تعقيبا على مقال جلبير الأشقر: تحيا الثورة الشعبية ولتسقط الطائفية
مصلحة الشعوب
ما يحصل في إيران مختلف كليا عن ما يجري من فوضى في العالم العربي.
قد تكون هناك صعوبات اقتصادية تعيشها إيران وقد تدفع الناس للاحتجاج ضد الحكومة أو النظام. ولكن من الصعب جدا على قوى خارجية كأمريكا أو إسرائيل استغلال ذلك لإثارة الفتنة أو زعزعة النظام.
أمريكا تعلم جيدا أنها لا تستطيع مواجهة النظام عسكريا لأن مواجهة من هذا النوع تتخطى إيران نفسها وستؤدي حتما إلى مواجهة مع الصين وروسيا. وفي أوج قوتها أمريكا لم تتجرأ على ذلك وغني عن القول إنها لا تملك ترف التفكير في ذلك مع تصاعد نفوذ وقوة الصين وروسيا، وإيران ايضا. فأمريكا بالنهاية مازالت تتمتع بنفوذ مطلق على اليابان وأوروبا ومعظم جنوب أمريكا وشرق آسيا، وأي مغامرة مع إيران قد تؤدي إلى مواجهة أوسع مع روسيا والصين قد تهدد نفوذها في مناطق أخرى في العالم.
و يظل لأمريكا وسيلة وحيدة لمواجهة التحدي الإيراني وهو زعزعة النظام من الداخل وقد حاولت مرارا ذلك آخرها سنة 2009، دون نتيجة. واولوية وهيكلة وطبيعة النظام في إيران كلها قائمة على مواجهة أي محاولة امريكية لزعزعة النظام من الداخل. وليس من المبالغة القول ان هذا التهديد بالذات هو الحافز الأساسي لإيران لتبني قضية فلسطين وإضعاف حلفاء أمريكا الاقليميين عبر الاستثمار في أخطاء أمريكا في المنطقة كأسس لسياستها الخارجية.
ما حدث ويحدث من فوضى في العالم العربي هو نتيجة لفشل العرب في اغتنام فرصة النهوض التي تمثلها قضية فلسطين، واستسلامهم لأمريكا وإسرائيل جعلهم عبارة عن أنظمة قائمة على العبث ليس لها هدف سوى إرضاء أمريكا وتقديم خدمات مجانية لمشاريعها أثناء مواجهة الاتحاد السوفييتي (افغانستان) ولاحقا لإرساء أسس نظام عالم ما بعد الحرب الباردة (حرب البوسنة). وحين لم تعد لأمريكا بحاجة لخدماتهم لم تتردد في التضحية بهم بهدف مواجهة إيران، التي استغلت بدورها خيبة العرب لتحسين موقفها الدفاعي ضد أمريكا.
الطائفية هي صناعة أمريكية لتحريض العرب ضد إيران مثلما تم تحريضهم ضد المعسكر الشرقي باسم محاربة الالحاد. لو كانت صناعة إيرانية كان اولى توظيفها في حرب الثماني سنوات ضد نظام صدام.
الكل يدعي انه يتكلم باسم الشعوب ودفاعا عن مصلحة الشعوب، وينادي بالاحتكام للديمقراطية لتحقيق آمال الشعوب، ولكن بدون استقلالية القرار تصبح الديمقراطية فقط وسيلة لتكريس الهيمنة الخارجية على الشعوب.
محمد ادريس
تعقيبا على مقال سعيد يقطين: في الحاجة إلى وسيط ثقافي
التأثير الرقمي
لعله ضيق المساحة لمقال غني، مجرد جرد التطور التاريخي لمصطلح «مثقف» أخذ الحيز الكبير من المقال، ولم يتبق
لتحليل الواقع الا مساحة قليله.. اختصر فيها الكاتب كل ما تبقى.. لتبدو نهاية المقال غير منسجمة مع الباقي..
أنا أجد أن المقال غني ومهم، وحبذا لو أكمل الكاتب الفكرة كاملة في المستقبل القريب، في مساحة أكبر.
خصوصا بشيء من الإسهاب في معالجة الحالة المعاصرة، والتأثير الرقمي.
ابن الوليد – ألمانيا