تعقيبا على مقال واسيني الأعرج: الرواية التاريخية… الحاجة والضرورة الإبداعية
رسم الذات
مقالك بشأن :{ الرّواية التأريخية : الحاجة التأريخية والضرورة الإبداعية } في هذا الأسبوع يدفعني ( بصيغة المضارع نحو المستقبل ).نعم نحو المستقبل. بمعنى سواء أكانت الرّواية تنتمي بمادتها السردية في التاريخ أو تنتمي إلى المستقبل ( حرف الجرّ هنا مقصود : في / إلى ) كلاهما من الفانتازيا.
التاريخ الرّوائي فنتازيا ؛ والمستقبل الرّوائي فنتازيا. والفرق بينهما أنّ فنتازيا التاريخ كذبها أصعب من الكذب على فنتازيا المستقبل ؛ لأنه معلوم. ورغم ذلك قلما نجد سردًا روائيًا في المستقبل غير المعلوم. فلماذا لا نتوّجه نحو روايات المستقبل؟
وروايات المستقبل ليست من الخيال العلميّ بل تقع ضمن مفهوم السيناريو؛ والسيناريو هو الابن الشرعيّ لأمه : الرّواية. علينا أنْ لا نخشى المستقبل بل نلجه قبل أوانه كي ننقله إلى الحاضر بروح التحديّ والأمل. هو سرد فنيّ أدبي نعم ؛ إنما فيه من فيزياء الإنسان ( نغم ) وجامع للزملكان معًا. ولنا في قصص القرآن سابقة علم. فجميع قصص القرآن كنظم انتمى للمستقبل المفتوح ؛ لهذا قصصه خالدة بيننا لا تزول منذ عهد نوح…
فهل نجرّب سرد المستقبل يا صاح ؟ لمنح أقلامنا قبل مخيالنا قدرة خلاقة على رسم الذات ؛ قبل أنْ تُرسم بنكهة مترجم أو بقلم أعجم؟
الدكتورجمال البدري