تعقيبا على مقال إلياس خوري: من الشعار إلى الاستعارة
الوعي الجمعي الشرقي
الأستاذ الياس خوري ناقد بالإضافة إلى كونه روائيا، بمعنى أنه بلغة الحداثيين مبدع.
والمبدع في العرف المعاصر يتمتع بحصانة فهو لا يُسأل عما يكتب وما على الآخر المتلقي إلا أن يحلل كلامه.
التحدي في مجال الكتابة الإبداعية لا يفيد ولا يقيم حجة لا على الكاتب ولا على المتلقي الذي لم يفهم ما كتبه الكاتب ..
للفظة الليل مكانة أثيرة في الوعي الجمعي الشرقي، فهي تثير فيه دلالات متباينة.
وقد فعل محمود درويش بلفظة الليل ما فعله بها المطربون العرب، فقد أدمنوا على ترديدها، وطالما استهلوا أغانيهم بالجملة الشهيرة ( يا ليلي يا عيني يا ليل)، حتى ابتذلت دلالة الليل وصارت تعني عند عامة الناس الهم والعذاب والهجر والاشتياق والمتعة، غير أن محمود درويش كما قال الاستاذ خوري اعتصر لفظة الليل، بمعنى أفرغ حمولتها الدلالية المبتذلة وشحنها في قصائد عديدة بدلالات روحية تفيض بوهج الحب والحنين للوطن.
عادل الصاري – ليبيا