تعقيبات

حجم الخط
0

تعقيبا على مقال بروين حبيب: أثقال اللغة

وعاء فكري
إن اللغة هي الوعاء الفكري لأي علم. ومن ناحية فيزيولوجية ونفسية يصل الإنسان قمة الإبداع العلمي عندما يدرس العلوم بلغته الأم أو بلغة وصل إلى اتقانها مرحلة متقدمة جدا يتساوى فيها مع المنتسبين إليها من ابنائها.
السؤال الذي يطرح نفسه، هل اللغة العربية قادرة على استيعاب العلوم حتى الحديثة منها؟ الجواب نعم.
اللغة العربية لديها بنيويا قدرة هائلة على استيعاب أكثر العلوم تعقيدا، ولكن المشكلة تكمن في تأخر دور العرب وتراجع وزنهم الحضاري مما أعطى الانطباع أن المشكلة كامنة في اللغة، مع أن اللغة العربية هي إحدى ضحايا العرب. فهي ليست فقيرة بالمصطلحات ولا تفتقر للدقة المتناهية ولا البلاغة ولا اي شيء.
اللغة في حاجة إلى سواعد وعقول نيرة تنقلها مرة أخرى لتصبح لغة العالم الأولى، لغة العلوم التي نقلت بها وأحدثت هذه الثورة العلمية التي نراها.
هذه الكليمات التي أطبعها على عجالة، لم تكن لتصل إليكم، لولا فضل اللغة العربية على العالم، كيف لا وبها كتب وبحث ودرس علم الجبر؟ نقد الذات شيء جميل ومطلوب، أما جلدها إلى درجة التشنج والتخشب فهو لا يزيد الحال إلا سوءا، خاصة إذا كان الموضوع المتداول بين (المثقفين) هو توصيف الحال فقط، وكفى، دون حتى محاولة ايجاد حلول لها. هناك للأسف ايضا بعض المغالطات التي وردت في المقال، لا يتسع الوقت للحديث عنها بإسهاب.
القرآن الكريم كان ومازال وسيظل هو سبب بقاء اللغة العربية على قيد الحياة، كيف لا وهو تلك المعجزة الخالدة. كذلك الشعر الجاهلي وفي العصور الإسلامية المختلفة.
أخيرا أقول إن ما تعانيه العربية هو بسبب التراجع الحضاري للعرب إضافة إلى أمور أخرى، منها التعمد في إبعاد العربي عن البيان حتى لا يعي لغة القرآن. نحن بصدد حملة شعواء لإبعاد هذا الكتاب العظيم المعجز، الذي هو منهاج حياة متكامل، عن حياة المسلمين، وللأسف استطاع المستشرقون تجنيد بعض أبناء جلدتنا للقيام بهذا الدور المرسوم. اللغة العربية باقية شئنا أم ابينا وعائدة إلى الصدارة شئنا ام ابينا، ولكن السؤال هل ستعود بنا، أم بغيرنا؟
لعل الله إن بقينا على ما نحن عليه، يستبدلنا بأقوام آخرين لا يضيعون الأمانة، كما أضعناها.
رياض- ألمانيا

تعقيبات

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية