تعقيبات

حجم الخط
0

تعقيبا على مقال د. فيصل القاسم: هل كانت اتفاقية كيري – لافروف كذبة؟

ترتيب الأولويات
العاقل هو الذي يعرف ترتيب الاولويات . فهناك ما هو مهم و أهم و الأهم . وكذلك فإن هنالك من الأمور الصغيرة التي يمكن التلهي بها في أوقات الراحة.
الأهم كان في نظر روسيا و أمريكا، ووافقت معهما كل القوى المتحالفة معهما والقوى الاقليمية والمحلية، هو الخطر الداهم أو الإعصار الهائل المتمثل بصحوة شعوب المنطقة وامتلاكها ارادتها الحرة. فإن ذلك يعني ببساطة تغيير الوضع الذي استقر منذ سقوط الدولة العثمانية ويحقق مصالح هذه القوى على حساب شعوب المنطقة. أي أن المؤامرة الكبرى كانت على الارادة الحرة للشعب السوري أولا، وكل الشعوب العربية تاليا، وكذلك الشعوب الإيرانية والكردية والتركية.
بالطبع هناك اختلافات وتعارض وتناقض بين كل القوى الفاعلة على الساحة السورية ولكن القاسم المشترك بينها هو الدفاع عن مصالحها ضد صاحب الحق المغبون الذي قام يطالب بحقه. و يجب الاعتراف بأنهم قد نجحوا في تقليص الثورة أمام طغيان التدخل الخارجي بكل أشكاله وألوانه.
لا ننسى كيف تدخلت هذه القوى منذ بداية الربيع العربي في تنفيس ثورة الشعب المصري بتنحية الرئيس والإبقاء على الدولة العميقة. و هو ما فعلوه ايضا في اليمن. و هذا ما حاولوا فعله في سوريا من خلال الجيش،ثم عن طريق الحزب، بل أنهم دعوا رفعت الأسد وابنه وكل ذلك بهدف (افشال) الثورة.
باختصار الكل عمل على افشال الثورة. ووأد الارادة الحرة للشعب السوري في مهدها. وخاصة من ادعوا الوقوف مع الثورة. فلم يكن ممكنا لهم الوقوف مكتوفي الايدي ينتظرون هلاكهم. فقد بدا الاعصار هائلا وقدوة لكل شعوب المنطقة. الخلاف كان في التكتيك.

محمد علي حسين

تعقيبات

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية