تعقيبا على مقال رشيد خشانة: تونس سفينة بلا ربان
تكوين المجتمعات
كنت أكرر أن تطرقي بالتعليق حول بعض المواضيع التونسية… لا يذخل في خانة التدخل في خصوصية الآخرين… ولكنه يرتبط عندي بحب كبير لهذا البلد الذي نعتبره مغربيا… وأيضا باعتبار العمق التاريخي والحضاري لتلك المنطقة قبل الإسلام وبعده… التي شكلت مرتكزا أساسيا في صناعة حضارة المسلمين وفكرهم…
عكس ما يحاول بعض أتباع المرحلة الفرانكفونية الترويج له بالقشور والسفاسف وتقديس المحنطات من البشر والحجر…، وفي هذا السياق كان المطلوب مثلا أن يستحضر إخواننا في تونس ما ذهب إليه أحد أبناء تونس البررة وهو ابن خلدون، عندما تكلم عن تكوين المجتمعات والدول وتطورها صعودا وهبوطا وتركيزه على مسألة العصبية ولقمة العيش كمكونين لذلك البناء…
إذ لا معنى للكلام عن ديمقراطية الكلام… ونحن ننتج الفقر ونعطل السياحة ونبعد الاستثمار… ونعرقل الفلاحة وندفع الصناعة نحو الإفلاس……، وكيف نتكلم عن ضرورة تحفيز الناس على العمل… ونعمل جاهدين على إقصاء كل المحفزات الروحية والمعنوية والإخلاقية… ؟
وكيف نتكلم عن عدالة التوزيع ونحن لا ننتج ما يمكن توزيعه سوى الكلام والتنظير الذي لا يقدم ولا يؤخر.. ولا يؤثر إلا في إجهاد الحناجر، ثم أليس الأجدر بنا وربحا للوقت أن يكون نقاشنا اقتصاديا ثم اقتصاديا ثم اقتصاديا…
قبل أن يتهدم البناء فوق رؤوس الجميع… بدل الانشغال بمحاولة ترويج ما لا يقبل الترويج… حتى في أصغر حي من أحيائنا؟.
مصطفى – المغرب