واقع متفجر
(…في سبيل التوصل إلى ما يمكن تسميته بـ«صفقة شاملة»، تؤسس لموقف عربي فاعل خاصة تجاه الواقع المتفجر في فلسطين، تحجيما للعدوان الإسرائيلي على الاقصى والقدس المحتلة، وتسريعا لجهود اعمار غزة، وانقاذا للاوضاع المتدهورة في ليبيا والعراق وسوريا).
وأماني الكاتب المحترم لها كل الوجاهة والاحترام ولكن (ما كل ما يتمنى المرء يدركه …تجري الرياح بما لا تشتهي السفن) ورياح زعماء العرب ومنذ قممهم الكثيرة التي تملأ صفحات الورق بالوعود والتعهدات الكثيرة التي تلامس العواطف يتبخر رصيدها بمجرد ارفضاض هذه الاجتماعات وتصبح لا تساوي الحبر الذي اريق والورق الذي أهدر.
وكذلك فان الكاتب وبحسن نيته المفرطة في التفاؤل يختم مقالته بهذه العبارة (… خاصة اذا صفت النفوس وخلصت النيات، وهو ما يرجوه كل عربي ايا كان موقعه الجغرافي او السياسي). وتجارب الماضي القريب والبعيد مخيبة للآمال ومع ذلك نضرع إلى الله ان تصفى النفوس وتخلص النيات
وعلى كل حال فان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم؛وفي ظن الكثيرين ومن الواقع المعاش فان نفوس معظم الزعماء العرب المتنفذين سقيمة ولا يهمها الا الحفاظ على الكرسي الذي اجلست عليه او ورثته ما دام فيها عرق ينبض.ودليل هؤلاء هو سير معظم هؤلاء الزعماء عكس عقارب ساعة التاريخ التي تقول لامة العرب والمسلمين كفاكم سباتا وانفضوا عنكم غبار الانهزامية والتخلف والتبعية،وانصتوا إلى نبض شعوبكم وتطلعاتها للحرية والوحدة وتلمس سبيل النهوض والكرامة والعزة.
وتجارب الماضي والحاضر مخيبة للآمال؛وعلى سبيل المثال فقد استعصى على الانكليز واليهود اخضاع أهل فلسطين قبل 1948،فاوعز الانكليز للجامعة العربية لارسال جيوشها لفلسطين لنزع سلاح المقاومة وافشال الهبات الجهادية ضد اليهود لتسهيل اقامة كيان إسرائيل الغاصب على ارضنا في فلسطين.
ولا يغيب عن بال احد صمود أهل غزة البطولي ضد الغطرسة الإسرائيلية وعندما فشل العدوان اليهودي وفشل التآمر الرسمي العربي على أهل غزة ضيقوا عليهم خناق الحصار ؛بل وعاقب انقلابيو مصر أهل رفح المصرية واقتلعوهم من جذورهم وهدموا بيوتهم وعمرانهم وهجروهم ،وكل ذنبهم انهم كانوا يضمدون بعض الجراح لأهل غزة المحاصرين ويمدونهم ببعض اسباب العيش بواسطة الانفاق.وهذا السلوك الهمجي لهؤلاء الانقلابيين تدعمه معظم الدول العربية ؛وكل ذنب أهل غزة انهم كابوس مرعب لإسرائيل ويتمردون على غطرستها ويتمردون كذلك على انبطاح الزعماء العرب لها بوحي من اعداء امتهم ودينهم .
ع.خ.ا.حسن
المصالحة مع الشعوب
للأسف مصير هذه المصالحة سيكون الفشل، لأن أسباب الخلاف ما تزال طافية على السطح وبوضوح، المصالحة الحقيقية هي مع الشعوب وليس على مستوى القمم فقط، لا يمكن تحييد الاسلام السياسي من اي معادلة يكون فيها صراع البقاء والوجود العربي اولوية قصوى …
لا يمكن ان تبقى هذه الحكومات تحارب الجزء الأكبر من شعوبها وهي تواجه تحديات وجود وبقاء، أتمنى أن تتمدد هذه المصالحة وتشمل الأخوان في مصر والخليج والاسلام السياسي المعتدل في الاْردن والعراق وسوريا وهم السواد الأعظم في منطقتنا العربية، لأن التهديد الإسرائيلي والإيراني والغربي هو مسلط على السلطة والمعارضــة معا والكـــل يستثمـــر في هذا الخلاف المستمـــر، وكلنا يتذكر ردود فعل العالم وأمريكا بالذات من المصالحــة الفلسطينية ولازالوا يعملون بشكل فعال على تمزيقها وتمزيق المجتمعات والنسيج العربي …
احمد العربي ـ لندن
الشعوب باقية والزعماء زائلون
ستنجح المصالحة اذا كانت النوايا خالصة ولا اجندات خفية ومصلحة الشعوب تأتي أولا عند كل زعيم، ستنجح اذا كانت المصالحة بين الشعوب أولا فالزعماء زائلون والبلدان باقية.
ستنجح اذا كانت مبنية على التعقل وادراك المصالح كما في اوروبا ستنجح اذا كانت جزءا من خطة لتنفيذ هدف اكبر ناتج عن عمل جماعي لهذه الدول، بالنظر للشروط اعلاه اظن المبادرة هي اقرب لهدنة تراشق اعلامي وليست مصالحة حقيقية.
محمد ـ مصر
الأقصى لم ينقذه أحد
كأن العرب خلال الأربعين سنة الماضية من إحتلاله قد أنقذوا الأقصى بالإستثمار في مدينة القدس وتثبيت العرب وعدم تعرضهم لخنق إقتصادي؟ ولعدم إجلائهم منها رأب الصدع هذا هو فقط لصالح الحكام وإنقاذ عروشهم ولاعلاقة له البتة بالأقصى أو قضايا العرب أو الثورات التي حولها الأعداء لمعاول تفتيت، هنا برز الحكام العرب ليقولوا أيها الشعوب لا حياة لكم إلا ببقائكم تحت فسادنا وأحذيتنا وإلا سلمناكم للأعداء للبطش بكم. فكيف تنتظر خيرا منهم .
أدهم ـ تونس