بمناسبة خبر مفجع عن جملة إعدامات حدثت في الكويت قبل أيام، ومثلها نسمع أخبارها بين وقت وآخر في بقية الدول العربية، وبشكل أقل في دول غربية، كتبت رداً على سيدة بعثت لي تمتدح القصاص وعدله، أن هذه العقوبة ليست من الإنسانية في شيء، وهي عقوبة نتمنى زوالها في العالم أجمع وإحلالها بعقوبات تأديبية أو حامية للمجتمع من المذنب تكون ذات طبيعة إنسانية لا يلعب فيها بشر دور إله. الحديث يطول حول عقوبة الإعدام، ولربما أهم آثاره التي أعتقدها مخربة جداً هي ليست منعكسة في فقد حياة مجرم، وإن كان فقد الحياة دوماً كارثيا، ولكن أفظع الآثار تتجلى في الصورة المتبقية لدى الأحياء، في تحويل الموت إلى عقوبة بيد إنسان يستخدمها ضد إنسان آخر، في غرز مفهوم العنف عميقاً في المجتمع، فلا عنف أشد من سلب حياة، وإذا ما قُنن هذا السلب وأصبح ممارسة مستحقة وعقوبة مقبولة، أصبح العنف وسيلة مقبولة ومبررة مجتمعياً. إن أشد مخاطر عقوبة الإعدام تتجلى على الأحياء الباقين وليس على المعاقبين الذين انتهت حياتهم. ولكم فقدنا من أبرياء لصالح عقوبة الإعدام البشعة، ومن منطلق مبدأ أن ترك ألف مجرم حيا خير من إعدام إنسان برئ واحد، ولأننا بشر لن ينتهي هامش الخطأ عندنا، ولأننا بشر ولسنا آلهة حاكمين، ولأننا بشر إنسانيتنا أهم ما يميزنا، لابد لهذه العقوبة البشعة أن تنتهي.
المثير ليس الموضوع بحد ذاته على قدر المسار الذي سار فيه الحوار، فبعد أن تبادلنا رأيين، في أحدهما علقت محدثتي بأن هذه عقوبة إلهية وأن «أفي حكم الله الصريح في محكم كتابه شك؟» ورددت عليها أن «في قراءة وتفسير النص اختلافات وتطورا لابد لها أن تحدث» وضربت لها مثلاً ملك اليمين، فهو حلال ومذكور في القرآن في حين أننا لا نمتلك اليوم عبيداً أو جواري ولا نقبل الفكرة أصلاً، لأن القراءة تتغير والمفاهيم تتغير والتفاسير تتغير كذلك، أقول بعد هذا الحوار القصير تحول النقاش مباشرة إلى المسار المعتاد: «احترم رأيك الذي ينطلق من مبادئك العلمانية الليبرالية البعيدة عن الدين» ثم اتبعت ذلك بإشارة إلى تبحرها العلمي (هي حاصلة على الدكتوراه في العلوم الشرعية) وأنها تتكلم من منطلق علم على ما يبدو أنا لا أملكه كما فهمت تضميناً من كلامها. في لحظة أصبح الموضوع شخصيا متعلقا بطريقة تفكيري ومنطلقاتي لا بمنطقية المادة التي يدور حولها النقاش. وهكذا يتحول الحوار مع الكثير من المتدينين عند الإشارة إلى المواضيع الحساسة في الشريعة إلى «منطلقاتنا العلمانية والليبرالية» وإلى «تأثرنا بالغرب» وإلى «مهاجمتنا للدين» وإلى «جهلنا بالشرع» وفي كل ذلك قراءة للنوايا وتخمين ما في عقل الآخر ابتعاداً تاماً عن مضمون النقاش وأصل الموضوع. طبعاً انتهى الحوار لتأسفها من موقفي النفسي وغير الموضوعي وأنها لو علمت «لما صرفت وقتاً له» أي للحوار، وانتهيت أنا بإخبارها بأنني «لست فوق أحد لا بعلمي ولا بوقتي في الحوار».
مذهل هذا المسار الذي لا يتغير في الكثير من النقاشات، فما أن تطرق خطاً دينياً أحمر حتى تتدلى الاتهامات عوضاً عن الردود المنطقية، وتصبح أنت متهماً بالمبادئ الليبرالية والعلمانية التي يحق لك التفاخر بها في الواقع. المثير للإعجاب هي طريق إنهاء الحوارات التي تتم على طريقة لي الذراع، حيث يواجهونك بتهديد مبطن «أتخالف القرآن؟» وهكذا يموت الحوار قبل أن يبدأ، وينتهي عند سؤال له إجابة واحدة، ولا أعرف أي محاور موضوعي يمكن أن يسأل سؤالا له إجابة واحدة التنحي لما عداها أو محاولة تطويرها أو تغيير التفكير فيها يوردك الكوارث ويتهددك في حياتك. تعاني كل نقاشاتنا، حتى البعيدة عن الدين، خطر يتهددها ما أن يأتي ذكر الدين أو ما أن يتم الاقتباس من القرآن، حيث لا مفر من الصمت، ولا مسار سوى الموافقة، فيموت الحوار وهو بعد لم يولد، وينتهي إلى الانتصار المعتاد الفقير.
عقوبة الإعدام بشعة، واجترار حجة أن لو كنت أنا متضررة لرغبت بالقصاص هو اجترار بائد، فلا يمكن تحكيم المصاب في من ارتكب المصيبة، فالأحكام لا يجب أن تكون عاطفية نابعة من الرغبة في الانتقام ولكن يجب أن تكون منطقية إصلاحية. والقرآن الكريم يقوم على تفاسير يجب أن تراجع في عمقها، وهي قابلة، أي القراءات والتفاسير، للتغيير الطبيعي الذي يُحدثه الزمن والتطور العقلي والمبدئي والإنساني. ونعم الليبرالية والعلمانية، رغم قدمهما، مبدآن إنسانيان أنقذا حيوات كثيرة وحررا مجتمعات كثيرة، ورغم نواقصهما الجمة، الا أنهما أفضل ما توصلت له الإنسانية إلى الآن من حيث الأنظمة الفكرية والسياسية، هذا والبشرية لا تزال بانتظار التطور القادم الأفضل. وفي الحوار لا خط أحمر، لا سقف، لا مفهوم قادم من عمق الزمن تتهددني به، لا قداسة تشوح في وجهي بها، لا فكرة فوق النقد، لا اتهام تلويثي للسمعة لربط يدي «العلمانية الليبرالية»، الزمن تغير وأساليب الحوار تطورت، فمتى تأتون هنا وتناقشون من هنا؟
د. ابتهال الخطيب
” والقرآن الكريم يقوم على تفاسير يجب أن تراجع في عمقها، وهي قابلة، أي القراءات والتفاسير، للتغيير الطبيعي الذي يُحدثه الزمن والتطور العقلي والمبدئي والإنساني. ” إهـ
1- القرآن الكريم فسره مائة مفسر منهم 10 من الصحابة من بينهم الخلفاء الراشدين الأربعة
2- نعم هناك تغيير في بعض التفاسير الحديثة وهذا دليل على التجديد يا دكتورة إبتهال
3- الحدود لا تتغير ولا تتبدل ولكن ندرؤها بالشبهات أما القصاص فهو لولي الدم
بسم الله الرحمن الرحيم
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ فِي الْقَتْلَى الْحُرُّ بِالْحُرِّ وَالْعَبْدُ بِالْعَبْدِ وَالْأُنْثَى بِالْأُنْثَى فَمَنْ عُفِيَ لَهُ مِنْ أَخِيهِ شَيْءٌ فَاتِّبَاعٌ بِالْمَعْرُوفِ وَأَدَاءٌ إِلَيْهِ بِإِحْسَانٍ ذَلِكَ تَخْفِيفٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَرَحْمَةٌ فَمَنِ اعْتَدَى بَعْدَ ذَلِكَ فَلَهُ عَذَابٌ أَلِيمٌ (178) وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) (البقرة)
ولا حول ولا قوة الا بالله
للاسف لا توجد عقوبة اعدام في بلادي حتي نتخلص من الارهابين ونوفر نفقات اعاشتهم ونخلص العالم من شرورهم
مستر هري، هل كنتم ستعدمون ايضا توني بلير قاتل الملايين في العراق وغيرها. انتم يا من تدعون الدفاع عن الحريات والديمقراطية قتلتم وشردتم الملايين، من وعد بلفور الى حرب العراق، تاريخ حافل بالخزي والعار تفوح منه رائحة القتل والدماء ،ثم التشدق بالحريات والديمقراطية؟؟!!!
*اولا جمعة طيبة لك د ابتهال وبعد :
*حضرتك اطلقت اراء لا دليل عليها بعيدا عن مرجعيتي نحو القرءان العظيم او مرجعيتك نحو الليبرالية العلمانية عندما درست الشريعة الغراء كنت وقتها ابحث في صحة الدين الذي ورثته لانني اعلم تماما ان الوراثة عمى مطلق وان اطلاق الفاظ التمجيد والخيرية على مطلق فكرة قبل دراستها دراسة موضوعية مفتاح للخطا في تقييمها
*من قال ان موت بريء واحد اهون من بقاء الف مجرم حيا ؟!!!
موت بريء واحد جريمة قتل ظالمة لتقصير في جمع الادلة او لتواطؤ او لمهارة مجرم وبساطة بريء وبقاء الف مجرم حيا يعني موت كثيرين تخيلي معي مجرما من حجم بشار الاسد اوموسيليني او هتلر او تللك المراة الرعناء التي تحكمت بها نزعة الغباء والبداءية الى حد قتل 56 نفسا بريءة حرقا !! اي الخساءر اعلى في نظرك ؟!بريء واحد محتمل ان يموت بحكم خاطيء ام عشرات ومءات بل وءالاف (اذا جمعنا مجموع المجرمين الاحياء !)؟!!!
*2 -حتى لو لم نطبق عقوبة الاعدام اليس هناك احتمال لبقاء انسان في السجن اكثر من عشرين عاما او اكثر؟! او حتى موته في السجن وهو بريء؟! فهل مقتضى احتمال الخطا في الحكم القضاءي (وهي نسبة واردة واقعا بحسب دقة القيود القضاءية ونزاهة القضاء )هل مقتضى ذلك ان نلغي العقوبة ! كما تطالبين حضرتك في قضية الاعدام ام ان نشدد في قيود القضاء العادل ! اذن موضوع احتمال الخطا في الحكم قاءم في الاعدام وفي غيره والخساءر مترتبة حتما اذا طبقت اي عقوبة على بريء وقد يكون تعويضها مستحيلا تماما كمن امضى مؤبدا في السجن فدخله شابا وخرج منه شيخا فانيا فهل ثمة تعويض سيعيد له موته حيا وذهاب كل عمره هباءا ! هذا ايضا لربما كان اشد حسرة من مقتول ظلما اذن موضوع احتمال الخطا في الحكم القضاءي لا يجب ان يترتب عليه الغاء العقوبة بل تشديد ضوابط الاحكام لصيانة العدالة وهذا ما فعلته الشريعة الغراء التي درستها مقارنة مع قوانين وضعية اخرى بعضها اقرت الاعدام وبعضها الاخر لم تقره ووجدت ان الاسلام العظيم قد وضع قاااعدة هاااامة للغاية لكافة الاحكام القضاءية التي لها عقوبات مشددة لتعلقها بمصلحة المجموع والامن الاجتماعي والاخلاقي والاقتصادي كالاعدام والجلد والرجم (على الخلاف الواقع في مشروعيته ) وقطع يد السارق هي (الحدود تدرء بالشبهات )! اي ان قيام ادنى شبهة او حتى تقييم قد يكون معذرا للمجرم ومؤثرا عليه يدفع عنه العقوبة البدنية وتخفف يتبع
احسنت يا د. ابتهال. جوابك كان كافي على كل التساؤلات. بعد فك الشيفرة، ربما كل متسائل سيجد سؤاله و جوابك في المقال.
ان استطعت، ساكتب لاحقا تعليقا مطولا على مقالك. فعلا يجب تكسير كل سقف لكل تفكير، و الا فهو اجترار ليس الا.
من منطلق عقلاني بحت ما رايكم في السجال الدائر في الكويت حول مسالة الاجانب فيها
إن القرآن الكريم ينطلق في حواره إلى إبراز الحجّة والمنطق وإقناع العقل بالعلم والبرهان , ويدعوا إلى التحاور والجدال بالحِكمة والموعظة الحسنة :
{هَاتُوا بُرْهَانَكُمْ}[البقرة:111] ,
{هَآ أَنْتُمْ هَؤُلآءِ حَاجَجْتُمْ فِيمَا لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ فَلِمَ تُحَآجُّونَ فِيمَا لَيْسَ لَكُمْ بِهِ عِلْمٌ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لا تَعْلَمُونَ}[آل عمران:66] ,
{وَلا تَسُبُّوا الَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ فَيَسُبُّوا اللَّهَ عَدْوًا بِغَيْرِ عِلْمٍ}[الأنعام:108] .
{وَقُلْ لِلَّذِينَ لا يُؤْمِنُونَ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنَّا عَامِلُونَ وَانتَظِرُوآ إِنَّا مُنتَظِرُون}[هود:121-122]،
{ قلْ إِنْ ضَلَلْتُ فَإِنَّمَآ أَضِلُّ عَلَى نَفْسِي وَإِنْ اهْتَدَيْتُ فَبِمَا يُوحِي إِلَيَّ رَبِّي إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ }[سبأ:50],
{وَإِنْ كَذَّبُوكَ فَقُلْ لِي عَمَلِي وَلَكُمْ عَمَلُكُمْ أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّآ أَعْمَلُ وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ}[ يونس:41]
{أَمْ يَقُولُونَ افْتَرَاهُ قلْ إِنْ افْتَرَيْتُهُ فَعَلَيَّ إِجْرَامِي وَأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تُجْرِمُونَ}[هود:35] .
{قلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنْ السَّمَاوَاتِ والأرض قُل اللَّهُ وَإِنَّآ أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلالٍ مُبِينٍ}[سبأ : 24] ،
{قلْ لا تُسْأَلُونَ عَمَّآ أَجْرَمْنَا ولا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُون}[سبأ : 25] ،
{قلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ}[سبأ : 26] .
والسؤال هو : هل رأيت يا دكتورة حوار أرقى من هذا الحوار خصوصاً بين خالق ومخلوق ؟
ولا حول ولا قوة الا بالله
*ثالثا للعقوبة هدفان تحقيق العدالة للمجني عليه واهله والثاني توفير الامن الاجتماعي عبر الردع الحااازم في الجراءم الخطرة كالاعتداء على الحياة والاعراض وترويع المجتمع
*اما العدالةفلا تتحقق الا بالمماثلة بين المجني عليه وبين الجاني ! وهو امر منفصل عن الردع فالعدالة حق للمجني عليه فهل من العدل ان يتمتع المجرم بحق الحياة ويسلبها المجني عليه على يد هذا المجرم !!!وحق الحياة ليس من حق من يهدر حياة غيره!! ! لانه قد يعيد الكرة ولان هذا حق المقتول وحق اهله !بغض النظر عن جانب الردع
*ثانيا الردع فنحن هنا نتكلم عن عقوبة ولا نتكلم عن اصلاح والعقوبة لا بد فيها من وقوع نفس الاثر على المجرم ليعلم قدر جرمه ولهذا نجد مثلا ان استطلاعا للراي اجرته ABC الاميريكية ان 64%من الاميريكيين يؤيدون عقوبة الاعدام وتقول مؤسسة غالوب حول استطلاع عالمي اجرته في 2000 ان هناك تاييدا عالميا لتطبيق الاعدام حيث تجاوز مؤيدوها 52% على مستوى العالم ما يعني ان الاحساس الانساني العام حيال العدالة بالمماثلة بين المجرم والمجني عليه له علاقة بالفطرة وليس بالثفافة فلو ان طفلا ضرب اخر او بالغا قتل اخر ثم مات بعد ذلك مقتولا لقال كل الناس يستحق هذا هو العدل ! ويرى نصف الاميريكيين انها لا تطبق بشكل كاف طيب لماذا ؟
*السبب ان الاحكام المؤبدة تسببت في نشوء عشرات العصابات المنظمة في السجون الاميريكية والتي تفرض الاتاوات على المساجين ومن لا يدفع يقتل وتقوم على اسس عنصرية بلطجية وترشي رجال الامن يعني واحد اخذ حكما مؤبدا لجريمة قتل مش فارقة معو !فهو يكافا بالماوى (خاصة اذا كان عاطلا عن العمل او هوملس بلا ماوى )ياكل ويشرب وينام ويدخن الماريجوانا ويقتل في السجن اكثر من مرة لانه لن يعدم ! ولهذا علقت امريكا عقوبة الاعدام عام 72واعادتها عام 77
*من المهم الاشارة د ابتهال ان يهوديا شرقيا اسمه موسى بن ميمون قال (من الافضل تبرءة الف من المذنبين على ان يحكم على انسان بريء بالاعدام )! تبرءة الف من المذنبين قد تعني الفا مقتول اضافي على الاقل !فكيف هي افضل
*ثالثا الاخطاء في الاحكام القضاءية هو امر استثناءي وليس اصلا لوجود السبل القانونية المعروفة لاثبات الجريمة وقد تطورت في ايامنا بحيث ان نسبة الخطا تقترب من ااصفر بسبب فحوص الدي ان ايه ووساءل التصوير والتشريع لا يبنى على الاستنثاء بل على الاغلب والا لتعطلت اغلب العقوبات حسب المنطق
للأسف نوع من الالتفاف على سؤالي (و سؤال غيري) في الاسبوع الماضي للسيدة الكاتبة، وهو هل القرآن كلام موحى به من الله ، ام كلام بشري ملفق ؟!
و قلت ان الاجابة على هذا السؤال بوضوح (وهو اما نعم او لا ، ليس الا) مطلوبة لتحديد وجهة النقاش و فائدته حتى لا تضيع الاوقات و الجهود كل اسبوع بلا طائل ؟
من خلال سرد قصة لا تجيب على السؤال ابداً تحاول الكاتبة فرض اتجاه بعينه، وهو يجعل من القرآن مجرد اي كتاب احكام وضعي آخر منتهي الصلاحية !
، و فرق كبير جداً كما بين السماء و الارض بين الاعتراف بشرعية القرآن كتاباً من الله ، و بين ماذا يمكن فهمه من الآية الفلانية، ز الذين هم بشر في النهاية !
لكن اكثر امر مستغرب في المقال ، عن كون الليبرالية و العلمانية هما افضل مبادئ و انقذت الكثير من الحيوات !
حسب علمي انه تحت هذه المبادئ ، قتل اكبر عدد من البشر على الاطلاق (يكفي الحربان الاولى و الثانية بملايينهما الستين) !
الاعتراف بوجود نواقص في هذين المبدأين مقابل وجود المصدر المتكامل و هو القرآن كما نعتقد ، الذي لو كان من عند غير الله لوجودا فيه اختلافاً كثيرا ، يحسم الأمر لمن الكفة.
لذا اقول ، فعلاً من تكلم في غير فنه ، اتي بالعجائب!
و ان الارض لا تزال تدور يا دكتورة ابتهال حتى لو تجنبتي الرد الصريح.
أخي أثير اسمح لي أن أطرح رأيي في سؤالك. السؤال برأيي ليس ذات أهمية بالنسبة للنقاش في الموضوع لأن فهم القرآن مرتبط بقدرة العقل البشري شئنا أم أبينا وهي قدرة محدوده وبالتالي تفسير القرآن هو المرجعية التي يعتمد عليها البشر بالضرورة وبما التفسير يخضع لشروط المكان والزمان وكثير من الشروط الأخرى فلا يوجد تفسير مطلق للقرآن أو غيره من الكتب السماوية وهنا يأتي دور فقه الشرع وبالتالي السؤال ليس بهذه اللهم إلء إذا كنت تريد جدال شخصي مع الأخت ابتهال وهذا شأن أخر.
اخي اسامة ، كيف لا تختلف الصورة جذرياً حين ينطلق الإنسان في فكره من كونه يعتقد ان القرآن وحي من الله ، ام تلفيق بشري؟!
مرة اخرى، افهم بشكل خاطئ ، رغم محاولاتي الكثيرة لتوضيح المقصد
هناك فرق كبير بين ان نناقش التفاسير (لاحقاً) من منطلق ان اصل المادة هي كلام الله ومن ان اصل المادة هي كلام بشري وضعي,
ثم ان الأمر يطرح من جنابكم ، و كأن القرآن كله بحاجة الى تفسير بشري مختلف عليه !!
ليس الامر كذلك ، فمعظم القرآن يفسر بعضه بعضاً ، و آيات هن ايات محكمات واضحات ، وهناك ايات متشابهات ، هذه لها قواعد و تستند الى جذور الكلمات باللغة العربية ، مادة القرآن و اساسه
هل سأل احد نفسه لماذا في اكثر من عشر مواضع في القرآن يؤكد انه قرآن عربي مبين ، و بلسان عربي مبين ، و قرآناً عربيا و و و ….
مع العلم ان الكل يعلم ان لغته هي بالفعل عربية و ان النبي عربي اللسان و المخاطبون الاوائل عرب فصحاء ؟!
تخيل انني اكتب لك هذا التعليق اخي اسامة و اذكرك في كل سطر انني اكتبه باللغة العربية ! علماً اننا الاثنان و معظم القراء عرب او لسانهم كذلك ، و الصحيفة ايضاً و اللغة المعتمدة هي العربية ، اذاً لابد انك ستنتبه الى انني اعني شئ معين ما بين السطور اشبه بالرسالة المشفرة ، ان ركز على الكلمات و معانيها لتستنتج ما اريد بالضبط !
للأسف المسألة تطرح و كأن التفاسير البشرية صارت هي فقط ما تمثل القرآن و بالتالي هي قابلة للنقاش و التغيير و التطور (وهي كذلك فعلاً ) طالما هي بشرية وضعية ، ونسينا اصل نصوصها الربانية الصريحة الواضحة الدالة على مقاصد واضحة في كل زمان و مكان والغير قابلة للأجتهادات البشرية لأنها ببساطة نصوص قاطعة نهائية.
شكرا لكم.
*اخواي د اثير والاخ اسامة الذين احترم مداخلاتهما وارى في د اثير مسلما منفتحا مرنا وعقلية هامة وارى في اخي اسامة ليبرالية بعيدة عن التزمت وشيطنة الاخر ومرونة هامة لهذا هل تسمحا لي بكل اخوية وبعيدا عن اي انحياز ايديولوجي ان اقول التالي كما فهمته من قراءة تعليقات جميع الاحباء في هذا الركن :
*اخي اسامة عندما طلب د اثير من الكاتبة مع حفظ الالقاب وكذلك فعل د رياض ان تحدد لهما ان كانت تؤمن بالله وبصحة كتابه ام لا لم يكونا يجريان محاكمة او (استنطاقا لتلويث السمعة !!!!!!!) كما فهمت د ابتهال بل ليرتبا نقاشهما لفكرتها بناء على ما تؤمن هي به ولعل النقاشات الحادة التي تجري في ساحة الكويت بين اسلاميين وليبراليين بصراحة حااادة وفيها تبلي وقسوة ليس من طرف واحد بل من اكثر من طرف مثلا اذا كنت مؤمنا بالله ستكون وجهة نقاشي معك منطقها هل خلقنا الله وانزل لنا نصا عنصريا يدل على ذكورية وتمييز ضد المراة الخ هذا الكلام وبوضوح اقوله قالته الكاتبة اكثر من مرة عبر اجتزاءها النص القرءاني في المقال السابق كنتم خير امة فهمتها انها عنصرية دينية تكتب قبل ذلك عن( الاسطورة الدينية ) طيب وحيات الله وانا هنا امازح الجميع بمن فيهم د ابتهال والله لو قرات ما كتبته د ابتهال قبل اعتناقي الاسلام الذي بحثته سنتين قبل اعتناقه لظننت ان الله (تعالى الله عما يقولون علوا كبيرا ) كاتب اساطير بداءي عنصري عنيف يضطهد المراة ورب ذكوري ينحاز للذكور وعنيف يدعو للقتل والالغاء !! هذااا هو التلويث والتشويه بعينه *عندما قرات القرءان المجيد على مدى سنتين قراءة التحري وليس قراءة الايمان وقرات معه كتبا اخرى ثم صممت على دراسة تشريعاته وقيمه ودراسة بقية القوانين والتشريعات التي اختارتها مجتمعات انسانية اخرى فهمت تماما نقاطا عميقة جدا في الجانب التشريعي ودرست ثغرات تشريعية في اكثر من قانون كقانون تعدد الزوجات والميراث والقوانين التي تحرم الطلاق وعدم المعاقبة على الزنا وتشريعات العقوبات والاحوال الشخصية وغيرها ليس فقط بين الاسلام وغيره بل بين بيءات ثقافية مختلفة قيميا وتشريعيا عن بعضها لادرس اثر ذلك على الانسان والمجتمعات الانسانية لانه ما يعنيني طيب لماذا يا اسامة يتكلم في الاصلاح التشريعي من لم يبذل جهدا هذه قضية تحتاج الى تخصص وموضوعية لا ينفع في عمود صحفي ان نسطح القضية هكذا ! هذا تسطيح لقضية تحتاج دهرا من الدراسة وتخصصا !
*اخيرا د ابتهال انا لا زلت ادعوك الى المناظرة العلنية ليس لانني سالزمك باحكام القرءان ! فلكل منا مرجعية يتحاكم اليها والعقل والتقييم للايجابيات والسلبيات هو مرجع مشترك بين الناس على اختلاف مفاهيمهم الايديولوجية لهذا سيدتي انا اقرء لك بانتظام ولا اظنني ساقول لك القرءان قال كذا وانت تخالفيه ! انا اجزم انك تخالفيه وحضرتك لا تنفين ذلك ولا تعتبرينه عارا بل مدعاة للفخر وعلامة على (التحرر الايديولوجي ) لكن عندما تقومين د ابتهال بنسبة فكرة ما الى الاسلام على اساس ان الاسلام قال هذا ودعا اليه انا هنا احتج بمرجعية الاسلام كي لا يتم التقول عليه مثل كلام حضرتك عن الميراث والذي قلت فيه انه تشريع ظالم يمتهن المراة ويفرق على اساس جنسي هنا انا ارفع الصوت وادعو الى المراجعة العلمية لرعاية الامانة فلا يجوز نسبة امر الى مطلق ايديولجية اسلاما كانت او علمانية دون محاكمة هذه الفكرة لمرجعية الايديولوجية وهي النص فمثلا الاسلام في 14حالة اعطى المراة اكثر من الرجل وفي 11اعطى بالتساوي وفي اربع حالات اعطى الذكر اكثر ! حضرتك تجتزءين الاشياء ومن واجبي كمتخصصة افتخر بانتماءي للاسلام الذي درسته عقيدة وتشريعا قبل الاعتناق وقارنت تشريعه مع قوانين اخرى ودرست سياقه التاريخي والثابت والمتغير فيه ان اردك الى مرجعيته اذا نسبت اليه ما ليس منه على طريقة لا تقربو الصلاة
*اخيرا د ابتهال لا زالت دعوتي مفتوحة فانا درست الفقه الاسلامي مقارنا بالقوانين التشريعية الوضعية (اطلعت على انماط تشريعية اسلامية ودينية ومعاصرة وقديمة ولدي وجهة نظر ارجو ان لا تستبقيني في الباسها طربوش الببغاءية والقول ان النقاش سيستند فقط الى هذا ما قاله القرءان وانت تخالفيه ! اعتقد ان هذا الامر حضرتك اعلنتيه لدى اعتراضك على (كتب التراث الديني ) ووظيفتي ليست الحكم على ايمانك او كفرك بنظام او كتاب ما هذه محاكمة تختصين انت بها في خصوصياتك الروحية انا اناقش مناهج من الاسلام الى الليبرالية الى العلمانية(وهي بالمناسبة ليست مصطلحات تدل على مفهوم واحد فعلمانية عن علمانية تختلف )
المهم د ابتهال انني ادعوك من على هذا المنبر الى مناظرة بحثية عادلة تحترم تخصصاتنا وسعة اطلاعنا كباحثين نقرا بعين عالمية للشرق والغرب فحضرتك متخصصة في الادب وتكتبين في الاصلاح التشريعي فلماذا تستبعدين ان يكون غيرك قد قرء خارج اسلامه وتفترضين مسبقا انه لم يقرء الا القرءان
هل تعرفين ان الزمن لم يتغير فهو عبارة عن بعد فيزيائي للبعد الرابع للمكان ،الذي يتغير هو مجموعة الوحدات الحركية المكونة لإرادة البشر بدورها تتحرك الحالة المزاجية للفرد وبدورها تتغير الاحداث في منظومة السلوك البشري، لا يمكننا التهرب والتمرد من الاحكام الربانية المنزلة في الكتب السماوية ، قال بروفيسور يهودي اسرائيلي استاذ في احدي الجامعات الاسرائيلية ،قال ” اذا نحن التزمنا بتنفيذ ما اتي في آيات التورات والالتزام بالنصوص الواردة في الكتاب المقدس التوراة ،فلا داعي للمجادلة والفتاوي والحلول البديلة” بمعني ان كلام اللة ملزم تنفيذة ، ..اذاً عقوبة الاعدام هي بشعة لكن نزلت تشريعات الهية سماوية تلزم تطبيقها نظير اعمال شنيعة ارتكبت في المجتمع البشري ، لكن الذين ينفزون حكم الاعدام عشوائياً بدون العدالة اعتقد هذا ظلم ، هل بالاعدامات والكوارث البشرية يكون العدل والتقدم والازدهار ؟ لا اعتقد ذلك …اليس كذلك ؟