نحن نعلم ان الندم لا يعيد مافات، ولا يرد القدر الا الدعاء، فمن المباح ان نعيد للوراء، ونفكر قليلا في الماضي، ونلبسه ثوبا جميلا، حتى ولو كان مريرا، فمرارته احلى من الوقت الحالي، فنتساءل لو كان صدام حسين حيا هل ظهرت الآفة داعش، وشتتت بلد الرافدين، وقتلت، وسيطرت، واعتلت المنابر، وادخلت الرعب في العالم برمته، لا اعتقد، لوقف في وجهها ولا تجرأت اصلا ان تقدم على هدا العمل الشنيع في العهد الصدامي، ولدفنهم احياء.
أنا لا امجد صدام، ولست محبا له، ولكن كانت افعاله تشفع له، ولقوته العسكرية، الجبارة، فزواله خسارة للعراق وجيرانه، فمند موته والعراق لم يعد الا علما يرفرف تلعب الرياح به، دون سارية تجعله صامدا في وجه الأعاصير، والعوامل الطبيعية، فتمزق، ومن أتى بعد صدام ودخل في السلطة المرفهة، اغفل تحصين البلد داخليا وحدوديا، فنخر وسقط، وتهاوى.
عبدالله عايض القرني