تعقيبا على مقال صبحي حديدي: أردوغان وبوتين
شريك تجاري
الرهانات كبيرة والمصالح إستراتيجية، عاملان دفعا بوتين إلى الحضور شخصيا بدل إرسال أحد وزرائه، فقد تم الإتفاق النهائي على المشروع الضخم TurkStream ؛ تم الإعداد أيضا لبدء إتفاق تبادل حر بين البلدين في أفق العام المقبل، تبادل تجاري من المرتقب أن يبلغ سقف 100 مليار دولار! كما أن التفاهم على الإستمرار في مشروع بناء محطة نووية من طرف شركة روسية روستم هو هدف مهم لتركيا.
لا ننسى أن روسيا خلال السنوات الماضية كانت ثاني أكبر شريك تجاري لتركيا بعد ألمانيا. الظروف الراهنة تعتبر فرصة تاريخية لبوتين لبناء شراكة استراتيجية مع تركيا تخدم المصالح الحيوية لروسيا في المنطقة، فالحكومة التركية محبطة من تورط المخابرات الأمريكية بشكل غير مباشر في الإنقلاب الفاشل، ومتذمرة أيضا من الإنتظار المهين دون جدوى لمدة سنوات على أبواب الإتحاد الأوروبي على أمل الإنضمام إليه في حين تم دمج دول قدمت طلبها حديثا دون تردد.
هو إذن تعاون على أساس مصالح لا مبادئ، والصراع في سوريا – رغم اختلاف الرؤى بين موسكو وأنقرة- لا يندرج على رأس أولويات المصالح العليا للبلدين وبالتالي لن يكون عائقا في إبرام إتفاقات إستراتيجية. من المحتمل جدا أن يستمر كلا البلدين في تطبيق أجندتهما المتضاربة أحيانا في سوريا مع تفادي الصدام المباشر.
مصطفى م.ب