الرباط ـ «القدس العربي» يشكل أمن الحدود هماً مغربياً، مع تواصل الحديث عن هجمات ارهابية باساليب واسلحة جديدة، في ظل هيمنة تنظيمات إرهابية على مناطق واسعة في ليبيا ومالي وامتلاكها أسلحة متطورة.
والحدود الموريتانية المغربية، بحكم طبغرافيتها، تعتبر فضاءً مناسباً لكل الانشطة الارهابية، حيث كانت معبراً مهماً للتهريب، كل انواع التهريب، وايضا لتماسها وقربها من مالي، البلد الافريقي نشاطاً للجماعات الارهابية، بعد ليبيا.
وقالت تقارير صحافية إن المغرب منح مجموعة من الراجمات وقاذفات الصواريخ لموريتانيا من أجل حماية حدودها، في إطار التنسيق الأمني والإستخباراتي الذي يجمع بين الرباط ونواكشوط، كسياسة احترازية لمواجهة التهديدات الإرهابية التي تواجه المنطقة.
وكانت وحدة من القوات المسلحة الملكية المغربية قد حلت في العاصمة الموريتانية نواكشوط، وشاركت في استعراض عسكري بمناسبة الذكرى الـ55 لاستقلال البلد، تلاه اجتماع رفيع المستوى جمع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز ووزير الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار ورئيس جهاز الاستخبارات الخارجية ياسين المنصوري والجنرال دوكور دارمي بوشعيب عروب، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية وقائد المنطقة الجنوبية، من أجل التنسيق بين البلدين الجارين عسكرياً واستخباراتياً.
وأتت هذه الزيارة في ظل تصاعد التهديدات الإرهابية رغم الجمود الذي تعرفه العلاقات الدبلوماسية والسياسية، بين البلدين الجارين، وهو الجمود الذي تحمله الاوساط المغربية للجزائر لتأمين دعم نواكشوط لجبهة البوليساريو المناهضة للمغرب في السيادة على الصحراء الغربية.
وقال موقع «الأيام 24» إن هذه السياسة المغربية الجديدة مع موريتانيا تأتي في إطار تحصينه لحدوده مع موريتانيا، خاصة بعدما تم في وقت سابق حفر خندق من أجل حماية حدود البلدين إضافة إلى اعتماد وسائل متطورة على غرار المراقبة الحرارية لشرق الجدار الرملي.
وقالت التقارير إن السلطات المغربية عززت مراقبتها الجوية على طول الحدود مع موريتانيا، في وقت تشهد المنطقة استنفاراً أمنياً، تزامناً مع عطلة نهاية السنة، وهو ما فعلته موريتانيا تخوفاً من عمليات اقتحام ارهابية.
وقالت يومية المساء المغربية امس الثلاثاء، إن الجيش المغربي عزز من تواجده على الحدود مع موريتانيا، وشدد مراقبته الجوية للمنطقة الحدودية عبر طائرات خاصة، في ظل الأوضاع الأمنية غير المستقرة التي تعيشها بعض دول المنطقة، وفي مقدمتها ليبيا، التي تعرف حضوراً كبيراً لتنظيم الدولة الإرهابي، حيث يقدر عدد مقاتليه فيها بين ألفين وثلاثة آلاف مقاتل.
وأشارت إلى أن السلطات العسكرية الموريتانية تقوم هي الأخرى هذه الأيام بحفر الخنادق والمراقبة الحرارية لشرق الجدار الرملي، في أكبر عملية حماية لما يقرب من ثلاثة آلاف كيلومتر تخوفاً من عمليات اقتحام للحدود تقوم بها جماعات إرهابية.
وكشف «الكتاب الأبيض» الذي تصدره الخارجية الامريكية سنوياً حول الدعم الموجه إلى دول العالم ضمن الميزانية الامريكية، تخصيص اكثر من 31.5 مليون دولار لفائدة المغرب ضمن ميزانية 2016، موزعة بين المجالات الاقتصادية و السياسية و العسكرية بارتفاع مقارنة بالسنة الماضية حيث كانت ميزانية 2015 قد رصدت أقل من 31 مليون دولار للمغرب وتجلت أهم محاور هذا الدعم في المساعدات الاقتصادية والتنموية في قطاعي التعليم و التشغيل 20 مليوناً بالإضافة الى المجالات العسكرية والأمنية التي خصص لها ازيد من 11 مليون دولار .
وجاء في الكتاب الابيض الأمريكي ان اول ما سيحصل عليه المغرب من هذا الدعم الأمريكي، مساعدات عسكرية في مجال الإرهاب والحفاظ على الامن والاستقرار في كل من شمال افريقيا والساحل والصحراء ومضيق جبل طارق، والرفع من قدرات المغرب في التصدي للهجمات الالكترونية.
محمود معروف
الارهاب اصبح شماعة للتحقيق المصالح وتصفية الحسابات