تعقيبا على مقال صبحي حديدي: دروس الماضي في الجزائر
غول الفساد
الميثاق من أجل السلم والمصالحة حق أريد به باطل فأين هو السلم في الجزائر أو باقي بلاد العرب؟ الم نسمع الكثير من الوعود الكاذبة قبيل الحرب العدوانية على العراق في تسعينيات القرن الماضي؟ ألم تتبخر تلك الوعود لتصبح في خبر كان بمجرد انتهاء الحرب؟ الم تعد الانظمة العربية إلى سابق عهدها القمعي في تعاملها مع الشعوب؟ كيف تريدون ألا يتضمن الميثاق عبارة – عفا الله عما مضى – ومن أصدروا الميثاق هم جزء من منظومة الفساد التي تعبث في الجزائر؟ ألم يتم الحكم ببراءة مبارك من الفساد ومن قتل المتظاهرين وهو الذي حكم مصر لمدة 30 سنة تقهقرت خلالها إلى عهود الظلام وفاق فيها الفساد والافساد كل الحدود؟
ماذا ينتظر المرء العربي من أنظمة دأبت على الفساد وجعلت منه سياسة معتمدة وممنهجة؟ ألم يكن في وسع الجزائر أن تكون الدولة الأقوى صناعيا واقتصاديا في المنطقة بفعل الخيرات الوافرة التي وهبها الله إياها لولا غول الفساد التي اتى على الاخضر واليابس؟ ما الفائدة من استعادة دروس ذلك الميثاق لو لم تتوفر الشروط والأسباب لإنجاحه؟ ألا تعتبر المنطقة العربية الرائدة عالميا في مجال الفساد؟ ألا يعتبر الفساد بشتى انواعه سببا رئيسيا في عدم استقرار البلدان العربية؟ كيف سنبني انسانا عربيا سويا وهو يعاني من شتى أنواع الظلم والفاقة والبطالة والتهميش والاحتقار واللامبالاة وغيرها من السلبيات القاتلة؟
بلحرمة محمد