تعقيبا على مقال صبحي حديدي: هل هي «انتفاضة شيعية» حقاً؟
بترول العراق
عملت لدى شل الهولندية في منطقة البصرة وفي حقول مجنون وخور الزبير وجنوب وشمال الرميلة، Bp تأخذ (أو تنهب بتعبير أصح) النفط وتولي الغاز(وسوائله من ال NGL) لشل (Shell)، شل بدورها تأخذ (أو تنهب) بواجهة ما يسمى بشركة غاز البصرة (BGC)حصتها ، ما لا تستطيع إسالته شل بأقل ما يمكن من استثمار بإصلاح بنية تحتية كانت قائمة اصلاَ بعظمة بناها عراقيون عمالقة في عهود العراق العربي الذهبية ودمرها تماماً الثور الانكلوسكسوني.
ما لا تستطيعه شل من ذلك تحرقه بالهواء مباشرة (direct flaring) بكل ما فيه من سوائل شُعلات ملتهبة ارتفاعها يصل من خمسين إلى ثمانين متراً يجري انجازها بسرعة البرق، حفرة Pit وأنبوب موزع Mnifold…كوارث بيئية حقيقية تجري وتستمر على مدار الثانية. كنا نجتمع مع Bp للتنسيق فيما يخص النزر اليسير من فتات المشاريع (كإنزال صمام هنا أو هناك…) على طرفي الطاولة; بريطانيون (أنا بينهم بجنسيتي البريطانية لا العربية).. لا عراقيون بيننا إطلاقاً، فقط من ينتظرون خارجا لنقلنا وحمايتنا أثناء التنقل.
لم أستطع تحمل كل ذلك فغادرت. بكل أسف ولوعة، بترول العراق ذهب غنائم حرب يا عزيزي ومن ينهبه يدخل العراق من مطار البصرة وتتلقاه حافلات صغيرة مصفحة بحديد سمكة عشرة مليمترات حيث يلبس الجميع سترات ثقيلة واقية من الرصاص، يجلس في المقاعد الأمامية مرتزقة بريطانيون على الأغلب مسلحين ببنادق اوتوماتيكية توظفهم شركات النفط، تمشي الحافلة بطرق خارجية خاصة لتصل مباشرةً لموقع الانتاج…
بإختصار، بترول عراقنا العربي العظيم عراق العمالقة الكبار، ذهب غنائم حرب…
احمد طراونة