تصاعد الأزمة بين تركيا وأوروبا بسبب «الأرمن» وأنقرة تستدعي سفيرها في النمسا

حجم الخط
6

إسطنبول ـ « القدس العربي»: تتصاعد بشكل متسارع أزمة «غير مسبوقة» بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي حول مزاعم «مذابح الأرمن»، حيث استدعت أنقرة سفيرها في النمسا على خلفية اعتراف برلمانها رمزياً بـ«الإبادة الأرمنية»، في حين تتواصل الحرب الإعلامية بينهما والتي قالت تركيا من خلالها إن 47 ألف من المسلمين قتلوا في «فظائع ارتكبتها العصابات الأرمنية».
وأعلنت تركيا، الخميس، أنها استدعت سفيرها لدى النمسا للتشاور احتجاجا على اعتراف البرلمان النمساوي رمزيا ب»الإبادة الارمنية» في ظل السلطنة العثمانية خلال الحرب العالمية الأولى.
وقالت وزارة الخارجية التركية في بيان إن «إعلان البرلمان النمساوي تسبب بندوب دائمة في علاقة الصداقة والروابط بين تركيا والنمسا (…). لقد قررت تركيا استدعاء سفيرها حسن غوغوس للتشاور».
وقبل يومين من احياء الأرمن الذكرى المئوية الأولى للمجازر التي تعرض لها أجدادهم في ظل السلطنة العثمانية، وقف أعضاء البرلمان النمساوي، الأربعاء، دقيقة صمت إحياء لذكرى ضحايا ما سموه «الإبادة الأرمنية» في سابقة من نوعها في تاريخ هذا البلد الذي كان في ما مضى حليفا للسلطنة العثمانية والذي لم يسبق أن استخدم رسميا هذا التعبير لوصف تلك المجازر. وفي بيانها أكدت الخارجية التركية رفضها الخطوة التي أقدم عليها النواب النمساويون، واصفة إياها بـ«المنحازة» و«التمييزية» وبأنها تمثل «إهانة للشعب التركي تتناقض والوقائع».
وتحيي أرمينيا الذكرى المئوية للإبادة في 24 نيسان/ابريل، اليوم الذي جرى فيه في عام 1915 اعتقال مئات الارمن ثم قتلهم لاحقا في إسطنبول، وشكل بداية وصفت بـ«المجازر».
وترفض تركيا حتى الآن الاعتراف بأن هذه (عمليات القتل) كانت عملية تصفية منهجية نفذتها السلطنة العثمانية، مؤكدة أن الارمن الذين قضوا في تلك الفترة سقطوا نتيجة للجوع أو في معارك وقفوا فيها مع روسيا عدوة السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى.
ويقول الأرمن إنه ما بين عامي 1915 و1917 قتل ما يقارب من 1.5 مليون شخص. لكن تركيا تؤكد من جهتها أنها كانت حربا أهلية قتل فيها بين 300 و500 الف ارمني ومثلهم من الأتراك.
وكان البابا فرنسيس استخدم في 12 الجاري كلمة «إبادة» لوصف المجازر التي تعرض لها الارمن، في سابقة ردت عليها تركيا بخطاب شديد اللهجة ضد الحبر الاعظم وباستدعاء سفيرها لدى الفاتيكان للتشاور وسفير الفاتيكان لديها لإبلاغه رسميا باحتجاجها.
وبالتزامن مع تصاعد الخلافات الدبلوماسية، تتصاعد الحرب الإعلامية بين الجانبين، حين سخرت وسائل الإعلام التركية إمكانياتها في نشر بيانات ووثائق ومعلومات تاريخية لتلك الحقبة التاريخية كان أبرزها وثائق تقول إن الأرمن قتلوا أكثر من 47 ألف شخص من المسلمين.
وقال البروفيسور «يشار كوب» عضو هيئة التدريس بكلية التربية فرع التاريخ، التابعة لجامعة القوقاز: «إن الأرشيف العثماني لدى رئاسة الوزراء التركية، يوثّق مقتل قرابة 47 ألف شخصاً، قتلوا في الفظائع التي ارتكبتها العصابات الأرمنية – شهدتها مدينة قارص – أوائل القرن العشرين».
وأوضح «أن «العصابات الأرمنية جمعت 286 من وجهاء المدينة، في المسجد الكبير، وقتلتهم بواسطة صب الزيت المغلي على أجسادهم»، مبيناً أن حجارة المدينة ما زالت شاهدة على تلك المجازر.
ولفت «كوب» إلى أن الحديث يدور عن وجود نحو 200 مقبرة جماعية، في ولايات قارص، وأرضاهان، واغدير، مؤكداً عثورهم على 3 مقابر في قارص حتى الآن.
بدوره قال نائب مدير كلية الرياضة العليا في جامعة القوقاز «كمال أراس»: «عمليات تهجير ونفي للأتراك والمسلمين من القوقاز؛ بدأت على نطاق واسع إبان الاحتلال الروسي، في الفترة ما بين 1828 – 1829، وأن الأرمن بدؤوا بتهجير المسلمين بالقوة من المنطقة إلى الأناضول»، مبيناً أن الأرمن قتلوا عشرات الآلاف من المسلمين في منطقة يريفان، وهجّروا مئات الآلاف منهم إلى تركيا وأذربيجان وإيران.
وأشار أراس إلى أن «الجميع يعرف مجازر الأرمن، التي قاموا فيها بجمع الآلاف من المواطنين في مستودعات التبن وحرقهم، في قرى «قره حمزه»، و»قاترانلي» بمدينة سليم بولاية قارص، وقرية «أودالار»، وقرى أخرى بقضاء مدينة «صاريكاميش».
وكان رئيس الوزراء التركي «أحمد داود أوغلو»، زار أرمينيا عام في كانون الأول/ديسمبر 2013 بصفته وزيرًا للخارجية في تلك الفترة، وأكد في تصريح صحافي، عقب الزيارة، ضرورة حل القضية عبر تبني موقف عادل وإنساني، بعيدًا عن المقاربات أحادية الجانب، والتقييمات الظرفية، منوهًا أنه لا يمكن صياغة التاريخ إلا عبر ذاكرة عادلة.
بدوره أعرب الرئيس التركي «رجب طيب أردوغان»، عن تعازيه لكافة مواطني الدولة العثمانية الذي فقدوا حياتهم إبان الحرب العالمية الأولى، وعلى رأسهم الأرمن، ووجه دعوة من أجل السلام والتصالح، في رسالة بتاريخ 23 نيسان/ابريل 2014، عندما كان رئيسًا للوزراء.
من جهته، دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، الأربعاء، تركيا وأرمينيا إلى بذل كل الجهود الممكنة لتطبيع العلاقات بينهما.
وقال، في بيان منسوب إلي المتحدث باسمه، إنه «يحث كل من تركيا وأرمينيا علي بذل كل الجهود الممكنة لتطبيع العلاقات بين البلدين، وذلك تمشيا مع بروتوكول عام 2009 ،المتعلق بتطوير العلاقات بين البلدين».

إسماعيل جمال

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

  1. يقول محمد محمود *فلسطين 48*:

    من الصعب ومن وغير المنطقي ان يتم انكار مذبحة الارمن على يد الامبراطوريه التركيه -ومن المعروف انه سقط ايضا مسلمين في تلك الفتره ولاكن قتل المسلمين المستنكر لا يبرر قتل ملاين الارمن على يد الجيش التركي وبشكل ممنهج -المفروض من الناحيه الاخلاقيه والانسانيه والتاريخيه اعتراف تركيا بهذه المذبحه المريعه ضد الارمن -وهناك سوابق المانيا النازيه اعترفت بابادة اليهود في اوروبا ودفعت وما زالت تدفع التعويضات للدوله الاسرائيليه وللافراد في اسرائيل وبعض دول العالم وذلك من اجل (((التعويض))) عن المذابح الرهيبه الذي تحدث على يد المحتلين – ومن هنا من اجل احقاق الحق وتصفية القلوب بين الارمن والاتراك على تركيا ان تعترف بحدوث المذبحه وتدفع التعويضات للشعب الارمني ليس اكراميه بل حق تاريخي على جرائم ارتكبت -وذلك محاوله لدمل الجراح العميقه بين الترفين

    1. يقول سليمان الجزائر:

      ملايين !!!!!!!!!!!!!! حتى الأرمن لم يقولوا ملايين ، المذابح التاريخية دائما تضخم أعدادها من أجل الإبتزاز السياسي ، لا فائدة من الإعتراف أو عدم الإعتراف بأمور حدثت منذ زمن بعيد ، المهم المذابح التي تحصل الأن و التي على ما يبدوا لا يهتم بها أحد من الذين يتباكون على الأرمن ، هل ينتظرون إنقضاء 80 سنة حتى يتذكروا المذابح التي تحصل الأن تحت أبصارهم ، أنا جزائري و أقول لفرنسا التي وضعت قانون قمعي يعاقب على أي مراجعة علمية لأعداد ضحايا اليهود و الأرمن أن ترى جرائمها في الجزائر و في كل المستعمرات ، و رغم هذا الشعب الجزائري لا يريد منها شيء فنحن شعب لا نرضى لعب دور الضحية و نأخذ حقنا بأيدينا حتى لو بعد قرون و لا نحتاج شفقة أحد

  2. يقول محمد غزاله:

    الي الاخ محمد محمود فلسطين وكم من المجازر ارتكبتها اسراءيل في حق العرب بحر البقر بمصر المدرسه مجازر الاسري عام 67 ومجزره صره وشاتيلا والحرم الابراهيمي لايمر يوم واحد منذ 47 وحتي الان من دون قتلي في فلسطين او لبنان او مصر او سوريا او الاردن بيد الاسراءيليين وبمناسبه احداث الارمن هناك حرب وضحايا من الارمن والتراك وانا ضد سفك الدماء من اي عرق واي دين من بني البشر بكل اطيافهم

  3. يقول خالد ياسين فرنسا:

    اذا كان الاعتراف بالمجازر التي لحقت بالارمن الغرض منه التعويض المالي فهذا تسخيف واهدار للدماء بربطها بالتعويض المالي .
    ان افضل الحلول لمثل هكذا موقف هو التعهد من قبل ارمينيا بالمطالبه والاكتفاء بالتعويض المعنوي بما ينصف حقهم التاريخي إنسانياً كبشر
    والذي لا يقدر بثمن .

  4. يقول سمر إبراهيم:

    ألا تخجل من نفسك يا رجب يا طيب يا أردوغان وأنت تبرر قتل مليون ونصف أرميني وصلب نسائهن عرايا بمقتل 47 ألف تركي؟ ثم تعترف بنفسك أن من قتلوا الأتراك عصابات أرمينية وليست الحكومة الأرمينية نفسها في حين أن من قتل الأرمن هم الحكومة العثمانية نفسها؟!!! إن صور الأرمينيات وهن مطلوبات عرايا تثير اشمئزازي وتجعلني أشعر بالقيء والأفظع من ذلك صور نساء في الخمسينيات من أعمارهن عرايا يقفن في طابور استعداداً لقتلهن!!! ما هذه البشاعة والقذارة؟!!! ألا تخجل من تبرير هذا السلوك الشاذ والقذر والمريض؟ والله إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لو كان حياً بيننا لأقام عليك الحد! هل تريد بعد قتل واغتصاب النساء وإبادة مليون ونصف شخص ألا يردوا عليكم بعصابات تقتلكم؟ إن الحقارة بل كل الحقارة هي التكبر عن الاعتراف بالخطأ. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ((لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر)).

  5. يقول محمد سوري:

    هذا التعاطف الغربي مع الارمن أو اليهود سببه ان الشعبين يمتلكان مزايا خاصة اولهما المال ثم التنظيم وبعدها التصميم واخيرا التقارب الثقافي بفضل الدين بعكس حالة شعوب اخرى كالجزائريين أو الفلسطينيين او البوسنيين

إشترك في قائمتنا البريدية