تعقيبا على مقال منصف الوهايبي: هل كان العرب يتكلمون الفصحى
موجودة قبل الإسلام
دائماً نسمع اللغة العربية والإسلام، ماذا عن المسيحيين؟ ونسي البعض أو تناسىوا أن اللغة العربية لم تكن مقصورة على المسلمين، لأنها كانت موجودة قبل الإسلام، وتحدث بها بعض من المسحيين العرب. تقول الدراسات عن المسيحية واللغة العربية، قد استعرب المسيحيون شيئاً فشيئاً، في مصر والعراق وفي الشام وأصبحت اللغة العربية حلقة الاتصال بين جميع المسيحيين في الشرق، وحلت اللغة العربية مكان اليونانية، وربطت بين الروم والسريان والأقباط، والمسيحية التي لا تعرف لغة مقدسة معينة صارت ديانة مقبولة في شتى بقاع العالم، بل انتشرت في الشرق الأوسط بفضل المسيحيين العرب مثل «بطرس البستاني» و «ناصيف اليازجي»، اللذين شاركا في ترجمة الكتاب المقدس إلى اللغة العربية. لقد بدأ المسيحيون العرب يشعرون بتحديات منذ دخول الإسلام فالقرينة الجديدة التي عاشوا فيها دفعتهم لصياغة إيمانهم بتعبيرات لغوية بمفردات جديدة، مع حفاظهم على إرث إيمانهم.
عن بداية الكتابة العربية، يرى الأب سمير خليل اليسوعي، أنه لا أحد من العلماء يشك في أن الخط العربي يرجع إلى أصل مسيحي، فأقدم الكتابات العربية الشمالية وجدت على أبواب الكنائس، مثل «كتابة خرائب زبد، المكتوبة بثلاث لغات اليونانية، السريانية، والعربية سنة51 ميلادية. وكذلك نقش حران باليونانية والعربية المنقوش سنة ميلادية568.»
ويؤكد جواد علي، أن الذين كتبوا بالقلم العربي الشمالي، الذي أخذ منه قلم مكة، هم من العرب النصارى، خاصة رجال الدين لحاجتهم إلى الكتابة في تعليم أولاد النصارى الكتابة، وتثقيفهم ثقافة دينية. فكانوا يعلمونها في المدارس الملحقة بالكنائس. أثرى الكثير من شعراء المسيحيين وغيرهم اللغة العربية بتعبيرات لم يسبقهم إليها أحد، فأصبحت وما زالت، على ألسنة كثيرين.
أحمد – هولندا