الناصرة ـ «القدس العربي»: يتجه رئيس حكومة إسرائيل بنيامين نتنياهو نحو تعيين رئيس جديد لرئيس جهاز المخابرات الخارجية «الموساد» من خارجه. ويرجح أن يؤدي ذلك إلى ضجة داخلية كبيرة لرؤسائه يعتبرون التعيين الخارجي نزع ثقة عنهم.
وينهي الرئيس الحالي قريبا مهامه بعدما أخذ «الموساد» نحو مسارات دبلوماسية بعكس سابقه مئير دغان الذي اتسمت فترته بكثرة الاغتيالات وأبرزها القيادي في حركة حماس محمود المبحوح عام 2010 في الإمارات، علاوة على تصفية علماء ذرة إيرانيين.
وكشفت صحيفة «يديعوت احرونوت» ان الجنرال (احتياط) عيدو نحوشتان، القائد الـ 16 لسلاح الجو الإسرائيلي، هو أحد المرشحين لمنصب رئيس الموساد المقبل، خلفا لتمير بدرو، الذي سينهي مهامه في كانون الثاني/ يناير المقبل. ونقلت عن مصدر مطلع على مجريات المنافسة على المنصب قوله إن اسم نحوشتان طرح قبل حوالى الشهر من قبل المقربين من رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو. ووصفه بأنه «يتمتع بفرص كبيرة» للتغلب على المرشحين الثلاثة من داخل صفوف التنظيم وهم: رامي بن باراك، ويوسي كوهين، ونائب الرئيس الحالي للموساد.
وفي الأسبوع الماضي انهى نتنياهو جولة أخرى من المقابلات مع هؤلاء الثلاثة قبيل إشغال المنصب الذي يدوم أربع سنوات عادة. وكانت مقابلات طويلة ومفصلة، اعرب خلالها كل واحد من المرشحين عن وجهة نظره وبرامجه لمستقبل الموساد. وترجح «يديعوت أحرونوت» المناوئة لنتنياهو أنه في حال تعيين نحوشتان لهذا المنصب، سيؤدي ذلك لموجة من الاستقالات والاحتجاج واعتبار القرار بمثابة نزع ثقة من قبل نتنياهو بالتنظيم الاستخباري التابع له مباشرة. وقال أحد المسؤولين الكبار المقربين لجهاز الموساد، أمس، إنه «اذا صح هذا النبأ فإن هذا يعني « صفاقة وفضيحة وصفعة على وجوهنا».
وتابع القول «مع كل الاحترام لنحوشتان، ولقدراته القيادية المثبتة ونجاحه في سلاح الجو وانتمائه لعائلة محاربة، إلا انه لا يعرف على الأقل 99% من نشاط الموساد». ويستصعب المصدر الفهم لماذا سيستبعد رئيس الحكومة مرشحين يعتقد بنفسه انهم يلائمون للمنصب، ونشأوا داخل التنظيم وأشرفوا على العمليات وعلى المنظومات وخدموا في الجهاز طوال عقود ويعرفونه من الخارج والداخل، وسيفضل عليهم شخصا خارجيا؟.
ويعتبر ترشيح نحوشتان لهذا المنصب مفاجئا، ذلك انه خلافا لجهاز الشرطة، لا تسود في الموساد أي ازمة تبرر استحضار جهة خارجية. يشار إلى ان ستة من بين 11 شخصية ترأست الموساد حتى اليوم، نشأوا داخل التنظيم، بينما وصل البقية من صفوف الجيش.
في سياق متصل كشف أيضا أن نتنياهو يؤخر تعيين رئيس لجهاز الحفاظ على المعلومات الأمنية السرية في وزارة الأمن. وقالت «يديعوت احرونوت» إن خلافا شديدا يسود بين نتنياهو وبين وزير الأمن موشيه يعلون، حول تعيين نير بن موشيه لمنصب رئيس الجهاز المسؤول عن الأمن في الوزارة. وهو الشخص الذي يتحمل المسؤولية عن حماية أهم الأسرار الأمنية لدولة إسرائيل.
وكانت لجنة التعيينات برئاسة المدير العام لوزارة الأمن قد اختارت بن موشيه لهذا المنصب خلفا للرئيس السابق امير كين الذي انهى منصبه في تموز/ يوليو الماضي، لكنه استجاب مرتين لطلب تمديد عمله حتى يتم تعيين الرئيس الجديد. والآن انتهت فترة ولايته وإذا لم يتم الاتفاق على تعيين بن موشيه عاجلا فسيبقى قسم حماية المعلومات الأمنية بدون رئيس ابتداء من يوم الثلاثاء المقبل.
وكان مفوض خدمات الدولة قد صادق على تعيين بن موشيه، لكنه وكما كشفت القناة العاشرة، فإن نتنياهو ولأسباب غير واضحة يعيق التعيين ولا يطرحه أمام الحكومة للمصادقة عليه. ويثير هذا السلوك غضب وزير الأمن يعلون الذي يضغط من أجل المصادقة على التعيين بأسرع ما يمكن.
وديع عواودة