاء فليكفر, لست عليهم بمسيطر…) لكن أين أثرها على أرض الواقع ? لقد كُفّر الأزهري المتنور علي عبد الرازق وقبله تم تهميش الأصلاحي محمد عبده وبعده إغتيال فرج فودة ونفي نصرحامد أبوزيد, ما يوحي بأستحالة بروز أي خطاب نقدي من داخل الخطاب الفقهي السائد.
    إلى متى نظل نكدب على أنفسنا ؟

  2. يقول غادة الشاويش -المنفى:

    صباح الخير والشاي ! د ابتهال ! .. بعيدا عن السجال العقيم ..شعرت ان المقال غاضب بدون سبب واضح لي كقارئة … سيدة ابتهال سبق وان دعوتك الى حوار علني عبر الصحيفة وانا مسؤولة عن الضيافة وعن الجو الرومانسي ايضا للنقاش !! هههه مع انني من خريجات الخنادق .. حضرتك يا رفيقة مع وافر التحبب من لم تستجيبي للحوار .. علما بانني افرق جيدا بين الميدان والورق سيدتي استغرب جدا ان تنكري على من يعتنق فكرة ان لا يدافع عنها ما دام يراها صوابا الم تكوني حضرتك مترافعة عن العلمانية والليبرالية التي اضعها انا ايضا في قفص الاتهام الاولى مسؤولة عن التطرف ضد الاديان والغائها وشيطنة تشريعها والثانية مسؤولة في جزء منها عن الفوضى الاخلاقية والمجتمعية وضياع الانسان في غرب الكرة وشرقها لا زال شايي بالنعناع ينتظرك انا قارئتك التي لا تحمل لك ثأرا ! فقد كنت ببساطة من قبل انتقد كل الافكار وهذا طريق الاعتناق الحق ! والحر الخلي عن تاثير الوراثة او التبرج الاعلامي واللفظي باحتكار الحقيقة سيدتي عبر صفحات القدس ادعوك الى مناقشة علنية على الهواء واقترح الاستاذ فيصل القاسم واعلمي انني محتجة على ان حضرتك في المقال نمطتي من يعتنق الاسلام على انه ضعيف حجة ..لا يقبل النقد سيدتي لقد اعتنقت الاسلام اعتناقا وانا شخص يحترم معتنقه لانه لم يرثه كالانعام ولم يقلد فيه احدا ولم يقع ضحية صلب الاسلام على خشبات الاعلام الذي ينتقم بدوافع سياسية من اقدس دين وارقى معتنق رايته في خياتي التي لم تتجاوز 42 عاما سيدتي لقد غرفت من المسيحية ومررت بالالحاد ومارست الشك ولذت باحبار الارض والسماء وسجد قلبي لعلياء الكتاب العزيز ان كانت هذه النتيجة تغضبك فهذه مشكلتك لكني ارفض بشدة ان يتهم عقلي ونضالي العلمي ورحلة بحثي عن الحقيقة بكل هذا !! سيدتي الافكار في عالمنا تمر على معتنقيها ومخالفيها والمؤمنون بحقيقة ما سيدافعون عنها ضد التشويه والعالمين بها سيناضلون للتوضيح وانا اجزم لك لولا ان الاسلام دين ثورة على الظلم لما هاجمه احد !ولما سخر العالم لشيطنته انه دين جريمته انه لا يستسلم لطغيان سلطة او نفاق معممين سيدتي يدي مفتوحة وانا ادعوك الى الحوار وعبر اي شاشة تنتقينها وارجو ان لا تتجاهلي دعوتي كما حدث من قبل والا ساقترح على ذهني ان حضرتك تحاضرين فينا بما ترفضينه سيدة ابتهال لولا كيمياء النقد والحوار ما اعتنق الاسلام ابناء ثقافات اخرى يدي ممدودة !

    1. يقول بولنوار قويدر-الجزائر-:

      السلام عليكم
      مرحبا بعودتك لقد سألنا عنك في الأسبوع الماضي ومن حسن حظي لقد وجدتك عبر تعليقك الرائع كالعادة..لقد وفيت وكفيت …ومن يريد الصعود على حساب الأخرين عليه أن يعيد حساباته الفكرية والأيدلوجية …
      بالمناسبة تحياتنا لجميع الإخوة دون إستثناء سواء كانوا مولاة أومعارضين أو حياديين إنّ هذا المنبر الذي تكرمت به علينا “جريدتنا الغراء لم يكن يوما منبرا لنختلف فيه بل بالعكس هومناسبة لتلاقح الافكار وعلى السادة الكتّاب والكاتبات أن يراعوا مشاعر القراء كل حسب ما يؤمنم وما يعتقد لأنّ التجريح هي أبسط وسائل التعبير…ومثالنا ا لسامي والنموذج الذي جعلنا نقلده في جريدتنا “لحظة حرية لأيقونة الأدب السيدة غادة السمّان” الذي تكتب وتكتب ولها نهجها وفكرها ولكن لا تفرضه على أحد ولا تلمس أيّا من القراء بما يجعله ينفر من مقالاتها بل بالعكس تجدنا متلهقين ليوم السبت لنقرأ للسيدة ما جادت به وكان الله في عونها ونتمنى لها موفور الصحة والعافية…
      تحياتنا ل:(د. اثير الشيخلي- العراق-سامح الأردن-والغائب كروي داوود ونتمنى له السلامة والأخت منى مقراني -الجزائر-عبد الكريم البيضاوي . السويد-رياض- المانيا-Dr. Bashir / Ireland-ابن الجاحظ-فؤاد مهاني- المغرب-سيف كرار ،السودان-عربي حر-طبعا دون نسيان كاتبتنا الفاضلة د. ابتهال الخطيب)
      ولله في خلقه شؤون
      وسبحان الله

  3. يقول سلام عادل (المانيا):

    مع احترامي وتقديري لكل الاراء لنكن صريحين هل الاسلام يمكن قراءته بوجوه عديده او بمعنى اكثر دقيق هل القران حمال اوجه متعددة وبالتالي هناك اسئلة كثيرة تطرح وخاصة من غير المسلمين الذين يعيشون مع المسلمين ويتعايشون معهم كاصدقاء وجيران وزملاء عمل وغيرها وبالتالي شخصيا كمسيحي استطيع ان اقول وبصراحة ان هناك اراء كثيرة من الاخوة المسلمين فيما يخص المسيحيون ولو سالت المسلمين هل المسيحي كافر ام لا ستاتيك اجابات عديدة بعضها متناقضة مع الاخرى وكل منهم يستطيع اثبات ما يقول من خلال الايات القرانية ولذلك فلا عجب ان يتهم الاسلام بامور عديدة والامر يبقى بيد المسلمين انفسهم من خلال توحيد قراءاتهم او فهمهم للنصوص.

    1. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      اخي سلام مساء الخير .. بالنسبة للمسيحية فانها تعتبرني كافرة بها لانني لا اؤمن بالوهية المسيح عليه السلام بل اعتبره بشرا سويا امتاز بارقى روحية يمكن لبشر ان يمتلكها هي روح نبي متواضع زاهد اقام الاموات وبهذا المعنى المسيحي كافر باسلام لا يؤله غير الله ويعترف بسلم الرقي الانساني ضمن حدود البشرية وكلانا يعلم ذلك عن الاخر بلا اي خلط او التباس والا لما كنا وجهتي نظر متناقضتين تمثلان تصورا محددا عن الالوهية والنبوة والكتب لكن الكتاب العزيز يرى اقرب الناس اليه اهل الكتاب لهذا يخاطب الكافرين بصيغة الاسم والمشركين بصيغة الاسم ويقصد بهم الوثنيين وغير اهل الكتاب لكنه عندما يوجه خطابه للاخوة المسيحيين واليهود فانه يناديهم باهل الكتاب تكريما وتقريبا واعترافا بالاصل السماوي المشترك وفي هذا الخطاب دعوة من القرءان لهم ان يراجعوا ويبحثو عن النبي الامي في كتبهم وعن التوحيد اخي سلام انت رفيقي في جريدة القدس انا عندما كنت ابحث عن دين لاعتنقه قرات الانجيل كان زاخرا بالاخلاق واغلبه نقاش بين المسيح وبين علماء اليهود الحاقدين على رسالته حيرتك اصابتني ولكن في الاتجاه المعاكس لم يقل المسيح عن نفسه ولا مرة في الانجيل المقدس انه الله المتجسد في البداية ظننت ان هناك من يتبلى على المسيحية لكني فعلا قراته كله ولم اجد الا المسيح عبد الله ورسوله و(ابنه الحبيب ) الذي به سر وحتى هذا التعبير اخي سلام عندما قرات العهد القديم وجدته يعني عبد الله هنا في لبنان امراة مسيحية طيبة القلب قالت لي كلنا ولاد الله ! لم استنكر تقصد كلنا عبيد الله الذين يعتني بهم اشد منا يعتني الاب باولاده ويتبناهم لانه خلقهم انا اخي سلام اقول لقد حكم القرءان على من يقول بالالوهية لاي بشر انه كفر بالله وانقص قدره وظلم ظلما عظيما لكنه لم يستعمل صيغة الاسم التي تعني الالصاق بالكفر كافر او مشرك بل قال اهل الكتاب وفرق بين محسنهم ومسيئهم وحيا من ظلو على اصالة الكتاب الاول وندد بالمحرفين وتجنب استعمال لفظ الكافرين في حقهم لانه يعتبرهم الاقرب قال تعالى (لتجدن اشد الناس عداوة للذين امنوا اليهود والذين اشركوا ولتجدن اقربهم مودة للذين امنوا الذين قالوا انا نصارى ذلك بان منهم قسيسيسن ورهبانا وانهم لا يستكبرون ) وقال مخاطبا المسلمين ومعلما اياهم ادب الحوار مع المسيحيين (وقولوا امنا بالذي انزل الينا وانزل اليكم والهنا والهكم واحد ونحن له مسلمون

  4. يقول اصيل:

    اعتقد ان الكاتبة اخذت عينات من القراء والمتابعين والمعلقين على كتاباتها سواءا في تويتر او ربما في هذه الصحيفة الطيبة وقرأت كتاباتهم وتعليقاتهم عليها ثم انتقت ما هو عنيف وشديد (ان وجد) ثم أصدرت عليهم حكما بأنهم يرغون ويزبدون ويتكلمون باسم الله.. الخ من الأوصاف المذكورة في المقال ثم قامت بتعميم هذا الحكم على كل المتابعين والقراء والمسلمين والدليل أنها قالت الإسلام متهم ولم تقل بعض المسلمين مثلا والدليل الآخر أنها تتحدث بأسلوب شمولي (اي يشمل الجميع) ولم تستثن أحدا.

    لا أريد أن احمّل النص أكثر مما يحتمل ولكن كلامها واضح واحس بنزعة اندفاعية تتبدى بين ثنايا هذا الكلام خصوصا في بدايته استشعر من خلالها أن الكاتبة المثقفة تلقي باللوم والتأنيب و التقريع الشديد على قرائها ومتابعيها لأنهم خالفوها الرأي فكان من الطبيعي أن يتم تصنيفهم من أصحاب الرغاء والزباد (مصدر يزبدون ان صح هذا الإسناد ارجو من أستاذنا الدكتور حلمي القاعود التصحيح ان أخطأت في هذه).

    وأحسب أنها ارتكبت زلتين الأولى: التأنيب الشديد للقراء والمتابعين المختلفين، والثانية: تعميم هذا الحكم على كل القراء ويبدو انها تقصدنا نحن معاشر القراء العاديين فتطلق علينا “مسلمو الإعلام” او ربما تقصد التيار الإسلامي المتشدد الذي يسيء إلى الإسلام من أصحاب التيارات الإسلامية والسياسية الذين لا يعجبهم مثل تفكيرها.

    وإنني والله أقرأ كل التعليقات هنا ولا أرى شيئا من سوء الأدب والشدة في الرد عليها او اتهامها بسوء او إلحاد او تكفير صريح او مبطن بل كل التعليقات تنم عن فكر هادئ مستنير يحب الحوار والجدال بالتي هي أحسن وبحجج قوية والبعض متخصص كالدكتور حلمي القاعود يكتبون عن معرفة وبأدب هذا ما لمسته من تعليقات الأخوة القراء على الأخت الكاتبة
    وإن كان هناك متشددون لا يحسنون الكلام فتلك حالات فردية لا يجوز تعميمها على الجميع.

    مع العلم ان الموافقين لها والمحبين لفكرها أيضا طيبون الا أنهم أحيانا يكتفون بالمدح والتشجيع واتهام الغير بعدم الفهم وربما التخلف وهذا طبع لمسناه كثيرا من أصحاب هذا الفكر يتجلى بقوة في مقال اليوم فإما أن توافقنا فتكون من أصحاب العقول والتنوير والتطور وإما أن تخالفنا فتكون من أصحاب التخلف والرجعية والتراث البالي..

    واخيرا لا أخفي إعجابي ببعض الأفكار والكلمات الطيبة التي ترد في مقالات الكاتبة الدكتورة حتى وان كانت قاسية.

  5. يقول رؤوف بدران- فلسطين:

    كثيرون هم اللذين ما ان يظهر مقال للدكتورة ابتهال الخطيب ,الا ويبدأون بشحذ قرونهم للمناطحة وتصويبها الى الخاصرة الخطأ في فهم الموضوع المطروح , قسمٌ من هؤلاء تنطبق عليهم قاعدة النظرية الدوغمائية التي تنادي بهذا التعريف وهي كالآتي:
    الجزمية أو دوغماتية (أو دوغمائية) هي التعصب لفكرة معينة من قبل مجموعة دون قبول النقاش فيها أو الإتيان بأي دليل ينقضها لمناقشته أو كما هي لدى الإغريق الجمود الفكري. وهي التشدد في الاعتقاد الديني أو المبدأ الأيديولوجي، أو موضوع غير مفتوح للنقاش أو للشك.
    دائماً تطرح الاستاذة ابتهال مواضيع من المفروض جعلها موضع نقاش فكري اكثر منه تناطح عبثي ,يجب ان يكون فيه اجتثاث لما التصق بثوابت قناعاتنا (الدوغمائية ) دون الاخذ باستراحة لرد الاعتبار للمنظومة العقائدية , مع اخذ نفساً عميقأ واستراحة على كوب من الشاي؟!! الملاحظ هنا ان البعض يمتلك الشاي ولا يمتلك الاكواب والقوالب لاستيعابها والسلام

  6. يقول عربي حر:

    تحية طيبة اخي عادل سلام من المانيا
    صدقت في دعوتك للمسلمين من اجل توحيد قرائتهم وفهمهم للنصوص
    ولتعلم ان الكفر هو الانكار
    مثلا انا كافر بعبادة البقر
    وتحياتي

  7. يقول سلام عادل (المانيا):

    الاخت غادة الشاويش جمعة مباركة على كل الاخوات والاخوة المسلمين
    رغم اني كمسيحي لا اكفر احد ولكن هذا ما يعتقده المسلمين ولكن اجد اننا مختلفون في عقائدنا ولكن الامر المهم وهو حتى لو قلت ان اي مسلم كافر فهذا لا يترتب عليه امور القتل او دفع الجزية او اختيار الاسلام كدين هذا من جهة اما بالنسبة لالوهية المسيح فهناك اشارات كثيرة ونصوص موجودة في العهد الجديد(الانجيل) تشير الى ذلك وعلى سبيل المثال قول المسيح أنا والآب واحد” (يو10: 30).وكذلك صدقوني أنى في الآب والآب في، وإلا فصدقوني لسبب الأعمال نفسها” (يو14: 11).مع تقديري واحترامي للكل واراءهم

    1. يقول غادة الشاويش -المنفى:

      اخي سلام ايضا اسمح لي ان اعاتبك بكل حب هل حكمت انا على المسيحية السمحاء بكل مخزونها الاخلاقي وتسامحها ودعوتها الاخاذة الى السلام العالمي (بمعزل عن العهد القديم الذي يختلف في روحه ونصه عن العهد الجديد ) مثلا من فتاوى البابا اوربان الثاني او من سلوك الصرب الارثوذوكس المتعصبين الذين ابادو المسلمين على خلفية دينية لماذا تظنني سارفع عليك سيفا واجبرك على دين اخر وادفعك الجزية اخي سلام ان تحلينا جميعا بالامانة والانفتاح وسلام القلب تجاه كل بني الانسان شرط هام عندما نقيم الاديان الجزية مذكورة في العهد القديم وفي الحروب الصليبية سالت الدماء للركب وبوش اعلنها حربا صليبية لكني لا يمكن ان ارى مسيحيي فلسطين والعراق بنفس نظرتي لميليشيات الصرب او جيوش اوربان الثاني الظلامية او جورج بوش المعتوه اخي سلام انا لا اعتقد انه يجب على المسيحي او اليهودي المواطن في دولته جزية ولا اقول هذا مجاملة بل انني متخصصة في الفقه والتشريع الاسلامي وفي اصول الفقه لهذا تجنب ان تحكم على رسالة الاسلام السمحة بمنطق داعش ورؤية داعش ! ولا تستمتع لغير متخصص راسخ مع وافر احترامي ومحبتي ودعائي ان يهديني ويهديك الله الى الحق الذي يعلمه هو ويعلم انه الحق الذي يرضاه وانا اتمنى ان ندخل جنة الله جميعا ونشرب من شرابها الطاهر ونتذكر نقاشاتنا هذه بعد ان نرحل صديقين الى السماء وتحت ظل هداه والله لن يظلم مسيحيا ولا مسلما اخلص للحقيقة وبحث بنبل وشجاعة عنها وكان مثالا لرسالات الانبياء تقبل ودي واحترامي واعلم ان دولة تشريعها اسلامي سيكون تكليفي فيها افتداء ابن وطني المسيحي وكنيسته بدمي ووالله انا اقول هذا على علم ليس لانافقك كمسيحي بل لان هذه نتيجة دراستي لاحكام الاسلام الاسلام والمسيحية دينان عظيمان سيصلحان البشرية واتباعهما ان شاء الله سيقودون حركة الاصلاح العالمي في وجه كل المتعصبين العنصريين الدمويين تقبل اخوتي

  8. يقول Ossama Kulliah أسامة كليَّة سوريا/المانيا:

    حقيقة أختي ابتهال أنا استمتع بالمقال وبالنقاش ولو أن المشكلة هي ضيق الوقت لمتابعة جميع النقاشات. ولقد كان النقاش الأسبوع الماضي جميلا وماذا يوجد أجمل من نقاش فيه تنوع وبالطبع كما أرى المقال اليوم هو متابعة. بعد قراءتي للمقال والتعليقات استطيع أن ألخص رأيي كما يلي. هناك عادة خلط كبير وخاصة بما يخص الأديان ومفهوم العلمانية نفسها في المقال والمقالات السابقة وقد تحدثنا جيدا في الأسبوع الماضي عن ذلك بالإضافة إلى أن أسلوب المقالات فيه تعميم واتهامات وكما ذكر الأخ أثير الشيخلي الكثير من الأساتذة لاتنطبق عليهم هذه الاتهامات, ومع العلم أنها تصلح تماما على العلمنجيين أيضاً (حسب تعبير فيصل القاسم) . لكن الموضوع حقاً مهم (كما ذكر الأخ سوري وهو تعليق يستحق القراءة فعلاً!) ومن ثم مع تحياتي للأخوة الذين أخذت من تعليقاتهم بعض الأفكار التالية!
    1- غياب الحريات هو السبب في تشوهات عميقة في سلوكياتنا و تفكيرنا وليس الدين! تكميم الأفواه ( معظم بل كل الأنظمة العربية هي أنظمة قمعية استبدادية وهيهات علمانية ولاعلمانية!) هو المرض أختي ابتهال!.
    2-كثيراً من المثقفين العرب تجدهم من المدافعين عن الأنظمة العربية القمعية . كثيراَ منهم عمانيين ولكن ليس فقط !
    3-اليهودية والمسيحية مازال فيها كثيراً من المتطرفين ولكن الفرق أن المجتمعات الغربية المسيحية هي مجتمعات معاصرة حيث تتوفر الحريات وبشكل خاص السياسية منها والاجتماعية والثقافية والفكرية بشكل عام ولكن إلا حد ما! بسبب سيطرة منظومة إعلامية على الإعلام وبالتالي تضع حدوداً لبعض المفكرين أيضا وكلنا يعرف قصص من أمثال قصة الأستاذ والمفكر فنكلشتاين (Norman G. Finkelstein ) الذي ينتقد إسرائيل واللوبي الصهيوني في
    أمريكا مثلاً في كتابه المعروف ” The Holocaust Industry”.
    4- أنا أضم صوتي إلى الأخت غادة الشاويش بأن مناظرة مباشرة ستكون رائعة بالتأكيد, وسيتم قيها توضيح الكثير من النقاط وستزيل الكثير من الالتباس الحاصل حول ماهو المقصود تماما في بعض النقاط. اللهم إلا إذا كان المقصود هو الإثارة لدفع النقاش إلى أعلى حد وخلق جو تفاعلي وعندها لابأس أيضا لأن مناظرة مباشرة ربما تدفع النقاش إلى حد أقوى لكن بعيداً عن الغموض الذي يحيط ببعض النقاط وبالتالي عندها سيكون النقاش تفاعلي أيضا وأكثر فائدة.

  9. يقول Dr. Bashir / Ireland:

    اريد ان أضع صوتى ثالثا مع الدكتور اثير الشيخلى والدكتور رياض بإضافة الدكتور حلمى القاعود رافدا منتظما الى جريدتنا الغراء القدس العربى. كما أننى أوافق اختى غادة الشاويش فى طلبها المتكرر من الدكتورة ابتهال فى المناظرة الفكرية على أساس علمى وموضوعي لنقاش اختلاف وجهات النظر .
    أرجو من اخوتى الذين يظنون ان الدكتورة ابتهال متقدمة بقرون عدة عن مخالفيها الراى ان يتانوا قليلا ورحم الله أمرءا عرف قدر نفسه. أليس الاولى ان تحترم ثوابت ديننا بدلا من تقديس ألفانى والبالى مما اثبت فشله. اللهم أحسن الى المحسنين الى دينك وأهدى من ضَل عن سبيلك. اميين.

  10. يقول سلام عادل (المانيا):

    الاخ أسامة كليَّة سوريا/المانيا
    اسمح لي ان اختلف معك في النقاط التي ذكرتها فغياب الحريات هو جزء من ثقافتنا المجتمعية وهي ليست وليدة الانظمة واذا اردنا ان نبدا بداية صحيحة فالعائلة والمدرسة هما اساس تغيير نظرة الاجيال القادمة لمعاني الحرية بكل اشكالها.شخصيا لا اعتقد بوجود عائلات في مجتمعاتنا يتمتع ابناءها بمفهوم الحرية الا ما ندر.وفي نفس باتهامك للعلمانيين بانهم مدافعين عن الانظمة العربية قد يكون صحيح ولكن يبقى تاثيرهم محدود ولكن تاييد رجال الدين لتلك الانظمة هو الذي يطيل اعمارها او يقصرها ولنا بالنظام السوري مثالا فلولا الطائفية الدينية لما استطاع البقاء وما كان للعلمانيين نفس القدرة للتحشيد ضده فلولا الطائفية كذلك لما راينا كل تلك الجموع تنظم للمعارضة وما كان النظام السعودي القدرة على البقاء كذلك لولا رجال الدين. اما عن مناظرة مباشرة بين الاخت غادة والدكتورة ابتهال فاني ارى بالموضوع ليس اتجاه معاكسا بفدر ما هو طرح لالاراء والافكار من قبل الدكتورة ابتهال تخص مجتمعاتنا والاخت غادة تستطيع كتابة مقالات تفند او حتى تصحح لافكار الدكتورة ابنهال في نفس جريدتنا العزيزة قدسنا العربي.مع خالص تحياتي

1 2 3 4

إشترك في قائمتنا البريدية