تعقيبا على مقال يحيى الكبيسي: تصريحات ولايتي والمأزق الإيراني في العراق
أوراق لبسط الهيمنة
لقد انتهت سيادة العراق على أرضه منذ الغزو الأمريكي سنة 2003. وبعد 2007، صار النفوذ على العراق مقسما بين إيران وأمريكا. و تفاهم 2007 بين أمريكا إيران يمثل فقط استراحة محارب للطرفين لا يمكن أن يستمر طويلا . كل ما يجري في العالم العربي منذ مجيء اوباما إلى اليوم هدفه في النهاية الإعداد لتغيير ظروف المواجهة في العراق عبر إعادة تشكيل النظام العربي، استعمال العرب كحطب لحرب أمريكا ضد إيران لطردها من العراق ونقل المواجهة معها إلى داخل إيران إن أمكن.
وبعد أن انقلب ربيع اوباما إلى فوضى استفادت منه إيران لتحسين وضعها في العراق على حساب أمريكا عبر إحراق ورقة «تنظيم الدولة» (داعش) وتنسيقها مع تركيا لتحييد ورقة استقلال الأكراد، لم يظل أمام أمريكا سوى استخدام الأكراد شرق الفرات في محاولة لكسب الوقت بانتظار تحديد استراتيجيتها الجديدة للعراق. وغني عن القول إن أمريكا والتي رغم استعانتها بكامل جيشها وفي أوج قوتها لم تستطع تحمل تكلفة حرب الاستنزاف التي قادتها إيران ضدها لتضطر لاقتسام النفوذ معها على العراق، هي أعجز عن حماية حدود وهمية على طول نهر الفرات محاصرة شرقا بإيران وميليشياتها العراقية وغربا بالجيش الروسي.
ولعل تلك هي الرسالة التي أرادت إيران أن تبلغها لأمريكا عبر زيارة ولايتي، وهي ليست رسالة موجهة إلى داخل العراق، فتوجيه الرسائل الإيرانية للداخل العراقي ليس من اختصاص ولايتي.
ووضع إيران في العراق هو أفضل وضع لها منذ الغزو الأمريكي إلى الآن. ولا يمكن الحديث عن مازق إيراني في العراق فكل الطبقة السياسية في العراق من العبادي إلى المالكي مرورا بالصدر والحكيم هي أوراق إيران لبسط هيمنتها على العراق.
محمد إدريس