تعقيبا على مقال عمرو حمزاوي: عن المزاج الانتقامي والمتشفي
ليس هكذا تدار الدول
هناك مبرر لمن عارض حكم الإخوان على الرغم من اختيار حكمهم ديمقراطيا، لأنهم عندما حكموا كان حكمهم قائما على أسس من حكم الجماعة وليس الدولة، فالجماعة كان يحكمها مكتب الإرشاد.
وهكذا استمر الحال مع مرسي فقد كانت مرجعيته مكتب الإرشاد وليس المجلس الرئاسي ومستشاريه، وحتى رئيس الحكومة تم اختياره كرجل لا يفهم في السياسة كما صرح بنفسه في لقاء له مع قناة «الجزيرة».
والحكمة من ذلك حتى يستقبل تعليمات المتنفذين في مكتب الإرشاد وأهمهم خيرت الشاطر ومحمود عزت. وعندما تم تعيين السيسي لمنصب وزير الدفاع فإن السبب يعود لأن أحد أقاربه كان له علاقة بالإخوان. ليس هكذا تدار الدول. هذه الإدارة الفاشلة جعلت الملايين يخرجون ضد حكم الإخوان وجزء كبير منهم لم يكن يعرف أن الأمور سوف تؤول لوصول ديكتاتور جاهل اسمه السيسي.
ففي الوقت الذي كان هم الإخوان هو الاستحواذ على مفاصل الدولة كانت الدوائر المعادية تعمل في تل أبيب وتستعين بجهود دول تسمى عربية لتقويض مصر ووأد تجربتها الديمقراطية. لم يكن للإخوان مركز أبحاث واحد لتقدير موقف. عقليات حزبية ضيقة أدارت المشهد فكان الإخفاق والدمار ليس لمصر وحدها بل للأمة جمعاء.
محمد منصور