تعقيبا على مقال د. مثنى عبد الله: عودة الأب الضال

حجم الخط
0

تصحيح المسار
بانوراما واسعة جعلنا د. مثنى مشكوراً نطلّع عليها في أسطر قليلة، وأجاد كعادته التشخيص والوصف.
لكن ألا ترى يا دكتور أن الهوان وصل في العراق، أن مسؤوليه هم من يسارعون للذهاب إلى من يستدعيهم وهو من بحاجة إلى العراق؟!
طالما أن السعودية والإمارات، قد قصرتا كل هذا القصور، وعندما شعر مسؤولوها بضرورة تدارك هذا القصور، بما بدت مصالحهما تستدعيه، كان الأولى ان يطير مسؤولو تلك البلدان إلى بغداد وليس العكس، أو أن بغداد نفسها تبين أن من يريد تصحيح المسار، عليه أن يأتي بنفسه !
لكن التبعية التي صارت جزءاً من تركيبة السياسيين العراقيين جعلتهم هم من يسارعون لتلبية طلبات «السادة» وهو للأسف التصرف الذي أدمنوا فعله مع الجارة الشرقية!
وكم الأمر محزن إلى أبعد الحدود أن يصل الهوان بمن كان يقود إلى أن يقاد!!
اخيراً، كل المؤشرات ومنذ سنوات، تشير إلى أن دول الخليج، تبذل كل ما في وسعها، لدعم وإيصال السيد مقتدى الصدر ليصبح على رأس حوزة النجف، بعد وفاة المرجع الحالي، لتضمن حليفاً عربياً، تكون لتلك الدول دالة عليه، حين الوصول إلى ذلك المنصب، فتضمن إلى حد كبير ولاء الشيعة العرب وغيرهم حتى، في كل أنحاء العالم الذين يتبعون حوزة النجف، أو على أقل تقدير تحييدهم ـ ومنع إيران من التحكم بهم من خلال رجلها الفارسي المعتاد على رأس تلك الحوزة ومنذ تأسيسها قبل أكثر من ثلاثة قرون !
من الصعوبة بمكان تجاوز هذا الأمر، فكل المؤشرات تشير إلى ذلك، خاصة أن طموح السيد مقتدى وعائلته ووالده الراحل من قبل في هذا المنصب بلا حدود، ومن هنا تلتقي مصـالح الأطـراف المعنـية!
اما مسألة درجته الحوزوية والعلمية، فكما تعلمون، هذه يمكن تجاوزها بقرار، فالخميني، منح درجة آية الله العظمى، في لحظات، لمنع اصدار حكم بالإعدام عليه من قبل شاه إيران، ورغم أن القانون الحوزوي في حينه يمنع تواجد أكثر من 5خمسة أشخاص بدرجة آية الله العظمى على قيد الحياة، ومع ذلك تم تجاوز ذلك، وصار الخميني سادسهم، حين اقتضت المصلحة ذلك!
نفوذ السيد الصدر وثروته وما يحصل عليه من دعم، تؤهله للحصول على الدرجة المطلوبة في الوقت المناسب، ونرى كل فترة، منح السيد مقتدى شهادات دكتوراه فخرية من قبل جامعات لم يسمع بها احد! علماً أن تعليم الرجل باستثناء الحوزات لم يتجاوز الدراسة المتوسطة!
د. أثير الشيخلي – العراق

صفيح ساخن
السيد الكاتب تكلمت عن دور السعودية في حصار التسعينيات ولم تذكر ما سبقه وتسبب فيه.
قامت القوات المسلحة العراقية ومن دون توقع بغزو وإحتلال بلد عربي صغير مجاور وتسبب ذلك بتوجيه ضربة قاصمة للتضامن العربي لم يتعاف منـها حـتى الآن. كنت أعمل طبيب جرّاح وبحكم عملي شهدت ما حدث منذ الساعة الخامسة صباح يوم الغزو وحتى أُخرجنا من الكويت لا لسبب سوى كوننا عراقيين. أما الحصار فأنا متأكد أنك بوصفك كاتبا بمواضيع سياسية تدرك آلياته. بعد الحرب العالمية الثانية تم إنشاء نظام عالمي جديد تحت مظلة ميثاق منظمة الأمم المتحدة.
شئنا أم أبينا، تلك هي الآلية التي تحرك الشأن السياسي العالمي ولن نستطيع تغييرها بالنعيق، ولكن ممكن إذا أصبح طرف ضعيف قوة عظمى. فالحصار على العراق بكل قراراته جاء تحت الفصل السابع الإلزامي وكل الدول المجاورة للعراق بدرجة أو أخرى إلتزمت به. عانى الشعب العراقي بملايينه في الداخل والخارج (وأنا منهم) من ذلك بسبب مغامرة النظام السابق وسياساته الخرقاء.
منذ ذاك الحين وغزو العراق وهو عمل إجرامي آخر ضاعف من المشكلة إنتشر الإرهاب كما نراه الآن والشحن الطائفي وأصبحت المنطقة على صفيح ٍ ساخن. بصراحة، هناك نار ترى من خلل الرماد، والعقلاء مطلوبون لإطفائها.
د محمد شهاب أحمد – بريطانيا

… والكاتب يرد: شراء ذمم
خالص التحية والتقدير إلى جميع الإخوة.
فأما ما تفضل به السيد محمد فعليك أن تقرأ تاريخ حكام المملكة جيدا لترى بأن كل أفعالهم طوال أكثر من سبعين عاما كانت موجهة ضد العرب والمسلمين. أما بشأن الحصار فلم أقل أن السعودية هي التي قررت الحصار، لكنها كانت تشتري ذمم دول كثيرة كي يستمر وإذا أردت المزيد فأقرأ شهادة حية لوزير الخارجية الروسي الأسبق فهو يقول إنهم عرضوا على روسيا 3 مليارات دولار كي لا يستخدموا الفيتو لصالح العراق.
دالة أخرى على الدور السعودي حصارها لقطر. أما غزو وأحتلال الكويت فلم نذكره في مقالنا ولم نقل أنه فعل صحيح، وإذا وجدته في مقالنا فدلنا عليه رجاء، أما خلط الأمور فلن ينفع التوضيح. أما بشأن توضيح الأخ الدكتور فأتفق معك في طموح دول الخليج إلى أن يتولى الصدر حوزة النجف لكن ذلك لن تسمح به إيران، وهنالك سابقة حصلت في تاريخ الحوزة قتل فيها العربي الذي دعمته الحكومة العراقية كي يتولى الحوزة.
لكني أختلف بعض الشيء معك أخي العزيز الدكتور أثير وهي أن وزير الخارجية السعودي هو من وصل إلى بغداد بزيارة مفاجئة وبعدها كرت مسبحة العراقيين بالذهاب إلى السعودية والإمارات.
د. مثنى عبدالله

تعقيبا على مقال د. مثنى عبد الله: عودة الأب الضال

كلمات مفتاحية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

إشترك في قائمتنا البريدية