تعقيبا على مقال د. حسين مجدوبي: هل يتوفر المغرب على مشروع تنموي؟
عمالة رخيصة
أقطاب هذا النظام والمتعاونون معه جعلوا نصب أعينهم الاستثمار في التعليم والصحة فكيف سننتظر أن تأتي المعجزة، ما انتظره ولن يتأخر كثيرا هو خوصصة كاملة لهذين القطاعين الحيويين، ويليها تعويم الدرهم لتحويل المغاربة إلى عمالة رخيصة وجلب المزيد من الشركات الكبرى اللاهثة وراء الربح الوفير. وزير التعليم الجديد وللمفارقة هو وزير الداخلية السابق يستعد لإعادة الفرنسية كلغة تعليم رئيسية.
وهو في حد ذاته تراجع خطير وكارثة وفي الوقت نفسه انتصار لجهات نصبت نفسها وصية على الشعب المغربي ونادت بتحييد اللغة العربية وتغيير مناهج التربية الإسلامية بدعوى محاربة التطرف تلك الجهات التي تدعي أنها علمانية وديمقراطية، بل هم وكلاء وسماسرة لمصالحه جهات خارجية ويسرعون من وتيرة خوصصة كل شيء وتفويته لوكلائهم.
إذن الطبقة السياسية الفاشلة هي حصرا بن كيران وكأن هذا النظام برمته الذي حكم لعقود طويلة ناجح ولا تشوبه شائبة، الكل مجمع أن الدولة المغربية اصبحت قاب قوسين او ادنى من الإفلاس والإصرار على المضي قدما على النهج نفسه وبالأشخاص نفسهم يقودنا إلى النهاية المحتومة، لا مفر لهذا النظام اما أن يترجل من برجه العاجي ويقبل بالإصلاحات ويقبل بالانتقال الديمقراطي السلمي وغير المغشوش ويرضى بنتائج صناديق الاقتراع، ويرفع يده عن مقدرات الشعب أو هي الفوضى آتية لا محالة تحصد الأخضر واليابس، تلك هي دروس التاريخ وعبره ولن يكون المغرب هو الاستثناء…
رضوان
