تعقيبا على مقال د. سعيد الشهابي: أفول ممالك النفط بعد تداعي مشاريع الإصلاح والتحديث
خلطة سببت الدمار
تحليلك صائب يا دكتور سعيد وأحلامك جميلة. و لكن لماذا لا نضع النقاط على الحروف.
ما هو السبب في التخبط والأذى الذي تلحقه هذه الأنظمة ببلادها وشعوبها وجيرانها؟
ما هو القاسم المشترك بين عبد الناصر الذي تسبب في هزيمة 1967 التي ما زلنا نعاني من آثارها وصدام الذي دمر إيران ثم العراق والأسد الأب الذي دمر لبنان ثم سوريا اليوم، وحاكم السعودية الذي أعلن الحرب على اليمن ثم قطر وأذعن لترامب بنصف تريليون، وحاكم أبو ظبي الذي خرب مصر وصمم على تخريب الربيع العربي ولو بدمار كل الدول العربية؟ صحيح إنهم ينتمون لمدارس مختلفة ولكن القاسم المشترك هو الفردية مع السطحية والنرجسية وهي خلطة أدت دائما إلى دمار الذات والجيران.
محمد علي حسين
تعقيبا على تقرير محمود معروف: سكان الحسيمة وبقية مناطق الريف المغربي يقاطعون احتفالات الأضحى
مفترق طرق
تعنت المؤسسة الملكية في تعاطيها مع مطالب شباب منطقة الريف المشروعة وانتهاجها للمقاربة القمعية سيقود البلد إلى المجهول، فقد حمل إئتلاف يضم 22 جمعية حقوقية مغربية الدولة مسؤولية استشهاد الشابين: الحداد والعتابي بعد إصابتهما خلال تظاهرات سلمية.
استراتيجية المؤسسة الملكية في انتهاج قمع التظاهرات السلمية كضربات استباقية لمنع انتشار عدواها في باقي مناطق المملكة ستؤدي إلى نتائج عكسية مع احتقان الوضع وخسارة المؤسسة الملكية ما تبقى لها من المصداقية والمشروعية.
إن استغراب الملك محمد السادس في خطابه الأخير من تنديد المنظمات الحقوقية ورجال الإعلام بالمقاربة الأمنية في مواجهة انتفاضة الريف بقوله :«يتحدثون عن مقاربة أمنية وكأن البلد فوق فوهة بركان أو أن على كل بيت رجل أمن…» يبين منطق العقلية التي تحكم البلد!
الشعب المغربي اليوم أمام مفترق الطرق وأمام فرصة تاريخية للإقدام على خطوات جريئة في درب بناء ديمقراطية حقة بدل القبول بالفتات والحلول الترقيعية، خطوات تبدأ بتأسيس جبهة وطنية تجمع حكماء من النخب السياسية المشهود لها بالوطنية وأكاديميين نزهاء ومستقلين تأخذ على عاتقها تعديل الدستور للانتقال بالبلد من ملكية تنفيذية إلى ملكية برلمانية تسود ولا تحكم على شاكلة الملكيات الأوروبية، وفي خطوة ثانية إصلاح النظام الانتخابي وتعيين لجنة كفوءة ونزيهة للإشراف على أول انتخابات تشريعية في جو ديمقراطي وشفاف.
غير هذا النسق فإن المسار الديمقراطي في المغرب سيظل يراوح مكانه، إن المؤسسة الملكية التنفيذية أثبتت أنها غير جادة وصادقة بالسير بالبلد في درب ترسيخ ديمقراطية حقيقية وبناء دولة المؤسسات وبذلك فإن الرهان عليها اليوم رهان خاسر.
أحمد السنوسي